بيانات اللجنة

في الذكرى الـ57 الكرامة نهج أردني هاشمي متواصل

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       تبقى قراءة التاريخ مسؤولية ثقافية حضارية مهمة وذلك لعظيم الدروس والفوائد المتأتية من ذلك، وتزداد الأهمية عند قراءة وتوثيق التاريخ الوطني ببعده القومي والانساني، ولا شك أن معركة الكرامة عام 1968م تعتبر محطة وطنية قومية تاريخية مهمة في دفاع الوطن عن مكتسباته وسيادته ورسالته القومية القائمة على نشر فكر الوحدة وأمانة حماية الأمة ثرواتها ومقدساتها، خاصة في وقت عصيب ما تزال الأخطار جاثمة حتى الآن وبشكل يهدد المنطقة وأستقرارها.

      لقد كان فجر يوم 21 آذار عام 1968م شاهداً على عظمة الشعب وحكمة قيادته الهاشمية، والثقة بأن النصر حليف دائم للحق مهما تعاظم غرور المعتدي بعنجهيته، يوم أردني عروبي سطر فيه جنود جيشنا العربي سجلاً خالداً يوثق التضحيات لأجل الوطن والأمة، فمن أرض قرية الكرامة وعلى طول حدود المواجهة مع العدو الاسرائيلي، كان الثبات والفداء دفاعاً واستبسالاً أمام محاولات الاحتلال الاسرائيلي التوسعية في المنطقة، تنفيذاً لمخططاته الصهيونية باسرائيل الكبرى، متمسكاً بأساطير مزيفة معتقداً بأن جيشه الذي لا يقهر حسب زعمه سيحقق له ذلك، خاصة في وقت كانت فيه الأمة تشعر بالغضب والاخفاق بسبب هزائم حرب عام 1948 وحرب 1967م.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة الخالدة في وجدان أبناء الوطن والأمة، تؤكد أن الكرامة أكدت للقريب والبعيد أن فرسان معارك باب الواد واللطرون وتل الذخيرة وغيرها من معارك العز، ما زالت عيونهم على فلسطين والقدس، وما يزال صوت مآذن المسجد الأقصى وأجراس كنيسة القيامة وأجساد الشهداء الطاهرة لرفاق السلاح والشعار التي إحتضنها ثرى فلسطين، هي ذاكرتهم الصلبة الحاضرة التي لا يمكنهم نسيانها ولابد لهم من الاخلاص لها، فهزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي بالرغم من عتاده المتطور، وردع مشروعه التوسعي ولجم مخططات ساسة حكومة اليمين المتطرفة المحتكمة لقوة البطش، كانت من نتائج هذه المعركة البطولية، وفاتحة انتصارات ميدانية لاحقة، بإعتبار أنها أعادت رفع المعنويات والثقة بالقدرة على الصمود والرباط وافشال مشاريع وبرامج الصهيونية.

    وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الكرامة نهج اردني هاشمي سيبقى مهما كان الثمن وبلغت التضحيات دفاعاً عن الوطن والأمة، وتأكيداً على أن قوة الجبهة الداخلية وتعاضد أبناء الوطن خلف جيشهم وقيادتهم الهاشمية كفيل بافشال أي اجندات تستهدف وطننا، فقوة الأردن هي قوة ودعم لفلسطين والقدس واسناد استراتيجي للأمة في وجه التحديات والمخاطر المتسارعة في اقليمنا الملتهب، رحم الله شهداء جيشنا العربي في معركة الكرامة وجميع معارك الدفاع عن الوطن وفلسطين والأمة، وتحية اجلال وفخر بجيشنا وأجهزتنا الأمنية الزنود المرابطة على السلاح حماية للحدود والسيادة الوطنية، وتحية لفلسطين ولأهلها في القدس وغزة من البحر الى النهر قبلة التضحيات والجهود الاردنية المستمرة.

بترا 23/3/2025

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.