القضية الفلسطينية وجوهرها القدس في الدراما

القضية الفلسطينية وجوهرها القدس في الدراما

18/4/2020

عبد الله توفيق كنعان*

تعتمد الحركة الصهيونية العالمية على الاعلام باختلاف اشكاله، وتستخدمه في تشكيل الرأي العام العالمي المؤيد لها، ليساعدها على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية في فلسطين العربية واقامة الدولة اليهودية على ارضها، اضافة الى توظيفها للعملاء في وسائل الاعلام في جميع انحاء العالم لخدمة أهدافها الاحتلالية، ومن المعلوم أن تمسك الصهيونية بسلاح الإعلام هو وليد فكر مؤسس الحركة الصهيونية ( الصحفي ثيودور هرتزل)، وهذا الإعلام يرتكز في استراتيجيته على شبكة إعلامية واسعة الانتشار يمتلكها خاصة في الولايات المتحدة الامريكية والغرب، كما تستند الصهيونية في رسالتها الإعلامية المزيفة والمشوهة على منهج الأكاذيب وتزوير التاريخ واختلاق الأساطير الدينية وتوظيفها في اقامة الدولة اليهودية على الاراضي العربية المحتلة في فلسطين التاريخية .
والدراما على اختلافها في حقيقتها إعلام موجه تجاه الأجيال والمجتمعات، ومن خصائص الدراما المعاصرة التأثير المباشر في ذهن المتلقي نظراً لسرعة انتشارها وعدم القدرة على منعها مع وجود شبكة الانترنت والفضائيات الكثيرة، غير أن من المخجل والمعيب أننا أصبحنا نشاهد احيانا في بيوتنا دراما تجارية فارغة المضمون والهدف، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، تقوم بتزوير التاريخ وتزييف الإرث الحضاري الأصيل وتحديداً المتصلة جذوره بالقضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرها مدينة القدس، وقد غاب عن عقل من يعد وينتج هذه الأعمال أن على عاتقه ومسؤوليته المساهمة في صناعة معرفة هذه الأجيال التي تقضي ساعات طويلة أمام التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، وواجبه التوعية بحقائق وتاريخ القضية الفلسطينة وجوهرها مدينة القدس، بما في ذلك بيان وفضح جرائم ومجازر الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وممارسات التهجير والاستيطان والتمييز العنصري ( الابرتهايد) والاستيلاء على الاراضي وتدمير كافة سبل الحياة الضرورية لأهلنا في فلسطين منذ نشوء الحركة الصهيونية حتى وقتنا الحاضر.
إن الدراما الوطنية والقومية المطلوبة هي القائمة على وجود سلسلة متكاملة من التأليف والإعداد والإنتاج، يقوم عليها أهل الخبرة والدراية، خاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية والقدس، والتي أصبحت محور الكثير من أعمال الدراما، فعلى الرغم من كثرة المراجع والمعلومات حولها، إلا أن التدقيق والبحث فيها من قبل أهل الإختصاص أمر مطلوب دائما قبل تقديمها معرفة درامية لأجيالنا التي لم تعش أحداثها، خاصة أن الحركة الصهيونية قامت بتزوير تاريخ فلسطين والقدس بشكل كبير، لذا فقد آن الآوان أن تكون هناك لجان وطنية وقومية عُليا مفعلة تراقب الانتاج الدرامي وغيره من المناهج الدراسية ومصادر المعلومات التي تنهل منها الاجيال ، وتحفظ أجيالنا من تسرب معلومات خاطئة تهدد هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا العربية والاسلامية وبالذات المرتبط بالقضية المركزية الأولى القضية الفلسطينية وجوهرها القدس.
إن الوعي الإيجابي وردة الفعل الكبيرة التي أشاهدها على انتقاد ورفض أي أعمال درامية مسيئة، يقودني للقول لأهل فلسطين والقدس، أن القضية قضيتنا جميعا عربية من المحيط الى الخليج واسلامية في كل بقاع العالم فالحق والأرض والهواء والشجر والماء والمقدسات الاسلامية والمسيحية كلها فلسطينية عربية من بحرها إلى نهرها منذ الأزل وإلى الأبد، وستشرق على أرضنا العربية المحتلة الحرية وسيرحل عنها المستعمر المحتل عاجلا ام اجلا، وستبقى أمتنا العربية والإسلامية الدرع القوي المتماسك بوعي القادة وأهل الفكر والثقافة والدراما والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرهم، وسيبقى الأردن بقيادته الهاشمية الرائدة على العهد مدافعاً ومناصراً ومسانداً لاخواننا الصامدين الصابرين في فلسطين والقدس مهما بلغت التضحيات وكان الثمن.
*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

 

Comments are disabled.