كنعان: إجراءات إسرائيلية متسارعة لتهويد المدينة المقدسة

ماجدة أبو طير – يواصل الأردن جهوده ومساعيه الإقليمية والدولية لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد الأقصى والتضييق على موظفي دائرة أوقاف القدس الذين يتم استدعاؤهم للتحقيق بين يوم وآخر، واعتقالهم وتهديد حياتهم سعياً منهم لعزلهم بشكل تدريجي وإبعادهم عن المسجد.
ففي الشهر الماضي وفقاً لوزارة الأوقاف الفلسطينية شهد المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل أكثر من سبعين اقتحاما، علاوة على جملة من الابعادات شملت حراسا للمسجد الأقصى ومرابطين ومرابطات، وواصلت قوات الاحتلال سياستها بمنع العديد من أبناء الشعب الفلسطيني من الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة في رحابه.
وشملت الاعتداءات أيضاً جميع العاملين في دائرة أوقاف القدس وحراس المسجد الأقصى المبارك ومجلس أوقاف القدس رغم أنهم يتبعون إداريا لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي الجهة الوحيدة صاحبة الصلاحية الحصرية بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك.
الأردن موقفه واضح وضوح الشمس من هذه التحركات، ويؤكد دوماً إن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما، غير قابلة للتقسيم ولا المشاركة، وان الاعتداءات المستمرة للموظفين من شأنها عرقلة وتعطيل عمل دائرة أوقاف القدس والتشويش على دورها المهم، حيث تقوم في حماية وإدارة المسجد الأقصى المبارك وعموم أوقاف القدس الشريف.
ومؤخراً، حذر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، من الاعتداءات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال على موظفي الأوقاف الإسلامية نتيجة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك حيث قامت بتركيب معدات وأجهزة فوق سطح المسجد.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبد الله توفيق كنعان قال في تصريحات لـ “الدستور”: إن المتابع لما يجري من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية (السلطة القائمة بالاحتلال) في مدينة القدس، يلاحظ التسارع في إجراءات التهويد لهذه المدينة العربية المقدسة.
وأضاف ان الشرطة الإسرائيلية قامت مؤخرا بإجراءات سافرة تحدت بها الشرعية الدولية والقرارات الأممية والاتفاقيات الدولية الثنائية التي وقعتها بإشراف دولي، حيث تمثلت هذه الاجراءات المرفوضة بتركيب سماعات فوق الجدارين الغربي والشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع استمرار اقتحام المستوطنين (المستعمرين) وبحراسة شرطة ومخابرات الاحتلال حيث بلغ عدد المقتحمين في شهر تموز من هذا العام فقط حوالي (3067) مقتحماً، إلى جانب الاستمرار في إصدار قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة والقدس بلغت في النصف الأول من عام 2020 حوالي (236) قرار إبعاد، شملت الحراس وموظفي الأوقاف وحتى الأطفال والنساء في مدينة القدس، والأخطر أن بعضها جاء شرطاً للإفراج عن المعتقلين المقدسيين.
ووفق كنعان، فقد بلغت حالات الاعتقال للمقدسيين منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية شهر تموز لعام 2020، ما يزيد على (11) ألف حالة اعتقال، حيث كان بين المعتقلين (3500) طفل و(475) امرأة.
وقال انه بالتزامن مع هذه الانتهاكات استمرت المشاريع الاستيطانية والحفريات تحت وحول المسجد الأقصى المبارك، حيث من اللافت استحداث سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقنية الكترونية حديثة تتمثل في توفير جولات افتراضية داخل الأنفاق المستحدثة تحت المسجد الأقصى، تمّ تقديمها إلى حوالي (20) ألف شخص حول العالم، يرافقها شروح وروايات تاريخية تلمودية مزيفة تدعي فيها إسرائيل الملكية التاريخية والدينية لهذه المواقع.
وأضاف ان المقدسات المسيحية في مدينة القدس لم تكن بمعزل عن سياسة التضييق والاعتداء، وآخرها القرار الصادر من المحكمة الإسرائيلية في شهر حزيران من هذا العام والذي وافقت فيه المحكمة على بيع ممتلكات تتبع للكنيسة الأرثوذكسية في مدينة القدس للمستوطنين، على الرغم من تقديم الكنيسة الأرثوذكسية الاستئناف بهذا الخصوص .
وتابع ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تقف خلف القيادة الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مشيرا إلى تصريحات وزارتي الخارجية وشؤون المغتربين والأوقاف التي تستنكر فيها جميع الاجراءات الإسرائيلية الخطيرة في مدينة القدس، بما فيها الإجراء الأخير المتمثل بتركيب السماعات على الجدارين الغربي والشمالي للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وبينت خلالها أيضاً مخالفة الاجراءات الإسرائيلية لقرارات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما في ذلك قرار منظمة اليونسكو الذي أكدت بنوده الملكية الإسلامية الخالصة للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بمساحته الكلية (144) دونماً، وأن لا علاقة لليهود به.
وختم كنعان قائلا: ان اللجنة تؤكد على الدوام أن وزارة الأوقاف الأردنية ومديرية أوقاف القدس التابعة لها هي صاحبة الولاية الإدارية والدينية على المقدسات الإسلامية والأوقاف في مدينة القدس، والتي أكدتها قرارات الشرعية الدولية والمواقف والتصريحات العربية والإسلامية، باعتبار الجهود الأردنية صمام الأمان والجدار القوي الذي يحفظ الهوية والثقافة العربية للقدس ومقدساتها في وجه العنجهية والغطرسة الإسرائيلية، التي تسير في مخطط تهويد المدينة والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وبشكل يسعى لتغيير الوضع التاريخي القائم الذي أكدته الكثير من القرارات والاتفاقيات الدولية منذ فترة طويلة تسبق الاحتلال الإسرائيلي.
الدستور 9/9/2020 صفحة 2

Comments are disabled.