بيانات اللجنة

26 رمضان ذاكرة المواجهات والمعارك المصيرية لاجل فلسطين والأمة

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    شهدت أرض فلسطين معارك ومواجهات مصيرية ليس في إطار حركة الفتوح الاسلامية والتحرر من الاستعمار  والاحتلال الأجنبي فحسب، وإنما على مستوى مواجهات ومجابهات استراتيجية مصيرية بحق الأمة ومنطقة الشرق ككل، ولأن شهر رمضان كان شهر الفتوحات ومعارك النصر العظيمة، فقد شهد هذا الشهر العديد منها، معركة حطين بتاريخ 26 رمضان 583 هجرية( 5 كانون الأول 1187م)، ومعركة عين جالوت بتاريخ26  رمضان  658 هجرية(4 أيلول 1260م).

      فالاولى هي حطين التحرير من براثن الاحتلال الافرنجي، وقد كانت هذه المعركة بقيادة صلاح الدين الايوبي، حيث توجه على اثرها الجيش الاسلامي لدخول مدينة القدس بعد معاناة أهلها ومقدساتها من احتلال لمدة تسع عقود، وقد كانت هذه المعركة الفاصلة شاهد على أهمية الاعداد والاستعداد ووحدة الأمة ونبذها للفتن والخلافات تمهيداً لمواجهات التحرير والنصر، فكانت خطط صلاح الدين الايوبي العسكرية والاستراتيجية وسياسته السلمية التي أعقبت المعركة ملهماً ومنارة للأجيال والشعوب بإمكانية النصر والخلاص من الظلم اذا توحدت كلمتها وجمع صفها، والثانية هي  معركة عين جالوت درع الأمة والمحافظة على هويتها ، فقد كانت بعد هجوم وحشي من قبل المغول (التتار) والذي بدأ بشكل هدد الأمة وهويتها الحضارية، وكان الانتصار في المعركة مهماً في حماية القدس خاصة بعد تعرضها للاحتلال مرتين بعد انتصار وتحرير صلاح الدين الايوبي لها، وتحديداً المرة الأولى عام 1229م والمرة الثانية عام 1240م، وبمجيء عام 1291م كانت بلاد الشام قد تحررت على يد المنتصرين في عين جالوت من آخر معاقل الافرنجية .

ان الانتصار في هذه المعارك يحمل الكثير من الدروس والعبر، سواء ما يتصل منها أو بالاستعداد وبناء الأجيال وتعزيز وعيها بحقوقها، والأهم التركيز على رفع معنوياتها بامكانية النضال والصمود مهما زاد بطش العدو وقوته الظالمة، كما أن معركة القضاء على خطر  ما يمكن تسميته امتداد امبراطورية بريرية التتار في معركة عين جالوت، تزامن  في تاريخه من حيث وقوعه في رمضان مع معركة اسلامية مهمة وهي معركة نهاوند بتاريخ 26 رمضان 21هجرية(641 م)، والتي كانت مفصلية في القضاء على التوسع والخطر الساساني الفارسي على الحدود الشرقية للأمة الاسلامية، وقبلها كانت في رمضان أيضاً غزوة بدر الكبرى التي هزمت الشرك .

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن رمضان الصمود والنصر كان سجلاً خالداً ومشرفاً ورمزاً لوحدة الامة ومجابهتها للاخطار والتحديات، واستطاعت فيه أمتنا هزيمة جبروت وطغيان امبراطوريات كبرى انذاك، لذا فاننا على يقين وثقة مطلقة اليوم بأننا على قدر كبير من قوة مواجهة بربرية العصر الحديث والمتمثلة بعنجهية وعدوان الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي ومخططاته العابرة للحدود والمهددة للأمة ومقدساتها وحضارتها.

وستبقى القدس ومقدساتها ورسالتها الحضارية في السلام والمحبة والصمود والرباط، شعلة للعالم كله حتى وان زاد ظلام الاحتلال، هذا الاحتلال الذي لايقيم وزناً للشرعية الدولية والاخلاق الانسانية النبيلة، ولا يؤمن الا باساطيره المزيفة الواهية، ويحكم بالاستناد لشريعة الغاب ويضرب  بكافة القوانين والاعراف الدولية عرض الحائط .

    وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين والقدس، وستبقى رسالة الاردن  وقيادته الهاشمية للأمة بالوحدة وللعالم بالسعي للسلام والزام اسرائيل بالشرعية الدولية.

بترا 26/3/2025

الهاشميون والقدس ورمضان

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       ان رعاية  الأوقاف والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ومساندة ودعم أهلنا تمثل واجباً أردنياً مستمراً، وذلك انطلاقاً من الدور التاريخي الاردني وتجسيداً للوصاية الهاشمية التاريخية، وتزداد الجهود الاردنية وتتكاثف تجاه القدس ومقدساتها، لتسود مناخ هذا الشهر الكريم الطمأنينة، ونظراً لروحانيات هذا الشهر وما يمارس خلاله قصداً من قبل الاحتلال الاسرائيلي من التضييق والعدوان الوحشي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، تنطلق الكثير من المبادرات على صعيد رعاية وصيانة واعمار المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك من خلال فرشه وتجهيزه بكل ما يلزم، اضافة الى موائد الافطار للمصلين .

    وقراءة لبعض محطات العطاء الهاشمي تجاه القدس وهي محطات كثيرة، قاد فيها ملوك بني هاشم ومن خلفهم الشعب الاردني مسيرة وطنية وقومية مخلصة للدفاع عن فلسطين والقدس، يظهر للقاصي والداني تاريخ خالد ومشرق ساهم فيه الاردن شعباً وقيادة على دعم اهلنا في فلسطين وحماية مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس، ومن ذلك نستذكر وفي هذه الايام الفضيلة العلاقة الوثيقة بين (الهاشميون والقدس وشهر رمضان)، بالوقوف على بعض هذه المحطات من خلال هذه العلاقة، ففي عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي جاءت الرسالة الاولى من الشريف الحسين بن علي إلى السير مكماهون من مكة بتاريخ 2 رمضان 1333 هجرية، الموافق 14 تموز 1915 ميلادية، لتتضمن في هذا الشهر المبارك تأكيد الشريف الحسين وتمسكه بكامل حدود الدولة العربية بما فيها فلسطين والقدس، وعدم قبول التنازل عن اي شبر منها، والقارىء للتاريخ يجد ان المغفور له الشريف الحسين قد تعرض للنفي نتيجة لموقفه المتمسك برفض وعد بلفور ومخططات الصهيونية ومساعيها لاحتلال فلسطين .

وعلى خطاه كانت مسيرة المغفور له الملك عبد الله الأول شهيد القدس وموحد الضفتين، ففي عهده كانت معارك جيشنا العربي الاردني للنضال في فلسطين على مدار عدد من السنوات بما فيها شهر رمضان المبارك، كما ارسل في عهد جلالته بتاريخ 1 رمضان 1366هجرية/ 19 تموز 1947م مجموعة من طوابع فلسطين على سبيل التذكار لرئيس الهيئة العربية الاسلامية العليا ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وهي طوابع اصدرها الاردن بناءاً على مقررات مؤتمر  قمة انشاص في مصر عام 1946م، وذلك ليكون ريعها المالي لصالح دعم فلسطين، حيث يقدر حاصل ريعها آنذاك حوالي ( 40 الف جنيه فلسطيني).

     من جانبه حرص المغفور له الملك طلال بن عبد الله على النهج الهاشمي المتواصل في الدفاع عن فلسطين أهلها وأرضها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، سواء كان ذلك خلال ولايته للعهد أو توليه للعرش بعد والده الملك عبد الله الأول ، ومن ذلك وبتاريخ 21 ايلول عام 1942م الموافق 10 رمضان 1361هـ شهدت مدينة القدس زيارة من  قبل الامير طلال بن عبد الله ،  لتفقد أوضاعها ومصالح شعبها، وقد تزامن معها متابعة قرار زيادة في بعض المواد التموينية المرسلة للقرى بمناسبة شهر رمضان، وعلى خطاه أيضاً كانت سياسة ونهج المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال والمتمثلة بدعم أهل فلسطين والقدس ورعاية واعمار المقدسات طوال أكثر من اربعة عقود، بما في ذلك مبادرات وفعاليات متعددة خلال شهر رمضان المبارك، ومن المعارك التي كانت دفاعاً عن فلسطين والقدس وضمن سياسة مواجهة التوسع الاسرائيلي ومشاريعه في المنطقة، كانت حرب اكتوبر أو رمضان عام 1973م، ولتخليد التضحيات وتكريماً لابطال الجيش الاردني الذي شارك في الحرب، صدرت الارادة الملكية بمنح وسام عسكري رفيع هو (وسام ذكرى معارك رمضان المبارك)، والذي يحمل ميدالية عليها صورة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال.

    واليوم تستمر المسيرة الهاشمية الراسخة والثابتة في الدفاع عن فلسطين والقدس من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مؤكداً جلالته على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967م، مكرراً جلالته رفضه للتوطين والتهجير والوطن البديل، ومبيناً جلالته بان القدس خط أحمر ، ومن بين مواقف جلالته حفظه الله تجاه القدس ومقدساتها في شهر رمضان المبارك، وضع اللوحة الزخرفية على منبر صلاح الدين  بتاريخ 26 رمضان 1423هـ/ 1 كانون الاول 2002م ولاحقاً تم نقله ووضعه في مكانه في المسجد الاقصى المبارك عام 2007م، كما أُعلن في اواخر رمضان المبارك عام 2012م عن تأسيس دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك وتم اعادة تشكيل مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس بعد لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع وفد من شخصيات مقدسية، وتقديراً لدور المؤسسات العاملة في مدينة القدس فقد أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني على عدد منها بالاوسمة ففي رمضان عام 2018م سلم جلالته لمديرية أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ،  وخلال شهر رمضان المبارك هناك فعالية للعديد من المبادرات والوقفيات التي أطلقها جلالة الملك في القدس منذ عقود ومنها وقفية الكرسي المكتمل لدراسة فكر الامام الغزالي عام 2012م، و وقفية (المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبار) عام 2022م، ولاهمية هذه الوقفيات فقد خصص فعاليات رمضانية حولها ، ومن ذلك المجالس العلمية الهاشمية ، التي تعقدها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في كل عام خلال شهر رمضان المبارك والتي جاءت  عام 2023م بعنوان"وقفيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للكراسي العلمية ، وبالطبع منها كرسي الغزالي في القدس.

    وعلى صعيد المبادرات التي تقوم بها المؤسسات الاهلية الاردنية في القدس خلال شهر رمضان ، فهي مبادرات عديدة ومستمرة ترسخ وتجسد معنى وامانة الدور الاردني والوصاية الهاشمية تجاه القدس ومقدساتها، ومن ذلك مبادرة ( نسائم الريان) التي اطلقتها النقابات المهنية الاردنية عام 2008 لتوفير وجبات افطار رمضانية في المسجد الاقصى، وهناك مبادرة لجنة زكاة المناصرة الاردنية الاسلامية للشعب الفلسطيني مثل (مبادرة مشروع افطار الصائم) في ساحات المسجد الاقصى المبارك والمستمرة حتى اليوم.

      كما أنه وفي سياق الجهد والاهتمام الهاشمي بالقدس حرص سمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله ، على توجيه الامة نحو اهمية الدفاع عن فلسطين والقدس، وفيما يتصل بشهر رمضان، فقد جاء حول القدس في مقال سمو الامير الحسن بن طلال ( رمضان ومشروع النهضة) المنشور بتاريخ 3 رمضان 1445 هــ/ 13 مارس 2024م :" إن ما يتعرض له أبناء فلسطين فى غزة هاشم، حيث يرقد شيخ الهواشم: هاشم بن عبد مناف، وفى القدس حيث يرقد الشريف حسين بن على، وفى بقية الأراضى المحتلة، من قتل وتجويع وتخريب، كل هذا الكدر والحرمان الذى نراه على الشاشات ونقرأ ونسمع عنه يجب أن يخرجنا من حالة الشفقة والتعاطف، إلى واقع عملى نمد فيه يد العون للمنكوبين والنازحين والمهمشين، ونمنحهم إلى جانب العون الغذائى، الرعاية الطبية والنفسية اللازمة لتخفف عنهم هول ما عاشوه".

وتستمر المؤسسات الرسمية والاهلية الاردنية هذه الأيام في بذل مختلف الجهود لدعم أهلنا في مدينة القدس، بما في ذلك الجانب الاعلامي عبر برامج وتقارير اخبارية صحفية وتلفزيونية واذاعية مستمرة ترصد الانتهاكات والاعتداءات في شهر رمضان وغيره من الشهور، بما في ذلك تقرير يومي للجنة الملكية لشؤون القدس بعنوان (اخبار وواقع القدس) الى جانب مهام اخرى لا يتسع المجال لذكرها في سبيل التثقيف والتوعية بقضية القدس، وعلى سبيل الاشارة نستذكر عادة رمضانية اعلامية، اذ كانت الشخصيات الاردنية الاعلامية وغيرها تشارك في بث العديد من البرامج على اذاعة القدس، وتنويها بذلك نشرت صحيفة فلسطين خبراً حول ذلك الأمر بتاريخ 1 ايلول 1943م الموافق ا رمضان 1362هـ .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على عمق العلاقة التاريخية الوثيقة بين فلسطين والاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، هذه العلاقة المستمرة والراسخة في شهر رمضان وغيره من الشهور، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية على عهده في دعم فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 25/3/2025

بمناسة عيد الأم نستحضر معاناة المرأة الفلسطينية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      

   يواصل العالم رفع شعارات حقوقية ويخصص مناسبات إطارها العام الحقوق المحمية بالقانون، ولكن تسقط هذه الشعارات وتصبح فارغة تماماً من غايتها النبيلة عندما يتحدث العالم لغة المصالح فقط، خاصة عندما تقود مراكز القوى الدولية التي تدعي الديمقراطية وحقوق وكرامة الانسان سياسة منحازة للظالم وظلمه، وبالنظر لأماكن الصراع في العالم ندرك أن الحقوق والقانون الدولي للأسف، ليس سوى قانون القوي وشريعة الغاب، ولا شك أن اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) وبما تمثله من نموذج الاستعمار ومعارضة الشرعية الدولية هي اليوم الخطر المحدق بمنظومة الحقوق والكرامة الانسانية ليس ضد الشعب الفلسطيني فحسب بل ضد كل دعاة الحقوق في العالم.

  ويوم الأم الذي تحتفل به الكثير من دول العالم بتاريخ 21 اذار من كل عام تقديراً وتكريماً للأم على دورها التربوي في بناء الأجيال والأمم، يتزامن أيضاً مع مناسبات أخرى منها على الصعيد الوطني ذكرى معركة الكرامة الخالدة ، وعلى الصعيد الدولي مناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله أيضاً، وعند مطالعة هذه المناسبات نستشعر الأم ووجودها التربوي فالأم هي مدرسة الكرامة وصانعة أجيال النصر والنضال دفاعاً عن الأردن وفلسطين والأمة، والأم  الفلسطينية وبكل أسف هي ضحية التمييز العنصري وحرب الابرتهايد في عصرنا الحديث على يد الصهيونية وحكومة الابرتهايد اليمينية الاسرائيلية .

    طوال تاريخ القضية الفلسطينية كانت الأم في صدارة التضحيات فهي الشهيدة  والاسيرة والجريحة وأم وزوجة وأخت  الشهيد والاسير والجريح، فمنذ السابع من اكتوبر عام 2023م وحتى اليوم ارتقت حوالي 13 الف شهيدة فلسطينية والاف من النساء الجرحى والمعتقلات، في عالم يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة، ومع كل ذلك ما تزال الام الفلسطينية تقدم صورة نموذجية ليس لها مثيل في العالم على الصمود والرباط، وتقوم في ظل حرب ابادة وتطهير عرقية صهيونية شرسة بأعباء كبيرة تتمثل برعاية الاطفال والايتام ، فما بين البحث عن الطعام والمأوى وما بين البحث بألم عن اشلاء الشهداء من الأبناء والأطفال، هي دورة حياة المرأة الفلسطينية، هذه الأم بحق ايقونة الأرض وزيتونتها المقدسة،  ما تزال مدرسة في التربية على الرباط في الارض والمقدسات والنضال لاجل الحرية .

   وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الأم التي أعدت جيش الكرامة الباسل والشهيدة والمرابطة في فلسطين المحتلة، يكون الاحتفال بعيدها بمطالبة مئات المنظمات الحقوقية الانسانية بنجدة المرأة في فلسطين وحمايتها من الابادة وانقاذها من أشرس احتلال عرف في التاريخ الحديث، فعلى العالم الذي يجاهر في الانحياز لاسرائيل ويعلن وقوفه مع الظلم أن يخجل من مشاهد القتل المروعة التي تتعرض لها المرأة في فلسطين ، وعلى الاعلام الحر بكل وسائله وأشكاله فضح الممارسات الاسرائيلية وجرائمها ضد الانسان الفلسطيني بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال.

ورغم الجرح الفلسطيني النازف ستبقى الام الفلسطينية رمزاً للصمود والدفاع عن الحق في وجه الغطرسة الصهيونية المتطرفة، وكل يوم ولحظة هي عيد للأم المربية والمناضلة والاعلامية دفاعاً عن الحق الفلسطيني والعربي، تحية اجلال وإكبار وفخر بهذه المرأة الملهمة على صمودها وصبرها.

بترا 24/3/2025

في الذكرى الـ57 الكرامة نهج أردني هاشمي متواصل

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       تبقى قراءة التاريخ مسؤولية ثقافية حضارية مهمة وذلك لعظيم الدروس والفوائد المتأتية من ذلك، وتزداد الأهمية عند قراءة وتوثيق التاريخ الوطني ببعده القومي والانساني، ولا شك أن معركة الكرامة عام 1968م تعتبر محطة وطنية قومية تاريخية مهمة في دفاع الوطن عن مكتسباته وسيادته ورسالته القومية القائمة على نشر فكر الوحدة وأمانة حماية الأمة ثرواتها ومقدساتها، خاصة في وقت عصيب ما تزال الأخطار جاثمة حتى الآن وبشكل يهدد المنطقة وأستقرارها.

      لقد كان فجر يوم 21 آذار عام 1968م شاهداً على عظمة الشعب وحكمة قيادته الهاشمية، والثقة بأن النصر حليف دائم للحق مهما تعاظم غرور المعتدي بعنجهيته، يوم أردني عروبي سطر فيه جنود جيشنا العربي سجلاً خالداً يوثق التضحيات لأجل الوطن والأمة، فمن أرض قرية الكرامة وعلى طول حدود المواجهة مع العدو الاسرائيلي، كان الثبات والفداء دفاعاً واستبسالاً أمام محاولات الاحتلال الاسرائيلي التوسعية في المنطقة، تنفيذاً لمخططاته الصهيونية باسرائيل الكبرى، متمسكاً بأساطير مزيفة معتقداً بأن جيشه الذي لا يقهر حسب زعمه سيحقق له ذلك، خاصة في وقت كانت فيه الأمة تشعر بالغضب والاخفاق بسبب هزائم حرب عام 1948 وحرب 1967م.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة الخالدة في وجدان أبناء الوطن والأمة، تؤكد أن الكرامة أكدت للقريب والبعيد أن فرسان معارك باب الواد واللطرون وتل الذخيرة وغيرها من معارك العز، ما زالت عيونهم على فلسطين والقدس، وما يزال صوت مآذن المسجد الأقصى وأجراس كنيسة القيامة وأجساد الشهداء الطاهرة لرفاق السلاح والشعار التي إحتضنها ثرى فلسطين، هي ذاكرتهم الصلبة الحاضرة التي لا يمكنهم نسيانها ولابد لهم من الاخلاص لها، فهزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي بالرغم من عتاده المتطور، وردع مشروعه التوسعي ولجم مخططات ساسة حكومة اليمين المتطرفة المحتكمة لقوة البطش، كانت من نتائج هذه المعركة البطولية، وفاتحة انتصارات ميدانية لاحقة، بإعتبار أنها أعادت رفع المعنويات والثقة بالقدرة على الصمود والرباط وافشال مشاريع وبرامج الصهيونية.

    وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الكرامة نهج اردني هاشمي سيبقى مهما كان الثمن وبلغت التضحيات دفاعاً عن الوطن والأمة، وتأكيداً على أن قوة الجبهة الداخلية وتعاضد أبناء الوطن خلف جيشهم وقيادتهم الهاشمية كفيل بافشال أي اجندات تستهدف وطننا، فقوة الأردن هي قوة ودعم لفلسطين والقدس واسناد استراتيجي للأمة في وجه التحديات والمخاطر المتسارعة في اقليمنا الملتهب، رحم الله شهداء جيشنا العربي في معركة الكرامة وجميع معارك الدفاع عن الوطن وفلسطين والأمة، وتحية اجلال وفخر بجيشنا وأجهزتنا الأمنية الزنود المرابطة على السلاح حماية للحدود والسيادة الوطنية، وتحية لفلسطين ولأهلها في القدس وغزة من البحر الى النهر قبلة التضحيات والجهود الاردنية المستمرة.

بترا 23/3/2025

قانون أساس إسرائيل (القدس عاصمة مزعومة لإسرائيل)

عبد الله توفيق كنعان: أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تمر على أمتنا في شهر رمضان المبارك ذكرى الكثير من الاحداث والوقائع المؤلمة، ولعل مصدر المها ليس في مضامينها فحسب، ولكن ما أعقبها من وقائع وأحداث مشابهة، وقفت أمتنا منها موقف ضعف وقلة حيلة ولم تعد لها استراتيجية وخطط كفيلة بمواجهتها، خاصة أن من يوجه لأمتنا الاستهداف والهجمات هو احتلال صهيوني يستند للمخططات والبرامج المعدة مسبقاً.

وفي سياق العدوان الممنهج على أمتنا ومقدساتنا نذكر ما جرى بتاريخ 18 رمضان 1400هـ والموافق 30 تموز 1980م ، من إصدار الكنيست الإسرائيلي ( قانون أساس / أورشليم القدس عاصمة إسرائيل)، وقد اضيف لهذا القانون بعض التعديلات عام 2000م، ويتضمن عدة بنود، منها القدس الكاملة عاصمة مزعومة لإسرائيل، وإعلان القدس مقراً للعديد من المؤسسات الرسمية مثل الكنيست ومحكمة العدل العليا الإسرائيلية مصدر التشريعات العنصرية، وبالرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم (478) بتاريخ 20 اب 1980م، والذي نص على عدم الاعتراف بما يسمى بالقانون الأساسي الإسرائيلي وطلب من الدول سحب بعثاتها الدبلوماسية منها، الا أن بعض الدول التي تدعي الديمقراطية وساهمت بتأسيس المنظمات الدولية بما فيها هيئة الامم المتحدة خالفت للأسف شرعية هذا القرار بإصدارها تصريحات واتخاذها اجراءات منحازة لإسرائيل تخدم فيها مصالحها الاستعمارية، وتساهم في القضاء على مسار حل الدولتين، ويتمثل ذلك بإعلان الرئيس الامريكي ترامب في دورته الرئاسية السابقة بتاريخ 6 كانون الاول من عام 2017م اعترافه بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، على الرغم من صدور قرار رافض له من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 21 كانون الاول 2017م الا انه كان دافعاً لإسرائيل نحو إعلانها وتشريعها الباطل لقانون القومية (قانون أساس إسرائيل لسنة 2018م).

ولم تقتصر الذاكرة على وقوع احداث مؤلمة في القدس على التقويم الهجري فقط، بل حدث في مثل هذا اليوم حسب التقويم الميلادي، وتحديداً بتاريخ 18 آذار 1997م قيام إسرائيل بنهج الاستيطان (الاستعمار) بإقامة مستوطنة في جبل أبو غنيم في القدس، ومن المعروف ان سرطان الاستيطان الاحلالي يشكل خطر كبير تستخدمه إسرائيل في برنامجها الصهيوني القائم على مساعي تفريغ مدينة القدس من أهلها وتهجيرهم منها، وبالطبع فإن القوانين العنصرية الإسرائيلية على اختلافها تهدف إلى التهويد والاسرلة في القدس وفلسطين المحتلة كلها.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تذكر بألم بعض الوقائع التي جرت في شهر رمضان المبارك، تؤكد ان الاحتلال الإسرائيلي ونهجه الاحلالي مستمر ولا يأبه بحرمة الشهور ومكانتها الدينية عند الأمم، فهو احتلال واستعمار يعارض الحقائق التاريخية والقوانين الدولية والاخلاق والفطرة الانسانية، التي تؤكد جميعها على حق الشعوب بأرضها ومقدساتها وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، كما تبين اللجنة أن اعادة قراءة الاحداث التاريخية ومتابعة ما جرى عليها من تطورات يعكس مبدأ التخطيط الصهيوني والذي يجب الوعي له وبناء ثقافة مواجهته.

وتبين اللجنة ان الكثير من انتصارات الأمة وانجازاتها كانت في شهر رمضان المبارك بالرغم من بعض الاحداث التاريخية المؤسفة التي تعرضت لها الامة بسبب فرقتها، والتي يجب اعادة النظر في سبب الاخفاقات التي جرت خلالها، وذلك بهدف ما يسمى اليوم بالمنهج العلمي القائم على إعادة التقييم، خاصة أن الأمل في وعي أمتنا وامتلاكها للكثير من أسباب النصر هو ما نواجه في جميع التحديات والصعاب دفاعاً عن أمتنا وقضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس.

ان الواجب التوعوي الثقافي المرتبط بفلسطين والقدس وعلى الرغم من الاحتلال والاستعمار الجاثم على أهلنا وأرضنا العربية ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية، يقوم اليوم على ضرورة اعادة قراءتنا للأحداث، وذلك بهدف الخروج منها على الرغم من قساوة بعضها على ذاكرتنا وواقعنا بالدروس والعبر المفيدة، فالإعلام العربي والاسلامي والعالمي الحر عليه مسؤولية توعوية مهمة تتمثل ببث الأمل والثقة بالأجيال، وعليه أن يزيد لديها القناعة بأن الاحداث المؤلمة والمؤسفة هي محرك وحافز لنا لصناعة مستقبلنا وتاريخنا بالحرية والنصر.

الغد 20/3/2025

11 رمضان شاهد على جرائم الاحتلال المستمرة

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تتطهر النفوس وتتعاظم أعمال الخير الانسانية في أوقات معينة، ومنها شهر رمضان المبارك الذي نعيش اليوم نفحاته وروحانياته، ولكن يأبى الاحتلال الاسرائيلي الا أن ينغص على أهلنا في فلسطين المحتلة وعلى أمتنا وشعوب المنطقة أيامهم ومناسباتهم الفضيلة الخيّرة، بما يمارسه من أفعال عدوانية تزيد القناعة لدى العالم بأننا أمام مشاهد وجرائم لأبشع احتلال عُرف في العصر الحديث، فلقد كان الحادي عشر من رمضان الذي يصادف اليوم شاهد على نزيف وجراح أهلنا في فلسطين المحتلة.

ومن المحطات المؤلمة ما جرى يوم 11 رمضان 1428هـ الموافق 23 ايلول 2007م، حيث كان استمرار لفرض سلطات الاحتلال للطوق العسكري والأمني وحصار مدينة القدس ومنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى بزعم الاحتفال بعيد الغفران، كما اعلنت اسرائيل افتتاحها لمعبد يهودي قرب الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وأسفل باب السلسة على بعد 97 مترا فقط عن قبة الصخرة  المشرفة، مما يجعل من مناسباتهم الصهيونية واعيادهم المزعومة مناخ لبث الكراهية، وممارسة عدوانية لمنع حرية العبادة والتضييق الشامل على المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وفي سياق محطات ذاكرة الوجع الرمضانية وتحديداً في غزة بتاريخ 11 رمضان 1435هـ الموافق 8 تموز 2014م، كان العدوان على غزة فيما أطلق عليه الاحتلال الاسرائيلي آنذاك اسم (عملية الجرف الصامد)، حيث أرتقى على أثرها وحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) حوالي 2200 شهيداً، و11,100 جريحاً بينهم 530 طفلا و302 امرأة، إلى جانب خسائر اقتصادية هائلة.

وها هو العالم وفي نفس اليوم من شهر رمضان المبارك، يشهد نهج الاحتلال الاسرائيلي الظالم نفسه، والذي يرتكز على الاستمرار في جرائم الابادة والتجويع والتهجير، وما يزال نزيف دماء الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني، فلم يعد القانون والشرعية الدولية والاخلاق الانسانية قادرة على كبح جماح الاحتلال، وقد زادت للأسف عنجهية الاحتلال بما يُمارس من قبل قوى الديمقراطية المزعومة من سياسة الكيل بمكيالين، وانعدام الارادة الدولية الفاعلة القادرة على معاقبة الاحتلال وردعه.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر ما حدث في مثل هذا اليوم من شهر رمضان، لتؤكد أن كل يوم ولحظة من رمضان المبارك وغيره من الشهور وعلى مدى عقود الاستعمار الاسرائيلي، هي محطة من مسلسل الاجرام والابادة والتطهير والقتل والاستيطان والتدمير والاقتحام للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة، فغزة هاشم الابية الصامدة قابعة تحت الحصار والجوع، وقدس الاقداس والعروبة ومعها معظم مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية تتعرض للاقتحامات والحواجز والاغلاقات والتهجير وكل اشكال التضييق.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على ثبات الموقف الهاشمي الداعم لأهلنا في القدس وفلسطين، وهنا نستذكر من محطات رمضان، يوم 11 رمضان  1428هـ الموافق 23 ايلول 2007م حيث تبرع آنذاك صاحب الوصاية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، بمبلغ مقداره مليون ومائة وثلاثة عشر الف دينار لصالح الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة وأمر جلالته أيضا بصرف راتب اضافي لصالح العاملين في أوقاف القدس، تقديراً لجهودهم وصمودهم وأهل القدس في وجه الاحتلال، ولا زال جلالته يرعى القدس ومقدساتها ويساند أهل فلسطين ومن ذلك قبل أيام تبرع جلالته بثمن "كمية من الذهب" لترميم قبة الصخرة وأعمدة ذهبية وألواح، فرمضان في فلسطين هو عنوان للصمود في وجه الاحتلال والصبر على صنوف التضييق والاستعمار.

وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم لأهلنا في فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 12/3/2025

القدس عنوان الوفاء بالأمانة وعهد البيعة برعايتها

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   يُحيي الأردنيون في السابع من شباط، ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، حامل راية الوفاء وقائد مسيرة العطاء والنماء، فكما كان تاريخ السابع من شباط لعام 1999م، حزيناً ومؤلماً برحيل المغفور له الحسين، فقد كان في الوقت نفسه يوم عزيمة وارادة بأن تسلم الراية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، فما تزال انجازات وكلمات ووصايا الراحل الحسين تُنير الدرب وتستمر بالبذل والعمل الدؤوب والتوجيهات السامية من الملك عبد الله الثاني حفظه الله بالاصرار على التنمية الشاملة .

     ولما كانت وما تزال القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية حالها حال القضية الفلسطينية تشكل البوصلة والضمير والجهد الهاشمي المتواصل على الدوام، فقد سار جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ومنذ اللحظة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الاردنية الهاشمية بكل ثبات وإخلاص على نهج الأباء والاجداد من بني هاشم الاخيار، في صون أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وحماية ورعاية المقدسات ودعم صمود ورباط أهلنا في القدس، للحفاظ على هويتهم ووجودهم راسخاً منيعاً في القدس، خاصة في وقت يحتاج فيه اهالي القدس للاسناد المتواصل لمواجهة مخططات التهويد والأسرلة والاستيطان ، والمتابع لما يجري اليوم من أحداث وتطورات يزداد لديه اليقين بأن المنطقة على صفيح ساخن، وهي بأمس الحاجة للحكمة والحنكة والرؤية الهاشمية الثاقبة  لجلالة الملك عبد الله الثاني القادرة بما تحظى به من ثقة دولية أن تحافظ على دبلوماسية وسياسة الراحل الملك الحسين المتوازنة،  إضافة لوعي جلالته الدقيق للتطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية الجارية، من أجل وضع الرأي العام الدولي أمام مسؤولياته وأولها حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فهي صمام السلام والأمن الذي من شأنه منع الأوضاع في المنطقة من التدهور نحو حرب اقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

     حرص الملك عبد الله الثاني حفظه الله على مواصلة مسيرة الاعمار الهاشمي للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولعل متابعة جلالته المباشرة لخطوات استكمال اعادة عمل منبر صلاح الدين التي بدأت في حياة والده الراحل عام 1993م، حيث أمر بذلك المغفور له الحسين بن طلال ضمن توجيهاته الملكية الفورية بسرعة اعمار ما تضرر في المسجد الاقصى المبارك بسبب حريق عام 1969م بما في ذلك المنبر،  ففي عام 2002م وضع جلالة الملك عبد الله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006م ازاح جلالته الستار عن المنبر الذي استكمل مؤذناً ببدء عملية نقله، فوضع في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007م، وعلى نفس المسار كانت أيضاً رعاية المقدسات المسيحية في القدس بما في ذلك ترميم كنيسة القيامة والصعود وغيرها، وعلى الصعيد السياسي الدولي المتصل بملف الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة القدس، فقد تابع جلالة الملك عبد الله الثاني ما تمّ على مستوى صدور قرارات دولية  صادرة عن هيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها في عهد والده الراحل، ففي اكتوبر عام 2016م صدر قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف مُلك خالص للمسلمين ولا علاقة لليهود به قطعاً، كما طالب القرار إسرائيل( السلطة القائمة بالاحتلال) بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى أيلول 2000م إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد الاقصى، وهذه الاستحاقات الدبلوماسية تدعم قرارات سابقة كان للاردن في عهد الحسين الراحل جهداً ودوراً معروفاً في صدورها، مثل قرارات اليونسكو بادراج البلدة القديمة واسوارها في قائمة التراث العالمي عام 1980م، ولاحقاً ادراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982م، كذلك الحال على مستوى الجمعية العامة ومجلس الأمن وخطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ودعوته المتكررة قيادات العالم بالسعي الجاد نحو السلام والزام اسرائيل بالقرارات الدولية ، فهي تمسك بخطاب والده الراحل الداعي للسلام والعدالة للشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، فكما كانت هذه الدعوة والقيم السامية سبباً في استحقاق والده الراحل لجوائز عديدة منها جائزة داغ همرشولد للسلام والتعاون الدولي (1987)، وجائزة أمير استورياس في مجال التفاهم الدولي (1995)، فعلى خطاه كان الملك عبد الله الثاني الذي استحق جوائز عديدة لسعيه للسلام والوئام ومنها جائزة تمبلتون 2018 وقد خُصص وبتوجيهات من جلالته جزءاً منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019م وجائزة رجل الدولة الباحث 2019م.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم الوفاء للراحل الحسين والبيعة للملك عبد الله الثاني بن الحسين، تؤكد أن القدس ومقدساتها كما هي القضية الفلسطينية تشكل محوراً رئيساً في الفكر والجهود الهاشمية، وما نشهده اليوم من وصاية هاشمية على المقدسات في القدس والتي يؤكد عليها بل ويطالب بها العالم، الى جانب جهود الاغاثة الانسانية والدبلوماسية الدولية المكوكية للاردن للدفاع عن غزة وفلسطين، جميعها تأكيد على أن الهاشميين والقدس تاريخ عريق من النضال والتضحيات المستمرة.

   كما تُبين اللجنة للراي العام أن الوصاية الهاشمية والجهود الاردنية المتواصلة وبتوجيهات هاشمية هي درع وجدار منيع يحمي القدس ومقدساتها، ويدعم رباط وصمود اهل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وهذا الموقف هو عهد دائم نستذكره بمناسبة يوم الوفاء والبيعة .

8/3/2025

جلالة الملك صاحب الوصاية المدافع الصلب عن مصالح الوطن والأمة

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       إن الاردن بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل كان وسيبقى البُعد العميق والسند القومي الأصيل لأمتنا، والمدافع بقوة عن كل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس، والمتتبع لكل الأزمات والتحديات التي مرت بها أمتنا وطوال عقود عديدة،  يجد أن الأردن لطالما كان الأول وفي مقدمة المدافعين والمناضلين عنها، فتضحيات الأردن تتقدمها تضحيات الهاشميين، وشهداء جيشه العربي على ثرى فلسطين والقدس ودوره الاغاثي والانساني وجهوده الدبلوماسية وفي كافة المحافل وبقيادة سامية مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني هي الشاهد والعنوان الأبرز الساطع لمواقفه تجاه أمته دائماً.

      ولقاء جلالته الملك عبد الله الثاني بن الحسين رعاه الله أمس مع الرئيس الامريكي ترامب، وما سبقه وتلاه من اجتماعات مع قيادات سياسية واقتصادية في أمريكا و أوروبا، تؤكد أن موقف جلالته المعهود والمتوارث في الفكر والسياسة والنهج الهاشمي، يقوم على استراتيجية راسخة تقوم على ركائز ثلاث وهي: الأردن ومصالحه الوطنية والقومية، والدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، والايمان المطلق بوحدة أمتنا والحرص على أمنها، وجميعها كانت مضمون لقاء جلالته مع الرئيس الأمريكي.

عبارات ملكية كتبت بماء الذهب وصدحت أمام العالم ومن قاعات البيت الأبيض وبلسان هاشمي لا يعرف المساومة :" مصلحة الأردن فوق كل اعتبار"، ولأن فلسطين والقدس قضية وطنية وقومية وعالمية أكد جلالته:" لا للتهجير، أولوية الجميع اعمار غزة دون تهجير أهلها"، ولأن السلام والعدالة نهج هاشمي راسخ قال جلالته :" السلام العادل على أساس حل الدولتين"، حديث هاشمي جاء أمام نظر العالم حتى يدحض أي تكهنات ومزاعم يقصد منها البعض تفتيت الوحدة والصف العربي، خاصة أن جلالته أكد أن القضية الفلسطينية عربية واسلامية ، هذا الحضن العربي والاسلامي الذي يجب أن تكون له كلمة واحدة آن الأوان أن يسمعها العالم.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الموقف الاردني الهاشمي الراسخ لجلالة الملك عبد اهدا الثاني هو قوة دولية تحظى بثقة كبيرة نظراً لحكمة جلالته ودبلوماسيته الرفيعة التي تضع مصلحة الوطن والامة وحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة اغاثته وتضميد جراح مرضاه من الاطفال والشيوخ والنساء خاصة في غزة هاشم واقرار حقه في تقرير مصيره، وبالطبع الى جانب رعاية أهل القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحة التي تتعرض لمخطط تهويد واسرلة واقتحامات يومية ، يدرك جلالته أنه يجب على العالم ومنظماته التنبه لها وعدم الانشغال عنها، وهو أمر مهم لمواجهة مخططات حكومة اليمين الاسرائيلية.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الشعب الاردني وبكل فئاته ومؤسساته يقف خلف جلالة الملك واثقاً ومدركاً أن شعباً ووطناً يحظى بنعمة القيادة الهاشمية سيتجاوز وأمته كل التحديات باذن اهلأ،  فقوة الاردن دعامة لقوة ووحدة الصف العربي والاسلامي في وجه التحديات والاخطار المتسارعة، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم والسند لاهلنا في كل مدن فلسطين بما في ذلك قدس العروبة وغزة هاشم مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وعلى العالم وقياداته الداعية للسلام والاستقرار الضغط على اسرائيل وحكومتها والزامها بالشرعية الدولية فسلام المنطقة والعالم لن يتحقق بالعدوان والابادة والمخططات المرفوضة .

12/3/2025

13 آذار … نستذكر فيه الفتح العمري والمناسبات الفلسطينية

كتب عبد الله توفيق كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام من ناحية التوقيت والتقويم متزامناً مع بداية شهر آذار، لتجتمع في اليوم الواحد من الشهرين الهجري والميلادي العديد من المناسبات والأحداث ، والتي يتصل بعضها بالتاريخ والثقافة والحياة في القدس وفلسطين، والوقوف على مضامين بعض هذه الاحداث والمناسبات أمر مهم، نستخلص من خلاله الدروس والعبر ونستعين به في اعداد الشباب والأمة كلها، ونعد أنفسنا لمواجهة التحديات والمخاطر وفي مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين المحتلة. وهنا نستذكر في الثالث عشر من رمضان سنة 15هـ( 18 إكتوبر 636م)، وصول الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين وفتح بيت المقدس، حيث كانت العُهدة العمرية والتي أعطى فيها للمسيحيين في القدس الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، فكانت وما تزال هذه الوثيقة من أرفع دساتير حقوق الانسان وحريات العبادة في التاريخ، وهذا أمر متصل بعقيدة وثقافة ونهج الاسلام الذي أنطلقت من فهمه بُنية الوثيقة وعباراتها، باعتباره ينشر فكر الحرية والتسامح والعيش المشترك على أساس الحقوق والعدالة، وقد سبقت هذه الوثيقة التاريخية برسالتها ومضامينها السلمية ما عرف لاحقاً بالوضع التاريخي القائم( الاستاتيسكو)، وعلى نهج رسالة هذه العهدة العمرية استمرت الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في رعاية الاوقاف والمقدسات المسيحية. ولاشك أن مجرد رصد ما يجري من اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية في فلسطين المحتلة من قتل وتهجير وأسر ومصادرة للمتلكات وتدمير واغلاق للمؤسسات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، يكشف للرأي العام العالمي والمنظمات الشرعية الدولية عن الحجم الكبير لبشاعة وانتهاكات الاحتلال ضد الانسان وحقوقه المشروعة بالحرية والعبادة، هذه الانتهاكات الوحشية المستمرة حتى اليوم في غزة ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية لم تمنعها وتردعها المطالبات والقرارات الدولية بما فيها الصادرة في شهر آذار، ومن ذلك قرار لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بتاريخ 4 آذار 1969م الذي أعلن عن أسفه لما يجري من انتهاكات اسرائيلية مستمرة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، لكنه اسف لم يصل إلى حد فرض العقوبات الرادعة على تدمير اسرائيل اكثر من 500 قرية فلسطينية عام 1948م وقتل الالاف وتهجير ملايين الفلسطينيين في العالم، بعد ذلك التاريخ ولازالت تمارس هذه الاعتداءات حتى اليوم. ويحمل يوم 13 آذار أيضاً فعاليات ومناسبات فلسطينية منها يوم الجريح الفلسطيني ، الذي أعلن عنه عام 1968م، حيث جاء القرار بعد إنشاء “مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى” عام 1965م، ليكون مناسبة تذكر العالم ببشاعة الاحتلال وتلفت نظر المؤسسات الدولية باهمية رعاية الجرحى، خاصة أن ارتفاع عدد الجرحى الفلسطينيين عبر عقود متواصلة من النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي وما يتعرضون له من تضييق اسرائيلي ومنع علاجهم وتنقلهم بين مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ، يجعل لهذه الفئة الشجاعة رمزية في الصمود والرباط الفلسطيني، وكثيراً ما تعرض المصابون الى الخطف من داخل المستشفيات . كما يصادف يوم 13 آذار يوم الثقافة الفلسطيني وهو أيضا يوم ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش، والذي تقرر من أجل استذكار أعمدة ورواد الثقافة الفلسطينية، وللحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية، وتقدم فيه جائزة باسم درويش لثلاثة مبدعين من فلسطين والعالم، والثقافة الفلسطينية بما فيها ثقافة وتاريخ القدس لها رمزيتها كهوية فلسطينية راسخة وثقافة وعي ونضال ضد الاحتلال، من هنا يسعى الاحتلال بكافة السبل والوسائل الى محوها ومحاربتها واغلاق مؤسساتها ، والعمل على تهويدها وعبرنتها . ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر بعض وقائع ومناسبات يوم الثالث عشر من شهري رمضان وآذار، تؤكد أن الذاكرة التاريخية والثقافية الفلسطينية والمقدسية تحمل رسالة محبة وتسامح وحرية ووعي وصمود ضد الاحتلال، الأمر الذي يعزز اليقين والثقة بأن حضارة العروبة والاسلام وارثها الغني بالقيم والمثل العليا لها قدرة وقوة الانتصار على وحشية الاحتلال وهمجيته القائمة على التزييف والتضييق. وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن رمضان الصمود والصبر على ظلم الاحتلال والاستعمار، يحمل الأمل بالحرية التي ترفع شعلتها الاجيال المتمسكة بحقها وتاريخها وثقافتها، وسيبقى أردن رسالة عمّان للتسامح والاخوة الانسانية القائمة على التمسك بالحقوق العادلة، الداعم لاهلنا في فلسطين والقدس في كافة المجالات، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كانت التحديات وبلغت التضحيات .

صدى الشعب 13/3/2025

رمضان في القدس تحت مطرقة الاحتلال وسندان التضييق

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     يستقبل المسلمون في كل أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بقلوب خاشعة عابدة، وبعيون وضمائر حزينة متألمة لما يجري في القدس وغزة وجنين وكل فلسطين المحتلة من عدوان وتضييق اسرائيلي مستمر، احتلال لا يأبه بالشرعية الدولية ولا يقيم وزناً للأخلاق الانسانية النبيلة ولا الاعراف والعقائد الدينية، فالتسامح وحرية العبادة واحترام الشعائر مصطلحات مفقودة يجهلها معجم الانتهاكات الاسرائيلية.

    حيث مهد الاحتلال الاسرائيلي كعادته لشهر رمضان في القدس بإجراءات ممنهجة تستهدف هوية المدينة العربية والاسلامية، بفرضه قيود تتمثل في تحديد عدد المسموح لهم بصلاة الجمعة بعشرة الاف مصلٍ فقط، وضمن أعمار محددة، الى جانب ما يُسمى إجراء اختبار قياس درجة صوت الأذان، وسياسة الاقتحام اليومية من مئات المستوطنين الذين توفر لهم خدمات الارشاد والحماية من شرطة الاحتلال، ويقابل ذلك تضييق سافر على دخول المسلمين للمسجد الاقصى، ووضع العقبات أمام جهود تنظيم موائد الافطار الرمضانية.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تُبين للراي العام العالمي بأن اجراءات الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه لا تقتصر على قيوده المفروضة في شهر رمضان الفضيل، بل هي سياسة احتلالية قائمة في كل الأوقات، الا أن تعرض الاحتلال لخصوصية شهر رمضان هو محاولة فاشلة في كسر صمود ورباط المقدسيين، وخطوات غير مشروعة لمحاولة تهويد واسرلة وعبرنة المدينة، خاصة أن استعراض الذاكرة التاريخية الفلسطينية والمقدسية يعكس العلاقة الوثيقة بين شهر رمضان والقدس، بما في ذلك هبّات النضال خلاله في وجه غطرسة الاحتلال الاسرائيلي، لذا تعتبر سياسة الاحتلال في جوهرها استفزاز غير مقبول لمشاعر الملايين من المسلمين والاحرار في العالم.

  وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن شهر رمضان  هذا العام يأتي في إطار مناخ سياسي دولي، سمته تزايد الانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة وتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، بما في ذلك تداعيات السابع من اكتوبر( طوفان الاقصى)، مما ساهم رغماً عن الاحتلال في عودة القضية الفلسطينية كملف اساسي في الدبلوماسية والمحافل الدولية، وليصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتنديد بالعدوان الاسرائيلي ومطالبتها بالالتزام بالقانون الدولي وما صدر من القرارات الدولية هو عنوان المرحلة الحالية والمستقبلية، الا أن الامر ما زال يتطلب ارادة وفعالية دولية لنصرة الشعب الفلسطيني.

 وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن رمضان في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة بما فيه من تضييق ووحشية اسرائيلية، تقابله مشاعر عربية واسلامية موحدة تجاه ضرورة نصرة فلسطين والقدس، من هنا فان الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يرى أن رمضان هو رمز لصمود ونضال ورباط الاهل في القدس وكل فلسطين، فتحية اجلال واعتزاز لأهلنا في القدس وفلسطين وتحية لأسر الشهداء والاسرى والجرحى ولأهلنا في غزة الذين يعانون العدوان والحصار، وسيبقى الاردن على عهده في رمضان وفي كل وقت داعماً وسنداً لأهلنا في القدس وفلسطين حتى انهاء الاحتلال ونيلهم حق تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 27/2/2025

شهر شباط ما بين القرارات الدولية والاعتداءات الاسرائيلية على القدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

         نستذكر في شهر شباط/فبراير بعض المحطات التاريخية والأحداث التي ارتبطت بمدينة القدس، بما فيها الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية وما صدر تجاهها من قرارات دولية صادرة عن هيئة الأمم المتحدة، وتأتي هذه الوقفة في سياق ما تتعرض له  هذه الايام في شهر شباط مدينة القدس  خاصة، وفلسطين بشكل عام  من اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية، تزيد القناعة بأن النهج الاستيطاني الاسرائيلي متواصل لا يتوقف، ورغم تلك الوحشية الصهيونية فإن قوة الارادة وصلابة النضال والرباط عند الشعب الفلسطيني، تتجلى في تمسكه بالهوية والثبات على حقه الشرعي والتاريخي.

      وقد مهدت سياسة الانتداب البريطاني للسيطرة الصهيونية على فلسطين والقدس، ومن محطات هذا الدعم بتاريخ 20 شباط عام 1920م إعلان الجنرال لويس بولز الحاكم العسكري البريطاني للقدس رسمياً عن وعد بلفور الذي كان قد صدر عام 1917م، مما يعني بدء تبني الوعد عملياً من ادارة الانتداب، الامر الذي أشعل بتاريخ 29 شباط من عام 1920م مظاهرات كبيرة في القدس ومدن فلسطين المحتلة رفضاً لذلك الوعد، ومن المحطات التاريخية المؤلمة في شباط أيضاً والتي اعقبت سياسة الانحياز البريطانية، اعلان اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) في أوائل شباط عام 1949م احتلالها لغرب القدس وضمها لدولة الاحتلال، وبتاريخ 14 شباط ترأس وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية واول رئيس لدولة الاحتلال الجلسة الأولى للكنيست في القدس، علماً بأن هذه الاجراءات لم تؤثر على الوضع القانوني للمدينة باعتبارها محتلة ولا يجوز الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة خاصة أن القرار 181 لسنة 1947م ، أشار إلى أن تكون القدس (Corpus Separatum) تخضع لنظام دولي، ولكن سياسة التهويد والتضييق الاسرائيلية، حاولت من خلالها اسرائيل تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة، بما في ذلك محاولتها الاحلالية تغيير التركيبة السكانية بموجة كبيرة من المستوطنين، اضافة الى التهجير والمذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية عام 1948 وما بعده.

      ومن المعروف أن الشرعية الدولية ممثلة بهيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها أصدرت طوال تاريخ الاحتلال الاسرائيلي، وفيما عُرف بالقضية الفلسطينية الكثير من القرارات نصرة لحقوق الشعب الفلسطيني وادانة للاحتلال الاسرائيلي،  إلا أنني هنا استذكر بعض ما صدر منها في شهر شباط ومنها قرار الجمعية العامة رقم (1091)  الصادر بتاريخ 27 شباط عام 1957م والمتعلق بالتبرع لبرنامج دعم اللاجئين، وقرار الجمعية العامة رقم (2002) الصادر بتاريخ 10 شباط عام 1965م والمتضمن تمديد ولاية الاونروا،  الى جانب صدور قرارات عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومنها القرار رقم (6)  الصادر بتاريخ 27 شباط عام 1968م، والذي يؤكد على الحق في عودة الفلسطينيين الذين تمّ تهجيرهم عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقرار مجلس الوصاية رقم (117) الصادر بتاريخ 1 شباط 1950م والمتعلق بانهاء اعداد مشروع نظام القدس (نظام دولي)، وقرار المجلس أيضاً رقم (118) الصادر بتاريخ 11 شباط 1950م والقاضي بدعوة كل من اسرائيل والاردن لابداء الرأي في تعديل مشروع نظام القدس الدولي، ولا شك أن اسرائيل اليوم فيما يتعلق بالاونروا واللاجئين تحاول بشكل متسارع إنهاء وجودها والقضاء على مسألة حق اللاجئين بالعودة وبالتالي حل الدولتين، وفيما يخص الوضع القانوني لمدينة القدس، فان اسرائيل تسعى وفق منهج استيطاني الى تغيير هذا الوضع والضرب بعرض الحائط جميع القرارات الدولية الخاصة به، وللتذكير فإن اتفاقية امتيازات وحصانة الأمم المتحدة وقعت بتاريخ 13 شباط عام 1946م ، وتنص الفقرة الثالثة من المادة الثانية منها على أن مباني المنظمة مصونة حرمتها، وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة على صون حقوق موظفي المنظمة، وما يجري اليوم من هجوم اسرائيل على المباني وقتل اكثر من 180 موظفاً  من الاونروا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كله معارضة وتحدي وعدوان سافر على هذه المواد والقوانين الدولية.

وفيما يتصل بالموقف الاردني تجاه القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس فهو موقف ثابت وراسخ في دعم ومساندة الاشقاء في فلسطين المحتلة بما فيها القدس، ودعوة العالم الى انهاء الاحتلال والتاكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، ومن محطات هذا الموقف الاردني التاريخي المستمر  حتى اليوم، أنه في شهر شباط من عام 1949م كانت الادارة الاردنية المباشرة على الجزء الشرقي من مدينة القدس ، وهو الأمر الذي أنعكس اثره الكبير في المحافظة على الجزء الشرقي للمدينة من الاحتلال والابقاء على هويته العربية، وبتاريخ 22 شباط عام 2019م وفيما عرف بهبة باب الرحمة جاءت مطالبة الاردن الموجهة للاحتلال بضرورة الالتزام باحترام الوضع التاريخي القائم وعدم انتهاكه، وبتاريخ 2 شباط عام 2007م أعيد منبر صلاح الدين الى موقعه في المسجد الاقصى المبارك وبتوجيهات ملكية مباشرة.

وما يزال الموقف الاردني الصلب داعماً لحقوق الاهل في فلسطين والقدس، ومن ذلك مؤخراً بتاريخ 12 شباط 2025م لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله مع الرئيس الامريكي ترامب، حيث كرر جلالته موقف الاردن الراسخ في لاءات جلالته الثلاث ( لا للتهجير ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر)، ومطالبة العالم بالزام اسرائيل بالشرعية الدولية وقراراتها العديدة، فكما حمل شهر شباط من ذكريات ومحطات مؤلمة من انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وعدم وجود الارادة الدولية الكفيلة بتفعيل القرارات الدولية، الا أنه على الرغم من ذلك حمل أيضاً الثبات في الموقف الاردني المستمر بدوره الدبلوماسي والانساني الاغاثي في دعم الاشقاء في فلسطين والقدس وغزة، والذي سيبقى مهما كان الثمن وبلغت التضحيات .

الرأي 24/2/2025 ص16

يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين مناسبة نستذكر فيها بطولاتهم في فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

         نستذكر في الخامس عشر من شهر شباط/فبراير من كل عام يوم الوفاء للمتقاعديين العسكريين والمحاربين القدامى، هذه الأجيال التي قدمت وما تزال الكثير للوطن والأمة والانسانية، فما بين الدفاع عن الوطن وحدوده والنضال لاجل فلسطين والقدس ومقدساتها وما بين القيام بالواجب الانساني في المساعدة والاغاثة وحفظ السلام، دوّنت أجيال طيبة من بواسل جيشنا العربي الأردني والاجهزة الامنية  في ميادين العز والشرف سجلاً خالداً من التضحيات، والتي ما زلنا نستمد منها معاني الشجاعة والاقدام، هم كوكبة وطنية مشرقة انتقلت من ميادين الجندية العسكرية والأمنية، لتواصل العمل وبنفس روحها المعنوية العالية في ميادين العمل العام خدمة لوطنها وأمتها .

   ان النشامى من المتقاعدين العسكريين أفراداً وضباطاً هم في مقدمة من قدم التضحيات من أجل فلسطين والقدس وخاض الكثير منهم معارك عام 1948م وعام 1967م ومعركة الكرامة الخالدة، وما تزال قصص البطولة تبعث فينا الشعور بالاعتزاز وارادة الصمود، فتاريخ النضال والشهادة والشهداء من جيشنا العربي على ثرى فلسطين والقدس معروف للقاصي والداني  فما من بادية وقرية ومدينة اردنية الا ومنها شهيد وجريح لاجل فلسطين والقدس، كما أن الكثير من الأباء والاجداد من المتقاعدين تحمل أجسادهم أثار الجراح  الباقية شاهداً على تضحياتهم، ويمكن قراءة الكثير منها في السير والمؤلفات التي كتبها المتقاعدون ولا يتسع المجال لذكرها، فقد اعترف قادة جيش الاحتلال بهذه الشجاعة والاقدام، ومن ذلك ما جاء في تقرير داخلي اسرائيلي عن الجيش العربي الاردني حرب الستة أيام ( 1967م)  اشار اليه المؤرخ ( ميشيل ب أورين في كتابه ستة أيام من حرب 1967م) جاء فيه :" أبدى شجاعة وتصميماً خصوصاً في القدس ، حيث قاتل حتى آخر لحظة في تحصينات معزولة"، كما ذكر أن عبارات عديدة كتبت على شواهد قبور شهداء الجيش الاردني في معارك تل الذخيرة، تعكس اعتراف الاعداء بصلابتهم وشجاعتهم.

   ان المتقاعدين العسكريين جزء أصيل من الوطن يشكلون مع الجميع سداً منيعاً ضد مخططات اسرائيل وتطلعاتها الاسطورية الزائفة في حلم اسرائيل الكبرى، وهو ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب القاه جلالته بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين  وهو أن موقف الاردن شعباً وقيادة هاشمية تجاه القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس لم ولن يتغير ، وجلالته على مدى 25 عاماً من حكمه الرشيد يكرر "كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل"، متمسكاً بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، هذا الموقف الذي يستمد جلالته عزيمته وقوته في الثبات عليه من شعبه الوفي بمن فيهم المتقاعدين والمحاربون القدامى، فهم قوة وطنية مهمة في تعزيز الانجازات ودعم المؤسسات الرسمية والأهلية، وهذه الثوابت الاردنية الملكية تجاه فلسطين وحقوق شعبها التاريخية والشرعية أكد عليها صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني في لقاء قمة جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، كما عبر عن قوة موقف جلالته وأهميته صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظهم اهان جميعاً .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى تتقدم بالتحية لهم جميعاً، وتؤكد أنهم  أخوة وأخوات يشكلون قوة عطاء وبذل لا تنضب خدمة للوطن والأمة، وكل أبناء الوطن وفي كل يوم ومناسبة يثمنون ويعتزون بما قدموه وما يزالون على عهدهم للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، وتثمن اللجنة القرار الصادر عن مجلس الوزراء بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، كما تبين اللجنة أن هناك مسؤولية مقدسة بتذكير الاجيال ببطولات الاباء والاجداد من شهداء وجرحى جيشنا العربي في سبيل فلسطين والقدس، وذلك عبر مختلف الوسائل من خلال المناهج والمساقات الدراسية في المدارس والجامعات ومن خلال البرامج الاذاعية والتلفزيونية والصحف الورقية والالكترونية، والحرص على  الاستفادة من خبراتهم ومعارفهم في المجال التعليمي والثقافي والدراسات والابحاث، وكلنا اعتزاز بأن الكثير منهم يتولى وظائف واعمال داخل الاردن وخارجه يقدمون فيها الكثير من الانجازات .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبهذه المناسبة العزيزة تؤكد على ان الموقف الاردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في القدس سيبقى راسخاً في دعم ومساندة اهلنا في فلسطين بما فيها القدس وغزة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الراي 19/2/2025

كنعان: السابع من شباط يوم تاريخي يجسد عزيمة الأردنيين بالدفاع عن المقدسات بالقدس

عمان - بترا - أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله كنعان، أن السابع من شباط يعد يوماً تاريخياً يعكس العزيمة والإرادة الأردنية، ويعبر عن استمرار النهج الهاشمي الذي أسسه الراحل جلالة الملك حسين، في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأوضح كنعان أن القدس، بما تمثله من رمزية، تظل القضية المركزية للجهود الهاشمية المستمرة، حيث يسير جلالة الملك عبدالله الثاني بثبات وإخلاص على ذات النهج، مشدداً على أهمية دعم صمود المقدسيين في مواجهة التحديات التي تواجههم، خصوصاً مخططات التهويد الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الأحداث الحالية تؤكد أن المنطقة تحتاج إلى الحكمة والرؤية الثاقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني، للسير على خطى الراحل الملك الحسين، من أجل دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ما يسهم في تعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وبين أن الملك عبدالله الثاني حرص على مواصلة مسيرة الإعمار الهاشمي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتابع جلالته منذ تسلمه الراية استكمال إعادة عمل منبر صلاح الدين التي بدأت في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين.

ففي عام 2002 وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006 أزاح جلالته الستار عن المنبر الذي استكمل مؤذناً ببدء عملية نقله، حيث وضع في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007، واستمرت جهود جلالته الدؤوبة في رعاية المقدسات المسيحية في القدس بما في ذلك ترميم كنيسة القيامة والصعود وغيرها.

وعلى الصعيد السياسي الدولي المتصل بملف الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة القدس، أشار كنعان إلى أن جلالته تابع ما تمّ على مستوى صدور قرارات دولية صادرة عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في عهد والده الراحل.

ففي تشرين الأول 2016 صدر قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف مُلك خاص للمسلمين ولا علاقة لليهود به قطعاً، وطالب القرار إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى أيلول انذاك2000 إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد الأقصى.

وكانت هذه الاستحقاقات الدبلوماسية تدعم قرارات سابقة كان للأردن في عهد الراحل الملك الحسين جهدٌ معروف في صدورها، مثل قرارات اليونسكو بإدراج البلدة القديمة وأسوارها في قائمة التراث العالمي عام 1981، ولاحقاً إدراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982.

وعلى مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تمسك جلالة الملك عبدالله الثاني بخطاب والده الراحل الذي يدعو للسلام والعدالة للشعوب المظلومة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، فكما كانت هذه الدعوة والقيم السامية سبباً في استحقاق الملك الراحل لجوائز عديدة منها جائزة داغ همرشولد للسلام والتعاون الدولي (1987)، وجائزة أمير استورياس في مجال التفاهم الدولي (1995)، استحق كذلك جلالة الملك عبدالله الثاني جوائز عديدة لسعيه للسلام والوئام، ومنها جائزة تمبلتون 2018 التي وجه جلالته بتخصيص جزء منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019 وجائزة رجل الدولة الباحث 2019.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم الوفاء للراحل الحسين والبيعة للملك عبدالله الثاني، تؤكد أن الوصاية الهاشمية والجهود الأردنية المتواصلة وبتوجيهات هاشمية هي درع وجدار منيع يحمي القدس ومقدساتها، ويدعم رباط وصمود أهل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وهذا الموقف هو عهد دائم نستذكره بمناسبة يوم الوفاء والبيعة.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) 6/2/2025

استهداف قرية النعمان المقدسية.. إمعان في الإبادة والتهجير

عمان - ايمان النجار - تُعتبر قرية النعمان (خلة النعمان) نموذجاً لسياسة التضييق والاستهداف الاستيطاني الاسرائيلي في القدس وفلسطين المحتلة.
هذه القرية الواقعة شرق القدس والتي جرى احتلالها عام 1967، وأعتبر سكانها من الضفة الغربية، ولم يتم منحهم الهوية الاسرائيلية كما هو حال سكان المناطق التي احتلتها اسرائيل، مما يجعل القانون العنصري الاسرائيلي يعتبرهم (مقيمون غير قانونيين)، وهو أمر ترتب عليه امعان في التضييق الممنهج لحرمانهم من الخدمات التي تقدم للمناطق الواقعة تحت حدود بلدية الاحتلال في القدس من الماء والكهرباء والخدمات، إضافة لعزلها عن محيطها بواسطة جدار العزل العنصري وفرض الضرائب المرتفعة خصوصا المسقفات «الارنونا» بقيمة تتراوح بين 30-60 الف شيكل عن كل منزل، وعدم منح أهلها تراخيص بناء، مما قلص عدد سكانها من 350 نسمة إلى 150 فقط، موزعين على 45 منزلاً على مساحة تقدر بثلاثة الاف دونم، وجهت لهم اخطارات بالهدم، بذريعة أنها تقع ضمن الاراضي الخضراء التي لا يجوز البناء عليها، علماً أن البيوت مقامة منذ عام 1948 واخر المنازل المبنية كان عام 1993.

وبهذا السياق أكد الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان ان سياسة الاحتلال الاسرائيلي خلقت واقعاً صعباً في القرية يتطلب وجود خدمات اساسية تتمثل بشق الطرق وترميم شبكة امدادات المياه، وتوفير مكب صحي للنفايات، وبناء مدارس ومراكز صحية جديدة وترميم المقام منها، والمساعدة في استصلاح الاراضي وتوفير الاحتياجات الزراعية، اضافة الى انتهاج سياسة اعتقال الاهالي خصوصا أن القانون العنصري الاسرائيلي يمنعهم من دخول القدس لانهم يحملون هويات فلسطينية، ولا تخولهم هذه الهوية دخول حدود بلدية القدس المحتلة، كذلك وجود خطر الاستيطان ومخطط لضم اراضي القرية لمستوطنات بيت لحم.

واضاف كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تبين للرأي العام الدولي أن سياسة ونهج الاستيطان مخطط استراتيجي احلالي مستمر لحكومات الاحتلال المتعاقبة خصوصا حكومات اليمين المتطرفة الحزبية الصهيونية، وتعتبر كل اراضي فلسطين المحتلة بما فيها مدينة القدس وقراها ومخيماتها وتجمعاتها السكانية ضمن دائرة الاستعمار، وفي وقت باتت حكومة الاحتلال تستغل فيه تطور وتسارع الاوضاع ما بعد العدوان على غزة في «السابع من اكتوبر» عام 2023، بما في ذلك تأييد بعض القوى الغربية لها وتطويعها سياسة الكيل بمكيالين لصالح اسرائيل ومشاريعها الاستيطانية.

واوضح كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تحيي صمود ورباط اهالي القدس وقراها سواء في قرية النعمان أو غيرها، تؤكد أن السلام والامن لا يمكن ان يتحقق في إطار نهج التضييق والاستيطان وتغيير الاوضاع الديمغرافية والقانونية التي يجريها الاحتلال، ضارباً عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية بما فيها المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان غير المشروع.

وأكد كنعان ان مماطلة اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) وادامتها لواقع الاحتلال والاستيطان وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه بما فيها حق اقامة الدولة الفلسطينية، لن يحقق لإسرائيل سلامها وأمنها المزعوم، وعلى حكومتها واحزابها المتطرفة اليقين المطلق أن سياسة «الابرتهايد» التي يسيرون عليها ستجلب حتماً حالة عدم استقرار في المنطقة ستقود لحرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

الرأي 5/2/2025 ص8

مشروع وادي السيليكون الاستعماري.. تساؤلات مشروعة ومقارنات ممنوعة

عبدالله كنعان*

تقوم التنمية في عالمنا المعاصر على التخطيط وطرح البرامج، والغاية الاساسية هي النماء والتطور الاقتصادي وتحقيق مستويات عالية من الرفاهية للأفراد، أي أن المشاريع الاقتصادية يقاس نجاحها بمقدار ما تحققه من نتائج تنعكس ايجاباً على المجتمعات المحلية والعالمية، وهُنا سأقف بشكل موجز أمام مشروع (وادي السيليكون الاستعماري) في وادي الجوز في مدينة القدس، وآخر هو مشروع (وادي السيليكون الأوروبي) في بريطانيا، محاولاً طرح تساؤلات مشروعة قانونياً وانسانياً وعقد مقارنات وصفتها بالممنوعة للأسف، لأن العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان بات لا يسمح بها ولا ينصت أو ينظر لها.

فأما مصدر مصطلح مشروع وادي السيليكون (Silicon Valley) فقد جاء نسبة لمنطقة تقع في شمال كاليفورنيا أو بحسب رؤية القائمين على المشروع كاليفورنيا للابد (california forever)، وتُعد هذه المنطقة مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا والابتكار وموطنًا للعديد من أكبر شركات التكنولوجيا الفائقة في العالم مثل فيسبوك وغوغل وأبل وغيرها، وبحسب بعض التقارير فإن هناك 85 مليارديرا في وادي السيليكون الاميركي، وأن المنطقة تُعد ثالث أكبر تجمع للمليارديرات في العالم، ومن هنا جاءت محاولة البعض استنساخ هذه التجربة والنموذج الاقتصادي التنموي العالمي، ومن ذلك مشروع اقترحته وزيرة الخزانة البريطانية (راشيل ريفز)، يقوم كما ترى الوزيرة على الشراكة والتنسيق بين أكبر مراكز التعليم والبحث العلمي والتكنولوجي في العالم وهما جامعتا أكسفورد وكامبريدج، ويتضمن جُملة من المشاريع بما فيها توسعة مطار هيثرو، ومشاريع بناء أخرى متعددة، وما لفت انتباهي أن هذا المشروع على اهميته لرفد وتطوير الاقتصاد البريطاني الا أن هناك مخاوف من بعض المعارضين أو المنتقدين له، حول ضرر المشروع على الطبيعة بما في ذلك إمكانية انبعاث الغازات من المطار والمصانع المزمع اقامتها.

بالمقابل تطرح حكومة الاحتلال الاسرائيلي مشروعاً استعمارياً مرتبطاً بمنهج مستمر يسعى لمحاولة تهويد وعبرنة مدينة القدس، ويعرف باسم (مشروع وادي السيليكون)، هدفه الربط بين الجانبين الشرقي والغربي للقدس المحتلة، ضمن خطة استيطانية ستُنفذ على مراحل بين الاعوام 2024-2028م وبكلفة مالية تزيد عن مليار دولار، تشمل مصادرة حوالي 2000 دونم لإقامة شارع بعرض 20 متراً، كذلك اقامة منشآت صناعية وتجارية من عدة طوابق على حساب هدم محلات وعقارات اقتصادية تعود ملكيتها لأهالي المنطقة المقدسيين، وهو أمر مرتبط بمحاولة تهجيرهم والتضييق الاقتصادي عليهم، ولا يقتصر المشروع على منطقة وادي الجوز فقط، بل يُطرح مشروع سيليكون استيطاني آخر في جنوب فلسطين المحتلة، وتحديداً فيما يُعرف بمستعمرة سديروت المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة في شمال شرق غزة، في مخطط لتحويلها لمركز تكنولوجي عالمي، ولهذه الغاية تم انشاء ما يسمى (صندوق أوسيم سديروت للتعليم التكنولوجي والتطوير الصناعي)، وبالطبع يستند الاحتلال في مشاريعه الاستعمارية على حزمة من القوانين العنصرية مثل قانون املاك الغائبين والمساحات الخضراء التي يمنع البناء فيها، إضافة للقول بعدم وجود تراخيص بناء وغير ذلك من ذرائع المصادرة الظالمة.

إننا والعالم الحر اليوم أمام مقارنة برسم السؤال المشروع في الوقت نفسه، أي أمام نموذجين أولهما من سيليكون عالمي تنموي، مطروح لتقدم ورفاهية الشعوب وخروجها من الازمات الاقتصادية، تخطط له الدول الديمقراطية لحماية شعوبها وتطورهم، وآخر سيليكون استعماري اسرائيلي هدفه الاستيطان والتهويد والتضييق الاقتصادي على اهالي فلسطين، وهو جزء من حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي وحشي، فأين العالم ومنظماته الحقوقية والقانونية مما يجري، فهل يحق للرجل الغربي ومن يؤيده الحياة برفاهية، ولا يحق للفلسطيني والمقدسي المحتلة ارضه والمستباحة مقدساته الاسلامية والمسيحية غير أن يعيش مجبراً حياة الاستعمار والظلم، فشتان ما بين مشروع سيليكون بريطاني تتم معارضته لوجود احتمالية لتأثيره على البيئة، ومشروع سيليكون صهيوني استعماري مدعوم بصمت عالمي على الرغم من أنه يهدد حياة ومعيشة وارزاق ووجود الفلسطينيين.

ان المجتمع الدولي اليوم وهو يتابع دون حراك ما يجري من هول الابادة الجماعية في فلسطين المحتلة، مطالب انسانياً واخلاقياً بالتحرك الفوري لنصرة الشعب الفلسطيني، فلا سلام ولا أمن في المنطقة والعالم الا إذا تمّ لجم الاحتلال وايقاف مشروعه الاحتلالي التوسعي المتغطرس، وردع ومعاقبة حكومته اليمينية المتطرفة، وانصاف الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

* أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

الرأي 5/2/2025 ص6

منبر المسجد الأقصى المبارك عنوان للصمود ورسالة حضارية استمر بها الهاشميون

عبدالله كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

المنـبر هو الموضع الذي يقوم عليه الخطيب في المسجد لخطبة الجمعة، فإضافة للموعظة الاسبوعية التي تقام يوم الجمعة فإن للمـنبر وظائف عديدة لها دلالتها الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية، فمن على المنبر يكون تعليم المسلمين أمور دينهم وتناقش وتعالج قضايا اجتماعية عديدة، كما كان يتم أيضاً من على المنـبر اعلان القرارات الرسمية في الدولة بما فيها الحرب والسلم، ولعل وجود النقوش والكتابات على المنابر سواء ما يتصل باسم الخليفة والأمير والوالي الذي أمر بصناعته أو تاريخ ذلك، يعكس أهمية حضارية وثقافية أيضاً، ومنبر نور الدين زنكي المصنوع في موضع يُسمى (الحلوية) في مدينة حلب، والذي أمر بعمله سنة 564هـ/1168م وعزم على نقله إلى المسجد الأقصى المبارك عند تحرير مدينة القدس، وهو من المنابر المشهورة في تاريخ حضارتنا لرمزيته ودلالته.

عُرف بمنبر صلاح الدين الايوبي لأن نور الدين زنكي استشهد قبل تحرير مدينة القدس، فأتم مشروع تحريرها من الفرنجة القائد صلاح الدين الايوبي عام 583هـ/1187م فأمر فوراً بنقل المنبر الى مكانه في المسجد الأقصى المبارك، ليكون رمزاً للعزة والنصر وابقاء فكرة النضال حيّة في نفوس الاجيال، وقد تعرض المنبر للحرق والدمار بتاريخ 21 آب 1969م على يد المتطرف الصهيوني الاسترالي (مايكل روهان)، وبتوجيهات وتبرع ملكي أمر جلالة المغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال بترميم المسجد الاقصى من الاضرار الناتجة عن الحريق بما في ذلك إعادة صنع منبر صلاح الدين عام 1993م، قائلا في كتاب وجهه إلى رئيس الوزراء آنذاك: «لقد صممنا وآلينا على أنفسنا أن نحافظ على المقدسات والتراث الخالد الذي منه منبر صلاح الدين الأيوبي ذلك المنبر الذي لم يعمل في الإسلام مثله، ولا بد من إعادة صنعه على صورته الحقيقية المتميزة ببالغ الحسن والدقة والإتقان ليعود إلى سابق عهده في أداء دوره التاريخي في هداية المؤمنين وتوعيتهم وحفزهم على التعاون والتضامن»، ولأنها ثابت ورسالة هاشمية فقد أمر جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بالاستمرار في ذلك الواجب المقدس.

ويتكون هذا المنبـر من 16500 قطعة وقد عمل بطريقة التعشيق أي تركيب وتثبيت أجزاء الخشب وربطها دون استخدام أي مسمار أو مواد لاصقة، وقدرت تكلفة صناعة المنبر بحوالي (2 مليون و200 ألف دينار أردني)، وقد أُنجز في كلية الفنون والعمارة الاسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية وقد شارك في صناعته حوالي 40 من علماء وخبراء من عدة دول جرى تكليفهم واستمر العمل مدة سبع سنوات ونصف السنة.

وبتاريخ 18 تشرين الأول 2002م وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006م ازاح جلالته الستار عن المنبر مؤذناً ببدء عملية نقله، ولكن ونظراً للأحداث والتطورات السياسية في المنطقة خاصة في فلسطين ولبنان تمّ تأجيل ذلك، فكان وضعه في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007م وبهذا التاريخ أقيمت أول خطبة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى على المنبر بعد اعادة ترميمه وتركيبه.

ولا شك أننا ونحن نستذكر في هذه الايام ذكرى اعادة منبر صلاح الدين الايوبي الى مكانه في المسجد الاقصى المبارك، وفي وقت عصيب تحتاج فيه مدينة القدس أهلها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية للدعم والمساندة وهي تتعرض لنهج التهويد والعبرنة والاستيطان، نؤكد بأن القدس ومقدساتها هي بوصلة أردنية هاشمية، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس واجب وأمانة تاريخية مستمرة تحافظ على هوية المدينة العربية وقدسية مقدساتها الاسلامية والمسيحية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تُبين أن أي مناسبة تاريخية وحضارية تتعلق بالقدس وفلسطين ومقدساتها هي جزء من التاريخ الاردني والعربي والاسلامي الاصيل، ورسالة المنبر الحضارية ورمزيته في التمسك بالحقوق والدفاع عنها والنضال لأجل الحرية والخلاص من الظلم والعدوان ستبقى في ضمير الاجيال على الدوام، فالمنبر هو صوت الحق والعدالة ولا يمكن لأي قوى بربرية تستند لشريعة الغاب والاحتلال والاستيطان أن تقضي عليها، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية السند الداعم لأهلنا في القدس وفلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الرأي 3/2/2025 ص8

التهجير القسري اعتداء على الحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني

عبدالله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تتكرر التصريحات والدعوات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني في محاولة فاشله لطرده من أرضه التاريخية ومنها مؤخراً تصريح الرئيس الأميركي ترامب، ويتوهم مُطلقوها ومروجوها أنها الحل المُفضي إلى السلام المزعوم، وباتت هذه الدعوة المناقضة للحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني، تُشكل في الغالب مجرد مادة سياسية دعائية لبعض الساسة الإسرائيليين والمؤيدين لهم لتحقيق مكاسب شعبوية في مجتمعاتهم، فعلى الرغم من أن المخطط الصهيوني الاستعماري يقوم على تهجير أهل فلسطين وإحلال المستوطنين مكانهم، إلا أن توقيت اللجوء إليها اليوم على وجه التحديد يأتي في سياق فشل الحلول العسكرية الإسرائيلية في عدوانها على غزة ولبنان وسورية واليمن، والتي لم تخلف إلا الإبادة الجماعية والدمار وتهديد منظومة السلام والأمن في المنطقة والعالم.

لقد اتفقت جميع مواد القانون الدولي وبنود المعاهدات ومواد الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان خاصة خلال الحروب على أن التهجير القسري جريمة من جرائم الحرب التي تستوجب العقاب الرادع، وفي عام 1949م تمّ توقيع اتفاقيات جنيف الأربع، واختصت الاتفاقية الرابعة منها بأوضاع المدنيين في زمن الحرب، ونصت المادة 49 من الاتفاقية على أنه: “يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة أياً كانت دواعيه”، وبالتالي فإن التهجير الجماعي كما حدث طوال عقود من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المحتلة سواء بالطرد الجماعي وخلق بيئة غير صالحة للحياة كما يحدث اليوم في غزة وجنين والقدس وكل فلسطين، أو من خلال ابتكار ظالم وغير قانوني لما يُسمى الإبعاد والنفي والأمثلة على ذلك كثيرة في ممارسات ونهج الاحتلال الإسرائيلي العدواني ضد الشعب الفلسطيني ومنها الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس وإبعاد الأسرى الفلسطينيين ونفيهم خارج فلسطين كما يجري اليوم بعد معركة طوفان الأقصى.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن ما تمارسه إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة من سياسة استعمارية من شأنها دفع المنطقة نحو عدم الاستقرار واشعال فتيل حرب اقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، فإضافة الى القتل والأسر والإبعاد ومصادرة الأراضي وتدمير البنية التحتية والبيوت والمؤسسات الخدمية والمساجد والكنائس في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية فإن مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة يُعتبر جريمة تعارض الشرعية الدولية وجميع القوانين والقيم والأخلاق الانسانية، وهي سياسة تأتي كمحاولة إسرائيلية لتحطيم الصمود التاريخي الأسطوري للشعب الفلسطيني في أرضه وتمسكه بحقوقه التي قدم ويقدم من أجلها التضحيات، والملاحظ أن هناك عددا من ساسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بمن فيهم نتنياهو  ووزير حكومته المستقيل بن غفير والوزير سموتريتش يحاولون استخدامها كسلاح سياسي لإقناع الناخبين الإسرائيليين بعد فشلهم في تحقيق حزمة مزعومة من أهداف حرب الإبادة على غزة وكل فلسطين.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تُبين للرأي العام الدولي بأن تصريح بعض زعماء العالم ممن رفع قبل أيام شعار تحقيق السلام العالمي ووزراء إسرائيل ممن يستخدمون كعادتهم وبشكل يجدر التنبه له مصطلحات زائفة مثل تشجيع هجرة طوعية وأماكن جديدة لبدء حياة الغزيين، لن تخفي حقيقة بشاعة الاحتلال ومشروعه الخطير بحلم إسرائيل الكبرى المزعومة ومخططاتها الاستعمارية التي تُهدد الأمة كلها، الأمر الذي يستوجب وحدة الصف الفلسطيني والعربي والاسلامي والعالمي الحر لردع إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة وإعادة الثقة بالقانون والمؤسسات الشرعية الدولية، هذه المؤسسات المهددة بشكل علني من قبل إسرائيل مثل منظمة الأونروا التي وجهت لها إسرائيل إنذارا بإغلاق مقارها في القدس وصرحت بقطعها جميع أشكال الاتصال بها أو بأي هيئة تنوب عنها، مما يُظهر للعالم بأن استهداف خدمات اللاجئين وفي وقت هم بأمس الحاجة للمساعدة والإغاثة، إضافة الى نهج إسرائيل المتمثل بتقويض حل الدولتين والسعي لتهجير الشعب الفلسطيني بعد تدمير كل مقومات الحياة في مدن فلسطين هو شريعة الغاب الإسرائيلية التي تتحدى بها العالم المتحضر.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، يقف صفاً واحداً خلف ثوابت الشعب والقيادة في رفض التهجير، ورفض كل ما يهدد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وتؤكد اللجنة أن استمرار جهود الأردن في الإغاثة الإنسانية وتسيير قوافل المساعدات براً وجواً، وإنشاء المستشفيات الميدانية في غزة وفلسطين، كذلك مواصلة الجهود الدبلوماسية الاردنية النشطة وبتوجيهات ملكية مباشرة بهدف حشد الرأي العام الدولي نحو السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، جميعها تدلل على أن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس هي بالنسبة لنا قضية وطنية وقومية وبوصلتنا السياسية والإعلامية والثقافية هي الدفاع عنها ومساندة أهلنا مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الغد 30/1/2025 ص8

في ذكرى عيد ميلاد جلالته (القدس فكر وضمير وجهد هاشمي على الدوام)

عبدالله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تُشكل مناسبة ذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في الثلاثين من يناير الخير، مناسبة وطنية غالية نستذكر فيها وبكل اعتزاز وفخر مسيرة التنمية الشاملة، ومواقف الدفاع عن قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس، والمواقف الهاشمية وتضحياتهم لأجل فلسطين والقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تتصدر الجهود الأردنية المعروفة عبر عقود مشرفة من النضال لأجل كل شبر من فلسطين، وقد اعلنها المغفور له الملك الحسين بن طلال في خطاب عميق الدلالات خصه بمناسبة ميلاد الملك عبدالله الثاني جاء فيه: "نذرت عبدالله لخدمة شعبه وأمته".

ومما لا شك فيه أن الفكر الهاشمي لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ينطلق في مرتكزاته حول القضية الفلسطينية من فكر وتاريخ هاشمي أصيل، يستقي ثوابته من التاريخ والشريعة، فالاحاديث النبوية الشريفة لجده الاعظم الرسول محمد عليه السلام عن بيت المقدس والمسجد الأقصى، وتاريخ الصحابة والتابعين والادارة الإسلامية للمدينة المقدسة وما شملت عليه من عهدة عمرية ورعاية واعمار كلها جزء من النظرة الهاشمية لجلالته ومنطلقاته في رعاية القدس أهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي التاريخ الحديث كانت الثورة العربية الكبرى وما سبقها من اعلان جده المغفور له الشريف الحسين التمسك بكل شبر من فلسطين بما فيها القدس، وعلى نهجه كانت جهود المغفور لهم الملك عبدالله الأول والملك طلال والملك الحسين يسانده ولي العهد آنذاك سمو الأمير الحسن حفظه الله في الدفاع عن هذه القضية المقدسة، واليوم تستمر المسيرة وتتكلل بجهد أردني يقوده جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله على كافة الاصعدة والمحافل الدولية، وهذا بالطبع مرده الثقة الدولية بحكمة وموضوعية وعدالة طرح جلالته للقضية الفلسطينية من منطلقات تتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها المطالبة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

وتتبع تاريخي لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية المركزية الفلسطينية، يكشف عن اهتمام واضح بها ففي كتاب جلالته (فرصتنا الاخيرة السعي نحو السلام في زمن الخطر)، يقول جلالته: "إنني أولي مسؤوليتي في الحفاظ على الهوية العربية للقدس ورعاية الأماكن المقدسة فيها أعلى درجات الجدية"، وفي خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر بتاريخ 1 تشرين الثاني 1999م قال جلالته :" اننا نؤمن أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة، ولن يتحقق السلام المنشود، دون تسوية هذه القضية تسوية عادلة "، هذا الصوت الهاشمي لم يكل أو يمل في ايصال معاناة الشعب الفلسطيني ومطالبهم العادلة في المؤتمرات الدولية واجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكونغرس وكل صرح دولي لم يفوت جلالته فيه فرصة لقائه بقادة وزعماء وساسة العالم الا وفلسطين والقدس هي محور الحديث والمطالبة المتكررة من جلالته بنصرة شعبها وحماية مقدساتها وانهاء الاحتلال عنها .

ولأن القدس كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني خط أحمر ، وجوهر لاءات جلالته الثلاث المؤكدة على عدة أمور هي "لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر"، فقد استمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في حمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وقيادة الجهود السياسية والدبلوماسية الأردنية المتصلة بفلسطين والقدس، كما شملت جهود جلالته اعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية والاهتمام بالأوقاف الإسلامية في القدس، ففي تاريخ 2 شباط عام 2007م وبأمر من جلالته تمّ إعادة منبر صلاح الدين إلى مكانه في المسجد الأقصى المبارك، وفي عام 2007م أمر جلالته بإنشاء الصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وفي عام 2012م تمّ إنشاء وقفية باسم وقفية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي ومنهجه، وفي عام 2016م أمر جلالته بترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، وفي 2017م جاء ترميم كنيسة الصعود على جبل الزيتون وبتوجيهات مباشرة من جلالته أيضاً، وفي عام 2022م تمّ تأسيس وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك، وفي عام 2024م جاءت منحة جلالته لتذهيب قبة الصخرة المشرفة.

 ولا شك أن هذه الجهود المرتبطة بالوصاية الهاشمية والتي تأكدت باتفاقية الوصاية الهاشمية عام 2013م بين صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي استندت في صياغة بنودها على مبايعة أهالي فلسطين والقدس للشريف الحسين بالوصاية عام 1924م، والتي أيدها أيضاً التأكيد المتكرر عليها عربياً وإسلامياً وعالمياً وهذا ما تعكسه جميع البيانات الختامية لقمم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والكثير من اللقاءات والمؤتمرات الدولية المختلفة، جميعها تأتي في سياق دولي يعبر عن أهمية الوصاية في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم (الاستاتيسكو)، كما يعبر عن أهميتها استحقاق جلالته للعديد من الجوائز العالمية المعنية بالسلام والتعايش والعمل الانساني الحضاري الكفيل بنشر قيم الخير والمحبة والعدالة، ومنها جائزة تمبلتون 2018 وقد خُصص وبتوجيهات من جلالته جزءاً منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019م وجائزة رجل الدولة الباحث 2019م .

واليوم كان لموقف جلالته المساند لأهلنا في غزة بإرسال المساعدات الانسانية الاغاثية براً وجواً الاثر الكبير في صمودهم ونضالهم طوال 471 يوماً من العدوان الإسرائيلي علماً بان المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية تعمل في غزة منذ عام 2009م، إلى جانب مواصلة جلالته وعبر كافة القنوات الدبلوماسية الدولية الدفاع عن القضية الفلسطينية والمطالبة بإحلال السلام العادل وإلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس بهذه المناسبة الطيبة، تتقدم من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ومن العائلة الهاشمية والاسرة الأردنية الواحدة بأسمى عبارات التهنئة والمباركة، وتؤكد اللجنة أن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في ضمير وقلب وجهد جلالته الدؤوب على الدوام، وستبقى كما قال جلالته "قدس العروبة أولوية أردنية هاشمية " مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، فكل عام وجلالته بألف خير والأردن وفلسطين والقدس بألف خير.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 30/1/2025

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.