اليونسكو تنتصر للقدس ومقدساتها في قرار تاريخي

اليونسكو تنتصر للقدس ومقدساتها في قرار تاريخي

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   إن حالة الرفض والتذمر تجاه السياسة الاستعمارية الاسرائيلية(السلطة القائمة بالإحتلال) في فلسطين التاريخية والأراضي العربية المحتلة، أصبحت اليوم ظاهرة عالمية تقودها المنظمات والهيئات الشرعية، التي تصدر بشكل دوري الكثير من القرارات التي تؤكد حق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه ومقدساته وترفض ممارسات اسرائيل التعسفية بل وتعتبرها باطلة ولاغية.

    وفي اطار ترسيخ الشرعية الدولية جاء قرار المجلس التنفيذي لليونسكو رقم (209م ت / 24) لعام 2020م الصادر بتاريخ 6/7/2020م، والمدقق في مضامينه يجد أنه قد تمت مناقشته أساساً تحت بند ( فلسطين المحتلة)، وهذا التعريف الدولي لفلسطين هو اعتراف صريح بحالة الاستعمار التي تمارسها اسرائيل القوة المحتلة (بحسب تعريف القرار نفسه والذي يجسد الحقيقة) ضد أهلنا ومقدساتنا في فلسطين والقدس. أما بخصوص القرار  المندرج تحت بند ( القدس) فقد أكد القرار على جميع القرارات السابقة المتخذة بشأنها في اليونسكو  وهي سبعة عشر قراراً صادرة عن المجلس التنفيذي و عشرة قرارات صادرة عن لجنة التراث العالمي المنبثقان عن منظمة اليونسكو، وجميعها ترفض الاجراءات التهويدية التي تقوم بها اسرائيل وتدعوها الى الامتناع عن الأفعال التي وصفت (بغير المشروعة) بما فيها عمليات التنقيب وحفر الأنفاق والأشغال والمشاريع الاستعمارية(الاستيطانية)، ويطالب اسرائيل الوقف الفوري لجميع الانتهاكات المخالفة للشرعية الدولية، كما يطالب القرار المديرة العامة لليونسكو بتنفيد قرار تعيين ممثل دائم للمنظمة في مدينة القدس كما يدعوها أيضاً إلى الاسراع نحو تنفيذ قرار ايفاد بعثة اليونسكو للرصد التفاعلي إلى مدينة القدس القديمة وأسوارها، والذي تستمر اسرائيل في رفضه منذ زمن بعيد.

ان موقف الأردن بقيادته الهاشمية يؤكد في كافة المحافل الدولية على حقوق أهلنا في فلسطين والقدس، لذا كان للدبلوماسية الاردنية النشطة وبالتعاون مع الاشقاء في دولة فلسطين والمجموعتين العربية والإسلامية في المنظمة وباستثمار الاردن لعلاقاته مع دول العالم دور في صدور هذا القرار، خاصة أن القضية الفلسطينية وجوهرها القدس بالنسبة لنا في الأردن قضية مركزية وطنية وقومية لا يمكن التفريط بثوابتها، وتطبيقاً لذلك كله جاء هذا القرار المهم على الرغم من إدارك العالم لتعنت اسرائيل المستمر ورفضها لقرارات الشرعية الدولية وارتكازها البغيض على شريعة الغاب والقوة، لهذا كله يمكن للمتمعن في قرار اليونسكو أن يستشعر قيمة تضافر الاصوات والمواقف الدولية في كبح جماح عنجهية اسرائيل وردعها، ولكن في مناخ سياسي نأمل أن تتوفر معه الارادة الدولية الجريئة.

 ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تقف صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وتأمل من الأمة العربية والاسلامية وحدة الصف والكلمة، والسعي الدؤوب تجاه تفعيل دبلوماسيتها ومنظماتها العربية والاسلامية في ميادين السياسة الدولية، وتكثيف دعمها للأهل في فلسطين القدس، كذلك نتطلع إلى أمتنا لمساندة الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين والأمة ودعم صموده أمام المخططات الصهيونية التي تستهدفنا جميعاً، فقوة الأردن تعزز قوة فلسطين والأمة، كما أن على العالم ومنظماته الشرعية الزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية بما فيها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وذلك باتخاذ قرارات دبلوماسية جريئة كموقف الاتحاد الاوروبي، ولابد أيضاً من الاسراع بالإعتراف الدولي بدولة فلسطين كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة رداً على تحدي اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية وفرضاً لحل الدولتين كما جاء في مبادرة السلام العربية.

9/7/2020

Comments are disabled.