الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات المسيحية

منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، للشطر الشرقي من القدس والضفة الغربية، تعرضت الأملاك والأوقاف والمقدسات المسيحية ورجال الدين المسيحيون ككل شيء آخر في القدس، للعديد من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية. وقد طالت تلك الاعتداءات الكنائس والأديرة، وتمثلت بسرقة محتويات بعضها، كسرقة تاج السيدة العذراء، الذي اضطرت السلطات المحتلة أن تعيده بعد أن افتضح أمرها، ولكن ليس قبل أن تنتزع منه عدة لآلي ثمينة. كما تمثلت بتحطيم مقتنيات بعضها الآخر، كالذي حدث في كنيسة مار الياس على طريق بيت لحم، حيث كسرت المقاعد ونهبت الأيقونات وآثار الدير والأواني المقدسة، هذا بالاضافة الى تعرض الدير للقصف. وقد ذكر مندوب اليونسكو، المفوض العام بالعمل على حماية الممتلكات والآثار الثقافية في البلدان العربية، التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي عام 1967م، قائلاً إن السلطات الإسرائيلية اعترفت بضرب ممتلكات الأديرة وكنيسة القديس جورج واسوار القدس بالقذائف.

وعلاوة على ذلك قام رجال الشرطة الإسرائيليون والشبان اليهود بالاعتداء على رجال الدين بالضرب والإهانة والشتم والبصق، في طرقات القدس وفي الكنائس، مثل الاعتداء على موكب للمواطنين السريان أثناء احتفالهم بعيد الفصح. واعتداء الشرطة الإسرائيلية على رهبان دير الأقباط بالقدس بالضرب، وإعتقال القس إيليا خوري وحجزه لمدة شهر ونصف، ثم إبعاده، وكذلك إعتقال المطران ايلاريون كبوشي وسجنه ثلاث سنوات قبل إبعاده. واكثر من ذلك فقد قتلت القوات الإسرائيلية حارس قبر البستان، كما قتل المستعمرون اليهود الأب فيلمنوس خاسابس بعد رفضه بيع أرض لهم. وقتل اليهود راهبتين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية طعنا بالسكين.

وإضافة إلى ذلك فقد تعرضت بعض الأماكن الدينية المسيحية للحريق المتعمد مثل حريق الكنيسة المعمدانية، وإحراق المكتبة الإنجيلية، وتفجير قنبلة في دير الروح في العيزرية وإشعال النار في كنيسة القديس بولس الأسقفية في القدس المحتلة. وحتى المقابر المسيحية لم تسلم من الاعتداءات اليهودية الحاقدة، كاستعمال أحد أجزاء مقبرة الروم الأرثوذكس ملهى ليليًا. كما قام العديد من الشبان بارتكاب أعمال مشينة داخل الكنائس، مثل شرب الويسكي في المغارة المقدسة لكنيسة المهد في بيت لحم، ودخول شبان يهود بملابس غير محتشمة ومعهم الكلاب إلى بعض الكنائس، واستعمال كنيسة القديس يوحنا المعمدانية القديمة في عين كارم مرحاضاً، بعد أن قاموا بتحطيم أبوابها. واستولت إسرائيل على أراضى وممتلكات مسيحية مثل مصادرة أراضى الوقف المسيحية قرب العيزرية وأبو ديس، التي أقيمت عليها مستعمرة معاليه ادوميم، والأراضي الوقفية في حي النكفورية (الطالبية) ودير أبو طور وأبو غوش ودير الصليب، التي أقامت عليها مبنى الكنيست والمتحف الإسرائيلي ، وأراضي القديس جيورجوس (الخضر) قرب بيت لحم، لشق طريق التفافي، وتحويل الكثير من بنايات الأوقاف المسيحية في وسط القدس إلى مبان ووزارات ودوائر حكومية، والى منتزهات وساحات سيارات، كما في أراضى الوقف بباب العامود في شارع الأنبياء.