عمان - الرأي - عرفت الأمم المتحدة مصطلح بناء السلام بأنه: "الجهود الرامية من خلال مساعدة البلدان والمناطق في الانتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام، والحد من مخاطر انزلاق أي بلد في العودة إلى الصراع من خلال تعزيز القدرات الوطنية لإدارة الصراع، وإرساء أسس السلام والتنمية المستدامة"، أما العلم فهو عبارة عن مفاهيم وقوانين مترابطة ومتسلسلة يصلها الانسان بأدوات الملاحظة والتجربة وبه يصل الانسان لإنتاج كل ما يلزمه من أدوات في الحياة، توفر له الراحة والطمأنينة والسلام، فالعلم والسلام كلاهما عالمي وليس فرديا، ووجود السلام والعلم العالمي يضمن الاستقرار والتنمية اللازمة لاستمرارية البشرية.
ولأهمية توجيه الافراد والمجتمعات والدول لهذه العلاقة التكاملية بين العلم والسلام، ولإيجاد بيئة توافقية يخدم فيها العلم السلام والعكس صحيح، فقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتعيين يوم 6 تشرين الثاني من كل عام ليكون (الاسبوع الدولي للعلم والسلام)، ترسيخاً لمبدأ خدمة التكنولوجيا والتطور العلمي والمعرفي للسلام والأمن العالميين،
وبين الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان أن العالم اليوم اصبح حقلاً لتجارب الاسلحة بكافة انواعها بما فيها التي أصبحت لاحقاً وحسب التعريف القانوني (اسلحة محرمة دولياً)، والتي باتت اجساد الابرياء والمظلومين من الشعوب هدفاً تجريبياً لها، كما نشاهد في جبهات الصراع والحروب في كل انحاء العالم، بما في ذلك فلسطين المحتلة، حيث تشير الكثير من التقارير الدولية الى استخدام الاحتلال لأسلحة فتاكة دلت عليها جثث الشهداء المتفحمة والمتعرضة لحروق مختلفة، وكذلك نتيجة القاء قذائف الفسفور الأبيض الذي يولد حرارة تفوق 1000 درجة مئوية تتعرض بسببها الضحية الى اضرار في الجهاز التنفسي وفشل في وظائف الاعضاء، ففي تقرير منظمة العفو الدولية الصادر بتاريخ 31 اكتوبر عام 2023م جاء ما نصه:" إن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرق، خلال العمليات العسكرية على طول حدود لبنان الجنوبية بين 10 و16 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "، يضاف الى ذلك سياسة التجويع والتهجير وتدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، امعاناً في انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني وكرامته، يضاف الى ذلك اغلاق مقار منظمة الاونروا ومنع كل المنظمات الحقوقية والقانونية والانسانية من العمل على تقديم الخدمات الانسانية في غزة وفي غيرها من مدن الضفة الغربية كما هو الحال في مدينة القدس. واضاف كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس توضح للمجتمع الدولي أن رسالة الاسبوع الدولي للعلم والسلام، هي حماية البشرية من جشع المصالح الفردية والمصالح الاستعمارية، على حساب ازهاق النفس البشرية وقتل الابرياء المدنيين في مناطق النزاع خصوصا، في فلسطين المحتلة، هذه النفس التي حرمت كل الاديان والاخلاق والاعراف قتلها، الا ان ثقافة الصهيونية واهدافها الاستعمارية جعلت من ابادة الشعب الفلسطيني وسيلة لتحقيق اساطير تلمودية باطلة. وأكد كنعان أن رسالة السلام والامن التي يتبناها وينادي بها الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ستبقى على الدوام رسالة عمّان والهاشميين للعالم وتأكيد على ان السلام العادل في فلسطين المحتلة وحقوق شعبها المظلوم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس هي وحدها الكفيلة بمنطقة وعالم يسوده الاستقرار والعلم والحرية والعدل الذي يسعى اليه الجميع.
الرأي 11/11/2024