بيانات اللجنة

كنعان: الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل سيبقى السند القومي لأمتنا

عمان (بترا) - قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل كان وسيبقى البُعد العميق والسند القومي الأصيل لأمتنا، والمدافع بقوة عن كل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس.

وأضاف في بيان صادر عن اللجنة الملكية لشؤون القدس الأربعاء 12/2/2025، أن المتتبع للأزمات والتحديات التي مرت بها أمتنا وطوال عقود عديدة، يجد أن الأردن لطالما كان الأول وفي مقدمة المدافعين والمناضلين عنها، فتضحيات الأردن تتقدمها تضحيات الهاشميين، وشهداء جيشه العربي على ثرى فلسطين والقدس ودوره الإغاثي والإنساني وجهوده الدبلوماسية وفي جميع المحافل وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني هي الشاهد والعنوان الأبرز الساطع لمواقفه تجاه أمته دائماً.

وأشار إلى أن لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني أمس مع الرئيس الأميركي ترمب، وما سبقه وتلاه من اجتماعات مع قيادات سياسية واقتصادية في أميركا و أوروبا، تؤكد أن موقف جلالته المعهود والمتوارث في الفكر والسياسة والنهج الهاشمي، يقوم على استراتيجية راسخة تقوم على ركائز 3 وهي: الأردن ومصالحه الوطنية والقومية، والدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، والإيمان المطلق بوحدة أمتنا والحرص على أمنها، وجميعها كانت مضمون لقاء جلالته مع الرئيس الأميركي.
وأضاف أن عبارات ملكية كتبت بماء الذهب وصدحت أمام العالم ومن قاعات البيت الأبيض وبلسان هاشمي لا يعرف المساومة :" مصلحة الأردن فوق كل اعتبار"، ولأن فلسطين والقدس قضية وطنية وقومية وعالمية أكد جلالته:" لا للتهجير، أولوية الجميع إعمار غزة دون تهجير أهلها"، ولأن السلام والعدالة نهج هاشمي راسخ قال جلالته :" السلام العادل على أساس حل الدولتين"، حديث هاشمي جاء أمام نظر العالم حتى يدحض أي تكهنات ومزاعم يقصد منها البعض تفتيت الوحدة والصف العربي، خاصة أن جلالته أكد أن القضية الفلسطينية عربية وإسلامية، هذا الحضن العربي والإسلامي الذي يجب أن تكون له كلمة واحدة آن الأوان أن يسمعها العالم.

وأكد كنعان أن الموقف الأردني الهاشمي بقيادة جلالة الملك يمثل قوة دولية تحظى بثقة كبيرة نظرا لحكمة جلالته ودبلوماسيته التي تضع مصلحة الوطن والأمة وحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة إغاثته وتضميد جراح مرضاه من الأطفال والشيوخ والنساء خاصة في غزة هاشم وإقرار حقه في تقرير مصيره، وبالطبع الى جانب رعاية أهل القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية التي تتعرض لمخطط تهويد وأسرلة واقتحامات يومية، يدرك جلالته أنه يجب على العالم ومنظماته التنبه لها وعدم الانشغال عنها، وهو أمر مهم لمواجهة مخططات حكومة اليمين الإسرائيلية.

وأضاف أن الشعب الأردني وبكل فئاته ومؤسساته يقف خلف جلالة الملك واثقاً ومدركاً أن شعباً ووطناً يحظى بنعمة القيادة الهاشمية سيتجاوز وأمته كل التحديات بإذن الله، فقوة الأردن دعامة لقوة ووحدة الصف العربي والإسلامي في وجه التحديات والأخطار المتسارعة، وسيبقى الأردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الداعم والسند لأهلنا في كل مدن فلسطين بما في ذلك قدس العروبة وغزة هاشم مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وعلى العالم وقياداته الداعية للسلام والاستقرار الضغط على إسرائيل وحكومتها وإلزامها بالشرعية الدولية فسلام المنطقة والعالم لن يتحقق بالعدوان والإبادة والمخططات المرفوضة.

الغد 13/2/2025 صفحة 5

كنعان: السابع من شباط يوم تاريخي يجسد عزيمة الأردنيين بالدفاع عن المقدسات بالقدس

عمان - بترا - أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله كنعان، أن السابع من شباط يعد يوماً تاريخياً يعكس العزيمة والإرادة الأردنية، ويعبر عن استمرار النهج الهاشمي الذي أسسه الراحل جلالة الملك حسين، في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأوضح كنعان أن القدس، بما تمثله من رمزية، تظل القضية المركزية للجهود الهاشمية المستمرة، حيث يسير جلالة الملك عبدالله الثاني بثبات وإخلاص على ذات النهج، مشدداً على أهمية دعم صمود المقدسيين في مواجهة التحديات التي تواجههم، خصوصاً مخططات التهويد الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الأحداث الحالية تؤكد أن المنطقة تحتاج إلى الحكمة والرؤية الثاقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني، للسير على خطى الراحل الملك الحسين، من أجل دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ما يسهم في تعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وبين أن الملك عبدالله الثاني حرص على مواصلة مسيرة الإعمار الهاشمي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتابع جلالته منذ تسلمه الراية استكمال إعادة عمل منبر صلاح الدين التي بدأت في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين.

ففي عام 2002 وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006 أزاح جلالته الستار عن المنبر الذي استكمل مؤذناً ببدء عملية نقله، حيث وضع في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007، واستمرت جهود جلالته الدؤوبة في رعاية المقدسات المسيحية في القدس بما في ذلك ترميم كنيسة القيامة والصعود وغيرها.

وعلى الصعيد السياسي الدولي المتصل بملف الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة القدس، أشار كنعان إلى أن جلالته تابع ما تمّ على مستوى صدور قرارات دولية صادرة عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في عهد والده الراحل.

ففي تشرين الأول 2016 صدر قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف مُلك خاص للمسلمين ولا علاقة لليهود به قطعاً، وطالب القرار إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى أيلول انذاك2000 إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد الأقصى.

وكانت هذه الاستحقاقات الدبلوماسية تدعم قرارات سابقة كان للأردن في عهد الراحل الملك الحسين جهدٌ معروف في صدورها، مثل قرارات اليونسكو بإدراج البلدة القديمة وأسوارها في قائمة التراث العالمي عام 1981، ولاحقاً إدراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982.

وعلى مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تمسك جلالة الملك عبدالله الثاني بخطاب والده الراحل الذي يدعو للسلام والعدالة للشعوب المظلومة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، فكما كانت هذه الدعوة والقيم السامية سبباً في استحقاق الملك الراحل لجوائز عديدة منها جائزة داغ همرشولد للسلام والتعاون الدولي (1987)، وجائزة أمير استورياس في مجال التفاهم الدولي (1995)، استحق كذلك جلالة الملك عبدالله الثاني جوائز عديدة لسعيه للسلام والوئام، ومنها جائزة تمبلتون 2018 التي وجه جلالته بتخصيص جزء منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019 وجائزة رجل الدولة الباحث 2019.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم الوفاء للراحل الحسين والبيعة للملك عبدالله الثاني، تؤكد أن الوصاية الهاشمية والجهود الأردنية المتواصلة وبتوجيهات هاشمية هي درع وجدار منيع يحمي القدس ومقدساتها، ويدعم رباط وصمود أهل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وهذا الموقف هو عهد دائم نستذكره بمناسبة يوم الوفاء والبيعة.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) 6/2/2025

استهداف قرية النعمان المقدسية.. إمعان في الإبادة والتهجير

عمان - ايمان النجار - تُعتبر قرية النعمان (خلة النعمان) نموذجاً لسياسة التضييق والاستهداف الاستيطاني الاسرائيلي في القدس وفلسطين المحتلة.
هذه القرية الواقعة شرق القدس والتي جرى احتلالها عام 1967، وأعتبر سكانها من الضفة الغربية، ولم يتم منحهم الهوية الاسرائيلية كما هو حال سكان المناطق التي احتلتها اسرائيل، مما يجعل القانون العنصري الاسرائيلي يعتبرهم (مقيمون غير قانونيين)، وهو أمر ترتب عليه امعان في التضييق الممنهج لحرمانهم من الخدمات التي تقدم للمناطق الواقعة تحت حدود بلدية الاحتلال في القدس من الماء والكهرباء والخدمات، إضافة لعزلها عن محيطها بواسطة جدار العزل العنصري وفرض الضرائب المرتفعة خصوصا المسقفات «الارنونا» بقيمة تتراوح بين 30-60 الف شيكل عن كل منزل، وعدم منح أهلها تراخيص بناء، مما قلص عدد سكانها من 350 نسمة إلى 150 فقط، موزعين على 45 منزلاً على مساحة تقدر بثلاثة الاف دونم، وجهت لهم اخطارات بالهدم، بذريعة أنها تقع ضمن الاراضي الخضراء التي لا يجوز البناء عليها، علماً أن البيوت مقامة منذ عام 1948 واخر المنازل المبنية كان عام 1993.

وبهذا السياق أكد الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان ان سياسة الاحتلال الاسرائيلي خلقت واقعاً صعباً في القرية يتطلب وجود خدمات اساسية تتمثل بشق الطرق وترميم شبكة امدادات المياه، وتوفير مكب صحي للنفايات، وبناء مدارس ومراكز صحية جديدة وترميم المقام منها، والمساعدة في استصلاح الاراضي وتوفير الاحتياجات الزراعية، اضافة الى انتهاج سياسة اعتقال الاهالي خصوصا أن القانون العنصري الاسرائيلي يمنعهم من دخول القدس لانهم يحملون هويات فلسطينية، ولا تخولهم هذه الهوية دخول حدود بلدية القدس المحتلة، كذلك وجود خطر الاستيطان ومخطط لضم اراضي القرية لمستوطنات بيت لحم.

واضاف كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تبين للرأي العام الدولي أن سياسة ونهج الاستيطان مخطط استراتيجي احلالي مستمر لحكومات الاحتلال المتعاقبة خصوصا حكومات اليمين المتطرفة الحزبية الصهيونية، وتعتبر كل اراضي فلسطين المحتلة بما فيها مدينة القدس وقراها ومخيماتها وتجمعاتها السكانية ضمن دائرة الاستعمار، وفي وقت باتت حكومة الاحتلال تستغل فيه تطور وتسارع الاوضاع ما بعد العدوان على غزة في «السابع من اكتوبر» عام 2023، بما في ذلك تأييد بعض القوى الغربية لها وتطويعها سياسة الكيل بمكيالين لصالح اسرائيل ومشاريعها الاستيطانية.

واوضح كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تحيي صمود ورباط اهالي القدس وقراها سواء في قرية النعمان أو غيرها، تؤكد أن السلام والامن لا يمكن ان يتحقق في إطار نهج التضييق والاستيطان وتغيير الاوضاع الديمغرافية والقانونية التي يجريها الاحتلال، ضارباً عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية بما فيها المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان غير المشروع.

وأكد كنعان ان مماطلة اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) وادامتها لواقع الاحتلال والاستيطان وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه بما فيها حق اقامة الدولة الفلسطينية، لن يحقق لإسرائيل سلامها وأمنها المزعوم، وعلى حكومتها واحزابها المتطرفة اليقين المطلق أن سياسة «الابرتهايد» التي يسيرون عليها ستجلب حتماً حالة عدم استقرار في المنطقة ستقود لحرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

الرأي 5/2/2025 ص8

مشروع وادي السيليكون الاستعماري.. تساؤلات مشروعة ومقارنات ممنوعة

عبدالله كنعان*

تقوم التنمية في عالمنا المعاصر على التخطيط وطرح البرامج، والغاية الاساسية هي النماء والتطور الاقتصادي وتحقيق مستويات عالية من الرفاهية للأفراد، أي أن المشاريع الاقتصادية يقاس نجاحها بمقدار ما تحققه من نتائج تنعكس ايجاباً على المجتمعات المحلية والعالمية، وهُنا سأقف بشكل موجز أمام مشروع (وادي السيليكون الاستعماري) في وادي الجوز في مدينة القدس، وآخر هو مشروع (وادي السيليكون الأوروبي) في بريطانيا، محاولاً طرح تساؤلات مشروعة قانونياً وانسانياً وعقد مقارنات وصفتها بالممنوعة للأسف، لأن العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان بات لا يسمح بها ولا ينصت أو ينظر لها.

فأما مصدر مصطلح مشروع وادي السيليكون (Silicon Valley) فقد جاء نسبة لمنطقة تقع في شمال كاليفورنيا أو بحسب رؤية القائمين على المشروع كاليفورنيا للابد (california forever)، وتُعد هذه المنطقة مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا والابتكار وموطنًا للعديد من أكبر شركات التكنولوجيا الفائقة في العالم مثل فيسبوك وغوغل وأبل وغيرها، وبحسب بعض التقارير فإن هناك 85 مليارديرا في وادي السيليكون الاميركي، وأن المنطقة تُعد ثالث أكبر تجمع للمليارديرات في العالم، ومن هنا جاءت محاولة البعض استنساخ هذه التجربة والنموذج الاقتصادي التنموي العالمي، ومن ذلك مشروع اقترحته وزيرة الخزانة البريطانية (راشيل ريفز)، يقوم كما ترى الوزيرة على الشراكة والتنسيق بين أكبر مراكز التعليم والبحث العلمي والتكنولوجي في العالم وهما جامعتا أكسفورد وكامبريدج، ويتضمن جُملة من المشاريع بما فيها توسعة مطار هيثرو، ومشاريع بناء أخرى متعددة، وما لفت انتباهي أن هذا المشروع على اهميته لرفد وتطوير الاقتصاد البريطاني الا أن هناك مخاوف من بعض المعارضين أو المنتقدين له، حول ضرر المشروع على الطبيعة بما في ذلك إمكانية انبعاث الغازات من المطار والمصانع المزمع اقامتها.

بالمقابل تطرح حكومة الاحتلال الاسرائيلي مشروعاً استعمارياً مرتبطاً بمنهج مستمر يسعى لمحاولة تهويد وعبرنة مدينة القدس، ويعرف باسم (مشروع وادي السيليكون)، هدفه الربط بين الجانبين الشرقي والغربي للقدس المحتلة، ضمن خطة استيطانية ستُنفذ على مراحل بين الاعوام 2024-2028م وبكلفة مالية تزيد عن مليار دولار، تشمل مصادرة حوالي 2000 دونم لإقامة شارع بعرض 20 متراً، كذلك اقامة منشآت صناعية وتجارية من عدة طوابق على حساب هدم محلات وعقارات اقتصادية تعود ملكيتها لأهالي المنطقة المقدسيين، وهو أمر مرتبط بمحاولة تهجيرهم والتضييق الاقتصادي عليهم، ولا يقتصر المشروع على منطقة وادي الجوز فقط، بل يُطرح مشروع سيليكون استيطاني آخر في جنوب فلسطين المحتلة، وتحديداً فيما يُعرف بمستعمرة سديروت المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة في شمال شرق غزة، في مخطط لتحويلها لمركز تكنولوجي عالمي، ولهذه الغاية تم انشاء ما يسمى (صندوق أوسيم سديروت للتعليم التكنولوجي والتطوير الصناعي)، وبالطبع يستند الاحتلال في مشاريعه الاستعمارية على حزمة من القوانين العنصرية مثل قانون املاك الغائبين والمساحات الخضراء التي يمنع البناء فيها، إضافة للقول بعدم وجود تراخيص بناء وغير ذلك من ذرائع المصادرة الظالمة.

إننا والعالم الحر اليوم أمام مقارنة برسم السؤال المشروع في الوقت نفسه، أي أمام نموذجين أولهما من سيليكون عالمي تنموي، مطروح لتقدم ورفاهية الشعوب وخروجها من الازمات الاقتصادية، تخطط له الدول الديمقراطية لحماية شعوبها وتطورهم، وآخر سيليكون استعماري اسرائيلي هدفه الاستيطان والتهويد والتضييق الاقتصادي على اهالي فلسطين، وهو جزء من حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي وحشي، فأين العالم ومنظماته الحقوقية والقانونية مما يجري، فهل يحق للرجل الغربي ومن يؤيده الحياة برفاهية، ولا يحق للفلسطيني والمقدسي المحتلة ارضه والمستباحة مقدساته الاسلامية والمسيحية غير أن يعيش مجبراً حياة الاستعمار والظلم، فشتان ما بين مشروع سيليكون بريطاني تتم معارضته لوجود احتمالية لتأثيره على البيئة، ومشروع سيليكون صهيوني استعماري مدعوم بصمت عالمي على الرغم من أنه يهدد حياة ومعيشة وارزاق ووجود الفلسطينيين.

ان المجتمع الدولي اليوم وهو يتابع دون حراك ما يجري من هول الابادة الجماعية في فلسطين المحتلة، مطالب انسانياً واخلاقياً بالتحرك الفوري لنصرة الشعب الفلسطيني، فلا سلام ولا أمن في المنطقة والعالم الا إذا تمّ لجم الاحتلال وايقاف مشروعه الاحتلالي التوسعي المتغطرس، وردع ومعاقبة حكومته اليمينية المتطرفة، وانصاف الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

* أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

الرأي 5/2/2025 ص6

منبر المسجد الأقصى المبارك عنوان للصمود ورسالة حضارية استمر بها الهاشميون

عبدالله كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

المنـبر هو الموضع الذي يقوم عليه الخطيب في المسجد لخطبة الجمعة، فإضافة للموعظة الاسبوعية التي تقام يوم الجمعة فإن للمـنبر وظائف عديدة لها دلالتها الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية، فمن على المنبر يكون تعليم المسلمين أمور دينهم وتناقش وتعالج قضايا اجتماعية عديدة، كما كان يتم أيضاً من على المنـبر اعلان القرارات الرسمية في الدولة بما فيها الحرب والسلم، ولعل وجود النقوش والكتابات على المنابر سواء ما يتصل باسم الخليفة والأمير والوالي الذي أمر بصناعته أو تاريخ ذلك، يعكس أهمية حضارية وثقافية أيضاً، ومنبر نور الدين زنكي المصنوع في موضع يُسمى (الحلوية) في مدينة حلب، والذي أمر بعمله سنة 564هـ/1168م وعزم على نقله إلى المسجد الأقصى المبارك عند تحرير مدينة القدس، وهو من المنابر المشهورة في تاريخ حضارتنا لرمزيته ودلالته.

عُرف بمنبر صلاح الدين الايوبي لأن نور الدين زنكي استشهد قبل تحرير مدينة القدس، فأتم مشروع تحريرها من الفرنجة القائد صلاح الدين الايوبي عام 583هـ/1187م فأمر فوراً بنقل المنبر الى مكانه في المسجد الأقصى المبارك، ليكون رمزاً للعزة والنصر وابقاء فكرة النضال حيّة في نفوس الاجيال، وقد تعرض المنبر للحرق والدمار بتاريخ 21 آب 1969م على يد المتطرف الصهيوني الاسترالي (مايكل روهان)، وبتوجيهات وتبرع ملكي أمر جلالة المغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال بترميم المسجد الاقصى من الاضرار الناتجة عن الحريق بما في ذلك إعادة صنع منبر صلاح الدين عام 1993م، قائلا في كتاب وجهه إلى رئيس الوزراء آنذاك: «لقد صممنا وآلينا على أنفسنا أن نحافظ على المقدسات والتراث الخالد الذي منه منبر صلاح الدين الأيوبي ذلك المنبر الذي لم يعمل في الإسلام مثله، ولا بد من إعادة صنعه على صورته الحقيقية المتميزة ببالغ الحسن والدقة والإتقان ليعود إلى سابق عهده في أداء دوره التاريخي في هداية المؤمنين وتوعيتهم وحفزهم على التعاون والتضامن»، ولأنها ثابت ورسالة هاشمية فقد أمر جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بالاستمرار في ذلك الواجب المقدس.

ويتكون هذا المنبـر من 16500 قطعة وقد عمل بطريقة التعشيق أي تركيب وتثبيت أجزاء الخشب وربطها دون استخدام أي مسمار أو مواد لاصقة، وقدرت تكلفة صناعة المنبر بحوالي (2 مليون و200 ألف دينار أردني)، وقد أُنجز في كلية الفنون والعمارة الاسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية وقد شارك في صناعته حوالي 40 من علماء وخبراء من عدة دول جرى تكليفهم واستمر العمل مدة سبع سنوات ونصف السنة.

وبتاريخ 18 تشرين الأول 2002م وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006م ازاح جلالته الستار عن المنبر مؤذناً ببدء عملية نقله، ولكن ونظراً للأحداث والتطورات السياسية في المنطقة خاصة في فلسطين ولبنان تمّ تأجيل ذلك، فكان وضعه في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007م وبهذا التاريخ أقيمت أول خطبة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى على المنبر بعد اعادة ترميمه وتركيبه.

ولا شك أننا ونحن نستذكر في هذه الايام ذكرى اعادة منبر صلاح الدين الايوبي الى مكانه في المسجد الاقصى المبارك، وفي وقت عصيب تحتاج فيه مدينة القدس أهلها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية للدعم والمساندة وهي تتعرض لنهج التهويد والعبرنة والاستيطان، نؤكد بأن القدس ومقدساتها هي بوصلة أردنية هاشمية، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس واجب وأمانة تاريخية مستمرة تحافظ على هوية المدينة العربية وقدسية مقدساتها الاسلامية والمسيحية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تُبين أن أي مناسبة تاريخية وحضارية تتعلق بالقدس وفلسطين ومقدساتها هي جزء من التاريخ الاردني والعربي والاسلامي الاصيل، ورسالة المنبر الحضارية ورمزيته في التمسك بالحقوق والدفاع عنها والنضال لأجل الحرية والخلاص من الظلم والعدوان ستبقى في ضمير الاجيال على الدوام، فالمنبر هو صوت الحق والعدالة ولا يمكن لأي قوى بربرية تستند لشريعة الغاب والاحتلال والاستيطان أن تقضي عليها، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية السند الداعم لأهلنا في القدس وفلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الرأي 3/2/2025 ص8

التهجير القسري اعتداء على الحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني

عبدالله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تتكرر التصريحات والدعوات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني في محاولة فاشله لطرده من أرضه التاريخية ومنها مؤخراً تصريح الرئيس الأميركي ترامب، ويتوهم مُطلقوها ومروجوها أنها الحل المُفضي إلى السلام المزعوم، وباتت هذه الدعوة المناقضة للحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني، تُشكل في الغالب مجرد مادة سياسية دعائية لبعض الساسة الإسرائيليين والمؤيدين لهم لتحقيق مكاسب شعبوية في مجتمعاتهم، فعلى الرغم من أن المخطط الصهيوني الاستعماري يقوم على تهجير أهل فلسطين وإحلال المستوطنين مكانهم، إلا أن توقيت اللجوء إليها اليوم على وجه التحديد يأتي في سياق فشل الحلول العسكرية الإسرائيلية في عدوانها على غزة ولبنان وسورية واليمن، والتي لم تخلف إلا الإبادة الجماعية والدمار وتهديد منظومة السلام والأمن في المنطقة والعالم.

لقد اتفقت جميع مواد القانون الدولي وبنود المعاهدات ومواد الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان خاصة خلال الحروب على أن التهجير القسري جريمة من جرائم الحرب التي تستوجب العقاب الرادع، وفي عام 1949م تمّ توقيع اتفاقيات جنيف الأربع، واختصت الاتفاقية الرابعة منها بأوضاع المدنيين في زمن الحرب، ونصت المادة 49 من الاتفاقية على أنه: “يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة أياً كانت دواعيه”، وبالتالي فإن التهجير الجماعي كما حدث طوال عقود من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المحتلة سواء بالطرد الجماعي وخلق بيئة غير صالحة للحياة كما يحدث اليوم في غزة وجنين والقدس وكل فلسطين، أو من خلال ابتكار ظالم وغير قانوني لما يُسمى الإبعاد والنفي والأمثلة على ذلك كثيرة في ممارسات ونهج الاحتلال الإسرائيلي العدواني ضد الشعب الفلسطيني ومنها الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس وإبعاد الأسرى الفلسطينيين ونفيهم خارج فلسطين كما يجري اليوم بعد معركة طوفان الأقصى.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن ما تمارسه إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة من سياسة استعمارية من شأنها دفع المنطقة نحو عدم الاستقرار واشعال فتيل حرب اقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، فإضافة الى القتل والأسر والإبعاد ومصادرة الأراضي وتدمير البنية التحتية والبيوت والمؤسسات الخدمية والمساجد والكنائس في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية فإن مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة يُعتبر جريمة تعارض الشرعية الدولية وجميع القوانين والقيم والأخلاق الانسانية، وهي سياسة تأتي كمحاولة إسرائيلية لتحطيم الصمود التاريخي الأسطوري للشعب الفلسطيني في أرضه وتمسكه بحقوقه التي قدم ويقدم من أجلها التضحيات، والملاحظ أن هناك عددا من ساسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بمن فيهم نتنياهو  ووزير حكومته المستقيل بن غفير والوزير سموتريتش يحاولون استخدامها كسلاح سياسي لإقناع الناخبين الإسرائيليين بعد فشلهم في تحقيق حزمة مزعومة من أهداف حرب الإبادة على غزة وكل فلسطين.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تُبين للرأي العام الدولي بأن تصريح بعض زعماء العالم ممن رفع قبل أيام شعار تحقيق السلام العالمي ووزراء إسرائيل ممن يستخدمون كعادتهم وبشكل يجدر التنبه له مصطلحات زائفة مثل تشجيع هجرة طوعية وأماكن جديدة لبدء حياة الغزيين، لن تخفي حقيقة بشاعة الاحتلال ومشروعه الخطير بحلم إسرائيل الكبرى المزعومة ومخططاتها الاستعمارية التي تُهدد الأمة كلها، الأمر الذي يستوجب وحدة الصف الفلسطيني والعربي والاسلامي والعالمي الحر لردع إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة وإعادة الثقة بالقانون والمؤسسات الشرعية الدولية، هذه المؤسسات المهددة بشكل علني من قبل إسرائيل مثل منظمة الأونروا التي وجهت لها إسرائيل إنذارا بإغلاق مقارها في القدس وصرحت بقطعها جميع أشكال الاتصال بها أو بأي هيئة تنوب عنها، مما يُظهر للعالم بأن استهداف خدمات اللاجئين وفي وقت هم بأمس الحاجة للمساعدة والإغاثة، إضافة الى نهج إسرائيل المتمثل بتقويض حل الدولتين والسعي لتهجير الشعب الفلسطيني بعد تدمير كل مقومات الحياة في مدن فلسطين هو شريعة الغاب الإسرائيلية التي تتحدى بها العالم المتحضر.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، يقف صفاً واحداً خلف ثوابت الشعب والقيادة في رفض التهجير، ورفض كل ما يهدد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وتؤكد اللجنة أن استمرار جهود الأردن في الإغاثة الإنسانية وتسيير قوافل المساعدات براً وجواً، وإنشاء المستشفيات الميدانية في غزة وفلسطين، كذلك مواصلة الجهود الدبلوماسية الاردنية النشطة وبتوجيهات ملكية مباشرة بهدف حشد الرأي العام الدولي نحو السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، جميعها تدلل على أن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس هي بالنسبة لنا قضية وطنية وقومية وبوصلتنا السياسية والإعلامية والثقافية هي الدفاع عنها ومساندة أهلنا مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الغد 30/1/2025 ص8

في ذكرى عيد ميلاد جلالته (القدس فكر وضمير وجهد هاشمي على الدوام)

عبدالله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تُشكل مناسبة ذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في الثلاثين من يناير الخير، مناسبة وطنية غالية نستذكر فيها وبكل اعتزاز وفخر مسيرة التنمية الشاملة، ومواقف الدفاع عن قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس، والمواقف الهاشمية وتضحياتهم لأجل فلسطين والقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تتصدر الجهود الأردنية المعروفة عبر عقود مشرفة من النضال لأجل كل شبر من فلسطين، وقد اعلنها المغفور له الملك الحسين بن طلال في خطاب عميق الدلالات خصه بمناسبة ميلاد الملك عبدالله الثاني جاء فيه: "نذرت عبدالله لخدمة شعبه وأمته".

ومما لا شك فيه أن الفكر الهاشمي لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ينطلق في مرتكزاته حول القضية الفلسطينية من فكر وتاريخ هاشمي أصيل، يستقي ثوابته من التاريخ والشريعة، فالاحاديث النبوية الشريفة لجده الاعظم الرسول محمد عليه السلام عن بيت المقدس والمسجد الأقصى، وتاريخ الصحابة والتابعين والادارة الإسلامية للمدينة المقدسة وما شملت عليه من عهدة عمرية ورعاية واعمار كلها جزء من النظرة الهاشمية لجلالته ومنطلقاته في رعاية القدس أهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي التاريخ الحديث كانت الثورة العربية الكبرى وما سبقها من اعلان جده المغفور له الشريف الحسين التمسك بكل شبر من فلسطين بما فيها القدس، وعلى نهجه كانت جهود المغفور لهم الملك عبدالله الأول والملك طلال والملك الحسين يسانده ولي العهد آنذاك سمو الأمير الحسن حفظه الله في الدفاع عن هذه القضية المقدسة، واليوم تستمر المسيرة وتتكلل بجهد أردني يقوده جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله على كافة الاصعدة والمحافل الدولية، وهذا بالطبع مرده الثقة الدولية بحكمة وموضوعية وعدالة طرح جلالته للقضية الفلسطينية من منطلقات تتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها المطالبة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

وتتبع تاريخي لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية المركزية الفلسطينية، يكشف عن اهتمام واضح بها ففي كتاب جلالته (فرصتنا الاخيرة السعي نحو السلام في زمن الخطر)، يقول جلالته: "إنني أولي مسؤوليتي في الحفاظ على الهوية العربية للقدس ورعاية الأماكن المقدسة فيها أعلى درجات الجدية"، وفي خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر بتاريخ 1 تشرين الثاني 1999م قال جلالته :" اننا نؤمن أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة، ولن يتحقق السلام المنشود، دون تسوية هذه القضية تسوية عادلة "، هذا الصوت الهاشمي لم يكل أو يمل في ايصال معاناة الشعب الفلسطيني ومطالبهم العادلة في المؤتمرات الدولية واجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكونغرس وكل صرح دولي لم يفوت جلالته فيه فرصة لقائه بقادة وزعماء وساسة العالم الا وفلسطين والقدس هي محور الحديث والمطالبة المتكررة من جلالته بنصرة شعبها وحماية مقدساتها وانهاء الاحتلال عنها .

ولأن القدس كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني خط أحمر ، وجوهر لاءات جلالته الثلاث المؤكدة على عدة أمور هي "لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر"، فقد استمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في حمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وقيادة الجهود السياسية والدبلوماسية الأردنية المتصلة بفلسطين والقدس، كما شملت جهود جلالته اعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية والاهتمام بالأوقاف الإسلامية في القدس، ففي تاريخ 2 شباط عام 2007م وبأمر من جلالته تمّ إعادة منبر صلاح الدين إلى مكانه في المسجد الأقصى المبارك، وفي عام 2007م أمر جلالته بإنشاء الصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وفي عام 2012م تمّ إنشاء وقفية باسم وقفية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي ومنهجه، وفي عام 2016م أمر جلالته بترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، وفي 2017م جاء ترميم كنيسة الصعود على جبل الزيتون وبتوجيهات مباشرة من جلالته أيضاً، وفي عام 2022م تمّ تأسيس وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك، وفي عام 2024م جاءت منحة جلالته لتذهيب قبة الصخرة المشرفة.

 ولا شك أن هذه الجهود المرتبطة بالوصاية الهاشمية والتي تأكدت باتفاقية الوصاية الهاشمية عام 2013م بين صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي استندت في صياغة بنودها على مبايعة أهالي فلسطين والقدس للشريف الحسين بالوصاية عام 1924م، والتي أيدها أيضاً التأكيد المتكرر عليها عربياً وإسلامياً وعالمياً وهذا ما تعكسه جميع البيانات الختامية لقمم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والكثير من اللقاءات والمؤتمرات الدولية المختلفة، جميعها تأتي في سياق دولي يعبر عن أهمية الوصاية في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم (الاستاتيسكو)، كما يعبر عن أهميتها استحقاق جلالته للعديد من الجوائز العالمية المعنية بالسلام والتعايش والعمل الانساني الحضاري الكفيل بنشر قيم الخير والمحبة والعدالة، ومنها جائزة تمبلتون 2018 وقد خُصص وبتوجيهات من جلالته جزءاً منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019م وجائزة رجل الدولة الباحث 2019م .

واليوم كان لموقف جلالته المساند لأهلنا في غزة بإرسال المساعدات الانسانية الاغاثية براً وجواً الاثر الكبير في صمودهم ونضالهم طوال 471 يوماً من العدوان الإسرائيلي علماً بان المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية تعمل في غزة منذ عام 2009م، إلى جانب مواصلة جلالته وعبر كافة القنوات الدبلوماسية الدولية الدفاع عن القضية الفلسطينية والمطالبة بإحلال السلام العادل وإلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس بهذه المناسبة الطيبة، تتقدم من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ومن العائلة الهاشمية والاسرة الأردنية الواحدة بأسمى عبارات التهنئة والمباركة، وتؤكد اللجنة أن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في ضمير وقلب وجهد جلالته الدؤوب على الدوام، وستبقى كما قال جلالته "قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية " مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، فكل عام وجلالته بألف خير والأردن وفلسطين والقدس بألف خير.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 30/1/2025

القدس ورحلة الاسراء والمعراج تذكير بالقداسة ودروس الصمود

عبدالله كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تأكدت القداسة والمكانة الدينية لمدينة القدس ومسجدها الأقصى في نفوس الأمة من خلال العديد من الروابط الربانية الدينية، ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وأرض المنشر والمحشر وعلى أرضها المباركة ولأجلها كانت بطولات المجاهدين وفتوحاتهم وعهودهم بالأمان، وفي مدارسها وأروقتها تشكلت واحدة من منارات ومراكز العلم البارزة في حضارتنا الاسلامية ، ودونت فيها الكثير من مؤلفات العلماء، واليها كانت رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معجزة الاسراء من مكة المكرمة، ومنها كانت معجزة رحلة المعراج الى السماء، هذه المعجزة التي جاء ذكرها في سورة الاسراء ، قال تعالى:((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))، كما فُصلت العديد من آيات المعراج العظيمة في سورة النجم، فهذه المكانة الدينية للقدس الى جانب عراقتها التاريخية الضاربة في التاريخ شاهد على هويتها العربية والاسلامية، التي تحاول المخططات الصهيونية والممارسات الاسرائيلية الاستعمارية محوها بهدف تهويدها وعبرنتها واستيطانها.

إن ما نعيش نفحاته من مناسبة ذكرى الاسراء والمعراج وليلتها المباركة، يدعونا إلى التدبر في دروس هذه المعجزة الالهية وفي مقدمتها اليقين بأن المحن والمصاعب والتحديات بما فيها ممارسات الاحتلال وجرائمه اليومية في فلسطين والقدس مصيرها الزوال، وإن ثقة الانسان بخالقه ووعيه برسالته الانسانية الحضارية في مجابهة الشر والظلم هي زاده ومصدر قوته في المواجهة والنضال ضد الظلم والاستعمار، وأمتنا العربية والاسلامية تحيي مناسباتها وكلها أمل بمستقبل السلام والعدالة والخير، وهو ما اكده جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في تغريدة لجلالته على منصة (إكس) في ذكرى الاسراء والمعراج جاء فيها : "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، ندعو الله عز وجل في ذكرى الإسراء والمعراج المباركة أن يعيدها بالخير على الأمتين العربية والإسلامية"، هذا الحرص الهاشمي على إحياء هذه الذكرى العظيمة يعكسه أيضاً ما نشره صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله على منصة ( انستغرام) من صورة للكعبة المشرفة في مكة المكرمة حيث بدأت رحلة الاسراء تعلوها الآية الأولى الكريمة من سورة الاسراء،  ولا شك أن هذا الفكر والمنطلق الهاشمي الثابت يعكس ادراك عميق لمدى الارتباط الجغرافي والمصيري بين أبناء أمتنا، وفي هذا السياق الهاشمي الوحدوي المرتكز إلى ارث الثورة العربية الكبرى، استذكر بهذه المناسبة العظيمة مقال صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله بعنوان: "حتى لا ننسى أرض الإسراء والمعراج" والذي نُشر عبر منصة أثير العُمانية، بتاريخ 7 فبراير 2024م، جاء فيه: "يجعلنا الإسراء من مكة إلى القدس أكثر إدراكًا بأن قضية فلسطين هي قضية بلاد الشام والجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية"، وعلى صعيد العالمية والاخوة الانسانية الجامعة والمفترضة بين الانسان الحر المناصر لحقوق اخيه الانسان الذي يتعرض للإبادة والتطهير العرقي فإن سموه يرى بأن رسالة الاسراء للعالم هي: "علينا أن ندرك أن الصلة التي أنشأتها رحلة الإسراء والمعراج بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى تؤكد أن أي تهديد أو مساس بالمسجد الأقصى وبالشعب الفلسطيني الصامد على أرضه المباركة إنما هو اعتداء على كرامة الإنسان ومساس بالمقدسات"، فالمقدسات وما تعكسه من الرحمة والطمأنينة وحقوق العبادة يجب صونها وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية والشرعية الدولية وقراراتها المتعددة والمتكررة في كافة اللقاءات والمؤتمرات، علماً بأن قرارات  وتقارير سابقة لعصبة الأمم ، وقرارات لهيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو تؤكد بأن المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وبمساحته الكلية 144 دونماً هو ملكية اسلامية خالصة لا جدال فيها.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مع شعوب أمتنا الاسلامية هذه المناسبة، تؤكد على أن قدس العروبة والاسراء والمعراج تعيش كل لحظة مآسي التضييق والاحتلال والاعتداءات واقتحامات المستوطنين المدعومة بحماية شرطة وجيش الاحتلال، تحتاج إلى وحدة الصف الفلسطيني والعربي والاسلامي والمجتمع الدولي لنصرتها وحماية أهلها ومقدساتها، والحفاظ على هويتها الحضارية الانسانية الداعية للمحبة، فأرض السلام حيث المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة والوئام والتعايش تفتقد اليوم للسلام، وتعيش حالها حال غزة وكل فلسطين المحتلة الظلم والاحتلال بأبشع أشكاله التي عرفت بالتاريخ .

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن مناسبة الاسراء والمعراج هذه المعجزة النبوية تؤكد مضامينها ودروسها، وما جرى فيها من آيات عظيمة بما في ذلك إمامة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء في الصلاة في المسجد الأقصى، على ان قداسة القدس في الاسلام هي عقيدة وجوهر لا يمكن التنازل عنها أو عن أي جزء من ارض فلسطين المحتلة، هذه الارض الطهور التي قدم من أجلها الكثير كانت وستبقى تضحيات شهداء الاردن وفلسطين والامة كلها تعطر ثراها، تتقدمها التضحيات الهاشمية ، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند الداعم لأهلنا في القدس وغزة وكل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الغد 28/1/2025 ص7

الطفولة في فلسطين والقدس ما بين المواثيق الدولية والاعتداءات الاسرائيلية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     شهد شهر يناير في العديد من السنوات خطوات تشريعية تعنى بحقوق الطفل على مستوى العالم ، ومنها في شهر يناير 1990م فتح باب التوقيع والتصديق أو الانضمام لاتفاقية حقوق الطفل التي ادرجتها الجمعية العامة للامم المتحدة ضمن القانون الدولي عام 1989م، كذلك كان دخول الاتفاقية الاوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفل حيز التنفيذ في شهر يناير عام 2000م، وعلى الصعيد العربي قامت جامعة الدول العربية في يناير عام 2004م ، بإقرار خطة العمل العربية الثانية للطفولة للأعوام (2004-2015)،كما قرر مجلس التعاون الخليجي عام 2020م باختيار يوم 15 يناير من كل عام، ليكون يوماً للطفل الخليجي،

     ولكن يبقى لشهر يناير الفلسطيني وفي كل عام حديث آخر مؤلم حزين، توجه فيه رسالة انسانية للعالم، والذي أصبح اليوم وللاسف يقف صامتاً وعاجزاً أمامها، حيث تُصدر في هذا الشهر العديد من المؤسسات الحقوقية والقانونية ومراكز الدراسات تقارير تتضمن احصائيات ترصد انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين والقدس، يتصدر فيها الطفل الفلسطيني القائمة الاولى في الوجع والمأساة، لتعرضه للقتل والاسر والاعتقال والحرمان من العلاج والطعام والصحة والتعليم واضطراره للعمل ليتمكن هو وأهله من العيش.

 ففي غزة وحدها ومنذ السابع من اكتوبر عام 2023م ارتقى 18 الف طفل شهيداً، عدا عن الالاف من المفقودين والاسرى والنازحين والايتام والمحرومين من التعليم، وليس الحال بأقل قسوة في مدن الضفة الغربية المحتلة، ومنها مدينة القدس التي استشهد منها خلال عام 2024م ما مجموعه 14 طفلاً أصغرهم الطفلة رقية أبو داهوك وعمرها ثلاث سنوات، ويزداد الظلم والوحشية الاسرائيلية باحتجازها في الثلاجات ومقابر الارقام جثامين 10 أطفال شهداء، كما اعتقل 112 طفلاً ،   وبحسب مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان فهناك 10400 اسير فلسطيني من بينهم 300 اسير مقدسي بمن فيهم الاطفال، إضافة الى عشرات الاطفال المقدسيين  ممن تعرضوا للاعتداء الجسدي والرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وحالات الاختناق بالغاز والضرب المبرح والحبس المنزلي، وبالطبع فإن الايذاء النفسي والخوف والترهيب اصبح مناخ شبه يومي للطفل المقدسي الفلسطيني .

   وفي سياق تجاوز المفهوم التشريعي الدولي والاخلاقي للقانون فان الاحتلال الاسرائيلي وامعاناً في الظلم والابرتهايد يشرع قوانين عنصرية ظالمة، ولكن وبالرغم من أن جميع القوانين العنصرية تطال الاطفال باعتبارهم من مكونات الاسرة المقدسية المستهدفة، الا أن هناك قوانين ابرتهايد لها تأثير خطير على تهجير الاطفال وحرمانهم من التعليم ومنها مصادقة كنيست الاحتلال في 7 تشرين الثاني بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يسمح بترحيل عائلات ( منفذي عمليات المقاومة) الى غزة او جهات اخرى تحدد حسب الظروف، وهذا من قوانين العقاب الجماعي المحرمة دولياً، كما أقر الكنيست أوامر مؤقتة تتيح سجن الأطفال تحت سن 14 عاماً، كما أقرت الهيئة العامة للكنيست يوم 11 كانون الأول، بالقراءة التمهيدية، وبأغلبية أصوات الائتلاف اليميني المتطرف وقسم من المعارضة الصهيونية، وبدعم من الحكومة، مشروع قانون يمنع تسليم جثث المقاومين الفلسطينيين، بل دفنهم في مقابر خاصة تحت سلطة الجيش الاسرائيلي وبالطبع من ضمنهم الاطفال الشهداء، كما طرح للتشريع الظالم أيضاً مشروع قانون يسعى لجعل قانون منع لم شمل العائلات الفلسطينية من قانون طوارئ مؤقت الى قانون ثابت، وبالطبع لهذه الحزمة التي لا يمكن تسميتها بالقانون بل شريعة الغاب لها من ظلم وانعكاس خطير على الطفل .

ولان قطاع التعليم يعتبر ركيزة مهمة في الحفاظ على الهوية الحضارية الثقافية الفلسطينية بما فيها المقدسية ولارتباطه بمستقبل الاجيال، فقد عمد الاحتلال الاسرائيلي الى زيادة تضييقه وحربه الممنهجة ضده بهدف تهويده واسرلته ، ووفق دراسة احصائية اعدتها (مؤسسة فيصل الحسيني) في مدينة القدس عام 2022م، تشير الى حاجة المدارس ( حوالي 146 مدرسة) وتتبع الأوقاف العامة، المدارس الأهلية، ووكالة الغوث الى مبلغ مالي قدره (11,814,685) مليون دولار، لتوفير وشراء الأثاث والاجهزة التعليمية للصفوف والمختبرات والمشاغل التعليمية، وبالطبع تواجه وكالة الاونروا نفسها الخطر بعد فرض القيود والتهديد بحظرها في القدس ومصادرة الاحتلال لمقراتها ، والتحدي البالغ الخطورة أيضاً هو اغلاق المدارس بسبب مطالبة اسرائيل هذه المدارس بضرورة القيام باعمال الصيانة والذي هو امر مرفوض طبعاً، ولكنه اسلوب ممنهج ليكون حجة لاغلاقها او تحويلها تحت اشراف بلدية الاحتلال، واجبارها على ضرورة تدريس المنهاج الاسرائيلي وسط اجراءات ومعيقات تتعلق بتأخير الترخيص، اضافة الى منع المدارس من تعيين حملة الشهادة الجامعية من خريجي الجامعات الفلسطينية،  حيث جرى إغلاق ما يزيد عن 8 مدارس لعام 2024م بسبب مضايقات الاحتلال، مثل مدرسة وروضة احباب الرحمن الاساسية (من عمر 3 -12 سنة) وعدد الطلبة فيها 250 طالباً، اضافة الى تزايد تسليم اخطارات الهدم  للمدارس ومن ذلك تسليم مدرسة خاصة في منطقة العيسوية (مدرسة المستقبل الخاصة) اضافة لنادي رياضي وهو المتنفس الوحيد في البلدة للشباب، اخطاراً بالهدم بتاريخ 21/2/2024م، كما يتعرض الطلبة لمضايقات وحواجز تفتيش تمنع وصولهم لمدارسهم أو اثناء مغادرتهم لها، كما أنهم يتعرضون لالقاء قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم واقتحام مدارسهم، كما جرى بتاريخ 28 كانون الثاني من اقتحام مدرسة الاقصى الشرعية للبنات ،  اضافة الى عقوبة الحبس المنزلي لبعض الطلبة مما يعرضهم لازمة نفسية واجتماعية ويزيد الاعباء على اسرهم حيث تتحول الام او الاب الى سجّان لابنه .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وأمام الاحصائيات والواقع اليومي الخطير للطفل الفلسطيني، تدعو الرأي العام العالمي بما فيه المنظمات والمؤسسات الدولية المشرعة والموقعة على عشرات الاتفاقيات والمعاهدات المعنية بحقوق الانسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص، الى سرعة انقاذ الطفل الفلسطيني والمقدسي من أهوال الاحتلال وجرائمه المستمرة، ففي يناير شهر الاتفاقيات والقرارات المعنية بالطفل لسان حال كل حر في العالم هو اين العالم الذي يتغنى بحرية الانسان وحقوق المرأة والطفل مما يجري في فلسطين والقدس من جرائم وابادة جماعية وتطهير عرقي ؟، واين المؤسسات الحقوقية والقانونية والاعلامية من فضح الاعتداءات الاسرائيلية ضد الاطفال والنساء والشيوخ؟.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد للمجتمع الدولي بان شريعة الغاب الاسرائيلية وممارسات الاحتلال اليومية لن تفلح في تحقيق وهم الامان المزعوم، بل ستزيد القناعة لدى الاجيال بان المقاومة والنضال هو السبيل الوحيد للحياة والكرامة، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في القدس السند الداعم للشعب الفلسطيني بمن فيه الشيوخ والنساء والاطفال، انطلاقاً من حقهم في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الدستور 20/1/2025

غزة هاشم أولوية اردنية دعماً لصمودها

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    الموقف الاردني شعباً وقيادة هاشمية كان وسيبقى بوصلته وجهوده الدؤوبة دعم القضايا والملفات العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تاريخ عريق من النضال والتضحيات المستمرة دعماً لصمود ورباط أهلنا في كل مدن فلسطين المحتلة، فغزة هاشم كما هي قدس العروبة حظيت باسناد أردني متواصل، فسماء غزة وبرها شاهد على قوافل المساعدات الاردنية من المساعدات الاغاثية الانسانية من الغذاء والدواء  المستمرة ، وبتوجيهات ومشاركة ملكية سامية حرص جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله أن يشرف عليها ويشارك جلالته فيها تأكيداً على أن غزة والقدس وكل فلسطين أولوية أردنية هاشمية.

  فمنذ العدوان الاسرائيلي وحرب الابادة الجماعية التي شنتها الة الحرب الصهيونية الفتاكة في السابع من اكتوبر عام 2023م ( طوفان الاقصى)، على الشعب الفلسطيني في غزة ومدن الضفة الغربية ولبنان وسوريا، والاردن يعمل جاهداً على الوقوف الى جانب الاشقاء وفي سبيل ترسيخ السلام والامن في المنطقة، ودعوة العالم بانهاء الاحتلال ووقف الحرب التي تهدد المنطقة والعالم بصراع مفتوح لا يمكن التنبؤ بنتائجه، فالى جانب الاسناد الاغاثي المستمر حتى اليوم كان وما زال الاسناد الدبلوماسي الاردني وفي كافة المحافل الدولية لحشد الراي العام الدولي المطالب بإنهاء نزيف الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والضغط لالزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية بما فيها القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً تطالب بوقف القتال وابرام هدنة انسانية، هذه الجهود التي شكلت مع جهود عربية ودولية دوراً في توقيع اتفاق وقف اطلاق النار.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد ان القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس قضية مركزية وطنية وقومية في الوقت نفسه بالنسبة للاردن، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وجهود الاغاثة لغزة هاشم، ترسيخ لعلاقة الاخوة العريقة، ومن المعلوم اليوم أن ما خلفته حرب الابادة الاسرائيلية من جرائم واثار تدميرية على الانسان والارض في غزة، يتطلب جهود دولية مكثفة لانعاش وانقاذ حياة من يتعرضون للجوع والموت والبرد في غزة، لذا فان المستشفيات الميدانية الاردنية والعديد من المبادرات الاردنية بما فيها مبادرة  استعادة الأمل لتركيب الأطراف الاصطناعية لفاقديها واستقبال الجرحى، سيكون لها الدور المهم في تضميد جراح اهلنا في غزة .

    وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الاردن وطوال اكثر من 467 يوماً من حرب الابادة الاسرائيلية في غزة، لم يتوقف عن الاغاثة والدعم والمشاركة السياسية والدبلوماسية في كافة المؤتمرات واللقاءات الدولية المعنية بغزة، بما في ذلك مؤتمرات اعادة الاعمار ومنها المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة والمنعقد في العاصمة عمّان في حزيران 2024م ، كما أن مسيرات الدعم ومتابعة ورصد كل ما يجري في غزة في الاعلام الاردني الذي اصبح عنوانه الابرز العدوان الاسرائيلي على غزة، وغير ذلك من الفعاليات والمواقف والانشطة الاردنية اليومية لم تتوقف.

 فتحية اجلال لاهلنا المرابطين الصامدين في غزة والقدس وكل فلسطين المحتلة، والرحمة لشهداء فلسطين وشهداء الاردن وأمتنا العربية والاسلامية على ثرى فلسطين الطهور، والدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية الداعم لاهلنا في كل مدن فلسطين يدعم حقوقهم العادلة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 16/1/2025

بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني نستذكر شهداء الأردن على ثرى فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

يستذكر الشعب الفلسطيني ومعه الأمتان العربية والاسلامية وأصحاب الضمائر الحيّة في العالم بتاريخ 7 كانون الثاني يوم الشهيد الفلسطيني، تخليداً لآلاف الشهداء العرب والمسلمين وكل المناضلين على ثرى فلسطين في وجه الاحتلال الاسرائيلي الوحشي، مئات المجازر الاسرائيلية في المدن والقرى والمخيمات والتجمعات السكانية في فلسطين، ارتقى على اثرها الشهداء والجرحى، ففي عام 1948 فقط جرت اكثر من 70 مجزرة على يد العصابات الصهيونية ودمرت أكثر من 531  قرية ومدينة من أصل 774 تمّ احتلالها وقدم أكثر من 15 الف شهيد من المقاومة الفلسطينية ومن الجيوش العربية أرواحهم دفاعاً عن فلسطين،  وما يزال الجرح الفلسطيني ينزف اليوم وبعد (458 يوماً) على العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة، حيث ارتقى اكثر من 45 ألف شهيد فلسطيني جلهم من النساء والأطفال، وحوالي 11 ألف فقيد الكثير منهم تحت البيوت المدمرة وحوالي 110 آلاف مصاب، وما يزال مصير الآلاف من المهجرين  مجهولاً بسبب القصف والجوع والابادة.

لقد أصبح الشهيد الفلسطيني اليوم رمزاً لتضحية الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني في وجه احتلال صهيوني لا يلقي بالاً واهتماماً بالشرعية والقوانين والاخلاق، فمن المعروف وعبر تاريخ مؤلم من الحروب البشرية أن يتم دفن الضحايا وعمل نصب تذكاري للمفقودين للإبقاء على ذكراهم في نفوس الاجيال والأمم، ولكن الالم يزداد عند الحديث عن شهداء فلسطين فكثرة المجازر وتعدد اساليب الابادة الجماعية وتجويع المواطنين وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء حتى تجمد بعض الاطفال في غزة من البرد، اضافة إلى قوة الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال حتى ضد المقابر وحجز جثامين الشهداء في الثلاجات ومقابر الارقام واخفاء المعلومات عن المعتقلين تُفقد الشعب الفلسطيني والانسانية الحق الطبيعي والاخلاقي والقانوني بدفن الضحايا، ومع كل هذه البشاعة والاجرام الاسرائيلي يبقى الشهيد الفلسطيني حياً في القلوب والضمائر، تتذكره الاجيال وتعظم تضحياته وتسير على درب النضال والدفاع عن النفس والمقدسات والحقوق التاريخية والشرعية .
ولأن فلسطين المحتلة لم تكن قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية كل العرب والمسلمين وشرفاء الانسانية جمعاء، فعلى ثراها الطهور كانت وما تزال الشهادة والتضحية، وهنا نستذكر شهداء الأردن في معارك باب الواد واللطرون ومعركة الكرامة وغيرها من معارك الشرف والبطولة، اضافة للشهداء العرب والمسلمين، ويتقدم مواكب الشهداء شهيد الاقصى المغفور له الملك عبد الله الأول، حيث استشهد جلالته مدافعاً عن فلسطين والقدس ومقدساتها وشاء القدر ان يكون مكان استشهاده بالقرب من ضريح المغفور له الشريف الحسين بن علي الذي كانت مواقفه تجاه فلسطين معروفة للقاصي والداني، وما يزال يسير على نهجه الاصيل الابناء والاحفاد من بني هاشم الاخيار واليوم يحمل أمانة الدفاع عن فلسطين والقدس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

إن هذه المناسبة بما تحمله من مضامين خالدة لها رمزيتها النضالية والحقوقية، هي في حقيقتها دعوة للضمير العالمي والمنظمات الدولية الحقوقية والقانونية والشرعية على اختلافها وكل المعنيين بالسلام والعدالة والحقوق، بضرورة وقف جرائم الاحتلال الاسرائيلي وسرعة حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي وسياسة التهجير والاستيطان ومحو الهوية الفلسطينية، والمطالبة بالزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيه حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما أن على المجتمع الدولي اغاثة الشعب الفلسطيني ومساندته، وعلى الاعلام اليوم وبكافة اشكاله فضح جرائم الاحتلال للراي العام الدولي ودعوته لنصرة الشعب الفلسطيني، كما أن من الجدير به التأكيد على ضرورة أن تدرس بطولات الشهداء وتضحياتهم في المناهج والمساقات التعليمية في المدارس والجامعات.

الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين والعودة للمهجرين والنازحين، وسيبقى الشهيد في كل يوم رمزاً خالداً للتضحية والحرية مهما طال ظلام الاحتلال وزاد بطشه ووحشيته، وسيبقى الأردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ثابتاً على موقفه وتاريخ تضحياته المشرفة مسانداً وداعماً لفلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الغد 7/1/2025 ص9

العام الجديد 2025 يتوج اليوبيل الملكي المستمر في الدفاع عن فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

 

شكلت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين نموذجا دوليا في حرفية   التعامل مع الازمات والتحديات التي تعصف بامننا الاقليمي والدولي ، دبلوماسية تتركز في منطلقاتها على الابعاد الانسانية والشرعية الدولية، لتحظى هذه الدبلوماسية الاردنية الهاشمية بفكرها وقيمها وغاياتها بالاحترام الدولي، مما جعلها المدافع القوي والسند القريب للاهل في فلسطين والقدس.

واليوم يمكننا القول ان العام الفائت 2024 على صعيد العمل الدبلوماسي الاردني والحراك الدولي الفعال كان عام رعاية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في  القدس، وعام عمل اغاثي دؤوب برا وجوا لاهلنا في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة، خاصة في مناخ اقليمي متوتر يشهد تزايد في الانتهاكات الاسرائيلة ونهجه الوحشي في التضييق على الشعب الفلسطيني، استعمار صهيوني مرفوض قائم منذ عقود طويلة من الاحتلال وللعام الثاني على وجه التحديد بعد طوفان السابع من اكتوبر عام 2023، جهد اردني ملكي هاشمي بامتياز لم ولن تكون بوصلته وعيونه الساهرة سوى تجاه القدس وفلسطين ، نهج تاريخي مضمونه ميراث هاشمي اصيل وامانة تاريخية في الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وواجب اخلاقي نبيل في الحفاظ على هوية الانسان العربي الفلسطيني وحقوقه المشروعة  وعروبة ارضه وحريتها على الدوام التي اغتصبها استعمار تقوده حكومة يمين متطرفة تضرب القانون الدولي عرض الحائط.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد ان الموقف الهاشمي الاردني الثابت في دفاعه ونضاله تجاه فلسطين والقدس هو العنوان الكبير لعقود طويلة وتضحيات هاشمية متواصلة كان هذا العام صفحة خالدة من سجلاتها المشرفة بقيادة جلالة الملك صاحب الوصاية وعميد الدبلوماسية عربيا واسلاميا  ودوليا في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، اكثر من مائة خطاب ولقاء واتصال  اجراها  جلالة الملك خلال العام على المستوى الدولي ومع كافة القيادات والمسؤولين في مختلف المحافل، ليبين جلالته وبكل وضوح  الواقع الصعب لاهلنا في فلسطين والمستقبل الخطير للمنطقة في ظل التطورات والمستجدات ، داعيا العالم  وبالسرعة  العاجلة في اتخاذ كل ما يلزم لوقف الحرب على غزة والضفة الغربية ولبنان وانهاء الاحتلال، واضعا جلالته العالم ومنظماته امام حقيقة راسخة وهي ان السلام والامن لن يتحقق الا بالشرعية الدولية وقراراتها بما في ذلك حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967م.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس بان الرسالة  الانسانية العالمية الهاشمية لجلالة الملك في كل لحظة ويوم وعام بما فيها الدفاع عن فلسطين والقدس انسانها وارضها ومقدساتها ستبقى جزء اصيل من مسيرة العطاء الهاشمي وخطاب الحق الذي التزم فيه الهاشميين منذ الثورة العربية الكبرى استنادا للرسالة المحمدية العظيمة في التمسك بالحق ونصرة المظلوم ونشر التسامح والتعايش والدفاع عن الكرامة.

وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس على الدوام مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

30/12/2024

نستقبل العام الجديد بمبادرات ملكية هاشمية تنشر التسامح وتؤكد الوصاية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    لطالما كان وما زال الفكر الهاشمي الأصيل يُنشر قيم التسامح والتعايش والمحبة، ومن هنا تعتبر المبادرات الملكية الهاشمية أمتداداً لهذا الفكر ونموذجاً تطبيقياً لعطاء المحبة والخير، وها نحن نستقبل عامنا الجديد 2025م بمنحة ملكية ترسخ مفهوم الاخوة الانسانية بين الطوائف والمذاهب والأديان، فعلى الضفة الشرقية لنهر الاردن وفي واحد من أقدس الأماكن المسيحية وتحديداً في المغطس تأتي منحة جلالة الملك عبد الله الثاني بدعم تأسيس جامعة ارثوذكسية، وعلى الضفة الغربية لنهر الاردن وفي واحد ايضاً من أقدس الاماكن الاسلامية في المسجد الاقصى تأتي منحة جلالته بتذهيب الزخارف في قبة الصخرة المشرفة.

  ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ستبقى العنوان الكبير لرعاية وصيانة هذه المقدسات وحمايتها، خاصة في هذا الوقت الصعب الذي يشهد تزايد وتسارع حدة الانتهاكات الاسرائيلية، الأمر الذي يتطلب بذل الجهود للحفاظ على الهوية التاريخية والدينية الاسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس ومساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابشع جرائم الابادة والظلم والاستعمار، وهذه المنحة الهاشمية بتذهيب زخارف قبة الصخرة المشرفة سبقها وعلى مدار عقود مستمرة من الوصاية مبادرات اعمار وانشاء وقفيات وترميم ورعاية للمقدسات الاسلامية والمسيحية فعين هاشمية على المسجد الاقصى واخرى على كنيسة القيامة، تسهر على رعايتها وحمايتها.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن انشاء جامعة ارثوذكسية في المغطس هي امتداد لفكر رسالة عمّان واسبوع الوئام وميراث العهدة العمرية وأمانة الوصاية الهاشمية، وجميعها مضامين خير حافظ عليها بني هاشم الاخيار، ويحملونها اليوم أملاً في تحقيق السلام والامن للمنطقة والعالم، وتاكيد هاشمي ثابت على أن رعاية المقدسات ونشر علوم الوئام والمحبة الانسانية التي جاء بها الرسول محمد عليه السلام والمسيح عيسى عليه السلام ستبقى هي منارة البشرية وبوصلتها بالرغم من الصراعات والحروب والأزمات التي نعيشها بما في ذلك استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة وفلسطين المحتلة.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الحفاظ على تاريخ وفن الزخارف الاسلامية وصيانة وترميم أماكن العبادة وانشاء الجامعات التي تنشر فكر الاخوة وتنبذ التعصب، هي فلسفة وفكر هاشمي من شأنه ان يعزز أصالة هويتنا الحضارية العربية والاسلامية، وسيجعل من بلدنا الاردن ومؤسساتنا وصروحنا العلمية قبلة لطلبة العلم من كل انحاء العالم، واليوم ونحن نفتخر ونثمن هذه المبادرات الهاشمية نتطلع وكلنا أمل ان يكون عامنا الجديد فاتحة خير للاردن وفلسطين والمنطقة والعالم ، ننعم فيها بالاستقرار والتنمية ونشهد فيه هذا العام زوال الاحتلال وانتهاء عقود من الظلم عاشها الشعب الفلسطيني وقدم لاجل الخلاص منها الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين .

وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

15/12/2024

كنعان: الأعياد المجيدة تنغصها انتهاكات الاحتلال ضد المقدسات المسيحية والإسلامية

عمان 21 كانون الأول (بترا)- قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان إن أياما قليلة تفصلنا عن استقبال العام الجديد الذي يتزامن مع احتفالات المسيحيين بالأعياد المجيدة بمن فيهم نحو عشرة آلاف مسيحي في القدس، موضحا ان ما ينغص هذه الأعياد هو انتهاكات الاحتلال ضد المقدسات المسيحية والإسلامية والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول 2023.

وقال في بيان وزعته اللجنة، اليوم السبت، ان ما ينغص الفرح الممزوج بالأمل بحلول السلام والرجاء والمحبة، استمرار الاحتلال في قصف الأبرياء وتدمير المقدسات الإسلامية والمسيحية والبيوت وكل مظاهر الحياة، مؤكدا أنها حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل وحكومتها الصهيونية ضد أهلنا في فلسطين مسلمين ومسيحيين وضد كل طائفة لا تؤمن بمعتقداتهم التوراتية الأسطورية الزائفة.

وأضاف أن الاعتداء على الأوقاف والمقدسات المسيحية، والعمل على تهويدها وطمس هويتها، هو جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي، تمامًا كما هو الحال في مخططاته ضد الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس، ومنها سيطرة الاحتلال على الأوقاف المسيحية بالتزوير والتسريب والمصادرة، ومصادرة الاحتلال لأملاك مسيحية في منطقتي الطالبية ودير المصلبة، حيث تم الاستيلاء على 200 قطعة أرض بمساحة تبلغ نحو 570 دونمًا، أقيمت عليها مقرات رئيس دولة الاحتلال ورئيس وزرائه ومقر الكنيست الإسرائيلي، كما تم الاستيلاء على أراضي فندق الإمبريال التي تملكها الكنيسة، حيث أجرتها لعائلة الدجاني، واستحوذت عليها زورًا جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، إضافة إلى أراضٍ في جبل أبو غنيم التي أقيمت عليها مستعمرة "هار حوما".

وأضاف "في كل يوم من أيام هذا العام، كان العنوان الأبرز هو الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تميز بين مسلم أو مسيحي، ولقد رصدنا الكثير من التضييق على المسيحيين في فلسطين بشكل عام، وفي القدس بشكل خاص، كما حدث في 4/2/2024 عندما تعرض رئيس الآباء البندكتين في دير رقاد العذراء "نيكوديمس سكنابل" للاعتداء من قبل مستوطنين أثناء سيره في أزقة البلدة القديمة بالقدس، وفي 24/3/2024، تم التضييق على المسيحيين خلال عيد أحد الشعانين، وتكرر التضييق في 4/5/2024 خلال سبت النور، وهو ما يعكس واقعاً مستمراً في كل الأعياد والمناسبات المسيحية الأخرى".

وأشار إلى أنه وضمن سياسة التضييق المالي عن طريق الضرائب المرتفعة جرى بتاريخ 23/6/2024 تسليم الكنائس في القدس قراراً من بلدية الاحتلال يهدد باتخاذ اجراءات قانونية ضدهم في حال عدم دفعهم لضريبة الارنونا (المسقفات)، علماً بأنها جُمدت منذ عام 2018 أمام صمودهم وبعد احتجاج الكنائس واغلاقها لابوابها انذاك، وقد اكدت وسائل اعلام اسرائيلية نفسها هذا التصعيد القائم والمتزايد من الاعتداءات، فقد ذكرت القناة (13) الاسرائيلية بتاريخ 12/7/2024 انه حدثت 36 حادثة إساءة ضد المسيحيين في البلدة القديمة للقدس.

وقال إن الصمود والرباط المقدسي هو نهج جميع المسلمين والمسيحيين في وجه الاحتلال، حيث أعلن المسيحيون منذ السابع من تشرين الاول العام الماضي وقف مظاهر الاحتفالات في اعيادهم بفلسطين والقدس، وهي رسالة صمود في وجه الاحتلال بأن القدس ومقدساتها بوصلة الجميع، في الوقت الذي يمعن فيه الاحتلال بمنع وصول من يرغب باحياء الاعياد المجيدة في القدس من أبناء الضفة الغربية وغزة، اذ يشترط الاحتلال الحصول على تصاريح مرتبطة بامتلاك بطاقة يحصل عليها الشخص من السلطات الاسرائيلية بعد تدقيق أمني مزعوم، وهذه الاعتداءات الاسرائيلية لا تأبه بالقانون الدولي الذي يعتبر القدس مدينة محتلة ويطبق فيها الوضع التاريخي القائم (الاستاتيسكو) المتعارف عليه منذ قرون.

وبين ان ما يؤكد ذلك المضايقات الاسرائيلية ضد ممتلكات تتبع للكنسية الفرنسية (علماً بأن هناك أربعة مواقع تُديرها القنصلية الفرنسية في القدس) متصلة بالمؤسسات الكاثوليكية في القدس مثل الاعتداء الاسرائيلي على مجمع الايليونة للرهبنة البنديكتية في جبل الزيتون في القدس، وتزامن هذا الاقتحام مع تصريح للرئيس الفرنسي ينتقد فيه سياسة نتنياهو في غزة ولبنان ويطالب بتجميد امداده بالاسلحة المستخدمة في قتل المدنيين.

واضاف أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تأمل بأن يكون عام 2025 عاماً يعم معه السلام والامان في المنطقة والعالم، وتعود معه لاعيادنا الاسلامية والمسيحية بهجتها وفرحها الذي نغصه الاحتلال متعمداً لفرض هوية ومناخ يهودي صهيوني مزعوم، لافتا الى ان الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة تعتقد أنها تنتصر وتوفر الأمن المزعوم اذا اسكتت صوت الاجراس وتكبيرات المساجد والسماح بمسيرات الاعلام والمستوطنين في اعياد يهودية مناخها استعماري لا ديني.

واضاف ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تنبه المجتمع الدولي ومؤسساته الاعلامية والقانونية والحقوقية والانسانية من تعمد الاحتلال الاسرائيلي استغلال الاعياد والمناسبات لممارسة التضييق ضد اهلنا في فلسطين والقدس، الامر الذي يستوجب على الاعلام والمؤسسات الدولية التصدي لممارسات الاحتلال وفضحها ورصدها لتطبيق الشرعية الدولية عليها.
واكد ان الاردن شعبا وقيادة هاشمية سيبقى صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ويستمر في واجب دعم اهلنا في فلسطين والقدس، متمسكاً بارث العهدة العمرية وقيم التعايش والمحبة مع أهلنا المسيحيين، مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 21/12/2024

اليوم الدولي لحقوق الانسان يكشف بشاعة جرائم الاحتلال الاسرائيلي

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    حقوق الانسان منظومة متكاملة ومتأصلة من الحقوق لكامل البشرية دون أي اعتبار للعرق والجنس والدين واللغة واللون أو غير ذلك من الفوارق المصطنعة بين المجتمعات، فحق الحياة والعيش بكرامة والحصول على الغذاء والتعليم والصحة وحرية التعبير وتقرير المصير جميعها حقوق فطرية أساسية أقرتها الأخلاق والأديان والتفاهمات والاتفاقيات الدولية ، ولكنها أصبحت اليوم للأسف تُحارب باسم الحقوق المزعومة من جهات تدعي الديمقراطية والانسانية، وما يجري في فلسطين من البحر الى النهر من جرائم الاحتلال الوحشية تدلل على أن حقوق الانسان التي ترعاها المنظمات وبعض الدول هي شعارات وممارسات تخضع لسياسة الكيل بمكيالين، حيث تؤيد بعض الدول قيام اسرائيل بجرائمها تحت شعار " الدفاع عن النفس"، متجاهلة حقوق الاخرين في العيش بسلام.

   وبمناسبة الذكرى 76 لليوم الدولي لحقوق الانسان الذي يتزامن مع اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان بتاريخ 10 كانون الاول/ديسمبر عام 1948م، ما زالت حقوق الانسان تنتهك في فلسطين على مرأى ومسمع المنظمات والهيئات التي يفترض بها رعاية حقوق الانسان، ليعيش العالم حالة مستعصية ليس فقط في مجال غياب حقوق الانسان بل تغييبها المتعمد واستغلالها في بعض الأماكن كسلاح لخدمة الاغراض السياسية، وذلك بتوجيه التهمة من البعض لاخرين ممن يتعارضون معهم في المصالح ، وهذا توجه  يعتبر غير اخلاقي، ويساهم  للاسف بنشر الكراهية والفوضى.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن ما يجري على يد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين والقدس البلاد التي كانت مهد السلام والأديان ومعاهدات الوئام والكرامة الانسانية، حيث خُطّت في مدنها المقدسة العهدة العمرية ووثيقة البيعة بتاكيد الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، هو انتهاكات وجرائم اسرائيلية تستهدف القيم والشرعية الدولية، من خلال ممارسات الابادة الجماعية التي اشتدت وتسارعت بعد السابع من اكتوبر عام 2023م، والمتمثلة بالقتل والاسر والتجويع والتشريد والتهجير وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات ومقار المنظمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني التي تقدم الخدمات الانسانية الاجتماعية.

ان التاريخ الطويل والعريق الذي عاشته منطقتنا في ظل ثقافة حضارتنا العربية والاسلامية وما اشتملت عليه من تعاليم دينية وممارسات عملية في العلاقات الدولية، نسف على يد رئيس ووزراء الحكومة اليمينية الاسرائيلية المتطرفة وزعماء وقادة وحاخامات الاحزاب الصهيونية المتمسكة بالاساطير التوراتية المزورة، مما يجعل العالم اليوم وبكافة مكونات ومؤسسات المجتمع الدولي أمام تحديات صعبة وخطيرة تهدد دعائم السلام والامن وحقوق الانسان وكرامته في العالم، فما نحتاجه اليوم هو قوانين ومبادرات دولية فعالة تلزم اسرائيل بوقف جرائمها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتطبيق ميثاق حقوق الانسان، وعلى الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني تفعيل دورها في فضح ممارسات الاحتلال وتوثيق تعدياته والمطالبة بمحاكمة منتهكي حقوق الانسان من زعماته، والعمل ايضاً على نشر ثقافة حقوق الانسان وثقافة حمايتها ورعايتها في المجتمعات المظلومة التي تتعرض للتطهير العرقي وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني.

وسيبقى الاردن مهما كان الثمن وبلغت التضحيات شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يتمسك بموقفه الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة العادلة، وسيبقي اردن رسالة عمّان برمزيتها المرتبطة بالسلام والحقوق رائداً ونموذجاً عالمياً في الدفاع عن حقوق الانسان.

الرأي 11/12/2024

الشعب الفلسطيني لا بواكي له في اليوم الدولي لاحياء وتكريم ضحايا الابادة الجماعية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      يُعرف القانون الدولي وبحسب المادة 6 من نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية مصطلح الإبادة الجماعية"  بأنه الأفعال التي يتم ارتكابها بقصد الإهلاك الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو عرقية أو طائفية أو دينية، كما تعتبر الإبادة الجماعية جريمة دولية في راوندا، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها عام 1948م، هذه الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ عام 1951م بعد تصديق 20 بلداً عليها ، باعتبار ان المادة 13 من ميثاقها ينص على شرط عدد البلدان المصدقة لتدخل حيز التنفيذ، وفي اطار التطبيق التاريخي القانوني لها في المحكمة الجنائية الدولية ، ففي تاريخ 2 أيلول عام 1998م صدر اول حكم دولي بتهمة الابادة الجماعية ، وعلى صعيد السياسة الامريكية باعتبارها القوى الاكثر تاثيراً عالمياً في تطبيق الشرعية الدولية، فإنها في سياق استخدام المصطلح دبلوماسياً  ولأول مرة تشير له بتاريخ 9 أيلول 2004م وتحديداً بخصوص قضية دارفور.

   وتأتي ذكرى هذا اليوم الدولي ولا زالت تمارس من قبل الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي كل أركان جريمة الابادة الجماعية بحق فلسطين وأهلها وخاصة منذ السابع من اكتوبر عام 2023م (طوفان الاقصى)، علماً بأنها جريمة وحشية استمرت طوال تاريخ الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي ، حيث تشير بعض الاحصائيات أن العصابات الصهيونية ارتكبت ما بين عامي 1937 و1948م حوالي 75 مجزرة، ارتقى على اثرها اكثر من 5 الاف شهيد، وبالطبع تزايدت الجرائم بعد النكبة عام 1948م اي بعد اقرار اتفاقية الابادة الجماعية، مما يشعر بعدم اكتراث اسرائيل لها ولغيرها من المواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية، وهو امر يشكل تحدياً واحراجاً للمنظمات الدولية.

  ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة مرور 75 عاماً على اتفاقية منع الابادة الجماعية، تؤكد أنه وبالرغم من توقيع 153 دولة عليها، الا أنها ما تزال حبراً على ورق في ظل ما تمارسه اسرائيل من ابادة جماعية متوحشة ضد الشعب الفلسطيني،  الامر الذي يجعل المؤسسات والمنظمات الدولية أمام مواجهة حقيقية تتفرع الى تحديين هما الدفاع عن شرعيتها ومنطلقاتها التي وجدت من أجلها، وأيضاً البحث عن سُبل كفيلة بتنفيذ شرعيتها والزام كل من يعارضها ويحاول نسفها مثل الاحتلال الاسرائيلي، الذي يعمد الى ممارسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، كذلك السعي نحو اغلاق المؤسسات الدولية مثل الاونروا ومنع ممثلي المنظمات الدولية من دخول فلسطين المحتلة والتضييق عليهم وتهديدهم في حال كانت تقاريرهم ترصد حجم عدوانهم السافر.

   وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن هناك اعتراف دولي مقرون بأدلة قطعية بارتكاب اسرائيل للابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية، ففي عام 2015م قبلت بموجبه اختصاص المحكمة بالجرائم المرتكبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتشمل جرائم حرب في سياق عدوانها على غزة عام 2014م وملف الاستيطان، ومؤخراً قرار المحكمة الجنائية الدولية باصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو و وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وفي سياق اعتراف العالم بممارسات اسرائيل الوحشية نذكّر بموقف وتذمر الكثير من العلماء والمفكرين والدبلوماسيين سواء من اليهود وغيرهم في الغرب، حيث اشار المؤرخ اليهودي المعارض للصهيونية ايلان بابيه، لجرائم اسرائيل في كتابه " التطهير العرقي في اسرائيل"، وكتابه " اكبر سجن على الارض : تاريخ الاراضي المحتلة"، وهو اتجاه اتفق معه في مضامينه المؤرخ شلومو ساند وكتابه " اختراع الشعب اليهودي"، والعالم اليوم شاهد على تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ودعواتهم الصريحة بابادة الشعب الفلسطيني خاصة بعد السابع من اكتوبر، ومنها تصريح ما يسمى وزير التراث الاسرائيلي عَميحاي إلياهو، " إن إلقاء قنبلة ذرية على غزة هي إحدى الإمكانيات في الحرب".وفي ذات الاطار التحريضي قال نائب رئيس الكنيست، نيسيم فاتوري، إنه "لجميعنا هدف واحد مشترك الآن – محو قطاع غزة من على وجه الأرض"، وأنه "يجب إحراق غزة". ، وغيرها من تصريحات رجال السياسة والاعلام في اسرائيل ودون خجل او خوف من العقاب والتي تطالب صراحة بالابادة الجماعية وتنشر الكراهية والشر وتعرض الاقليم لحرب بدأت تتزايد اليوم رقعتها.

 وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن العالم الحر ومنظماته الحقوقية والقاانونية مطالبة اليوم باعادة الثقة بها وبتعزيز ارادتها ومكانتها من خلال حماية الشعب الفلسطيني من خطر التجويع والابادة والتهجير، اضافة إلى القيام بكل ما يلزم من ضغوط وعقوبات لردع اسرائيل، ليعيش العالم في ظل حقوق الانسان والعدالة والديمقراطية بدلاً من شريعة الغاب وسياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها اسرائيل ومن يدعمها، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، بما في ذلك دور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام بكافة اشكاله من حشد الراي العام العالمي وبيان حجم الابادة الجماعية الخطيرة التي تمارس على الشعب الفلسطيني من البحر الى النهر.

بترا 11/12/2024

الثقافة روح الأمة ولسان حالها ومنبر حق لقضاياها

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    تعتبر الثقافة انعكاس لقيم واتجاهات ومعارف ومعتقدات الشعوب، ومما لاشك فيه أن الثقافة أيضاً أداة حضارية تدافع بها الشعوب عن حقوقها، خاصة إذا كانت هذه الشعوب مظلومة وتقبع تحت نير الاحتلال كما هو حال الأهل في فلسطين المحتلة، ولأن فلسطين والقدس قضية أمة بل عالم حر يندد بالظلم ويطالب بالعدالة الانسانية ، فقد تناول المثقفون على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم مضامينها تعبيراً عن أوجاع أهلها وتطلعاتهم بالحرية والاستقلال.

ان اشارة دولة رئيس الوزراء حول العناية الحكومية وعبر مختلف مؤسساتها بالثقافة في الاردن ، يتضمن أيضاً ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس، فهي قضية وطنية وقومية ودينية بالنسبة لنا في الاردن ولأمتنا العربية والاسلامية لامتنا العربية والاسلامية ، وتاريخ التضحيات الاردنية والدور الكبير المبذول في خدمة الاشقاء والمتمثل في مساندتهم واغاثتهم طوال عقود ، خاصة اليوم على اثر العدوان الاسرائيلي على غزة بعد السابع من اكتوبر عام 2023م ، اضافة الى دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ودبلوماسية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ودعوته المجتمع الدولي بمختلف مؤسساته الشرعية الضغط على اسرائيل والزامها بقرارات الشرعية الدولية، كل ذلك يجب ترصده وتسجله وتعبر عنه الثقافة الوطنية باختلاف ميادينها وتحفظه للاجيال .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد ان رسالة الثقافة والمثقف هي التوعية بابعاد ومضامين القضية الفلسطينية، ومؤسساتنا الثقافية الاردنية مطالبة بابراز الدور الهاشمي والتاريخ الاردني كله في دعم فلسطين والمعروف للقاصي والداني، وذلك من خلال المؤلفات المتنوعة من الكتب والروايات والقصص والمسرح والندوات والمؤتمرات وغيرها، خاصة أن العديد من فعاليات مهرجان جرش الذي تأسس عام 1981م ومهرجان الفحيص الذي تأسس عام 1990م كانت فلسطين والقدس حاضرة فيها ونأمل أن تحظى مستقبلاً بمساحة أكبر أيضاً تنشر فيها ثقافة فلسطين والقدس وبكل اللغات ، كنوع من الدعم الثقافي للاشقاء.

      وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن قضايا الاستيطان والاعتداءات واللاجئين وتهويد الثقافة ومحاولة اسرائيل محو الهوية الفلسطينية العربية، يجدر أن تتصدر اهتمام المثقف الاردني والعربي والاسلامي وكل حر في العالم لفضح ممارسات الاحتلال، خاصة أن هناك مؤلفات اردنية هاشمية اعتنت بالقضية الفلسطينية والقدس وهي نموذج ثقافي لنا نسير عليه ، نذكر منها كتاب جلالة الملك عبد الله الثاني بعنوان :"فرصتنا الاخيرة : السعي نحو السلام في زمن الخطر"، وعدة كتب لسمو الامير الحسن بن طلال منها، كتاب : " القدس دراسة قانونية"، وكتاب: "حق الفلسطينيين في تقرير المصير"، كما أصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس وكجزء من واجباتها اكثر من 65 كتاباً عن القدس وبمختلف الموضوعات الثقافية.

    ويجدر الاشارة الى الجهد الثقافي الذي تقوم به الصحف الوطنية الأردنية ومنها صحيفة الدستور الغراء بما تنشره من مقالات وموضوعات ثقافية مهمة عن قضية فلسطين والقدس.

الدستور 9/12/2024

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تقويم دولي يذكر بإلابادة والتجويع في فلسطين

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   اعتمدت الأمم المتحدة في عام 1977م، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني"،كمناسبة دولية تذكر العالم بواجب نصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة، ويصادف تاريخ 29 تشرين الثاني من كل  عام ، ويعود اختيار هذا التاريخ لتزامنه مع  قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947م.

   وتجدر الاشارة الى أن قرار الجمعية العامة رقم (40/32ب)، والصادر عام 1977م تضمن أمور مهمة وذات صلة وثيقة بحقوق الشعب الفلسطيني وهي ، أولا: نشر المعلومات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني على أوسع نطاق وبكافة الوسائل، ثانياً : ترجو من أمين عام الجمعية العامة انشاء وحدة خاصة معنية بحقوق الشعب الفلسطيني تعمل بتوجيه من اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف والتي انشئت عام 1975، ثالثا: القيام بالتشاور مع اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني وابتداء من عام 1978م الاحتفال بتاريخ 29 تشرين الثاني باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

   ان  اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة الذكرى 57 لاحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وما تضمنه من قرارات ادارية وثقافية واعلامية متصلة بقرار اعلانه،  إضافة الى غيره من عشرات وربما مئات القرارات الدولية ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالقضية الفلسطينية والقدس، والتي لم تنفذ جميعها حتى الان، تؤكد أن ما نراه طوال عقود الاحتلال الاسرائيلي ما هو الا تماد في الاعتداءات الاسرائيلية على المدن والقرى الفلسطينية وخاصة في القدس وتوسع في المستعمرات وانكار لحل الدولتين الذي ينادي به العالم أجمع،  علماً بأن نهج الاحتلال وعدوانه قد زاد على مدار عامين من هذه المناسبة الأممية وتحديداً منذ السابع من اكتوبر (طوفان الاقصى)، والمتمثل بنهج الابادة الجماعية في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، ففي غزة والضفة الغربية حيث ارتقى نحو 45 الف شهيد ، وهناك 110 الاف جريح و2 مليون نازح و17 الف حالة اعتقال واكثر من 160 الف مبنى متضرر، وما يزال الجرح ينزف والارواح تزهق والة القتل الاسرائيلية تمعن في الذبح والابادة، فلا قرار يمنعها ولا صوت يعلو على صوت قنابل طائراتهم وان كان مصدره أروقة الأمم المتحدة وهيئاتها العاجزة عن انقاذ الشعب الفلسطيني .

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن قيمة الايام الدولية وبكافة عناوينها بما فيها المتصلة بالقضية الفلسطينية مباشرة، ليست في شعاراتها وانما في الاستراتيجية المتعلقة بتنفيذها وتفعيلها، وذلك لضمان نتائج ملموسة على ارض الواقع، وفيما يخص التضامن مع الشعب الفلسطيني فانه يكون فعالاً من خلال متابعة الامم المتحدة والهيئات المنبثقة عنها، كل ما يتصل بالحقوق الفلسطينية القانونية والشرعية والانسانية، مثل حق اللاجئين بالرعاية والعودة  وتطبيق قرار مجلس الامن رقم 2334 المتعلق بوقف الاستيطان ، ومواجهة الاجراءات الاسرائيلية المتمثلة باغلاق اسرائيل ومصادرتها لمقار وكالة الاونروا في فلسطين والقدس بكل حزم ، والسعي لضمان تطبيق بنود اتفاقية جنيف ولاهاي وكافة القرارات الدولية من قبل اسرائيل، حتى وان تطلب ذلك تفعيل العقوبات الرادعة والمعتمدة ضد كل من يخالف القرارات والقوانين الدولية وبالاستناد للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى متمسكاً بموقفه التاريخي الثابت والحافل بالتضحيات والجهود المشرفة الداعمة لحق الاهل في فلسطين والقدس، بما في ذلك حقهم بتقرير مصيرهم واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، والتضامن والتكافل الاردني مع الشعب الفلسطيني معروف للقاصي والداني، واليوم يعتبر الجسر الاغاثي للاهل في غزة والمستشفيات الميدانية العسكرية وجهود الدبلوماسية الاردنية الدؤوبة نموذجاً عملياً وترجمة للتضامن والنصرة الى أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه مهما بلغ الثمن وكانت التضحيات.

بترا 28/11/2024

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.