تهويد شارع صلاح الدين هدفه القضاء على عروبة القدس ومحو هويتها

تهويد شارع صلاح الدين هدفه القضاء على عروبة القدس ومحو هويتها

                                                                                                                  عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    تشكل الهوية الحضارية العربية ( الاسلامية والمسيحية) هاجساً مقلقاً للاحتلال الاسرائيلي بإعتبارها ركيزة تؤكد الحق العربي الفلسطيني التاريخي المتأصل في فلسطين والقدس، لذا أصبحت هذه الهوية العربية عرضة لمخططات صهيونية ومشاريع تهويدية خطيرة تطال كل ما هو عربي، تقوم على تنفيذها الحكومة الاسرائيلية وأذرعها التنفيذية المتمثلة في شركات ومؤسسات الاستيطان وبلدية القدس المحتلة واللجنة المركزية الاسرائيلية للتخطيط والبناء وغيرها.

       واستمراراً لسياسة اقتحام المسجد الاقصى المبارك يومياً وتهجير الاهالي من أحياء مدينة القدس مثل حي الشيخ جراح واحياء بلدة سلوان، فقد دأبت حكومة الاحتلال الاسرائيلي الاعلان عن نيتها البدء بتنفيذ ما يسمى ” مخطط تطوير مركز مدينة القدس الشرقية” الاستيطاني الذي اطلقته في شهر تشرين أول عام 2020م ويمتد المخطط على مساحة 689 دونماً، والذي يستهدف تهويد شارع صلاح الدين والمنطقة الشمالية المحيطة بالبلدة القديمة باعتبارها مركزاً حضارياً وتجارياً مهماً في قلب المدينة، ومن أبرز معالم الشارع التاريخية والثقافية موقع قبور السلاطين الاثري وكاثدرائية القديس جورج والمسرح الوطني الفلسطيني.

      ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن السياسة الاستيطانية والتهويدية الاسرائيلية تجري وفق مخطط شمولي يسعى من خلاله الاحتلال الى تهويد وعبرنة فلسطين والقدس، ومحو هويتها التاريخية العربية وبشكل سافر يعارض الشرعية الدولية والمبادىء والاخلاق الانسانية التي توجب احترام هوية الاخر وكرامته، الامر الذي يستدعي التدخل الفوري لوقف سياسة التهويد والاسرلة من قبل منظمات الشرعية الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو التي صدر عنها عشرات القرارات التي تؤكد على عروبة المدينة وان المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ملكاً خالصاً للمسلمين ولا علاقة لليهود به، كذلك فإن على العالم الذي ينادي بالديمقراطية وحقوق الانسان ومنظماته الزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ليسود الامن والسلام في المنطقة والعالم.

    ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الموقف الاردني الثابت والراسخ ممثلاً بالوصاية الهاشمية التاريخية لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس سيبقى الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، رافضاً أي خطوات احتلالية تهدد الهوية الحضارية الاصيلة لأهلنا في فلسطين والقدس وتهدد تغيير الوضع التاريخي القائم الذي يطالب العالم كله اسرائيل عدم المساس به، ويجب التأكيد بأنه لا فائدة من قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلية أحياناً بتأجيل بعض مشاريعها الاستيطانية ضمن سياسة التضليل الاعلامي التي تتبعها، وانما عليها التوقف نهائياً عن الاستيطان والتهويد تطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية وتحقيقاً للسلام المنشود.

 

Comments are disabled.