بيانات اللجنة

بيان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس بمناسبة الاحتفال بذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية (79) والدور الهاشمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس

                                                            عبد الله توفيق كنعان

                                                               أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

  يحتفل الاردنيون بكل اعتزاز بمناسبة الذكرى 79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، ويشكل الاستقلال أساساً في تاريخ ومسيرة التنمية الشاملة وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الى جانب أهمية الاستقلال في الاستمرار في الحفاظ على واجب وارث الاردن التاريخي القومي في الدفاع عن القضايا القومية المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، خاصة أنها قضية وطنية وقومية وانسانية تستند الى ابعاد دينية وتاريخية ومتصلة بشكل وثيق بموقف الاردن شعباً وقيادة هاشمية في دعم الأهل في فلسطين المحتلة.

     جهد اردني تاريخي معلوم للقاصي والداني، تجلى عبر الكثير من المحطات التاريخية العصيبة التي شهدت فيها فلسطين المحتلة هجمة استعمارية همجية، كما أن التاريخ شاهد معاصر وحي يؤكد عظيم المواقف والتضحيات التي بذلتها وما تزال القيادة الهاشمية وبشكل دؤوب ومن خلفها الشعب الاردني تجاه فلسطين والقدس، فمنذ  انطلاق النهضة العربية الكبرى عام 1916م رفض يومها المغفور له  الشريف الحسين بن علي رحمه الله  الانتداب أو أي تنازل عن أي شبرمن البلاد العربية بما فيها فلسطين، هذا الرفض الهاشمي جاء بالرغم من الضغوطات الاستعمارية البريطانية المنحازة للصهيونية ومخططها بإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين التاريخية، وقد استمر هذا الدور الهاشمي تجاه فلسطين والقدس مع قيام إمارة شرقي الأردن عام 1921م، والتي تجلت فيها المواقف السياسية والحزبية الرافضة لوعد بلفور والهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وهو موقف متصل بالرأي العام العربي في بلاد الشام خاصة أثناء الحكم الفيصلي، وما أن استقلت المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 25 أيار 1946م حتى تجسدت البطولات والتضحيات بمعارك الجيش العربي الأردني( القوات المسلحة) من أجل الدفاع والنضال عن فلسطين والقدس في حرب عام 1948م، فكانت معركة باب الواد ومعارك اللطرون( البرج والقولة) والرادار وحرب عام 1967م ومعركة الكرامة 1968م ، وقدمت فيها البوادي والقرى والمدن الأردنية الشهداء والجرحى يتقدمهم شهيد الأقصى وموحد الضفتين المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، ومن بعده استمرت أمانة ورسالة الدفاع عن فلسطين من قبل المغفور لهما جلالة الملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال والى جانبه ولي عهده آنذاك سمو الامير الحسن بن طلال حفظه الله.

 واليوم واستكمالاً لهذه المواقف والتضحيات المتواصلة، تمتد الرعاية وأمانة الوصاية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والتى ترتبط ببعدها التاريخي الروحي بالنسبة للوصاية على المقدسات الاسلامية بحادثة اسراء ومعراج جدهم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومنذ العهدة العمرية تمت الوصاية على المقدسات المسيحية، وصاية مركزية لحفظ الهوية الثقافية والتاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية أيدتها في العصر الحديث العديد من الإتفاقيات الدولية والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية والاقليمية العربية والاسلامية، ولم تقتصر الرعاية والوصاية على الإعمار فقط بل شملت الاشراف واقامة المدارس ومراكز الأبحاث والدراسات ومشاريع دعم الاوقاف والقطاعات الصحية والاقتصادية والخدماتية في القدس، ويواصل الاردن وبتوجيهات ملكية سامية تقديم الواجب الاغاثي والمساعدات والمستشفيات الميدانية لاهلنا في غزة ومناشدة العالم المتكررة بالضغط لوقف العدوان الاسرائيلي وسرعة انقاذ الشعب الفلسطيني من مخطط ابادة وتهجير وحشي يتناقض مع كل القوانين والاخلاق الانسانية.

   إن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله يتمسك بالموقف الهاشمي التاريخي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها القدس ويحمل ملف هذه القضية في كافة المحافل الدولية ولا يخلو أي خطاب أو مقابلة لجلالته إلا وهي المحور الرئيس لحديثه، ويؤكد جلالته في جميع المحافل واللقاءات الدولية على مجموعة من المرتكزات والمنطلقات السياسية الجامعة وأبرزها ، تمسك جلالة الملك عبد الله الثاني بضرورة حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المتمثلة باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، كذلك دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) للالتزام بقرارات الشرعية الدولية اذا ارادت العيش بسلام، وتركها لسياسة ونهج الاستفزازات غير المقبولة والتي من شأنها جر المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، اضافة الى تأكيد جلالته على أن واجب الدول الكبرى الضغط على اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

   وبمناسبة الذكرى 79 لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية، يسر اللجنة الملكية لشؤون القدس أن تتقدم من القيادة الهاشمية والشعب الاردني وجيشنا وأجهزتنا الأمنية سياج وحماة الإستقلال ومن أمتنا مباركين ومهنئين، هذا الاستقلال العظيم الذي ننعم به وبما نتج عنه من تنمية شاملة ومكانة دولية عالمية للاردن شعباً وقيادة،  عكستها الثقة  واليقين الاممي بعدالة المطالب الاردنية بالامن والسلام العادل انسجاماً مع الشرعية التاريخية والدولية، وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والمطلوب اليوم من الاجيال  الحفاظ على منجزات الاستقلال الوطنية والقومية والانسانية والذود عنها، كما أن على الأمة العربية والاسلامية وجميع الاحرار في العالم دعم صمود الأردن ومساندة جهوده الدولية ، بإعتباره يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة ضد المخططات الصهيونية التي تستهدفنا جميعاً، كما يمثل صوت احرار العالم المتمسكة بالشرعية والقانون الدولي وليس شريعة الغاب كما تمارسها اسرائيل ضد فلسطين والعالم الحر.

  وبهذه المناسبة الغالية نقول: ما دام الأردن شعباً وقيادة بخير وتنمية ونهضة وأمن، فإنه سيبقى بعون الله نصيراً أميناً لأمته وقضاياها المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس.

بترا 25/5/2025

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.