عبد الله توفيق كنعان
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
يعتبر هذا الخطاب الملكي لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله هو الخطاب الخامس أمام البرلمان الاوروبي، وفي هذا تأكيد على مركزية المؤسسات الاوروبية وموقفها الدولي في تجاه كل ما يجري من متغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية عالمية، خاصة ما يتعلق منها بقضايا منطقتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس.
ويأتي هذا اللقاء والخطاب الملكي في وقت ومناخ عصيب يشهد فيه العالم تسارعاً في الازمات والصراعات والتحديات اضافة للتطورات والابتكارات التكنولوجية، وفي وقت كما قال عنه جلالة الملك حفظه الله، يشهد فيه العالم وللأسف حالة فقده لبوصلته وتعاليمه وقيمه الاخلاقية، وقد تعاظمت فيه الالام والمآسي الانسانية في فلسطين عامة و في غزة خاصة، وفي هذا الوقت أيضاً نشعر حرص اوروبا على ضرورة ترسيخ الامن العالمي فهي تُعاني تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وازمة الطاقة والتحديات الاقتصادية واللاجئين، اضافة الى وعي جلالته باهمية الموقف الاوروبي تجاه القضية الفلسطينية بما في ذلك اعلان الكثير من الدول الاوروبية بحثها الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية مثل فرنسا وبريطانيا واسبانيا وايرلندا وغيرها من الدول الاوروبية، مما يشكل دعماً للقضية على الصعيد الدبلوماسي .
الرسائل الملكية التي حملها جلالة الملك لاوروبا وتحديداً في مؤسسة التشريع والتاثير على الراي العام في اوروبا وهي البرلمان الاوروبي، تتضمن توجيه النظر واعادة البوصلة نحو غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وما يجري فيها من عدوان اسرائيلي واعتداءات تطال الارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية خاصة في مدينة القدس التي تشهد الاقتحامات والاغلاق والتضييق الشامل، والتأكيد على ان الادن حيث موقع المغطس وبلد التعايش وقيادته حامل امانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ما زال يؤكد على اهمية مسار وطريق السلام ، فهو شريك لاوروبا والعالم كله في جهود تحقيق السلام ونبذ الكراهية والتطرف .
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تبين للرأي العام العالمي بأن الاردن شعباً وقيادة هاشمية كما انعكس في الخطاب الملكي العميق في دلالته ورسائله ومضامينه، متمسك بالارث والتاريخ الديني والاخلاقي الداعي للسلام والاستقرار واحترام حرية الأديان، فالخطاب الملكي الهاشمي والموقف الاردني الراسخ يساند اهلنا في فلسطين وحقوقهم الشرعية والقانونية والتاريخية بتقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذا الخطاب الذي وجهه جلالته لقيادات المؤسسات الدولية السياسية والانسانية على اختلافها ودعاها ان يكون برنامجها وفلسفتها وهدفها الاسمى الانسان وكرامته وحقوقه، خاصة انقاذ الانسان في غزة وفلسطين المحتلة الذي اصبح قابعاً تحت سلاح التشريد والقتل والتجويع والابادة .
بترا 18/6/2025