بيانات اللجنة

يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين مناسبة نستذكر فيها بطولاتهم في فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

         نستذكر في الخامس عشر من شهر شباط/فبراير من كل عام يوم الوفاء للمتقاعديين العسكريين والمحاربين القدامى، هذه الأجيال التي قدمت وما تزال الكثير للوطن والأمة والانسانية، فما بين الدفاع عن الوطن وحدوده والنضال لاجل فلسطين والقدس ومقدساتها وما بين القيام بالواجب الانساني في المساعدة والاغاثة وحفظ السلام، دوّنت أجيال طيبة من بواسل جيشنا العربي الأردني والاجهزة الامنية  في ميادين العز والشرف سجلاً خالداً من التضحيات، والتي ما زلنا نستمد منها معاني الشجاعة والاقدام، هم كوكبة وطنية مشرقة انتقلت من ميادين الجندية العسكرية والأمنية، لتواصل العمل وبنفس روحها المعنوية العالية في ميادين العمل العام خدمة لوطنها وأمتها .

   ان النشامى من المتقاعدين العسكريين أفراداً وضباطاً هم في مقدمة من قدم التضحيات من أجل فلسطين والقدس وخاض الكثير منهم معارك عام 1948م وعام 1967م ومعركة الكرامة الخالدة، وما تزال قصص البطولة تبعث فينا الشعور بالاعتزاز وارادة الصمود، فتاريخ النضال والشهادة والشهداء من جيشنا العربي على ثرى فلسطين والقدس معروف للقاصي والداني  فما من بادية وقرية ومدينة اردنية الا ومنها شهيد وجريح لاجل فلسطين والقدس، كما أن الكثير من الأباء والاجداد من المتقاعدين تحمل أجسادهم أثار الجراح  الباقية شاهداً على تضحياتهم، ويمكن قراءة الكثير منها في السير والمؤلفات التي كتبها المتقاعدون ولا يتسع المجال لذكرها، فقد اعترف قادة جيش الاحتلال بهذه الشجاعة والاقدام، ومن ذلك ما جاء في تقرير داخلي اسرائيلي عن الجيش العربي الاردني حرب الستة أيام ( 1967م)  اشار اليه المؤرخ ( ميشيل ب أورين في كتابه ستة أيام من حرب 1967م) جاء فيه :" أبدى شجاعة وتصميماً خصوصاً في القدس ، حيث قاتل حتى آخر لحظة في تحصينات معزولة"، كما ذكر أن عبارات عديدة كتبت على شواهد قبور شهداء الجيش الاردني في معارك تل الذخيرة، تعكس اعتراف الاعداء بصلابتهم وشجاعتهم.

   ان المتقاعدين العسكريين جزء أصيل من الوطن يشكلون مع الجميع سداً منيعاً ضد مخططات اسرائيل وتطلعاتها الاسطورية الزائفة في حلم اسرائيل الكبرى، وهو ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب القاه جلالته بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين  وهو أن موقف الاردن شعباً وقيادة هاشمية تجاه القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس لم ولن يتغير ، وجلالته على مدى 25 عاماً من حكمه الرشيد يكرر "كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل"، متمسكاً بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، هذا الموقف الذي يستمد جلالته عزيمته وقوته في الثبات عليه من شعبه الوفي بمن فيهم المتقاعدين والمحاربون القدامى، فهم قوة وطنية مهمة في تعزيز الانجازات ودعم المؤسسات الرسمية والأهلية، وهذه الثوابت الاردنية الملكية تجاه فلسطين وحقوق شعبها التاريخية والشرعية أكد عليها صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني في لقاء قمة جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، كما عبر عن قوة موقف جلالته وأهميته صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظهم اهان جميعاً .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى تتقدم بالتحية لهم جميعاً، وتؤكد أنهم  أخوة وأخوات يشكلون قوة عطاء وبذل لا تنضب خدمة للوطن والأمة، وكل أبناء الوطن وفي كل يوم ومناسبة يثمنون ويعتزون بما قدموه وما يزالون على عهدهم للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، وتثمن اللجنة القرار الصادر عن مجلس الوزراء بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، كما تبين اللجنة أن هناك مسؤولية مقدسة بتذكير الاجيال ببطولات الاباء والاجداد من شهداء وجرحى جيشنا العربي في سبيل فلسطين والقدس، وذلك عبر مختلف الوسائل من خلال المناهج والمساقات الدراسية في المدارس والجامعات ومن خلال البرامج الاذاعية والتلفزيونية والصحف الورقية والالكترونية، والحرص على  الاستفادة من خبراتهم ومعارفهم في المجال التعليمي والثقافي والدراسات والابحاث، وكلنا اعتزاز بأن الكثير منهم يتولى وظائف واعمال داخل الاردن وخارجه يقدمون فيها الكثير من الانجازات .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبهذه المناسبة العزيزة تؤكد على ان الموقف الاردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في القدس سيبقى راسخاً في دعم ومساندة اهلنا في فلسطين بما فيها القدس وغزة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

الراي 19/2/2025

اللجنة الملكية لشؤون القدس

اللجنة الملكية لشؤون القدس هي لجنة أردنية رسمية مقرها العاصمة عمان تأسست عام 1971 لتُعنى بأوضاع مدينة القدس ونشر الوعي بأهمية قضية القدس.

مهامنا

وضع الإطار العام لتوجهات اللجنة سياسياً وإعلامياً والمصادقة على الخطة العامة السنوية للجنة، واتخاذ القرارات الكفيلة بإنجاحها ومتابعة تنفيذها.