القدس عنوان أعيادنا الوطنية المجيدة

10/6/2020

القدس عنوان أعيادنا الوطنية المجيدة

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     يولي الهاشميون فلسطين التاريخية وجوهرتها مدينة القدس عنايتهم ورعايتهم الدائمة المستمرة، وذلك إنطلاقاً من العلاقة الثنائية القائمة على الرباط الروحي الديني والتاريخي العميق، إذ تشكل فلسطين والقدس القضية المركزية الوطنية والقومية بالنسبة للأردن بقيادته الهاشمية، فعلى امتداد دورهم وعلاقاتهم السياسية القومية والدولية، كان وما يزال موقفهم الثابت والراسخ تجاهها هو المحرك الوحيد للجهد الدبلوماسي الذي لا حياد عنه في الدفاع عن فلسطين والقدس.

   وتعتبر الثورة العربية الكبرى بقيادة المغفور له الشريف الحسين بن علي في 9/ شعبان/1334هـ الموافق 10 حزيران 1916م، نواة تاريخية مهمة شكلت التاريخ الحديث والمعاصر لأمتنا العربية في المشرق، هذه النهضة التي جعلت أول أهدافها حرية العرب واستقلالهم والحفاظ على عروبة فلسطين والقدس، وتأكيداً لهذه الأهداف أعلن الشريف الحسين بن علي رفضه الصريح التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، بالتزامن مع رفض جميع بنود اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م ووعد بلفور عام 1917م المشؤوم، على الرغم من حجم الضغوطات التي مورست من قبل الحلفاء، كل ذلك لأن القدس ومقدساتها الاسلامية المسيحية في عقله ووجدانه، فقد استقبل في حزيران عام 1924م  الوفد المقدسي الذي عرض على جلالته حاجة المسجد الاقصى للصيانة والاعمار فأمر جلالته على الفور نجله الأمير عبد الله الأول بن الحسين رحمه الله الذهاب إلى القدس للوقوف على حاجة المسجد الأقصى ورفع تقرير مفصل بذلك، ليتبرع الشريف الحسين في المرة الأولى بمبلغ (25) الف جنيه ذهب للإعمار علماً بأن مجموع ما تبرع به جلالته وفي أكثر من مرة بلغ حوالي 38,761 الف جنيه ذهب، وعلى خطاه استمر الملك عبد الله الأول بن الحسين والملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال رحمهم الله في العناية بشؤون القدس واعمارها ودعم ومساندة أهلها، والثبات رغم التحديات في الدفاع عن فلسطين.

واليوم تستمر مسيرة وأمانة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ممثلة بصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، حيث يحمل ملف القضية الفلسطينية وجوهرها مدينة القدس في كافة المحافل الدولية، مؤكداً على أنها خط أحمر لا يجوز المساس به، إلى جانب ذلك فإن توجيهات جلالته السامية للجميع بضرورة دعم أهلنا في فلسطين والقدس.

وبمناسبة يوم الجلوس الملكي نستذكر وشعبنا وأمتنا تأكيد جلالته على مركزية وأولوية القضية الفلسطينية في ملفاتنا الوطنية والقومية، حيث اشار جلالته للقضية الفلسطينية في أول خطاب للعرش السامي في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر عام 1999م :” …وستواصل حكومتي جهودها من أجل دفع المسيرة السلمية، وتمكينها من تحقيق التقدم المنشود على جميع المسارات، وستستمر في دعم الأشقاء الفلسطينيين ومساندتهم، حتى يتمكنوا من استعادة حقوقهم، وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، ذلك أننا نؤمن أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة، ولن يتحقق السلام المنشود، دون تسوية هذه القضية تسوية عادلة…”، والمطالع لجميع خطابات ومقابلات جلالته يجد أن فلسطين والقدس محوراً اساسياً فيها.

    ولابد من الاشارة أيضاً إلى أن الجيش العربي الأردني حامل رسالة الثورة العربية الكبرى له تاريخ طويل من البطولات والتضحية في فلسطين والقدس، فعلى ثراها ارتقى الكثير من الشهداء في معارك باب الواد واللطرون وغيرها من معارك العزة والكرامة، وما تزال لليوم أضرحة العديد من الشهداء إلى جانب ضريح الشريف الحسين بن علي شاهداً على هذا التاريخ المشرف، ودليلاً على عظيم العلاقة بين فلسطين والأردن.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تتقدم بالتهنئة مباركين لقيادتنا الهاشمية ولشعبنا ولأمتنا ولجيشنا العربي بهذه المناسبات والأعياد الوطنية والقومية، والتي نستخلص منها معاني ودروس الحرية والاستقلال والدفاع عن الحق العربي في فلسطين والقدس، وتدعو اللجنة إلى ضرورة التكاتف ووحدة الصف العربي والاسلامي في وجه المخططات الصهيونية التي تستهدفنا جميعاً، والتي تتطلب المساندة والدعم العربي والاسلامي لتعزيز صمود ورباط أهلنا في فلسطين والقدس، والسعي نحو مطالبة المنظمات الدولية الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما فيها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، فكل عام وقيادتنا وشعبنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية كافة بألف خير.

جريدة الدستور 10/6/2020

Comments are disabled.