رداً على سؤال صحفي حول موقف اللجنة الملكية لشؤون القدس تجاه قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلية بمصادرة 2000 دونماً من اراضي قرية الولجه/ شرق القدس لغرض انشاء أكبر مستعمرة يهودية عليها اجاب الأستاذ عبد الله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس قائلاً :

سياسة تهويد القدس باشكالها ومستوياتها المختلفة وأخطرها الاستيطان الاستعماري بهدف قضم القدس وضواحيها وتكريس احتلالها والاحتفاظ بها عاصمة موحدة وأبدية لها كانت وستبقى لأسباب كثيرة محور اهتمام ونشاط في اللجنة الملكية لشؤون القدس. وهي في نشاطها هذا لا تقف عند حدود الرصد والمتابعة، بل تحرص دوماً على احاطة الرأي العام العربي بما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلية من اجراءات مصادرة الاراضي باسم الخرافات والاساطير المختلفة المحصنة بالعقيدة تارة، وبدواعي الأمن تارة اخرى، كما هو مباشرتها في بناء جدار الفصل العنصري الامبريالي الذي يشكّل “طلقة الرحمة” التي توجهها اسرائيل صوب رأس عملية السلام.

كما تحرص دوماً على وضع المسؤولين في بلدنا الاردن والمسؤولين العرب والمسلمين في صورة آخر مستجدات السياسة التهويدية للقدس، وحثهم على عمل ما في وسعهم لافشال مخططات الاحتلال الاسرائيلي لتهويد القدس وغيرها من الاراضي العربية المحتلة.

وهاهي اليوم تتوجه مجدداً الى المسؤولين العرب والمسلمين برسالتين بعثت بهما الى معالي الدكتور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والاستاذ الدكتور أكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، تطلعهما فيهما على قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة الفي دونم من اراضي قرية الولجة الى الشرق من القدس لتقيم عليها أكبر مستعمرة يهودية تتسع لخمسة وخمسين الف مستعمر يهودي بانشاء (13500) وحدة سكنية . كما ناشدتهما التدخل لدى جميع الجهات المعنية وبخاصة لدى راعية عملية السلام الولايات المتحدة الامريكية للامتناع عن تزويد اسرائيل باسباب التعنت والتشبث باحتلالها للاراضي العربية ومواصلتها لسياساتها التهويدية وبخاصة في القدس على حساب الحق العربي والاسلامي، وبالذات على حساب حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس، ولا سيما ان سياسة التهويد ومناصرتها تتناقض نصاً وروحاً مع قرارات الشرعية الدولية، ومع قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.

كما تمنت اللجنة الملكية لشؤون القدس على الأمين العام لجامعة الدول العربية تشكيل وفد يمثل الجامعة العربية لمقابلة الرئيس الامريكي وزعماء دول الاتحاد الاوروبي وكافة المعنيين بالامر على المستوى الدولي، لوضعهم جميعاً في صورة مخاطر اصرار اسرائيل على المضي قدماً في سياساتها التهويدية ومصادرة الاراضي وابراز المظاهر الأكثر خطورة على الأمن والسلام الاقليمي والدولي، ولتحثهم على ممارسة الضغط على اسرائيل للتوقف عن مثل هذه السياسة الاستعمارية انقاذاً لعملية السلام وتجنباً لموجة الحروب المستقبلية التي ستكون مهلكة للجميع.