الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية

الحفريــات

شكل الحرم القدسي الشريف محور الاهتمام الأساسي لليهود منذ احتلالهم الشطر الشرقي من القدس عام 1967م الذي تملأ جنباته الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وهم يسمون الحرم القدسي “جبل الهيكل “ويدعون أن ما يسمى “هيكل” سليمان كان قائماً في هذا المكان، ويدعون أيضاً أن نزول المسيح اليهودي “الماشياخ” مرهون بإعادة بناء “الهيكل” المزعوم، في نفس البقعة التي يزينها المسجدان الرائعان: الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وذلك بعد إزالتهما، لا سمح الله. وحتى يثبتوا هذا الزعم الباطل، الذي لم يرد إلا في التوراة المنحولة التي بين أيديهم فقد بدأوا بعد الاحتلال مباشرة بإجراء حفريات مكثفة في محيط الحرم الشريف، من جهات مختلفة، وبخاصة الغربية والجنوبية. وأعادوا حفر الأنفاق التي كانت مطمورة تحت ارض حرم الأقصى. وقد أدى ذلك إلى إضعاف أساسات المسجد الأقصى، علماً بأن الحفريات التي بدأت من الزاوية الغربية باتجاه الشمال وباتجاه الشرق، واحداها وصلت اسفل أرضية المسجد الأقصى. كما أن حفرية أخرى اتجهت من الغرب نحو الشرق باتجاه مسجد قبة الصخرة.

إن إزالة الأتربة من الأنفاق تحت أرض المسجد ومن أساساته، جعل الكثير من الخبراء يعربون عن قلقهم وتخوفهم من احتمال انهيار المسجد الأقصى نتيجة تخلخل الهواء، في حال مرور طائرات بشكل كثيف فوقه، أو بفعل زلزال، هذا إذا استبعدنا أن يتم ذلك بعمل إرهابي مدبر على ايدي متعصبين، عبر الأنفاق والممرات السرية التي أقاموها. كما أن للحفريات أهدافاً أخرى، هي محاولة التقليل من هيمنة الطابع الإسلامي الذي يجلل المدينة المقدسة، وذلك من خلال إظهار آثار قديمة لأمم أخرى وإن لم تكن يهودية. ومع أن عدد الحفريات قد بلغ إثنتي عشرة حفرية على مدى خمسة وثلاثين عاماً، لم تترك مكاناً يعتقد اليهود انه قد يكون موضع “الهيكل” المزعوم، إلا إن كل جهودهم وأوهامهم قد ضاعت أدراج الرياح فلم يعثروا ولو على شظية واحدة من دليل، تؤيد صحة تلك المزاعم لانهم في الحقيقة يبحثون عن وجود شيء لم يكن موجوداً أصلاً.

المجازر والانتهاكات

لم يخف اليهود نواياهم في الاستيلاء على الحرم القدسي تمهيدا لهدم المسجدين، لاقامة “الهيكل المزعوم” وحتى يحققوا ذلك قاموا بسلسلة من الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى وقبة الصخرة، بلغت ذروتها في محاولة إحراق المسجد الأقصى عام 1969م على يد صهيوني أسترالي، يدعى دنيس روهان وبتواطوء مع السلطات الإسرائيلية. وقد أنشأ اليهود حوالي (30) منظمة إرهابية تعمل على ازالة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، مع العلم أن عدداً من الزعماء السياسيين الإسرائيليين من اليمين واليسار، ومن الأحزاب الدينية، والسلطة القضائية، ومن أعضاء الكنيست وأستاذة الجامعات، وقادة الفكر ورجال الدولة، يؤيدون بل ويدعمون مثل هذا التوجه الخطير.

وكان شارون قد وعد حاخامات ما يسمى مستعمرات الضفة الغربية قبيل انتخابه رئيساً للحكومة الإسرائيلية للمرة الثانية، بأنة سيعمل على السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، وطلب إمهاله حتى الوقت المناسب ليقوم بذلك كما صرح قائد شرطة القدس المحتلة ميكي ليفي، أن ذلك سيتم بعد إنتهاء العدوان الاميركي على العراق. وبالفعل بدأوا منذ شهر حزيران 2003 بتدنيس حرم الأقصى بدخولهم فيه عنوة والصلاة هناك أحياناً. وفيما يلي نبذة مختصرة عن أهم تلك الاعتداءات والانتهاكات، والمحاولات الرسمية لاقتحام حرم الأقصى وإيقاع الأذى بالمسلمين وبالمسجدين:

  1. صادرت السلطات الاسرائيلية اثر احتلالها للجزء الشرقي من القدس عام 1967م مفاتيح باب المغاربة.
  2. وفي نفس العام طلب حاخام الجيش الإسرائيلي شلومو جورين إلى الجنرال عوزي نار كيس نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
  3. وفي 15/6/1967م أقام الحاخام شلومو غورن، الحاخام الاكبر للجيش الاسرائيلي وخمسون من اتباعه، صلاة دينية في ساحة الحرم الشريف.
  4. في11/3/1973 أصدر المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية قراراً يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى مع التنسيق مع الشرطة الاسرائيلية.
  5. في 28/1/1976م، اصدرت القاضية في المحكمة المركزية الاسرائيلية قراراً بـ “حق” اليهود في الصلاة داخل الحرم.
  6. عام 1979م سقط عشرات الجرحى الفلسطينيين على يد الشرطة الإسرائيلية لدى تصديهم لعصابة ما يسمى “امناء الهيكل و”كاخ” عند محاولتهما إقتحام الأقصى.
  7. في 16/6/1979م استولت القوات الاسرائيلية على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة المسجد.
  8. في 11/11/1979 اطلقت الشرطة الاسرائيلية وابلاً كثيفاً من الرصاص على المصلين المسلمين مما ادى الى اصابة العشرات منهم بجروح.
  9. في 13/1/1981، اقتحم افراد من حركة امناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام موسي شيغل وبعض قادة حركة هاتحيا وارادوا الصلاة وهم يرفعون العلم الاسرائيلي وكتب التوراة.
  10. 28/8/1981م الاعلان عن اكتشاف نفق يمتد اسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق.
  11. 31/8/1981 استمرار الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك تؤدي الى تصدع خطير في الابنية الاسلامية الملاصقة للسور الغربي.
  12. عام 1982 اقتحم جندي يهودي الأقصى وقتل عدداً من الفلسطينيين وأصاب 60 آخرين.
  13. في نفس العام تم اعتقال أحد رجال عصابة كاخ لدى اكتشاف خطة لنسف مسجد قبة الصخرة.
  14. 2/3/1982 قامت مجموعة من المتطرفين اليهود من مستوطني كريات اربع مزودة بالاسلحة بمحاولة اقتحام المسجد الاقصى من باب السلسة بعد ان اعتدت على الحراس.
  15. 12/5/1982م مراقب بلدية القدس الغربية يدخل المسجد الاقصى بمساعدة الشرطة للتأكد من ادعاءات عضو الكنيست غيئولا كوهين حول وجود ابنية غير قانونية في المسجد الاقصى حيث طالب بناء على مزاعمها بفرض حظر على اعمال البناء والترميم في المسجد الاقصى.
  16. عام 1983م إلقي القبض على أفراد من عصابة كاخ وهم يحاولون اقتحام المصلى المرواني.
  17. 24/2/1983م قيام رئيس مجموعة امناء جبل الهيكل غرشون سلمون باقتحام ساحة المسجد الاقصى المبارك لاداء الصلاة والشعائر الدينية.
  18. 11/3/1983م احباط محاولة لاقتحام الحرم القدسي من قبل متطرفين يهود ارادوا احتلال الأقصى وقبة الصخرة واقامة مركز للدراسات الدينية.
  19. 12/3/1983م اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى حيث يعتقد ان المتطرفين اليهود قاموا بحفرها اثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف.
  20. 13/5/1983 جماعة من المتطرفين المسماة امناء جبل الهيكل يؤدون الصلاة امام باب المغاربة قرب المسجد الاقصى.
  21. 29/3/1984م انهيار الدرج المؤدي الى مدخل المجلس الاسلامي الاعلى حيث اكتشفت ثغرة طولها ثلاثة امتار وعرضها متران وعمقها اكثر من عشرة امتار تؤدي الى نفق طويل شقته دائرة الاثار الاسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الاقصى وتمتد من باب المغاربة حتى باب المسجد الذي يضم مكاتب دائرة الاوقاف العامة مما هدد عمارة المجلس الاسلامي الاعلى بالسقوط.
  22. 9/8/1989م سمحت الشرطة الاسرائيلية للمستوطنين اليهود باقامة صلوات لهم على ابواب الحرم القدسي الشريف للمرة الاولى رسمياً.
  23. 5/8/1990قوات الاحتلال الإسرائيلي تقترف مذبحة مروعة في حرم القدسي الشريف وتقتل 22 مصلياً وتجرح 200 آخرين.
  24. 8/12/1990 سمحت الشرطة الاسرائيلية لعشرة متطرفين من اعضاء حركة كاخ العنصرية بالدخول الى ساحة الحرم القدسي الشريف حيث قاموا باستعراض استفزازي ضد المسلمين.
  25. 27/12/1990م حاولت مجموعة من عشرة افراد من حركة امناء جبل الهيكل يتزعمها رئيس الحركة غوشون سلمون الدخول الى الحرم القدسي رغم وجود قرار من الشرطة بمنع الزيارة.
  26. عام 1996م استشهد 62 فلسطينيا وجرح المئات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما أصرت على فتح نفق الأقصى تحت الحرم الشريف.
  27. اعتقال شرطي إسرائيلي (سابق) بسبب تخطيطه للقيام بعملية إرهابية في الحرم القدسي عام 1999م.
  28. 4/4/1999 الشرطة الاسرائيلية تسمح لتسعة عشر متطرفاً يهودياً من جماعة امناء جبل الهيكل بدخول الحرم القدسي الشريف والتجول في ساحاته.
  29. 10/8/1999م قيام السلطات الاسرائيلية باغلاق نافذة في جدار القديم فتحت لغاية التهوية ومعالجة الرطوبة.
  30. 25/9/1999م ايهود اولمرت رئيس بلدية القدس اصدر امراً بمنع هيئة الاوقاف الاسلامية من مواصلة اعمال الترميم في المصلى المرواني.
  31. استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف في انتفاضة الأقصى، التي اشتعلت في 28 أيلول / سبتمبر عام 2000م، على اثر اقتحام شارون حرم الأقصى، حين كان رئيساً لحزب الليكود المعارض. ولاتزال الانتفاضة المباركة مشتعلة حتى الآن.
  32. 29/7/2001 إصابة عشرين فلسطينيا لدى تصديهم لمحاولة عصابة ما يسمى “أمناء الهيكل”، أثناء محاولة وضع ما يسمى حجر الأساس “للهيكل المزعوم في حرم الأقصى.

كما أقامت العصابات اليهودية، بالعديد من الأعمال ضد المسجد الأقصى:

  1. دخول حرم الأقصى “للزيارة”.
  2. أداء الصلاة فرادى فيه، ثم الصلاة جماعياً.
  3. طلب اقتسام حرم الأقصى.
  4. إعداد رسوم ومخططات إقامة “كنيس”في حرم الأقصى.
  5. وضع حجر الأساس “للهيكل المزعوم “عند إحدى بوابات المسجد الأقصى.
  6. السعي لتدمير المسجدين الأقصى وقبة الصخرة من أجل إقامة “الهيكل” المزعوم.
  7. الدعوات الاسرائيلية المستمرة لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.
  8. منع اعمال الترميم التي تقوم بها الاوقاف الاسلامية.
  9. قيام العصابات اليهودية بمحاولات مستمرة لاقتحام الأقصى عنوة، بموافقة المحاكم الإسرائيلية على السماح لليهود بالصلاة في حرم الأقصى، بتشجيع من قبل حاخام اليهود الشرقيين وحاخام اليهود الغربيين.
  10. الانتهاء من تجهيز الحجارة اللازمة لبناء ما يسمى “الهيكل”، بالإضافة إلى الأدوات والآنية التي ستستخدم في أداء الطقوس والشعائر في “الهيكل”.
  11. يهود باراك رئيس الحكومة السابق، أفتتح رسمياً في عام 1999م ما يسمى درج خلدة، على اسم نبيّة يهودية قديمة جنوب المسجد الأقصى، بالقرب من الباب المزدوج، لتسهيل دخول اليهود إلى الأقصى عند حاجتهم لذلك.

ويذكر أن مجسماً “للهيكل” المزعوم، يعرض حالياً في مكان قريب من الأقصى، ويظهر فيه الهيكل محل الأقصى. وقد شن المتعصبون اليهود في فلسطين وخارجها حملة إعلامية شرسة قبل حرب العراق مباشرة، بهدف الضغط على حكومة إسرائيل وتهيئة الرأي العالمي، من أجل الحث على إقامة ما يسمى “الهيكل” الذي يقولون إن الموعد الآن قد حان لبنائه.

اضافة الى ذلك بدأت اسرائيل منذ احتلالها للقسم الشرقي من مدينة القدس سلسلة من الحفريات في محيط الحرم القدسي الشريف بحثاً عن اثار يهودية يحاول الصهاينة من خلالها تأكيد ادعاءاتهم الخاطئة عن وجود اماكن دينية لليهود في المنطقة، وقد امتدت هذه الحفريات الى مناطق اسفل الحرم ومحاذية له من الجنوب والغرب والشرق، وقد احدثت هذه الحفريات موجة من التذمر والغضب بين الفلسطينيين، وظهر ذلك عندما ثار الفلسطينيون في القدس احتجاجاً على قيام السلطات الاسرائيلية في 24/9/1996م بفتح النفق اسفل الحرم الشريف مما ادى الى حدوث اشتباكات مع القوات الصهيونية اسفرت عن استشهاد 62 فلسطينياً وجرح المئات، كما ادت هذه الحفريات الى تضرر وهدم عدد من الابنية الاسلامية في المدينة، ولم تؤد الى اكتشاف أي اثار يهودية في المنطقة وذلك باعتراف واقرار علماء الآثار اليهود انفسهم.