عبد الله توفيق كنعان
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
لطالما كان وما زال الفكر الهاشمي الأصيل يُنشر قيم التسامح والتعايش والمحبة، ومن هنا تعتبر المبادرات الملكية الهاشمية أمتداداً لهذا الفكر ونموذجاً تطبيقياً لعطاء المحبة والخير، وها نحن نستقبل عامنا الجديد 2025م بمنحة ملكية ترسخ مفهوم الاخوة الانسانية بين الطوائف والمذاهب والأديان، فعلى الضفة الشرقية لنهر الاردن وفي واحد من أقدس الأماكن المسيحية وتحديداً في المغطس تأتي منحة جلالة الملك عبد الله الثاني بدعم تأسيس جامعة ارثوذكسية، وعلى الضفة الغربية لنهر الاردن وفي واحد ايضاً من أقدس الاماكن الاسلامية في المسجد الاقصى تأتي منحة جلالته بتذهيب الزخارف في قبة الصخرة المشرفة.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ستبقى العنوان الكبير لرعاية وصيانة هذه المقدسات وحمايتها، خاصة في هذا الوقت الصعب الذي يشهد تزايد وتسارع حدة الانتهاكات الاسرائيلية، الأمر الذي يتطلب بذل الجهود للحفاظ على الهوية التاريخية والدينية الاسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس ومساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابشع جرائم الابادة والظلم والاستعمار، وهذه المنحة الهاشمية بتذهيب زخارف قبة الصخرة المشرفة سبقها وعلى مدار عقود مستمرة من الوصاية مبادرات اعمار وانشاء وقفيات وترميم ورعاية للمقدسات الاسلامية والمسيحية فعين هاشمية على المسجد الاقصى واخرى على كنيسة القيامة، تسهر على رعايتها وحمايتها.
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن انشاء جامعة ارثوذكسية في المغطس هي امتداد لفكر رسالة عمّان واسبوع الوئام وميراث العهدة العمرية وأمانة الوصاية الهاشمية، وجميعها مضامين خير حافظ عليها بني هاشم الاخيار، ويحملونها اليوم أملاً في تحقيق السلام والامن للمنطقة والعالم، وتاكيد هاشمي ثابت على أن رعاية المقدسات ونشر علوم الوئام والمحبة الانسانية التي جاء بها الرسول محمد عليه السلام والمسيح عيسى عليه السلام ستبقى هي منارة البشرية وبوصلتها بالرغم من الصراعات والحروب والأزمات التي نعيشها بما في ذلك استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة وفلسطين المحتلة.
وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الحفاظ على تاريخ وفن الزخارف الاسلامية وصيانة وترميم أماكن العبادة وانشاء الجامعات التي تنشر فكر الاخوة وتنبذ التعصب، هي فلسفة وفكر هاشمي من شأنه ان يعزز أصالة هويتنا الحضارية العربية والاسلامية، وسيجعل من بلدنا الاردن ومؤسساتنا وصروحنا العلمية قبلة لطلبة العلم من كل انحاء العالم، واليوم ونحن نفتخر ونثمن هذه المبادرات الهاشمية نتطلع وكلنا أمل ان يكون عامنا الجديد فاتحة خير للاردن وفلسطين والمنطقة والعالم ، ننعم فيها بالاستقرار والتنمية ونشهد فيه هذا العام زوال الاحتلال وانتهاء عقود من الظلم عاشها الشعب الفلسطيني وقدم لاجل الخلاص منها الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين .
وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
15/12/2024