بيانات اللجنة

كنعان: الأردن سيبقى الداعم لأهلنا في فلسطين المحتلة

عمان - بترا - قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان انه في الوقت الذي يحتفل به الاخوة المسيحيون في العالم بما في ذلك القدس وغزة وفلسطين المحتلة بعيد الفصح المجيد (الآلآم والقيامة)، يواصل الاحتلال الاسرائيلي سياسته في قتل كل ملامح الفرح والسعادة بل يحول الاعياد الاسلامية والمسيحية لحالة من الابرتهايد والعنصرية والعنف والاستباحة.

واضاف كنعان في تصريح لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) اليوم الأحد، إن الاحتفالات بهذه المناسبة تتزامن للأسف مع مظاهر القمع والضرب والاغلاقات التي يتعرض لها المسيحيون في مدينة القدس وغزة التي تتعرض لعدوان اسرائيلي همجي لليوم (560)، وهي مظاهر اعتاد عليها أهلنا في فلسطين في كافة اعيادهم ومناسباتهم.

واكد ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة عيد الفصح المجيد تؤكد للرأي العام العالمي أن حقيقة التعايش والتسامح الاسلامي المسيحي في مدينة القدس، والذي عززته العهدة العمرية ورسخته تعاليم الاسلام الحنيف، تتعرض اليوم لكل اشكال العدوان وبشكل حرب دينية، إضافة الى مساعٍ اسرائيلية متواصلة لطمس الهوية العربية الاسلامية والمسيحية ورمزية اعيادهما التي تنشر السعادة والوئام.

وبين أن العالم أدرك اليوم أن اخوة التعايش الاجتماعي الاسلامي والمسيحي في القدس وفلسطين أصبحت أيضا اخوة في التضحيات والصمود، فأعياد أهلنا في فلسطين المحتلة تنغصها آلة الحرب وسياسة العدوان التي تمارسها حكومة اليمين المتطرفة، وأصبحت الأعياد تمر على العائلات وهم في خيام اللجوء وفي مدن واحياء مدمرة وألم فقدان الكثير من الأحباب أملها الوحيد الخلاص من الاحتلال وبطشه.

واكد ان الاردن شعبا وقيادة صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس سيبقى السند الداعم لأهلنا في القدس وغزة وفلسطين المحتلة، وسيبقى دعاء أحرار العالم في أعيادهم أن ينال الشعب الفلسطيني حريته وحقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

الرأي 21/4/2025 ص3

يوم الأسير الفلسطيني شاهد على معاناة الشعب الفلسطيني

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      يقبع الشعب الفلسطيني منذ عقود تحت نير الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي الوحشي، فما بين القتل والأسر والتهجير والتضييق أصبحت  هذه وللأسف وتحت أنظار العالم ومنظماته هي حياة الشعب الفلسطيني اليومية، ولا شك أن قضية الأسرى الفلسطينين تُشكل رمزاً لمعاناة الشعب الفلسطيني فحسب تقرير صادر عن الامم المتحدة فقد جرى اعتقال وأسر ما يزيد عن مليون فلسطيني منذ عام 1967م.

         واليوم وبعد ما يقارب حوالي 555 يوماً على العدوان وحرب الابادة الاسرائيلية على غزة هناك ما يزيد عن 10 الاف اسير واسيرة في سجون الاحتلال، بمن فيهم الأسرى المقدسيين، ويُعاني الاسرى من أوضاع انسانية مأساوية وظروف اعتقال خطيرة، خاصة بعد التشريعات والقوانين العنصرية التي اقرها الكنيست الاسرائيلي وبتوصية من الوزير المتطرف بن غفير، مما أدى لاستشهاد أكثر من 60 أسيراً في سجون الاحتلال منذ اكتوبر عام 2023م،  والذين ما تزال جثامينهم في مقابر الارقام الاسرائيلية دليلاً امعاناً في وحشية الاحتلال، وبالرغم من افراج اسرائيل عن بعض الاسرى الا أن الاوضاع الصحية المتدهورة واثار التعذيب على أجسادهم الهزيلة يؤكد للعالم أننا أمام استعمار وحشي لا يقيم وزناً للقوانين والمنظمات الدولية ولا لحقوق الانسان وكرامته تحت الاحتلال .

    ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة يوم الاسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 نيسان من كل عام، توجه رسالتها للراي العام العالمي  بضرورة نصرة الشعب الفلسطيني فكله أسير يعيش في وقت عصيب وسط تسارع في الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية عليهم اذلالاً وتعذيباً، وبشكل جعل هناك للاسف حالة من التفرد الاسرائيلي بالشعب الفلسطيني فيهم الاسرى وغياب كامل للمنظمات والاطراف الدولية، المنشغلة بملفات دولية وصراعات أخرى، خاصة مع اتجاه الاحتلال الى محاربة المنظمات الدولية الاغاثية والحقوقية في فلسطين بما في ذلك اغلاق واخلاء مقرات الاونروا، وكذلك سياستها القائمة على منع العاملين في المنظمات الحقوقية من دخول سجون الاحتلال لرصد واقع الانتهاكات، وبالطبع الى جانب توجيه تهمة اللاسامية لاي طرف يوجه النقد لاسرائيل حتى وان كان محكمة او منظمة دولية شرعية.

   وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الاردن شعباً وقيادة صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بذل وما زال الجهود الكبيرة في دعم أهلنا ومقدساتنا في فلسطين والقدس، وعلى كافة الاصعدة السياسية والدبلوماسية والاغاثية والانسانية والاعلامية، وبالرغم من المخططات الخفية الهدامة التي تستهدف أمن أوطاننا و أمتنا، فقوة الاردن ووعي شعبه وعزيمة جيشه واجهزته الأمنية تشكل قوة استراتيجية تساند أهلنا في فلسطين وأمتنا في مواجهة التحديات، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة السند الداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التحديات.

بترا 17/4/2025

كنعان: العلم الأردني عنوان التضحيات والنهج المدافع عن الوطن والأمة

 

عمان (بترا) - قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان إن العلم الأردني برمزيته الوطنية والقومية والتاريخية، ارتبط بمواقف ثابتة وتضحيات تاريخية وجهود دؤوبة تقودها القيادة الهاشمية في جميع الميادين والمحافل الدولية دفاعاً عن الأمة وقضاياها المركزية.

وأضاف في تصريح صحفي ان القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس تعتبر في مقدمة هذه القضايا المصيرية، باعتبارها قضية وطنية وقومية وإنسانية، والعلم الأردني كان حاضراً وما يزال في ميدان الدفاع عن فلسطين وحقوق شعبها وحُرمة مقدساتها من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال "لطالما دونت سجلات التاريخ الناصعة وشهدت عبر العقود بأن العلم الأردني كان الرفيق والشاهد على معارك ومواجهات النضال التي خاضها جنود الجيش العربي في القدس وفلسطين، هذا العلم الذي كُللت به جثامين الشهداء أفراداً وضباطاً يتقدمهم شهيد الأقصى وموحد الضفتين المغفور له الملك عبد الله الأول، هو راية أردنية هاشمية رفعت بشموخ في باب الواد واللطرون وتل الذخيرة والكرامة وغيرها من وقائع العز والفخار، هذا العلم الذي حفظ القدس والضفة الغربية لعقود من الاحتلال الصهيوني ودافع عن الأرض والمقدسات من هجمات العصابات الصهيونية المدعومة من الاستعمار والانتداب".

وأشار إلى أن العلم مرّ بمراحل تطور قبل أن يأخذ شكله الحالي ويعتمد بشكل رسمي بتاريخ 16 نيسان عام 1928، حيث جاء وصف شكله ومقاييسه بالمادة الثالثة من القانون الأساسي لشرق الأردن آنذاك، ولاحقاً في المادة الرابعة من دستور عام 1952، علماً بأن جذوره متصلة بعلم الثورة العربية الكبرى عام 1916، الذي رفع عالياً طلباً لحرية واستقلال البلاد العربية بما فيها فلسطين والقدس، وما يزال علم الثورة العربية على بوابة قبر الشريف الحسين بن علي في مدينة القدس الشريف، واليوم يحمل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله أمانة وواجب العلم الأردني في كل المحافل واللقاءات الدولية في الدفاع عن فلسطين والقدس وحقوق شعبها في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وقال ان الجميع يرى أن العلم الأردني يرفرف وبكل بسالة على طائرات سلاح الجو الملكي وعلى صدور نسور جيشنا العربي وهم يواصلون الليل والنهار في تقديم المساعدات الاغاثية الانسانية لأهلنا في غزة الصامدة، وفي المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية.

وزاد ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي يوم العلم الغالي، تؤكد أن علمنا بتاريخه وتضحيات شعبه وقيادته صاحبة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى على الدوام عنوان السيادة والدفاع عن الوطن وحماية شعبه، وسيبقى يجسد في صدورنا وأفعالنا معاني الشهادة والتضحية في سبيل القدس وفلسطين، علماً للتنمية والتقدم والازدهار في مؤسساتنا وجامعاتنا وهوية عريقة للأردن العزيز، شعار عملي لجهود تلبية نداء الغوث لأمتنا في كل المحن والتحديات.

وكالة الانباء الأردنية 15/4/2025

كنعان لــ "صدى الشعب": الأردن بقيادة الملك يرفض التهجير و"الوطن البديل" والقدس لم تغب أبداً عن أقوال وأفعال الهاشميين

 

راكان خالد الخريشا - في ظل التصعيد المستمر والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، تبرز أهمية تسليط الضوء على حجم التحديات التي تواجهها مدينة القدس ومسجدها المبارك، الذي بات في قلب صراع الهوية والسيادة والشرعية الدينية والتاريخية في المقابل، يواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله، القيام بدوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من خلال الوصاية الهاشمية، التي شكلت على الدوام صمام أمان للحفاظ على هوية المدينة ومقدساتها، ودرعًا سياسيًا ودبلوماسيًا في وجه محاولات التهويد.

وبدوره قال الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله توفيق كنعان، في تصريح خاص لـ"صدى الشعب"، إن الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك لم تبدأ بعد حرب عام 1967 فقط، بل تعود إلى ما قبل ذلك بكثير، حين بدأت الحركة الصهيونية بوضع مخططاتها التوسعية وأضاف كنعان إن هذه المخططات لم تتوقف عند حدود عام 1948 عندما استولت إسرائيل على جزء كبير من مدينة القدس، بل استمرت بوتيرة متصاعدة حتى يومنا هذا.

وأشار كنعان إن الاحتلال الإسرائيلي، منذ عام 1967، يسعى لفرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى ضمن رؤية صهيونية توراتية مزيفة تدّعي أن ”الهيكل المزعوم” يجب أن يُقام مكان المسجد، ويعمل لتحقيق “التقسيم الزماني والمكاني”، وتابع كنعان إن ساحات الأقصى تشهد يوميًا اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين والمتدينين اليهود، تحت حماية قوات الاحتلال، في ظل تقليص واضح لصلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي كانت ولا تزال الجهة المشرفة على المسجد الأقصى.

وبيّن كنعان إن الاحتلال استولى على باب المغاربة منذ عام 1967، وجعله المدخل الرئيسي لاقتحامات المستوطنين، الذين تطورت ممارساتهم من جولات سياحية إلى أداء صلوات وطقوس توراتية، في خرق فاضح للوصاية الإسلامية وأوضح إن سلطات الاحتلال حاولت تحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي، إلا أن وقفة أهل القدس وثورة المصلين أفشلت هذا المخطط، وأعيد فتح المصلى، وتم تركيب أبواب حديدية لحمايته من أي محاولة مستقبلية للسيطرة عليه.

ولفت كنعان إن المسجد الأقصى تعرض عام 1969 لحريق كبير أتى على منبر صلاح الدين التاريخي، والذي أمر الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – بإعادة بنائه بنفس الطريقة الأصلية وبدون استخدام المسامير، وأردف أن جلالة الملك عبدالله الثاني أشرف شخصيًا على إعادة تركيب المنبر في المسجد، في حفل رسمي يعكس عمق العلاقة الأردنية التاريخية مع المسجد الأقصى مؤكداً إن الاحتلال لم يكتفِ بالاقتحامات، بل واصل الحفر أسفل المسجد الأقصى بحثًا عن آثار للهيكل المزعوم، ولم يجد شيئًا رغم استعانته بخبراء آثار عالميين، ولفت إلى أن عالمة آثار بريطانية عملت ثلاثين عامًا في القدس تم ترحيلها خلال 24 ساعة بعد نشرها تقريرًا ينفي وجود أي دليل أثري على الهيكل تحت المسجد.

وشدد كنعان إن القدس والأقصى لم يغيبا أبدًا عن بال وسياسة الهاشميين، والملك عبدالله الثاني أولى الأقصى والأوقاف الإسلامية عناية خاصة، هناك مجلس أوقاف في القدس تابع لوزير الأوقاف الأردني، وله صلاحيات كاملة لإدارة شؤون الأقصى، وفي الأقصى يوجد ما بين مئة وخمسين إلى مئتي معّلم، بينها مدارس وأماكن عبادة ودروس دينية وكرسي الإمام الغزالي الذي أُنشئ في الأقصى مبيناً إن الأوقاف الإسلامية في الأقصى عيّنت حراسًا وموظفين يصل عددهم إلى نحو ألف شخص يعملون هناك، وأن الأوقاف الإسلامية تملك أكثر من ثلث القدس القديمة، من منازل وعقارات، والثلث الآخر أوقاف مسيحية، ولذلك مجلس الأوقاف مُشكّل من أردنيين وفلسطينيين، وشغلهم الشاغل هو المسجد الأقصى، من صيانته وإعادة إعماره وكل ما يتطلبه من جهود.

وأوضح كنعان إن إسرائيل حاولت التدخل في الإعمار، لكن الأردن بحكم وصايته الهاشمية وعلاقاته وسلطته، وقف حائط صد أمام تدخل السلطات الإسرائيلية  وأكد كنعان إن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله أطلق عدة مبادرات في المسجد الأقصى، منها “كرسي الإمام الغزالي”، ومبادرة ”قرّاء القرآن الكريم” بمشاركة حوالي ألف قارئ في الأقصى، وهناك أيضًا مبادرات الإفطار اليومية في رمضان، وكل ما يحتاجه الأقصى، وجلالة الملك يتابعه أولًا بأول، وزاد مكافآت الموظفين والحراس وتابع كنعان إن جلالة الملك عبدالله بن الحسين أنشأ “الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة”، ويرأسه سمو الأمير غازي بن محمد، لتوفير التمويل اللازم للإعمار والصيانة.

وتمنى كنعان أن تتوحد كلمة العرب والمسلمين، وأن يتم دعم الأردن، الذي يقف دائمًا مدافعًا عن القضية الفلسطينية، وحاملاً لواء القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومساندته في مواقفه وتابع أتمنى تحرير القدس وفلسطين من البحر إلى النهر، لأن الكيان الإسرائيلي رُفضت عليه كل مبادرات السلام، ومنها المبادرة العربية التي قدمتها سبع وخمسون دولة عربية وإسلامية مقابل التطبيع، لكنه رفض، وكذلك رُفضت عليه قرارات الشرعية الدولية: الجمعية العامة ومجلس الأمن واليونسكو وحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ومع ذلك ضربت إسرائيل بهذه القرارات عرض الحائط، ولا تلتزم بشيء، وترتكب المجازر في غزة، إبادة جماعية لشعب أعزل، طائرات تقصف مدنيين وبيوتًا وعائلات، ودمرت غزة، ورغم ذلك، صمد شعب غزة، وأعلن جلالة الملك عبدالله الثاني “لا للتهجير”، وأكد أن الأردن لن يسمح بتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، ويعتبر ذلك خطًا أحمر، لا للوطن البديل، والقدس خط أحمر، والأردن دائمًا مع فلسطين.

وشدد كنعان إن فلسطين للفلسطينيين، والأردن للأردنيين، وأن الجميع يعرف ما يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني من اتصالات دولية وتحركات فورية، لا ينتظر اتصالًا بل يسافر فورًا لإجراء مباحثات، ويتابع القضية الفلسطينية أولًا بأول لكن إسرائيل، ضمن مخطط “إسرائيل الكبرى” وأهداف الحركة الصهيونية، تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، وللأسف، الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الرئيسي للعدوان الإسرائيلي، ولولاها لاضطرت إسرائيل للالتزام بالشرعية الدولية.

ولفت كنعان  ان اللجنة الدولية التي شكلتها بريطانيا بعد ثورة حائط البراق قابلت الجميع، وخلصت إلى أن حائط البراق والرصيف التابع له جزء من المسجد الأقصى وهو ملك خالص للمسلمين وقرار لجنة التراث في اليونسكو التي تضم علماء عالميين، بعضهم يهود، أعلنوا أن المسجد الأقصى بمساحته البالغة مئة وأربعة وأربعين دونمًا هو ملك خالص للمسلمين، ولا علاقة لليهود به على الإطلاق، ولا يوجد فيه أي أثر لهم ورغم ذلك، إسرائيل مستمرة في ممارساتها، لأنها تشعر بالدعم من اللوبي الصهيوني المسيطر في الولايات المتحدة وأوروبا، ويجري الكيل بمكيالين.

تقوم اللجنة الملكية لشؤون القدس بالعديد من الأنشطة الإعلامية التي تهدف إلى توضيح قضية القدس والدفاع عنها، وذلك من خلال اللقاءات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية المحلية والعربية، التي تُجرى في مناسبات خاصة أو تتناول أحداثًا معينة تتعلق بالقدس، بالإضافة إلى إصدار البيانات الصحفية التي ترد على السياسات والإجراءات الإسرائيلية في القدس، وتوزيعها على وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة، كما أصدرت اللجنة كتيبًا بعنوان “اللجنة الملكية لشؤون القدس – نشأتها وتطورها ووسائلها وهيكلها” باللغتين العربية والإنجليزية، وتسهم كذلك في المشاركة بالمعارض المتخصصة، والحوارات واللقاءات مع الجهات المعنية لإبقاء قضية القدس حية في الوعي العام، وتصدر اللجنة نشرة توثيقية شهرية باللغة العربية تحت عنوان ”نشرة القدس”، تتضمن دراسات وأبحاثًا منشورة في الصحف الأردنية والعربية، إلى جانب إعداد تقرير صحفي يومي يرصد الأخبار المتعلقة بالقدس في الصحف الأردنية والفلسطينية وبعض الصحف العربية والإسرائيلية الصادرة بالإنجليزية، كما تملك اللجنة مكتبة تضم حوالي 6000 كتاب يتناول موضوع القدس، وكتابًا يوثق طوابع القدس عبر التاريخ، وقد أصدرت حتى الآن 67 كتابًا مخصصًا لتوثيق مختلف جوانب قضية القدس.

وأوضح الدكتور كنعان انطلاقاً من أهمية التوعية بقضية مدينة القدس وتعريف الاجيال والمهتمين بهذه القضية أصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس العديد من الكتب والنشرات والدراسات والابحاث التي تسلط الضوء على القدس والاقصى وابعاد تطور هذه القضية وترسيخ الهوية الثقافية العربية لمدينة القدس فقد عمدت اللجنة الملكية لشؤون القدس لتحرير ونشر عدد كبير من الكتب من ابرزها  “كتاب مدينة القدس في الطوابع العالمية” من اعداد جليل حنا طنوس وتقديم الدكتور عبدالله كنعان ليكون هذا الكتاب مرجعاً توثيقياً بين يدي المهتمين محلياً وعالمياً وكذلك عدد من الكتب من اعداد الدكتور نصر محمود الشقيرات وهي:  “القدس وقرار ترامب” وكتاب  “الاعتداءات الاسرائيلية على الاحياء والقرى والبلدات المقدسية  ”وكتاب” نظرة في موقف الاحزاب الإسرائيلية تجاه مدينة القدس المحتلة”.

صدى الشعب 13/4/2025

كنعان: "اليونسكو" تجدد رفضها استهداف الاحتلال للقيمة الثقافية الاستثنائيّة للقدس

عمان - بترا - أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان أهمية اعتماد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في دورته 221 المنعقدة في باريس أمس قرارين تحت عنوان "فلسطين المحتلة والمؤسسات الثقافية والتعليمية".

ويتضمن القراران الطلب من اسرائيل باعتبارها قوة الاحتلال بوقف جميع إجراءاتها الأحادية اللاشرعية واللاقانونية في البلدة القديمة للقدس وأسوارها والتي تستهدف القيمة الاستثنائيّة الثقافية والتاريخية للقدس وتُعرّض تراث المدينة الثقافي للخطر إضافة الى وقف جميع عمليات التنقيب والأشغال والمشاريع في القدس المحتلة، خاصة فيما يتعلق بـ "القانون الأساسي" في المدينة القديمة ومحيطها، والحرم الإبراهيمي في الخليل، إضافة الى وقف كافة اشكال الأنشطة الاستيطانية.

كما دعت المنظمة في قراريها الى الإسراع بإرسال بعثة اليونسكو للرصد التفاعلي في البلدة القديمة للقدس، وارسال ممثل للمدير العام للمنظمة للقدس لغايات رصد الانتهاكات والتخريب والتدمير الاسرائيلي الممنهج في مدينة القدس.

وقال كنعان، إن أهمية هذا القرار تأتي في سياق تأكيده لقرارات دورية سابقة صدرت عن اليونسكو بخصوص فلسطين المحتلة والمؤسسات الثقافية والتراث العالمي فيها، في تأكيد متجدد للعالم بأن الاحتلال الاسرائيلي يشكل خطراً شاملاً على الانسان والارض والثقافة والمقدسات، في وقت يشن الاحتلال عدوانا وحشيا على غزة والضفة الغربية، إلى جانب استمرار اقتحامات المستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم بمشاركة الحاخامات ووزراء حكومة اليمين المتطرف للمسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، ووضع اقفال على جميع ابواب الحرم الابراهيمي، مستنداً في ذلك لقوة الاحتلال والترويج لروايات تلمودية مزيفة.

وثمن كنعان باسم اللجنة الملكية لشؤون القدس قرار اليونسكو الذي يؤكد الحقيقة التاريخية والدينية للمقدسات في القدس والخليل ومن شأنه تنبيه العالم لخطورة ما تتعرض له مواقع تاريخية وثقافية مدرجة في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر سواء البلدة القديمة واسوارها في القدس منذ عام 1981 والمدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي المدرجة هي الأخرى في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2017، مشيرا الى أن أهمية هذيين القرارين تكمن في توقيت صدورهما حيث تتعرض فيه الثقافة ومؤسساتها في القدس لخطر التهويد والأسرلة ومن ذلك اغلاق الاحتلال مؤخراً 6 مدارس تابعة لوكالة الاونروا في المدينة.

وأوضح أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تعتبر هذين القرارين ينسجمان مع موجة التفاعل العالمي الرافض لحرب التشريد والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، حيث أسقط الاتحاد البرلماني الدولي طلب الاحتلال الاسرائيلي تمرير مشروع صهيوني لترحيل الشعب الفلسطيني ضمن جدول أعمال ما يسمى البند الطارئ في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة مؤخراً، إلى جانب جهود برلمانية عربية حثيثة تطالب الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز باتخاذ موقف صريح وقوي ضد ممارسات الاحتلال الاجرامية في غزة وكل فلسطين المحتلة.

وتؤكد اللجنة الملكية ثبات الموقف الاردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المناصر للشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بما في ذلك جهود الدبلوماسية الاردنية في منظمة اليونسكو وغيرها من المحافل الدولية.

وأكد كنعان أن الاردن سيبقى داعماً لصمود ورباط اهلنا في القدس وفلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

وكالة الأنباء الأردنية بترا 10/4/2025

الملكية لشؤون القدس تستنكر التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المسجد الأقصى

عمان 3 نيسان (بترا) صالح الخوالدة- أعرب أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، عن استنكاره الشديد للتصعيد الخطير الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، وآخرها اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير للمسجد، في خطوة استفزازية تمثل خرقا سافرا للوضع القائم قانونيا وتاريخيا.

وقال كنعان في بيان اليوم الخميس، إن هذا التصعيد يأتي في توقيت حساس حيث تهدف إسرائيل إلى فرض واقع جديد يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ويهدد مكانة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأكد الدور التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيرا إلى أن الوصاية الهاشمية على "الأقصى" تمثل الدرع الواقي ضد الاعتداءات المستمرة، وهي أساس للحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد والتصدي لمحاولات تهويده.

وقال، إن القدس ستظل مدينة عربية إسلامية، مهما حاول الاحتلال الإسرائيلي تغيير معالمها أو فرض وقائع زائفة، مشددا على أن السياسات العدائية التي تنتهجها إسرائيل لن تؤدي إلا إلى زيادة الغضب الشعبي وازدياد العزلة الدولية، وأنها ستقابل برفض قاطع من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم.

وأكد رفضه الكامل والمطلق لجميع أشكال الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس تطبيقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية التي تؤكد أن الاستيطان غير قانوني ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
ودعا كنعان، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات فعلية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى.

وأكد ضرورة احترام قرارات "اليونسكو" التي تثبت أن "الأقصى" وحائط البراق هما ملك خالص للمسلمين، مشددا على أن حماية القدس ومقدساتها مسؤولية جماعية، وأي تهاون في هذا الملف سيتسبب بتداعيات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.

وفي سياق آخر، أدان كنعان، قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على بناء طريق استيطاني في محيط القدس، والذي يهدف إلى إنشاء نفق للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، حيث سيتيح هذا المشروع لإسرائيل تنفيذ خططها التوسعية في منطقة "E1" خلف الخط الأخضر، ما يعزز من مخططات البناء الاستيطاني في المنطقة.

واستنكرت اللجنة بشدة الحادثة الأخيرة التي شهدتها القدس، حيث تم تعمد إضرام النار في مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤكدة أن الهجوم يأتي في إطار التحريض المستمر الذي تمارسه الجهات الإسرائيلية ضد المؤسسات الدولية التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين.

وكالة الانباء الأردنية 3/4/2025

كنعان: عيد الفطر ويوم الأرض يؤكدان التجذر بأرض الصمود والرباط

عمان (بترا) - صالح الخوالدة- يتزامن عيد الفطر لهذا العام مع مناسبة يوم الأرض التي توافق 30 آذار، ليكون للعيد في عقيدتنا وثقافتنا وواقعنا، العديد من المعاني التي تتلاحم فيها القيم وتتبلور فيها هوية الصمود والرباط والنضال، في وجه الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتصاعدة ومخططاته التي تستهدف أمتنا.

وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن أسطورة إسرائيل الكبرى ما تزال تحرك سياسة حكومة اليمين المتطرفة، وما يجري في غزة والضفة الغربية والإقليم ككل من مخاطر يؤكد أننا أمام جرائم إبادة جماعية ومشاريع استيطانية استعمارية خطيرة.

وأضاف أن يوم الأرض برمزيته المتمسكة بالأرض وحق الإنسان الفلسطيني التاريخي والشرعي بها، تعود مناسبته لعام 1976 عندما أقدمت حكومة الاحتلال الإسرائيلية ولغايات الاستيطان والاستعمار، على مصادرة نحو 3 آلاف دونم من الأراضي التي يملكها أهالي قرية كفر قاسم الواقعة بالقرب من يافا، والتي شهدت مجزرة وحشية عام 1948، يليها قرار آخر بمصادرة 20 ألف دونم من أراضي الجليل في إطار ما يسمى خطة "تطوير الجليل"، ما دفع الأهالي للاحتجاجات والتظاهر وارتقى على إثرها عدد من الشهداء والجرحى.

وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال اليوم يسير على نفس النهج في مصادرة الأراضي والقتل والتهجير وما يجري في غزة ومخيمات ومدن الضفة الغربية وحتى في جنوب لبنان وسوريا، يؤكد أننا أمام احتلال شرس لا يقيم وزناً وقيمة للقرارات الدولية ولا حتى للأخلاق والقيم والفطرة الإنسانية، بل يستند لشريعة الغاب وقوة الإبادة.

وأضاف أنه وبالنظر في إحصائيات المصادرات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، نجد أنها قد تزايدت، ومن الأمثلة على ذلك قرار إسرائيل المصادقة عام 2024 على مصادرة 12,7 كم مربع من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو بحسب منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية، هو الأكبر منذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، ما يؤكد أن ملف الاستيطان أبرز أولويات حكومة اليمين المتطرفة، يعزز ذلك أن ميزانية ما يسمى وزارة الاستيطان الإسرائيلية لهذا العام والتي يقودها وزير من حزب الصهيونية الدينية المتشدد، بلغت حوالي 123 مليار شيكل ( 34 مليار دولار)، الأمر الذي ينذر بإقامة وتنفيذ المشاريع الاستيطانية والتوسع في المستوطنات.

وأكد أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وكل قرى ومخيمات ومدن فلسطين المحتلة، تُنغص على الأمة أعيادها، بل جعلت من أعيادنا المفترضة، مناسبات نستذكر فيها وبألم وحزن الشهداء والجرحى والأيتام والمهجرين والملايين من المحاصرين بدون ماء وغذاء في غزة، وتهدد المنطقة بمناخ من القلق وعدم الاستقرار بسبب سياسة الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان وسوريا واليمن، عيد الفطر لهذا العام عنوانه التمسك بالأرض والدفاع عنها مهما كانت فاتورة التضحيات والمعاناة.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن عيد أمتنا يكون بوحدتها وجمع صفوفها ووعيها بأن الخطر الأبرز عليها هو الاحتلال الاسرائيلي، عيد نترحم فيه على الشهداء ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والعودة للأسرى والمفقودين من النساء والأطفال والشيوخ.

كما تؤكد اللجنة اعتزازها بالأردن الغالي شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لموقفه الثابت والراسخ في دعم ومساندة الأهل في فلسطين، ودعاء أمتنا في هذا العيد أن يحفظ أهلنا ومقدساتنا وأرضنا في فلسطين حتى تنال حريتها التاريخية والشرعية، ونتوجه فيه للرأي العام العالمي بضرورة الضغط على الحكومات والمنظمات الشرعية الدولية لإلزام إسرائيل بوقف الاحتلال والاعتداءات وانصياعها للقرارات الدولية.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) 29/3/2025

26 رمضان ذاكرة المواجهات والمعارك المصيرية لاجل فلسطين والأمة

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    شهدت أرض فلسطين معارك ومواجهات مصيرية ليس في إطار حركة الفتوح الاسلامية والتحرر من الاستعمار  والاحتلال الأجنبي فحسب، وإنما على مستوى مواجهات ومجابهات استراتيجية مصيرية بحق الأمة ومنطقة الشرق ككل، ولأن شهر رمضان كان شهر الفتوحات ومعارك النصر العظيمة، فقد شهد هذا الشهر العديد منها، معركة حطين بتاريخ 26 رمضان 583 هجرية( 5 كانون الأول 1187م)، ومعركة عين جالوت بتاريخ26  رمضان  658 هجرية(4 أيلول 1260م).

      فالاولى هي حطين التحرير من براثن الاحتلال الافرنجي، وقد كانت هذه المعركة بقيادة صلاح الدين الايوبي، حيث توجه على اثرها الجيش الاسلامي لدخول مدينة القدس بعد معاناة أهلها ومقدساتها من احتلال لمدة تسع عقود، وقد كانت هذه المعركة الفاصلة شاهد على أهمية الاعداد والاستعداد ووحدة الأمة ونبذها للفتن والخلافات تمهيداً لمواجهات التحرير والنصر، فكانت خطط صلاح الدين الايوبي العسكرية والاستراتيجية وسياسته السلمية التي أعقبت المعركة ملهماً ومنارة للأجيال والشعوب بإمكانية النصر والخلاص من الظلم اذا توحدت كلمتها وجمع صفها، والثانية هي  معركة عين جالوت درع الأمة والمحافظة على هويتها ، فقد كانت بعد هجوم وحشي من قبل المغول (التتار) والذي بدأ بشكل هدد الأمة وهويتها الحضارية، وكان الانتصار في المعركة مهماً في حماية القدس خاصة بعد تعرضها للاحتلال مرتين بعد انتصار وتحرير صلاح الدين الايوبي لها، وتحديداً المرة الأولى عام 1229م والمرة الثانية عام 1240م، وبمجيء عام 1291م كانت بلاد الشام قد تحررت على يد المنتصرين في عين جالوت من آخر معاقل الافرنجية .

ان الانتصار في هذه المعارك يحمل الكثير من الدروس والعبر، سواء ما يتصل منها أو بالاستعداد وبناء الأجيال وتعزيز وعيها بحقوقها، والأهم التركيز على رفع معنوياتها بامكانية النضال والصمود مهما زاد بطش العدو وقوته الظالمة، كما أن معركة القضاء على خطر  ما يمكن تسميته امتداد امبراطورية بريرية التتار في معركة عين جالوت، تزامن  في تاريخه من حيث وقوعه في رمضان مع معركة اسلامية مهمة وهي معركة نهاوند بتاريخ 26 رمضان 21هجرية(641 م)، والتي كانت مفصلية في القضاء على التوسع والخطر الساساني الفارسي على الحدود الشرقية للأمة الاسلامية، وقبلها كانت في رمضان أيضاً غزوة بدر الكبرى التي هزمت الشرك .

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن رمضان الصمود والنصر كان سجلاً خالداً ومشرفاً ورمزاً لوحدة الامة ومجابهتها للاخطار والتحديات، واستطاعت فيه أمتنا هزيمة جبروت وطغيان امبراطوريات كبرى انذاك، لذا فاننا على يقين وثقة مطلقة اليوم بأننا على قدر كبير من قوة مواجهة بربرية العصر الحديث والمتمثلة بعنجهية وعدوان الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي ومخططاته العابرة للحدود والمهددة للأمة ومقدساتها وحضارتها.

وستبقى القدس ومقدساتها ورسالتها الحضارية في السلام والمحبة والصمود والرباط، شعلة للعالم كله حتى وان زاد ظلام الاحتلال، هذا الاحتلال الذي لايقيم وزناً للشرعية الدولية والاخلاق الانسانية النبيلة، ولا يؤمن الا باساطيره المزيفة الواهية، ويحكم بالاستناد لشريعة الغاب ويضرب  بكافة القوانين والاعراف الدولية عرض الحائط .

    وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين والقدس، وستبقى رسالة الاردن  وقيادته الهاشمية للأمة بالوحدة وللعالم بالسعي للسلام والزام اسرائيل بالشرعية الدولية.

بترا 26/3/2025

الهاشميون والقدس ورمضان

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       ان رعاية  الأوقاف والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ومساندة ودعم أهلنا تمثل واجباً أردنياً مستمراً، وذلك انطلاقاً من الدور التاريخي الاردني وتجسيداً للوصاية الهاشمية التاريخية، وتزداد الجهود الاردنية وتتكاثف تجاه القدس ومقدساتها، لتسود مناخ هذا الشهر الكريم الطمأنينة، ونظراً لروحانيات هذا الشهر وما يمارس خلاله قصداً من قبل الاحتلال الاسرائيلي من التضييق والعدوان الوحشي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، تنطلق الكثير من المبادرات على صعيد رعاية وصيانة واعمار المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك من خلال فرشه وتجهيزه بكل ما يلزم، اضافة الى موائد الافطار للمصلين .

    وقراءة لبعض محطات العطاء الهاشمي تجاه القدس وهي محطات كثيرة، قاد فيها ملوك بني هاشم ومن خلفهم الشعب الاردني مسيرة وطنية وقومية مخلصة للدفاع عن فلسطين والقدس، يظهر للقاصي والداني تاريخ خالد ومشرق ساهم فيه الاردن شعباً وقيادة على دعم اهلنا في فلسطين وحماية مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس، ومن ذلك نستذكر وفي هذه الايام الفضيلة العلاقة الوثيقة بين (الهاشميون والقدس وشهر رمضان)، بالوقوف على بعض هذه المحطات من خلال هذه العلاقة، ففي عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي جاءت الرسالة الاولى من الشريف الحسين بن علي إلى السير مكماهون من مكة بتاريخ 2 رمضان 1333 هجرية، الموافق 14 تموز 1915 ميلادية، لتتضمن في هذا الشهر المبارك تأكيد الشريف الحسين وتمسكه بكامل حدود الدولة العربية بما فيها فلسطين والقدس، وعدم قبول التنازل عن اي شبر منها، والقارىء للتاريخ يجد ان المغفور له الشريف الحسين قد تعرض للنفي نتيجة لموقفه المتمسك برفض وعد بلفور ومخططات الصهيونية ومساعيها لاحتلال فلسطين .

وعلى خطاه كانت مسيرة المغفور له الملك عبد الله الأول شهيد القدس وموحد الضفتين، ففي عهده كانت معارك جيشنا العربي الاردني للنضال في فلسطين على مدار عدد من السنوات بما فيها شهر رمضان المبارك، كما ارسل في عهد جلالته بتاريخ 1 رمضان 1366هجرية/ 19 تموز 1947م مجموعة من طوابع فلسطين على سبيل التذكار لرئيس الهيئة العربية الاسلامية العليا ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وهي طوابع اصدرها الاردن بناءاً على مقررات مؤتمر  قمة انشاص في مصر عام 1946م، وذلك ليكون ريعها المالي لصالح دعم فلسطين، حيث يقدر حاصل ريعها آنذاك حوالي ( 40 الف جنيه فلسطيني).

     من جانبه حرص المغفور له الملك طلال بن عبد الله على النهج الهاشمي المتواصل في الدفاع عن فلسطين أهلها وأرضها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، سواء كان ذلك خلال ولايته للعهد أو توليه للعرش بعد والده الملك عبد الله الأول ، ومن ذلك وبتاريخ 21 ايلول عام 1942م الموافق 10 رمضان 1361هـ شهدت مدينة القدس زيارة من  قبل الامير طلال بن عبد الله ،  لتفقد أوضاعها ومصالح شعبها، وقد تزامن معها متابعة قرار زيادة في بعض المواد التموينية المرسلة للقرى بمناسبة شهر رمضان، وعلى خطاه أيضاً كانت سياسة ونهج المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال والمتمثلة بدعم أهل فلسطين والقدس ورعاية واعمار المقدسات طوال أكثر من اربعة عقود، بما في ذلك مبادرات وفعاليات متعددة خلال شهر رمضان المبارك، ومن المعارك التي كانت دفاعاً عن فلسطين والقدس وضمن سياسة مواجهة التوسع الاسرائيلي ومشاريعه في المنطقة، كانت حرب اكتوبر أو رمضان عام 1973م، ولتخليد التضحيات وتكريماً لابطال الجيش الاردني الذي شارك في الحرب، صدرت الارادة الملكية بمنح وسام عسكري رفيع هو (وسام ذكرى معارك رمضان المبارك)، والذي يحمل ميدالية عليها صورة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال.

    واليوم تستمر المسيرة الهاشمية الراسخة والثابتة في الدفاع عن فلسطين والقدس من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مؤكداً جلالته على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967م، مكرراً جلالته رفضه للتوطين والتهجير والوطن البديل، ومبيناً جلالته بان القدس خط أحمر ، ومن بين مواقف جلالته حفظه الله تجاه القدس ومقدساتها في شهر رمضان المبارك، وضع اللوحة الزخرفية على منبر صلاح الدين  بتاريخ 26 رمضان 1423هـ/ 1 كانون الاول 2002م ولاحقاً تم نقله ووضعه في مكانه في المسجد الاقصى المبارك عام 2007م، كما أُعلن في اواخر رمضان المبارك عام 2012م عن تأسيس دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك وتم اعادة تشكيل مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس بعد لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع وفد من شخصيات مقدسية، وتقديراً لدور المؤسسات العاملة في مدينة القدس فقد أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني على عدد منها بالاوسمة ففي رمضان عام 2018م سلم جلالته لمديرية أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ،  وخلال شهر رمضان المبارك هناك فعالية للعديد من المبادرات والوقفيات التي أطلقها جلالة الملك في القدس منذ عقود ومنها وقفية الكرسي المكتمل لدراسة فكر الامام الغزالي عام 2012م، و وقفية (المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبار) عام 2022م، ولاهمية هذه الوقفيات فقد خصص فعاليات رمضانية حولها ، ومن ذلك المجالس العلمية الهاشمية ، التي تعقدها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في كل عام خلال شهر رمضان المبارك والتي جاءت  عام 2023م بعنوان"وقفيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للكراسي العلمية ، وبالطبع منها كرسي الغزالي في القدس.

    وعلى صعيد المبادرات التي تقوم بها المؤسسات الاهلية الاردنية في القدس خلال شهر رمضان ، فهي مبادرات عديدة ومستمرة ترسخ وتجسد معنى وامانة الدور الاردني والوصاية الهاشمية تجاه القدس ومقدساتها، ومن ذلك مبادرة ( نسائم الريان) التي اطلقتها النقابات المهنية الاردنية عام 2008 لتوفير وجبات افطار رمضانية في المسجد الاقصى، وهناك مبادرة لجنة زكاة المناصرة الاردنية الاسلامية للشعب الفلسطيني مثل (مبادرة مشروع افطار الصائم) في ساحات المسجد الاقصى المبارك والمستمرة حتى اليوم.

      كما أنه وفي سياق الجهد والاهتمام الهاشمي بالقدس حرص سمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله ، على توجيه الامة نحو اهمية الدفاع عن فلسطين والقدس، وفيما يتصل بشهر رمضان، فقد جاء حول القدس في مقال سمو الامير الحسن بن طلال ( رمضان ومشروع النهضة) المنشور بتاريخ 3 رمضان 1445 هــ/ 13 مارس 2024م :" إن ما يتعرض له أبناء فلسطين فى غزة هاشم، حيث يرقد شيخ الهواشم: هاشم بن عبد مناف، وفى القدس حيث يرقد الشريف حسين بن على، وفى بقية الأراضى المحتلة، من قتل وتجويع وتخريب، كل هذا الكدر والحرمان الذى نراه على الشاشات ونقرأ ونسمع عنه يجب أن يخرجنا من حالة الشفقة والتعاطف، إلى واقع عملى نمد فيه يد العون للمنكوبين والنازحين والمهمشين، ونمنحهم إلى جانب العون الغذائى، الرعاية الطبية والنفسية اللازمة لتخفف عنهم هول ما عاشوه".

وتستمر المؤسسات الرسمية والاهلية الاردنية هذه الأيام في بذل مختلف الجهود لدعم أهلنا في مدينة القدس، بما في ذلك الجانب الاعلامي عبر برامج وتقارير اخبارية صحفية وتلفزيونية واذاعية مستمرة ترصد الانتهاكات والاعتداءات في شهر رمضان وغيره من الشهور، بما في ذلك تقرير يومي للجنة الملكية لشؤون القدس بعنوان (اخبار وواقع القدس) الى جانب مهام اخرى لا يتسع المجال لذكرها في سبيل التثقيف والتوعية بقضية القدس، وعلى سبيل الاشارة نستذكر عادة رمضانية اعلامية، اذ كانت الشخصيات الاردنية الاعلامية وغيرها تشارك في بث العديد من البرامج على اذاعة القدس، وتنويها بذلك نشرت صحيفة فلسطين خبراً حول ذلك الأمر بتاريخ 1 ايلول 1943م الموافق ا رمضان 1362هـ .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على عمق العلاقة التاريخية الوثيقة بين فلسطين والاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، هذه العلاقة المستمرة والراسخة في شهر رمضان وغيره من الشهور، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية على عهده في دعم فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 25/3/2025

بمناسة عيد الأم نستحضر معاناة المرأة الفلسطينية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      

   يواصل العالم رفع شعارات حقوقية ويخصص مناسبات إطارها العام الحقوق المحمية بالقانون، ولكن تسقط هذه الشعارات وتصبح فارغة تماماً من غايتها النبيلة عندما يتحدث العالم لغة المصالح فقط، خاصة عندما تقود مراكز القوى الدولية التي تدعي الديمقراطية وحقوق وكرامة الانسان سياسة منحازة للظالم وظلمه، وبالنظر لأماكن الصراع في العالم ندرك أن الحقوق والقانون الدولي للأسف، ليس سوى قانون القوي وشريعة الغاب، ولا شك أن اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) وبما تمثله من نموذج الاستعمار ومعارضة الشرعية الدولية هي اليوم الخطر المحدق بمنظومة الحقوق والكرامة الانسانية ليس ضد الشعب الفلسطيني فحسب بل ضد كل دعاة الحقوق في العالم.

  ويوم الأم الذي تحتفل به الكثير من دول العالم بتاريخ 21 اذار من كل عام تقديراً وتكريماً للأم على دورها التربوي في بناء الأجيال والأمم، يتزامن أيضاً مع مناسبات أخرى منها على الصعيد الوطني ذكرى معركة الكرامة الخالدة ، وعلى الصعيد الدولي مناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله أيضاً، وعند مطالعة هذه المناسبات نستشعر الأم ووجودها التربوي فالأم هي مدرسة الكرامة وصانعة أجيال النصر والنضال دفاعاً عن الأردن وفلسطين والأمة، والأم  الفلسطينية وبكل أسف هي ضحية التمييز العنصري وحرب الابرتهايد في عصرنا الحديث على يد الصهيونية وحكومة الابرتهايد اليمينية الاسرائيلية .

    طوال تاريخ القضية الفلسطينية كانت الأم في صدارة التضحيات فهي الشهيدة  والاسيرة والجريحة وأم وزوجة وأخت  الشهيد والاسير والجريح، فمنذ السابع من اكتوبر عام 2023م وحتى اليوم ارتقت حوالي 13 الف شهيدة فلسطينية والاف من النساء الجرحى والمعتقلات، في عالم يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة، ومع كل ذلك ما تزال الام الفلسطينية تقدم صورة نموذجية ليس لها مثيل في العالم على الصمود والرباط، وتقوم في ظل حرب ابادة وتطهير عرقية صهيونية شرسة بأعباء كبيرة تتمثل برعاية الاطفال والايتام ، فما بين البحث عن الطعام والمأوى وما بين البحث بألم عن اشلاء الشهداء من الأبناء والأطفال، هي دورة حياة المرأة الفلسطينية، هذه الأم بحق ايقونة الأرض وزيتونتها المقدسة،  ما تزال مدرسة في التربية على الرباط في الارض والمقدسات والنضال لاجل الحرية .

   وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الأم التي أعدت جيش الكرامة الباسل والشهيدة والمرابطة في فلسطين المحتلة، يكون الاحتفال بعيدها بمطالبة مئات المنظمات الحقوقية الانسانية بنجدة المرأة في فلسطين وحمايتها من الابادة وانقاذها من أشرس احتلال عرف في التاريخ الحديث، فعلى العالم الذي يجاهر في الانحياز لاسرائيل ويعلن وقوفه مع الظلم أن يخجل من مشاهد القتل المروعة التي تتعرض لها المرأة في فلسطين ، وعلى الاعلام الحر بكل وسائله وأشكاله فضح الممارسات الاسرائيلية وجرائمها ضد الانسان الفلسطيني بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال.

ورغم الجرح الفلسطيني النازف ستبقى الام الفلسطينية رمزاً للصمود والدفاع عن الحق في وجه الغطرسة الصهيونية المتطرفة، وكل يوم ولحظة هي عيد للأم المربية والمناضلة والاعلامية دفاعاً عن الحق الفلسطيني والعربي، تحية اجلال وإكبار وفخر بهذه المرأة الملهمة على صمودها وصبرها.

بترا 24/3/2025

في الذكرى الـ57 الكرامة نهج أردني هاشمي متواصل

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       تبقى قراءة التاريخ مسؤولية ثقافية حضارية مهمة وذلك لعظيم الدروس والفوائد المتأتية من ذلك، وتزداد الأهمية عند قراءة وتوثيق التاريخ الوطني ببعده القومي والانساني، ولا شك أن معركة الكرامة عام 1968م تعتبر محطة وطنية قومية تاريخية مهمة في دفاع الوطن عن مكتسباته وسيادته ورسالته القومية القائمة على نشر فكر الوحدة وأمانة حماية الأمة ثرواتها ومقدساتها، خاصة في وقت عصيب ما تزال الأخطار جاثمة حتى الآن وبشكل يهدد المنطقة وأستقرارها.

      لقد كان فجر يوم 21 آذار عام 1968م شاهداً على عظمة الشعب وحكمة قيادته الهاشمية، والثقة بأن النصر حليف دائم للحق مهما تعاظم غرور المعتدي بعنجهيته، يوم أردني عروبي سطر فيه جنود جيشنا العربي سجلاً خالداً يوثق التضحيات لأجل الوطن والأمة، فمن أرض قرية الكرامة وعلى طول حدود المواجهة مع العدو الاسرائيلي، كان الثبات والفداء دفاعاً واستبسالاً أمام محاولات الاحتلال الاسرائيلي التوسعية في المنطقة، تنفيذاً لمخططاته الصهيونية باسرائيل الكبرى، متمسكاً بأساطير مزيفة معتقداً بأن جيشه الذي لا يقهر حسب زعمه سيحقق له ذلك، خاصة في وقت كانت فيه الأمة تشعر بالغضب والاخفاق بسبب هزائم حرب عام 1948 وحرب 1967م.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة الخالدة في وجدان أبناء الوطن والأمة، تؤكد أن الكرامة أكدت للقريب والبعيد أن فرسان معارك باب الواد واللطرون وتل الذخيرة وغيرها من معارك العز، ما زالت عيونهم على فلسطين والقدس، وما يزال صوت مآذن المسجد الأقصى وأجراس كنيسة القيامة وأجساد الشهداء الطاهرة لرفاق السلاح والشعار التي إحتضنها ثرى فلسطين، هي ذاكرتهم الصلبة الحاضرة التي لا يمكنهم نسيانها ولابد لهم من الاخلاص لها، فهزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي بالرغم من عتاده المتطور، وردع مشروعه التوسعي ولجم مخططات ساسة حكومة اليمين المتطرفة المحتكمة لقوة البطش، كانت من نتائج هذه المعركة البطولية، وفاتحة انتصارات ميدانية لاحقة، بإعتبار أنها أعادت رفع المعنويات والثقة بالقدرة على الصمود والرباط وافشال مشاريع وبرامج الصهيونية.

    وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الكرامة نهج اردني هاشمي سيبقى مهما كان الثمن وبلغت التضحيات دفاعاً عن الوطن والأمة، وتأكيداً على أن قوة الجبهة الداخلية وتعاضد أبناء الوطن خلف جيشهم وقيادتهم الهاشمية كفيل بافشال أي اجندات تستهدف وطننا، فقوة الأردن هي قوة ودعم لفلسطين والقدس واسناد استراتيجي للأمة في وجه التحديات والمخاطر المتسارعة في اقليمنا الملتهب، رحم الله شهداء جيشنا العربي في معركة الكرامة وجميع معارك الدفاع عن الوطن وفلسطين والأمة، وتحية اجلال وفخر بجيشنا وأجهزتنا الأمنية الزنود المرابطة على السلاح حماية للحدود والسيادة الوطنية، وتحية لفلسطين ولأهلها في القدس وغزة من البحر الى النهر قبلة التضحيات والجهود الاردنية المستمرة.

بترا 23/3/2025

قانون أساس إسرائيل (القدس عاصمة مزعومة لإسرائيل)

عبد الله توفيق كنعان: أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تمر على أمتنا في شهر رمضان المبارك ذكرى الكثير من الاحداث والوقائع المؤلمة، ولعل مصدر المها ليس في مضامينها فحسب، ولكن ما أعقبها من وقائع وأحداث مشابهة، وقفت أمتنا منها موقف ضعف وقلة حيلة ولم تعد لها استراتيجية وخطط كفيلة بمواجهتها، خاصة أن من يوجه لأمتنا الاستهداف والهجمات هو احتلال صهيوني يستند للمخططات والبرامج المعدة مسبقاً.

وفي سياق العدوان الممنهج على أمتنا ومقدساتنا نذكر ما جرى بتاريخ 18 رمضان 1400هـ والموافق 30 تموز 1980م ، من إصدار الكنيست الإسرائيلي ( قانون أساس / أورشليم القدس عاصمة إسرائيل)، وقد اضيف لهذا القانون بعض التعديلات عام 2000م، ويتضمن عدة بنود، منها القدس الكاملة عاصمة مزعومة لإسرائيل، وإعلان القدس مقراً للعديد من المؤسسات الرسمية مثل الكنيست ومحكمة العدل العليا الإسرائيلية مصدر التشريعات العنصرية، وبالرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم (478) بتاريخ 20 اب 1980م، والذي نص على عدم الاعتراف بما يسمى بالقانون الأساسي الإسرائيلي وطلب من الدول سحب بعثاتها الدبلوماسية منها، الا أن بعض الدول التي تدعي الديمقراطية وساهمت بتأسيس المنظمات الدولية بما فيها هيئة الامم المتحدة خالفت للأسف شرعية هذا القرار بإصدارها تصريحات واتخاذها اجراءات منحازة لإسرائيل تخدم فيها مصالحها الاستعمارية، وتساهم في القضاء على مسار حل الدولتين، ويتمثل ذلك بإعلان الرئيس الامريكي ترامب في دورته الرئاسية السابقة بتاريخ 6 كانون الاول من عام 2017م اعترافه بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، على الرغم من صدور قرار رافض له من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 21 كانون الاول 2017م الا انه كان دافعاً لإسرائيل نحو إعلانها وتشريعها الباطل لقانون القومية (قانون أساس إسرائيل لسنة 2018م).

ولم تقتصر الذاكرة على وقوع احداث مؤلمة في القدس على التقويم الهجري فقط، بل حدث في مثل هذا اليوم حسب التقويم الميلادي، وتحديداً بتاريخ 18 آذار 1997م قيام إسرائيل بنهج الاستيطان (الاستعمار) بإقامة مستوطنة في جبل أبو غنيم في القدس، ومن المعروف ان سرطان الاستيطان الاحلالي يشكل خطر كبير تستخدمه إسرائيل في برنامجها الصهيوني القائم على مساعي تفريغ مدينة القدس من أهلها وتهجيرهم منها، وبالطبع فإن القوانين العنصرية الإسرائيلية على اختلافها تهدف إلى التهويد والاسرلة في القدس وفلسطين المحتلة كلها.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تذكر بألم بعض الوقائع التي جرت في شهر رمضان المبارك، تؤكد ان الاحتلال الإسرائيلي ونهجه الاحلالي مستمر ولا يأبه بحرمة الشهور ومكانتها الدينية عند الأمم، فهو احتلال واستعمار يعارض الحقائق التاريخية والقوانين الدولية والاخلاق والفطرة الانسانية، التي تؤكد جميعها على حق الشعوب بأرضها ومقدساتها وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، كما تبين اللجنة أن اعادة قراءة الاحداث التاريخية ومتابعة ما جرى عليها من تطورات يعكس مبدأ التخطيط الصهيوني والذي يجب الوعي له وبناء ثقافة مواجهته.

وتبين اللجنة ان الكثير من انتصارات الأمة وانجازاتها كانت في شهر رمضان المبارك بالرغم من بعض الاحداث التاريخية المؤسفة التي تعرضت لها الامة بسبب فرقتها، والتي يجب اعادة النظر في سبب الاخفاقات التي جرت خلالها، وذلك بهدف ما يسمى اليوم بالمنهج العلمي القائم على إعادة التقييم، خاصة أن الأمل في وعي أمتنا وامتلاكها للكثير من أسباب النصر هو ما نواجه في جميع التحديات والصعاب دفاعاً عن أمتنا وقضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس.

ان الواجب التوعوي الثقافي المرتبط بفلسطين والقدس وعلى الرغم من الاحتلال والاستعمار الجاثم على أهلنا وأرضنا العربية ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية، يقوم اليوم على ضرورة اعادة قراءتنا للأحداث، وذلك بهدف الخروج منها على الرغم من قساوة بعضها على ذاكرتنا وواقعنا بالدروس والعبر المفيدة، فالإعلام العربي والاسلامي والعالمي الحر عليه مسؤولية توعوية مهمة تتمثل ببث الأمل والثقة بالأجيال، وعليه أن يزيد لديها القناعة بأن الاحداث المؤلمة والمؤسفة هي محرك وحافز لنا لصناعة مستقبلنا وتاريخنا بالحرية والنصر.

الغد 20/3/2025

11 رمضان شاهد على جرائم الاحتلال المستمرة

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تتطهر النفوس وتتعاظم أعمال الخير الانسانية في أوقات معينة، ومنها شهر رمضان المبارك الذي نعيش اليوم نفحاته وروحانياته، ولكن يأبى الاحتلال الاسرائيلي الا أن ينغص على أهلنا في فلسطين المحتلة وعلى أمتنا وشعوب المنطقة أيامهم ومناسباتهم الفضيلة الخيّرة، بما يمارسه من أفعال عدوانية تزيد القناعة لدى العالم بأننا أمام مشاهد وجرائم لأبشع احتلال عُرف في العصر الحديث، فلقد كان الحادي عشر من رمضان الذي يصادف اليوم شاهد على نزيف وجراح أهلنا في فلسطين المحتلة.

ومن المحطات المؤلمة ما جرى يوم 11 رمضان 1428هـ الموافق 23 ايلول 2007م، حيث كان استمرار لفرض سلطات الاحتلال للطوق العسكري والأمني وحصار مدينة القدس ومنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى بزعم الاحتفال بعيد الغفران، كما اعلنت اسرائيل افتتاحها لمعبد يهودي قرب الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وأسفل باب السلسة على بعد 97 مترا فقط عن قبة الصخرة  المشرفة، مما يجعل من مناسباتهم الصهيونية واعيادهم المزعومة مناخ لبث الكراهية، وممارسة عدوانية لمنع حرية العبادة والتضييق الشامل على المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وفي سياق محطات ذاكرة الوجع الرمضانية وتحديداً في غزة بتاريخ 11 رمضان 1435هـ الموافق 8 تموز 2014م، كان العدوان على غزة فيما أطلق عليه الاحتلال الاسرائيلي آنذاك اسم (عملية الجرف الصامد)، حيث أرتقى على أثرها وحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) حوالي 2200 شهيداً، و11,100 جريحاً بينهم 530 طفلا و302 امرأة، إلى جانب خسائر اقتصادية هائلة.

وها هو العالم وفي نفس اليوم من شهر رمضان المبارك، يشهد نهج الاحتلال الاسرائيلي الظالم نفسه، والذي يرتكز على الاستمرار في جرائم الابادة والتجويع والتهجير، وما يزال نزيف دماء الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني، فلم يعد القانون والشرعية الدولية والاخلاق الانسانية قادرة على كبح جماح الاحتلال، وقد زادت للأسف عنجهية الاحتلال بما يُمارس من قبل قوى الديمقراطية المزعومة من سياسة الكيل بمكيالين، وانعدام الارادة الدولية الفاعلة القادرة على معاقبة الاحتلال وردعه.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر ما حدث في مثل هذا اليوم من شهر رمضان، لتؤكد أن كل يوم ولحظة من رمضان المبارك وغيره من الشهور وعلى مدى عقود الاستعمار الاسرائيلي، هي محطة من مسلسل الاجرام والابادة والتطهير والقتل والاستيطان والتدمير والاقتحام للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة، فغزة هاشم الابية الصامدة قابعة تحت الحصار والجوع، وقدس الاقداس والعروبة ومعها معظم مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية تتعرض للاقتحامات والحواجز والاغلاقات والتهجير وكل اشكال التضييق.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على ثبات الموقف الهاشمي الداعم لأهلنا في القدس وفلسطين، وهنا نستذكر من محطات رمضان، يوم 11 رمضان  1428هـ الموافق 23 ايلول 2007م حيث تبرع آنذاك صاحب الوصاية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، بمبلغ مقداره مليون ومائة وثلاثة عشر الف دينار لصالح الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة وأمر جلالته أيضا بصرف راتب اضافي لصالح العاملين في أوقاف القدس، تقديراً لجهودهم وصمودهم وأهل القدس في وجه الاحتلال، ولا زال جلالته يرعى القدس ومقدساتها ويساند أهل فلسطين ومن ذلك قبل أيام تبرع جلالته بثمن "كمية من الذهب" لترميم قبة الصخرة وأعمدة ذهبية وألواح، فرمضان في فلسطين هو عنوان للصمود في وجه الاحتلال والصبر على صنوف التضييق والاستعمار.

وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم لأهلنا في فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 12/3/2025

القدس عنوان الوفاء بالأمانة وعهد البيعة برعايتها

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   يُحيي الأردنيون في السابع من شباط، ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، حامل راية الوفاء وقائد مسيرة العطاء والنماء، فكما كان تاريخ السابع من شباط لعام 1999م، حزيناً ومؤلماً برحيل المغفور له الحسين، فقد كان في الوقت نفسه يوم عزيمة وارادة بأن تسلم الراية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، فما تزال انجازات وكلمات ووصايا الراحل الحسين تُنير الدرب وتستمر بالبذل والعمل الدؤوب والتوجيهات السامية من الملك عبد الله الثاني حفظه الله بالاصرار على التنمية الشاملة .

     ولما كانت وما تزال القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية حالها حال القضية الفلسطينية تشكل البوصلة والضمير والجهد الهاشمي المتواصل على الدوام، فقد سار جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ومنذ اللحظة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الاردنية الهاشمية بكل ثبات وإخلاص على نهج الأباء والاجداد من بني هاشم الاخيار، في صون أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وحماية ورعاية المقدسات ودعم صمود ورباط أهلنا في القدس، للحفاظ على هويتهم ووجودهم راسخاً منيعاً في القدس، خاصة في وقت يحتاج فيه اهالي القدس للاسناد المتواصل لمواجهة مخططات التهويد والأسرلة والاستيطان ، والمتابع لما يجري اليوم من أحداث وتطورات يزداد لديه اليقين بأن المنطقة على صفيح ساخن، وهي بأمس الحاجة للحكمة والحنكة والرؤية الهاشمية الثاقبة  لجلالة الملك عبد الله الثاني القادرة بما تحظى به من ثقة دولية أن تحافظ على دبلوماسية وسياسة الراحل الملك الحسين المتوازنة،  إضافة لوعي جلالته الدقيق للتطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية الجارية، من أجل وضع الرأي العام الدولي أمام مسؤولياته وأولها حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فهي صمام السلام والأمن الذي من شأنه منع الأوضاع في المنطقة من التدهور نحو حرب اقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

     حرص الملك عبد الله الثاني حفظه الله على مواصلة مسيرة الاعمار الهاشمي للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولعل متابعة جلالته المباشرة لخطوات استكمال اعادة عمل منبر صلاح الدين التي بدأت في حياة والده الراحل عام 1993م، حيث أمر بذلك المغفور له الحسين بن طلال ضمن توجيهاته الملكية الفورية بسرعة اعمار ما تضرر في المسجد الاقصى المبارك بسبب حريق عام 1969م بما في ذلك المنبر،  ففي عام 2002م وضع جلالة الملك عبد الله الثاني اللوحة الزخرفية الأساسية على المنبر، وبتاريخ 25 تموز 2006م ازاح جلالته الستار عن المنبر الذي استكمل مؤذناً ببدء عملية نقله، فوضع في موقعه بتاريخ 2 شباط 2007م، وعلى نفس المسار كانت أيضاً رعاية المقدسات المسيحية في القدس بما في ذلك ترميم كنيسة القيامة والصعود وغيرها، وعلى الصعيد السياسي الدولي المتصل بملف الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة القدس، فقد تابع جلالة الملك عبد الله الثاني ما تمّ على مستوى صدور قرارات دولية  صادرة عن هيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها في عهد والده الراحل، ففي اكتوبر عام 2016م صدر قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف مُلك خالص للمسلمين ولا علاقة لليهود به قطعاً، كما طالب القرار إسرائيل( السلطة القائمة بالاحتلال) بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى أيلول 2000م إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد الاقصى، وهذه الاستحاقات الدبلوماسية تدعم قرارات سابقة كان للاردن في عهد الحسين الراحل جهداً ودوراً معروفاً في صدورها، مثل قرارات اليونسكو بادراج البلدة القديمة واسوارها في قائمة التراث العالمي عام 1980م، ولاحقاً ادراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982م، كذلك الحال على مستوى الجمعية العامة ومجلس الأمن وخطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ودعوته المتكررة قيادات العالم بالسعي الجاد نحو السلام والزام اسرائيل بالقرارات الدولية ، فهي تمسك بخطاب والده الراحل الداعي للسلام والعدالة للشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، فكما كانت هذه الدعوة والقيم السامية سبباً في استحقاق والده الراحل لجوائز عديدة منها جائزة داغ همرشولد للسلام والتعاون الدولي (1987)، وجائزة أمير استورياس في مجال التفاهم الدولي (1995)، فعلى خطاه كان الملك عبد الله الثاني الذي استحق جوائز عديدة لسعيه للسلام والوئام ومنها جائزة تمبلتون 2018 وقد خُصص وبتوجيهات من جلالته جزءاً منها لترميم كنيسة القيامة، وجائزة مصباح السلام 2019م وجائزة رجل الدولة الباحث 2019م.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم الوفاء للراحل الحسين والبيعة للملك عبد الله الثاني بن الحسين، تؤكد أن القدس ومقدساتها كما هي القضية الفلسطينية تشكل محوراً رئيساً في الفكر والجهود الهاشمية، وما نشهده اليوم من وصاية هاشمية على المقدسات في القدس والتي يؤكد عليها بل ويطالب بها العالم، الى جانب جهود الاغاثة الانسانية والدبلوماسية الدولية المكوكية للاردن للدفاع عن غزة وفلسطين، جميعها تأكيد على أن الهاشميين والقدس تاريخ عريق من النضال والتضحيات المستمرة.

   كما تُبين اللجنة للراي العام أن الوصاية الهاشمية والجهود الاردنية المتواصلة وبتوجيهات هاشمية هي درع وجدار منيع يحمي القدس ومقدساتها، ويدعم رباط وصمود اهل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وهذا الموقف هو عهد دائم نستذكره بمناسبة يوم الوفاء والبيعة .

8/3/2025

جلالة الملك صاحب الوصاية المدافع الصلب عن مصالح الوطن والأمة

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       إن الاردن بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل كان وسيبقى البُعد العميق والسند القومي الأصيل لأمتنا، والمدافع بقوة عن كل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس، والمتتبع لكل الأزمات والتحديات التي مرت بها أمتنا وطوال عقود عديدة،  يجد أن الأردن لطالما كان الأول وفي مقدمة المدافعين والمناضلين عنها، فتضحيات الأردن تتقدمها تضحيات الهاشميين، وشهداء جيشه العربي على ثرى فلسطين والقدس ودوره الاغاثي والانساني وجهوده الدبلوماسية وفي كافة المحافل وبقيادة سامية مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني هي الشاهد والعنوان الأبرز الساطع لمواقفه تجاه أمته دائماً.

      ولقاء جلالته الملك عبد الله الثاني بن الحسين رعاه الله أمس مع الرئيس الامريكي ترامب، وما سبقه وتلاه من اجتماعات مع قيادات سياسية واقتصادية في أمريكا و أوروبا، تؤكد أن موقف جلالته المعهود والمتوارث في الفكر والسياسة والنهج الهاشمي، يقوم على استراتيجية راسخة تقوم على ركائز ثلاث وهي: الأردن ومصالحه الوطنية والقومية، والدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، والايمان المطلق بوحدة أمتنا والحرص على أمنها، وجميعها كانت مضمون لقاء جلالته مع الرئيس الأمريكي.

عبارات ملكية كتبت بماء الذهب وصدحت أمام العالم ومن قاعات البيت الأبيض وبلسان هاشمي لا يعرف المساومة :" مصلحة الأردن فوق كل اعتبار"، ولأن فلسطين والقدس قضية وطنية وقومية وعالمية أكد جلالته:" لا للتهجير، أولوية الجميع اعمار غزة دون تهجير أهلها"، ولأن السلام والعدالة نهج هاشمي راسخ قال جلالته :" السلام العادل على أساس حل الدولتين"، حديث هاشمي جاء أمام نظر العالم حتى يدحض أي تكهنات ومزاعم يقصد منها البعض تفتيت الوحدة والصف العربي، خاصة أن جلالته أكد أن القضية الفلسطينية عربية واسلامية ، هذا الحضن العربي والاسلامي الذي يجب أن تكون له كلمة واحدة آن الأوان أن يسمعها العالم.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الموقف الاردني الهاشمي الراسخ لجلالة الملك عبد اهدا الثاني هو قوة دولية تحظى بثقة كبيرة نظراً لحكمة جلالته ودبلوماسيته الرفيعة التي تضع مصلحة الوطن والامة وحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة اغاثته وتضميد جراح مرضاه من الاطفال والشيوخ والنساء خاصة في غزة هاشم واقرار حقه في تقرير مصيره، وبالطبع الى جانب رعاية أهل القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحة التي تتعرض لمخطط تهويد واسرلة واقتحامات يومية ، يدرك جلالته أنه يجب على العالم ومنظماته التنبه لها وعدم الانشغال عنها، وهو أمر مهم لمواجهة مخططات حكومة اليمين الاسرائيلية.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الشعب الاردني وبكل فئاته ومؤسساته يقف خلف جلالة الملك واثقاً ومدركاً أن شعباً ووطناً يحظى بنعمة القيادة الهاشمية سيتجاوز وأمته كل التحديات باذن اهلأ،  فقوة الاردن دعامة لقوة ووحدة الصف العربي والاسلامي في وجه التحديات والاخطار المتسارعة، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم والسند لاهلنا في كل مدن فلسطين بما في ذلك قدس العروبة وغزة هاشم مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وعلى العالم وقياداته الداعية للسلام والاستقرار الضغط على اسرائيل وحكومتها والزامها بالشرعية الدولية فسلام المنطقة والعالم لن يتحقق بالعدوان والابادة والمخططات المرفوضة .

12/3/2025

13 آذار … نستذكر فيه الفتح العمري والمناسبات الفلسطينية

كتب عبد الله توفيق كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام من ناحية التوقيت والتقويم متزامناً مع بداية شهر آذار، لتجتمع في اليوم الواحد من الشهرين الهجري والميلادي العديد من المناسبات والأحداث ، والتي يتصل بعضها بالتاريخ والثقافة والحياة في القدس وفلسطين، والوقوف على مضامين بعض هذه الاحداث والمناسبات أمر مهم، نستخلص من خلاله الدروس والعبر ونستعين به في اعداد الشباب والأمة كلها، ونعد أنفسنا لمواجهة التحديات والمخاطر وفي مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين المحتلة. وهنا نستذكر في الثالث عشر من رمضان سنة 15هـ( 18 إكتوبر 636م)، وصول الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين وفتح بيت المقدس، حيث كانت العُهدة العمرية والتي أعطى فيها للمسيحيين في القدس الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، فكانت وما تزال هذه الوثيقة من أرفع دساتير حقوق الانسان وحريات العبادة في التاريخ، وهذا أمر متصل بعقيدة وثقافة ونهج الاسلام الذي أنطلقت من فهمه بُنية الوثيقة وعباراتها، باعتباره ينشر فكر الحرية والتسامح والعيش المشترك على أساس الحقوق والعدالة، وقد سبقت هذه الوثيقة التاريخية برسالتها ومضامينها السلمية ما عرف لاحقاً بالوضع التاريخي القائم( الاستاتيسكو)، وعلى نهج رسالة هذه العهدة العمرية استمرت الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في رعاية الاوقاف والمقدسات المسيحية. ولاشك أن مجرد رصد ما يجري من اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية في فلسطين المحتلة من قتل وتهجير وأسر ومصادرة للمتلكات وتدمير واغلاق للمؤسسات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، يكشف للرأي العام العالمي والمنظمات الشرعية الدولية عن الحجم الكبير لبشاعة وانتهاكات الاحتلال ضد الانسان وحقوقه المشروعة بالحرية والعبادة، هذه الانتهاكات الوحشية المستمرة حتى اليوم في غزة ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية لم تمنعها وتردعها المطالبات والقرارات الدولية بما فيها الصادرة في شهر آذار، ومن ذلك قرار لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بتاريخ 4 آذار 1969م الذي أعلن عن أسفه لما يجري من انتهاكات اسرائيلية مستمرة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، لكنه اسف لم يصل إلى حد فرض العقوبات الرادعة على تدمير اسرائيل اكثر من 500 قرية فلسطينية عام 1948م وقتل الالاف وتهجير ملايين الفلسطينيين في العالم، بعد ذلك التاريخ ولازالت تمارس هذه الاعتداءات حتى اليوم. ويحمل يوم 13 آذار أيضاً فعاليات ومناسبات فلسطينية منها يوم الجريح الفلسطيني ، الذي أعلن عنه عام 1968م، حيث جاء القرار بعد إنشاء “مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى” عام 1965م، ليكون مناسبة تذكر العالم ببشاعة الاحتلال وتلفت نظر المؤسسات الدولية باهمية رعاية الجرحى، خاصة أن ارتفاع عدد الجرحى الفلسطينيين عبر عقود متواصلة من النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي وما يتعرضون له من تضييق اسرائيلي ومنع علاجهم وتنقلهم بين مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ، يجعل لهذه الفئة الشجاعة رمزية في الصمود والرباط الفلسطيني، وكثيراً ما تعرض المصابون الى الخطف من داخل المستشفيات . كما يصادف يوم 13 آذار يوم الثقافة الفلسطيني وهو أيضا يوم ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش، والذي تقرر من أجل استذكار أعمدة ورواد الثقافة الفلسطينية، وللحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية، وتقدم فيه جائزة باسم درويش لثلاثة مبدعين من فلسطين والعالم، والثقافة الفلسطينية بما فيها ثقافة وتاريخ القدس لها رمزيتها كهوية فلسطينية راسخة وثقافة وعي ونضال ضد الاحتلال، من هنا يسعى الاحتلال بكافة السبل والوسائل الى محوها ومحاربتها واغلاق مؤسساتها ، والعمل على تهويدها وعبرنتها . ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر بعض وقائع ومناسبات يوم الثالث عشر من شهري رمضان وآذار، تؤكد أن الذاكرة التاريخية والثقافية الفلسطينية والمقدسية تحمل رسالة محبة وتسامح وحرية ووعي وصمود ضد الاحتلال، الأمر الذي يعزز اليقين والثقة بأن حضارة العروبة والاسلام وارثها الغني بالقيم والمثل العليا لها قدرة وقوة الانتصار على وحشية الاحتلال وهمجيته القائمة على التزييف والتضييق. وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن رمضان الصمود والصبر على ظلم الاحتلال والاستعمار، يحمل الأمل بالحرية التي ترفع شعلتها الاجيال المتمسكة بحقها وتاريخها وثقافتها، وسيبقى أردن رسالة عمّان للتسامح والاخوة الانسانية القائمة على التمسك بالحقوق العادلة، الداعم لاهلنا في فلسطين والقدس في كافة المجالات، وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كانت التحديات وبلغت التضحيات .

صدى الشعب 13/3/2025

رمضان في القدس تحت مطرقة الاحتلال وسندان التضييق

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     يستقبل المسلمون في كل أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بقلوب خاشعة عابدة، وبعيون وضمائر حزينة متألمة لما يجري في القدس وغزة وجنين وكل فلسطين المحتلة من عدوان وتضييق اسرائيلي مستمر، احتلال لا يأبه بالشرعية الدولية ولا يقيم وزناً للأخلاق الانسانية النبيلة ولا الاعراف والعقائد الدينية، فالتسامح وحرية العبادة واحترام الشعائر مصطلحات مفقودة يجهلها معجم الانتهاكات الاسرائيلية.

    حيث مهد الاحتلال الاسرائيلي كعادته لشهر رمضان في القدس بإجراءات ممنهجة تستهدف هوية المدينة العربية والاسلامية، بفرضه قيود تتمثل في تحديد عدد المسموح لهم بصلاة الجمعة بعشرة الاف مصلٍ فقط، وضمن أعمار محددة، الى جانب ما يُسمى إجراء اختبار قياس درجة صوت الأذان، وسياسة الاقتحام اليومية من مئات المستوطنين الذين توفر لهم خدمات الارشاد والحماية من شرطة الاحتلال، ويقابل ذلك تضييق سافر على دخول المسلمين للمسجد الاقصى، ووضع العقبات أمام جهود تنظيم موائد الافطار الرمضانية.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تُبين للراي العام العالمي بأن اجراءات الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه لا تقتصر على قيوده المفروضة في شهر رمضان الفضيل، بل هي سياسة احتلالية قائمة في كل الأوقات، الا أن تعرض الاحتلال لخصوصية شهر رمضان هو محاولة فاشلة في كسر صمود ورباط المقدسيين، وخطوات غير مشروعة لمحاولة تهويد واسرلة وعبرنة المدينة، خاصة أن استعراض الذاكرة التاريخية الفلسطينية والمقدسية يعكس العلاقة الوثيقة بين شهر رمضان والقدس، بما في ذلك هبّات النضال خلاله في وجه غطرسة الاحتلال الاسرائيلي، لذا تعتبر سياسة الاحتلال في جوهرها استفزاز غير مقبول لمشاعر الملايين من المسلمين والاحرار في العالم.

  وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن شهر رمضان  هذا العام يأتي في إطار مناخ سياسي دولي، سمته تزايد الانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة وتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، بما في ذلك تداعيات السابع من اكتوبر( طوفان الاقصى)، مما ساهم رغماً عن الاحتلال في عودة القضية الفلسطينية كملف اساسي في الدبلوماسية والمحافل الدولية، وليصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتنديد بالعدوان الاسرائيلي ومطالبتها بالالتزام بالقانون الدولي وما صدر من القرارات الدولية هو عنوان المرحلة الحالية والمستقبلية، الا أن الامر ما زال يتطلب ارادة وفعالية دولية لنصرة الشعب الفلسطيني.

 وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن رمضان في القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة بما فيه من تضييق ووحشية اسرائيلية، تقابله مشاعر عربية واسلامية موحدة تجاه ضرورة نصرة فلسطين والقدس، من هنا فان الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يرى أن رمضان هو رمز لصمود ونضال ورباط الاهل في القدس وكل فلسطين، فتحية اجلال واعتزاز لأهلنا في القدس وفلسطين وتحية لأسر الشهداء والاسرى والجرحى ولأهلنا في غزة الذين يعانون العدوان والحصار، وسيبقى الاردن على عهده في رمضان وفي كل وقت داعماً وسنداً لأهلنا في القدس وفلسطين حتى انهاء الاحتلال ونيلهم حق تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 27/2/2025

شهر شباط ما بين القرارات الدولية والاعتداءات الاسرائيلية على القدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

         نستذكر في شهر شباط/فبراير بعض المحطات التاريخية والأحداث التي ارتبطت بمدينة القدس، بما فيها الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية وما صدر تجاهها من قرارات دولية صادرة عن هيئة الأمم المتحدة، وتأتي هذه الوقفة في سياق ما تتعرض له  هذه الايام في شهر شباط مدينة القدس  خاصة، وفلسطين بشكل عام  من اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية، تزيد القناعة بأن النهج الاستيطاني الاسرائيلي متواصل لا يتوقف، ورغم تلك الوحشية الصهيونية فإن قوة الارادة وصلابة النضال والرباط عند الشعب الفلسطيني، تتجلى في تمسكه بالهوية والثبات على حقه الشرعي والتاريخي.

      وقد مهدت سياسة الانتداب البريطاني للسيطرة الصهيونية على فلسطين والقدس، ومن محطات هذا الدعم بتاريخ 20 شباط عام 1920م إعلان الجنرال لويس بولز الحاكم العسكري البريطاني للقدس رسمياً عن وعد بلفور الذي كان قد صدر عام 1917م، مما يعني بدء تبني الوعد عملياً من ادارة الانتداب، الامر الذي أشعل بتاريخ 29 شباط من عام 1920م مظاهرات كبيرة في القدس ومدن فلسطين المحتلة رفضاً لذلك الوعد، ومن المحطات التاريخية المؤلمة في شباط أيضاً والتي اعقبت سياسة الانحياز البريطانية، اعلان اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) في أوائل شباط عام 1949م احتلالها لغرب القدس وضمها لدولة الاحتلال، وبتاريخ 14 شباط ترأس وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية واول رئيس لدولة الاحتلال الجلسة الأولى للكنيست في القدس، علماً بأن هذه الاجراءات لم تؤثر على الوضع القانوني للمدينة باعتبارها محتلة ولا يجوز الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة خاصة أن القرار 181 لسنة 1947م ، أشار إلى أن تكون القدس (Corpus Separatum) تخضع لنظام دولي، ولكن سياسة التهويد والتضييق الاسرائيلية، حاولت من خلالها اسرائيل تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة، بما في ذلك محاولتها الاحلالية تغيير التركيبة السكانية بموجة كبيرة من المستوطنين، اضافة الى التهجير والمذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية عام 1948 وما بعده.

      ومن المعروف أن الشرعية الدولية ممثلة بهيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها أصدرت طوال تاريخ الاحتلال الاسرائيلي، وفيما عُرف بالقضية الفلسطينية الكثير من القرارات نصرة لحقوق الشعب الفلسطيني وادانة للاحتلال الاسرائيلي،  إلا أنني هنا استذكر بعض ما صدر منها في شهر شباط ومنها قرار الجمعية العامة رقم (1091)  الصادر بتاريخ 27 شباط عام 1957م والمتعلق بالتبرع لبرنامج دعم اللاجئين، وقرار الجمعية العامة رقم (2002) الصادر بتاريخ 10 شباط عام 1965م والمتضمن تمديد ولاية الاونروا،  الى جانب صدور قرارات عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومنها القرار رقم (6)  الصادر بتاريخ 27 شباط عام 1968م، والذي يؤكد على الحق في عودة الفلسطينيين الذين تمّ تهجيرهم عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقرار مجلس الوصاية رقم (117) الصادر بتاريخ 1 شباط 1950م والمتعلق بانهاء اعداد مشروع نظام القدس (نظام دولي)، وقرار المجلس أيضاً رقم (118) الصادر بتاريخ 11 شباط 1950م والقاضي بدعوة كل من اسرائيل والاردن لابداء الرأي في تعديل مشروع نظام القدس الدولي، ولا شك أن اسرائيل اليوم فيما يتعلق بالاونروا واللاجئين تحاول بشكل متسارع إنهاء وجودها والقضاء على مسألة حق اللاجئين بالعودة وبالتالي حل الدولتين، وفيما يخص الوضع القانوني لمدينة القدس، فان اسرائيل تسعى وفق منهج استيطاني الى تغيير هذا الوضع والضرب بعرض الحائط جميع القرارات الدولية الخاصة به، وللتذكير فإن اتفاقية امتيازات وحصانة الأمم المتحدة وقعت بتاريخ 13 شباط عام 1946م ، وتنص الفقرة الثالثة من المادة الثانية منها على أن مباني المنظمة مصونة حرمتها، وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة على صون حقوق موظفي المنظمة، وما يجري اليوم من هجوم اسرائيل على المباني وقتل اكثر من 180 موظفاً  من الاونروا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كله معارضة وتحدي وعدوان سافر على هذه المواد والقوانين الدولية.

وفيما يتصل بالموقف الاردني تجاه القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس فهو موقف ثابت وراسخ في دعم ومساندة الاشقاء في فلسطين المحتلة بما فيها القدس، ودعوة العالم الى انهاء الاحتلال والتاكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، ومن محطات هذا الموقف الاردني التاريخي المستمر  حتى اليوم، أنه في شهر شباط من عام 1949م كانت الادارة الاردنية المباشرة على الجزء الشرقي من مدينة القدس ، وهو الأمر الذي أنعكس اثره الكبير في المحافظة على الجزء الشرقي للمدينة من الاحتلال والابقاء على هويته العربية، وبتاريخ 22 شباط عام 2019م وفيما عرف بهبة باب الرحمة جاءت مطالبة الاردن الموجهة للاحتلال بضرورة الالتزام باحترام الوضع التاريخي القائم وعدم انتهاكه، وبتاريخ 2 شباط عام 2007م أعيد منبر صلاح الدين الى موقعه في المسجد الاقصى المبارك وبتوجيهات ملكية مباشرة.

وما يزال الموقف الاردني الصلب داعماً لحقوق الاهل في فلسطين والقدس، ومن ذلك مؤخراً بتاريخ 12 شباط 2025م لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله مع الرئيس الامريكي ترامب، حيث كرر جلالته موقف الاردن الراسخ في لاءات جلالته الثلاث ( لا للتهجير ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر)، ومطالبة العالم بالزام اسرائيل بالشرعية الدولية وقراراتها العديدة، فكما حمل شهر شباط من ذكريات ومحطات مؤلمة من انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وعدم وجود الارادة الدولية الكفيلة بتفعيل القرارات الدولية، الا أنه على الرغم من ذلك حمل أيضاً الثبات في الموقف الاردني المستمر بدوره الدبلوماسي والانساني الاغاثي في دعم الاشقاء في فلسطين والقدس وغزة، والذي سيبقى مهما كان الثمن وبلغت التضحيات .

الرأي 24/2/2025 ص16

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.