تصريح صحفي صادر عن اللجنة الملكية لشؤون القدس
حول التحذيرات مما تبيته مجموعات المتطرفين اليهود من تهديد للمسجد الأقصى المبارك

“التهديد كبير جداً” باعتداء يمكن أن ينفذه متطرفون يهود ضد المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. والأمر ليس ” مجرد كلام وانما هو خطط عملية”. هذا هو “تحذير” وزير ما يسمى “الأمن الداخلي الاسرائيلي”. المعروف بتطرفه وعنصريته التي ورثها عن والدته الارهابية المشهورة ” جيئولا كوهين”.

“يجب أن نمنع بأي ثمن تحقق مثل هذا السيناريو (الكارثة)”. وهذا هو تصريح نائبه جدعون عزرا مسؤول جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلي، المشهود له بالإجرام.

“إن فرص قيام العالم الاسلامي كله، وتحرك ملايين الايرانيين لمهاجمة اسرائيل ستصبح كبيرة جداً ويمكنه أن يضع نهاية لدولة اسرائيل”. وهذا هو ما يقوله كرمي جيلون الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية.

إذن فالقضية في غاية الخطورة والجدّيّة. وهي تعني واحداً من أمرين: إما أن حكومة شارون الإرهابية تجس النبض لمعرفة ردود الفعل على مثل هذا العمل الاجرامي الذي سوف تقوم هي بتنفيذه، من خلال عصابات ما يسمى “الهيكل” المزعوم، إرضاء للمهووسيين المتدينين، في مقابل ما يسمى الانسحاب من مستعمرات غزة. أو أن تلك العصابات تضغط على الحكومة – التي تسبب اقتحام رئيسها للمسجد الأقصى في اشعال انتفاضة الأقصى وتسلمه السلطة- لتنفيذ تلك الجريمة، حيث تجد في الانسحاب من قطاع غزة، فرصة مواتية وغطاء لتنفيذ أهدافها، التي تجاهر بها. والاّ فما الرابط بين هذه التصريحات واحتجاج اليمين العنصري الاسرائيلي عبر ما يسمى “السلسلة البشرية” الممتدة من غزة حتى حائط البراق- الحائط الغربي للمسجد الأقصى؟ وأين كانت الشرطة الاسرائيلية حين اقتحمت تلك العصابات حرم الأقصى مراراً وتكراراً؟ لماذا لا تقوم بمنعهم وقد أصبحت شخصياتهم معروفة تماماً لدى أجهزتها الأمنية؟ بل ولماذا تمنع حرس الأقصى من القيام بواجبه في منع هذه الأفعال الاجرامية؟!

إننا في اللجنة الملكية لشؤون القدس، ما فتئنا نحذر من مغبة اللعب بالنار التي ستحرق المنطقة وربما طالت العالم بأسره، نتيجة المسّ بهذا الرمز الاسلامي الأقدس. ونعود الآن نكرر التحذير، باختصار، وبوضوح شديد:

حكومة اسرائيل “ودولة اسرائيل” بمؤسساتها كافة، تتحمل وحدها وزر وعواقب هذا المخطط، الذي يعني اشعال الحرب الدينية الكارثية الماحقة. ونتوجه لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي نناشدها عقد اجتماع طارئ للتداول فيما يجب فعله ازاء هذا المخطط الرهيب. فالسكوت الآن خطير لأنه يساعد المجرمين على تنفيذ مخططاتهم. كما نتوجة لأمين عام الأمم المتحدة بأن يرفع صوته في وجه هذه الجريمة النكراء، مثلما فعل بالنسبة لدارفور ومناطق أخرى غيرها، لا توازي ولو جزءاً بسيطاً من خطورة هذا الفعل إن وقع، لا سمح الله، بنتائجه المدمرة على السلم العالمي.

الأمين العام

عبدالله كنعان

26/7/2004