الاعمار الهاشمي الأول

تنفيذاً لاهتمام الشريف الحسين بن علي ولما للقدس من مكانة عند الهاشمين فقد كان الشريف الحسين بن علي أول المتبرعين لاعادة تعمير المسجد الأقصى عندما بدأ المسلمون في عام 1924م حملة لجمع التبرعات لتنفيذ هذا الاعمار، فبادر بالتبرع بمبلغ 24 ليرة ذهباً لهذه الغاية من ماله الخاص.

الاعمار الهاشمي الثاني

بعد تولي جلالة الملك الحسين المعظم سلطاته الدستورية في عام 1952م خص القدس والمقدسات الدينية فيها بعناية واهتمام خاص. فقد أمر عام 1954 بتشكيل لجنة بموجب قانون خاص لاعمار المقدسات الاسلامية في الحرم القدسي الشريف تحت الرعاية الهاشمية الذي عرف بقانون اعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة رقم 32 لسنة 1954م.

واشتمل الاعمار الهاشمي الثاني على:

  1. اعمار المسجد الأقصى المبارك وترميم جدرانه الخارجية الحجرية وتركيب أعمدة رخامية لاربعة أروقة في الناحية الشرقية منه وتركيب نوافذ من الزجاج الملون بالاضافة الى ترميم الأسقف والجدران الداخلية والخارجية.
  2. اعمار قبة الصخرة المشرفة وتركيب قبة خارجية من الألمنيوم الذهبي اللون وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية واعادة ترميم الفسيفساء فيها وكتابة الآيات القرآنية.

وبتاريخ 28 ربيع الأول سنة 1384هـ/الموافق 6/7/1964م شمل جلالة الملك الحسين المعظم الاحتفال الكبير في الحرم القدسي الشريف برعايته الملكية السامية والذي أقيم احتفاء بالانتهاء من الاعمار الهاشمي الثاني. وقد ألقى جلالة الملك حسين حفظه الله خطاباً في هذا الاحتفال مبينا مكانة القدس لدى الهاشميين وضرورة تكاتف المسلمين لاستعادتها من الصهيونيين وقال في هذا الخطاب: “على إننا ونحن نغتبط اليوم إذ نمد أبصارنا من خلالكم فنرى الملايين من العرب والمسلمين في آسيا وافريقيا وقد اجتمعت من حول فلسطين هذه الساعة نحب ان نذكر بأن أعمار مسجد الصخرة المشرفة أن بدأ فوق أرض المسجد وفي حدودها الضيقة فان انقاذ الصخرة والحفاظ على مسجدها وصون قبتها تنتهي كلها هناك في الأرض السليبة في الأرض العربية الحبيبة وفي استرداد حقوقنا فيها كاملة غير منقوصة … ومن هذا الايمان الراسخ بالله العلي القدير ومن عزائم الصادقين الخيرين كان مداد صمودنا ومن دم شهدائنا كان النور الذي يضيء دربنا الى القدس- العزيزة الغالية رمز الصمود وجوهرة السلام وهي عند الهاشميين وديعة حملوها عهدة عمرية ودما أردنياً ونضالاً قومياً وعلاقتنا بها فوق كل صغائر السياسة لأنها مستندة الى الدين والنبوة والتاريخ والشهادة وسوف نظل على العهد نفسه ندافع عن حق الأمة فيها ونذود عنها كي تعود عربية اسلامية تنفيذاً للشرعية الدولية وكي تظل السيادة على مقدساتها لله وحده وباسمه جلت قدرته يكون للامة حق الولاية الدينية على الشكل الذي يختاره اجماعها”.

الاعمار الهاشمي الثالث

في 21 آب 1969م اقتحم أحد اليهود المتدينين المتعصبين المسجد الأقصى واشعل النار فيه. وأدى هذا الحريق الى تدمير معظم أجزاء المسجد الأقصى ومن بين أهم الأجزاء التي أتى عليها الحريق:

– منبر صلاح الدين.

– مسجد عمر الموجود في الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى.

– محراب زكريا.

– مقام الأربعين.

– المحراب الرئيسي للمسجد.

– القبة الخشبية الداخلية.

– نوافذ المسجد.

– الجدار الجنوبي.

– السجاد الذي يغطي أرض المسجد.

وأثر ذلك أصدر جلالة الملك حسين أوامره العاجلة بضرورة اعادة تعمير المسجد الأقصى. وقد تم اعادة تعمير كل من المسجد الأقصى الذي أعيد الى حالته السابقة قبل الحريق وقبة الصخرة المشرفة حيث تم استبدال ألواح الألمنيوم القديمة للقبة بألواح نحاسية مذهبة محكمة الاغلاق كما شمل التعمير مناطق أخرى في الحرم الشريف والقدس ومنها:

– قبة السلسلة

– باب الرحمة.

– جامع المدرسة الارغونية.

– مكتبة المسجد الأقصى.

– القبة النحوية.

– سوق القطانين.

– المتحف الاسلامي.

– سبيل قايتباي.

وبعد الانتهاء من اعمار المسجد الأقصى وجد جلالته ان لجنة الاعمار تعاني من نقص مالي كبير لا سيما ان تنفيذ التصفيح النحاسي لقبة الصخرة يحتاج لمبالغ كبيرة. مما حدا بجلالة الملك إلى تبرعه بمبلغ من المال للجنة الاعمار حتى تستطيع القيام بأعمالها. وقد أوضح ذلك في رسالته الى رئيس لجنة الاعمار بتاريخ 11/2/1992 جاء فيها “ان ما تم انجازه حتى الآن في اتجاه البدء بعملية اعادة الترميم والاعمار يبعث فينا جميعاً الرضى والاعتزاز وإزاء استكمال الدراسات وطرح العطاءات المتعلقة بهذه العملية فانه ليسعدنا ان ننقل إليكم تبرعنا الشخصي مقدماً لهذا العمل العظيم باسم أسرتي الهاشمية سليلة آل البيت وحاملة رسالته وإذ علمنا منكم ان ما هو متوفر لديكم هو مبلغ مليون ومائتي ألف دينار أردني أي ما يعادل 825،751،1 دولار فإنني أضيف لهذا المبلغ ما مقداره 8.249.000 دولار تبرعاً شخصياً مني ومن أسرتي الهاشمية”.

وفيما يلي تكاليف الاعمار الهاشمي على أوقاف القدس والضفة الغربية خلال الفترة ما بين عامي 1952-1994م:

النفقات المتكررة :

– من سنة 1952م 1987م 385.875 مليون دولاراً.

– من سنة 1987م 1994م 49.613 مليون دولاراً.

النفقات الرأسمالية

– الاعمار الهاشمي من 1956-1966 46.000 مليون دولاراً.

– اعمار المسجد الأقصى بعد الحريق 1961 9.000 مليون دولاراً.

– اعمار قبة الصخرة 1991-1994 10.000 مليون دولاراً

المجموع 500.488 مليون دولاراً.

ولم يقتصر الاهتمام الهاشمي في القدس على تعمير الأماكن الاسلامية المقدسة بل امتد ليشمل انشاء الكليات والمدارس الدينية ومراكز حفظ التراث بتوجيهات من خلال جلالة الملك حسين ومنها :

– كلية الدعوة وأصول الدين في القدس وأنشئت عام 1978م.

– كلية العلوم الاسلامية في القدس وأنشئت عام 1975م.

– كلية العلوم الاسلامية في قلقيلية وأنشئت عام 1978م.

– ثانوية الأقصى الشرعية وأنشئت عام 1958م.

– المدرسة الشرعية في جنين وأنشئت عام 1975م.

– المدرسة الشرعية في الخليل المنشأة عام 1962م.

– المدرسة الشرعية في نابلس المنشأة عام 1962م.

– قسم الآثار الاسلامية بالقدس المنشأة عام 1977م.

– قسم إحياء التراث الاسلامي بالقدس والمنشأة عام 1978م.

منبر صلاح الدين الايوبي، يأتي في سياق المسؤولية التاريخية للهاشميين تجاه القدس والمقدسات، وتجاه العرب والمسلمين

اطلق جلالة الملك عبدالله الثاني، رسميا الجهد الاردني لاعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي، بدلاً عن المنبر الذي حرقه استرالي يهودي عام 1968م.

وأزاح جلالته اللوحة الرئيسية عن منبر صلاح الدين الايوبي، الى مكانها، في المنبر وسط حضور مكثف في 15/6/2003م في جامعة البلقاء التطبيقية.

وقال الدكتور احمد هليل وزير الاوقاف رئيس اللجنة الملكية لاعمار المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة.. “ان الاحتفال اليوم ببدء تنفيذ منبر صلاح الدين الايوبي، يأتي في سياق المسؤولية التاريخية للهاشميين، تجاه القدس والمقدسات، وتجاه العرب والمسلمين، كما انها تأتي بعد جهد جهيد من الاستعدادات، وذلك الدور الذي يقوم به الاردن تجاه القدس والمسجد الاقصى، ويأتي هذا الاحتفال، بمثابة انطلاقة لهذه الجهود بعد سنوات من الاستعداد والتجهيز، على الكمبيوتر واحالة العطاءات وغير ذلك من جهود”.

وقد حرك جلالته اللوحة الرئيسية من منبر صلاح الدين الايوبي الى موقعها في المنبر الذي وقف شامخا في جامعة البلقاء التطبيقية، حيث تم توقيع اتفاقية بين وزارة الاوقاف وجامعة البلقاء بشراكة من معهد الفنون الاسلامية، واحضرت الجهات المختصة فنيين من دول مثل تركيا ومصر للبدء في اعمال تنفيذ منبر صلاح الدين الايوبي، ويتوقع جلب فنيين من دول مثل سوريا واندونيسيا قريبا بالاضافة الى خمسة عشر نجارا اردنيا ومتدربين من الطلبة، وسوف تستغرق اعمال انجاز منبر صلاح الدين الايوبي قرابة العامين، حيث ان خشب المنبر من الجوز وهو مكون من عشرة آلاف قطعة.

معلومات عامة عن منبر صلاح الدين

لقد افرزت الحضارة الاسلامية اعمالا فنية رائعة افرغ بها الفنانون والصناع هذه المبادئ ذات المعاني والدلالات السامية التي تصدر عن عقيدة واحدة وتنبئ – على كثرتها وتعددها – عن وحدانية الخالق المبدع وهنا نعرض لواحد من اهم هذه الاعمال الاسلامية بالدراسة والتحليل التاريخي والفني الذي ضم في تصميمه وصناعته ابرز الفنون الاسلامية ألا وهو منبر المسجد الاقصى في القدس.

تعريف المنبر لغة: من نبر، اي ارتفع، فكل شيء ارتفع من شيء يقال له نبرة لانتباره وكل مرتفع منتبر وكل ما رفعته فقد نبرته والمنبر: مرقاة الخاطب سمي منبرا لارتفاعه وعلوه وانتبر الامير: ارتفع فوق المنبر.
والمنبر في الاسلام يؤكد قضيتين رمزيتين:

  • تأكيد المكانة الروحية (الخلافة الروحية).
  • تأكيد الخلافة الارضية.

وتعود بدايات المنبر (كعنصر اسلامي مميز) الى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اتخذ النبي الكريم منبره من خشب الاثل بعد ان كان يخطب مستندا الى جذع نخلة، وجاء في مسند الامام احمد بن حنبل ان هذا المنبر كان مقعدا من ثلاث درجات، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على الدرجة العليا واضعاً قدميه على الدرجة الثانية، ولما تولى سيدنا ابو بكر رضي الله عنه الخلافة صار يجلس على الدرجة الثانية ولما خلفه سيدنا عمر رضي الله عنه، كان يجلس على الدرج واضعا قدميه على الارض.

وفي زمن الدولة الاموية وما بعدها صار يعنى بصناعة المنابر فدخلت فيها التصاميم المعمارية والزخارف المختلفة وازدادت درجاتها التي تراوحت ما بين 7 – 11 درجة.

منبر الجامع الاقصى

في السابع والعشرين من رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة الشريفة الموافق للثاني من تشرين الثاني لسنة مائة وسبع وثمانين والف للميلاد حرر السلطان صلاح الدين الايوبي بيت المقدس وسط فرحة غامرة استولت على المسلمين والعرب في ذلك اليوم. وقد سبق هذا الفتح العظيم ارهاصات دلت على ان مثل هذا النصر حاصل بإذن الله، فمن تلك الارهاصات ان قاضي دمشق محيي الدين بن الزكي لما فتح السلطان صلاح الدين حلب في صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة مدحه بقصيدة جاء فيها قوله:
وفتحكم حلباً بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب فكان ان فتحت القدس في شهر رجب، وكان اول خطبة في يوم الجمعة بعد فتح بيت المقدس لهذا القاضي الكبير، ومن تلك الارهاصات ان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي (570هـ /1174م) كان قد عزم على فتح بيت المقدس، وعمل منبراً بحلب تعب عليه مدة وقال فيه: (هذا لاجل القدس)، الا ان المنية ادركته قبل تحقيق امنية الفتح وتقديم المنبر للمسجد الاقصى رمزاً لنصر المسلمين وعزتهم.

وقد بدأ الصناع بتنفيذ المنبر الذي امر بصنعه الملك العادل نور الدين سنة (563هـ /1167م) في مكان يدعى (الحلوية) في مدينة حلب في سوريا، اذ اشتهرت مدينة حلب في تلك الفترة في صناعتها وصناعها واستمرت صناعة المنبر بضع سنوات.

وتحقق بمنة الله فتح القدس، ولم يكن في المسجد الاقصى منبر في زمن الفتح فأمر صلاح الدين بوضع منبر رسمي في اول يوم قضي به الفرض، واحتيج بعد ذلك الى منبر رائق لائق، فذكر السلطان المنبر الذي انشأه الملك العادل نور الدين لبيت المقدس قبل فتحه بنيف وعشرين عاماً فأمر ان يكتب الى حلب ويطلب المنبر، فحمل الى بيت المقدس ووضع في المسجد الاقصى، كما امر صلاح الدين بتعمير محراب المسجد وتكميله وتحسينه فكان ذلك من الآثار القيمة التي امر صلاح الدين بتعميرها وتحسينها وانشائها في بيت المقدس بعد الفتح.

وهناك العديد من الروايات التاريخية التي ذكرت منبر الاقصى منها رواية رحلة ابن جبير، ورواية الروضتين، ورواية الكامل لابن الاثير ورواية مهر الذهب، وكنوز الذهب.

صناع المنبر

بدأ العمل بصناعة المنبر في مدينة حلب وقد كلف بصناعة المنبر نجار يعرف بالاختريني من ضيعة تعرف باخترين (وتعرف ايضا بافترين) لم يعرف له نظير في البراعة والصناعة وساعده في صناعة المنبر نجارون ومهندسون، ولم تذكر المصادر التي تعرضت إلى ذكر المنبر اسماء الصناع الذين نفذوا هذا العمل الفني المميز، كما انها لم تشر حتى الى اسم النجار الاختريني المكلف بأمر من الملك العادل نور الدين بصنع المنبر، بل اكتفت بنسبته الى قريته (اخترين) الا انه من المرجح ان يكون من اسرة معالي التي اشتهرت بالكثير من اعمالها الفنية الخشبية المنتشرة في سوريا وفلسطين ومصر، وعلى الاغلب هو نفسه سلمان بن معالي المحفور اسمه على الباب الايمن من المنبر، ولمن يكن منبر الاقصى هو العمل الوحيد لاسرة معالي، فعلى المحراب الموجود في ضريح نور الدين وقع اسم (صنعه معالي بن سلم رحمه الله) وهو والد سلمان الذي وقع على احد ابواب منبر الاقصى وعلى المحراب الموجود في المسجد الحسيني بالقاهرة وبعد تاريخ صنعه ما بين 569 – 596هـ، وقع بـ (صنعه ابن عبدالله ابي الرجاء بن يحيى الحراني رحمهما الله)، كما وقع الاخوان نفسهما على محراب مدرسة الشابختية التي تأسست سنة 589هـ، وكلا الوالدين هما ابنا يحيى والد ابي الحسن وابي الفضائل اللذين وقعا معاً على منبر القدس، ولا اعتبار لاختلاف نسبة يحيى في كلا التوقيعين اذ ان (الحلبي) هي نسبة لمحل الاقامة (حلب) اما الحراني فهي نسبة الى الاصل كما ورد توقيع اخر لاحد افراد اسرة معالي على ضريح الامام الشافعي في مدينة القاهرة الذي امر ببنائه صلاح الدين هو (صنعه عبيد النجار المعروف بابن معالي عمله في شهور سنة اربع وسبعين وخمسمائة، رحمه الله ورحم من ترحم عليه ودعا له بالرحمة ولجميع من عمل معه من النجارين والنقاشين ولجميع المؤمنين).

وعين التوقيع (صنعة سلمان بن معالي) يحمله المحراب الخشبي الذي كان في مقام المسجد السفلي لابراهيم الخليل في قلعة حلب قبل ان يسرقه احد الضباط الفرنسيين سنة 1934م الذين كانوا يعسكرون في القلعة.

ويغلب الظن عندنا بأن هذا المحراب هو نفسه الذي كان صنع مع منبر الاقصى بأمر من نور الدين لما يظهر من الشبه في اسلوب الزخارف الموجودة في كلا العملين مما يدل على انهما صنعا في فترتين متقاربتين ومن قبل افراد اسرة معالي.

وهذا يدل على مدى اشتهار اسرة معالي في صناعة النجار والرقش والتطعيم واشتهرت براعتهم وانتشرت اعمالهم في زمن الدولتين الزنكية والصلاحية في القرنين السادس والسابع الهجريين (الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين) في سوريا ومصر وفلسطين وقد كان هؤلاء المعلمون والصناع حريصين على وضع توقيعاتهم على اعمالهم الفنية وان كانت غابت عن اعمال اخرى كالمنبر الموجود في قلعة حماة الذي اشتغل على نفس اسلوب مدرسة آل معالي في منبر الاقصى.

الفنون الزخرفية في منبر الجامع الاقصى

احتوى المنبر المقدسي على الانماط الرئيسية التالية المكونة للفن الاسلامي:
الزخارف الهندسية والزخارف النباتية والخط العربي والتطعيم بالعاج والابنوس والمقرنص والخراطة.

واخيراً وليس اخراً يسر المسلم ان يرى مثل هذا الجهد العلمي والهندسي والتصميم والارادة على تنفيذ منبر صلاح الدين والذي ستبلغ تكاليفه نحو مليوني دينار اردني سيقام بأيدٍ اردنية وعقول اردنية يقودها فريق آمن بدينه ووطنه وتراثه وبالعلم نهجاً ومنهاجاً وكلنا امل ان يكتب الله النجاح والتوفيق للقائمين على هذا المشروع الكبير.

حرق المنبر

وفي عام 1968م تم حرق منبر صلاح الدين الايوبي، في المسجد الاقصى ووصل الحريق الى اجزاء داخل المسجد الاقصى، وهب سكان المدينة المحتلة لانقاذ المنبر، غير ان النار كانت اسرع وتساقطت اجزاء المنبر المحترقة على الارض، ومنذ تلك الايام وحتى هذه الايام ما يزال المسجد الاقصى بلا منبر، الا مجرد منبر حديدي تم دهانه باللون الاخضر.

وقد قام الأردن مؤخراً باعادة اعمار المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة، في مناسبات عدة بالاضافة الى اعادة اعمار منبر صلاح الدين الايوبي.