الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تضع المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة

عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     ان الاجراء الاستفزازي المرفوض من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية والمتمثل باعتراض طريق السفير الاردني في تل ابيب لدى دخوله المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، أظهر للعالم ومنظماته الشرعية الوجه الحقيقي لحكومة اليمين المتشددة بزعامة نتنياهو وسياستها الساعية للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، هذه السياسة المتزامنة مع هجمة شرسة تمارس على الشعب الفلسطيني ارضه وانسانه ومقدساته، وبشكل لا يحترم القرارات والتفاهمات والمعاهدات الدولية.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الممارسات الاسرائيلية جاءت نتيجة لصلابة الموقف الاردني الراسخ في دعم الاهل في فلسطين والقدس وحقهم التاريخي والقانوني في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ومحاولة يائسة للرد على الاجماع العالمي والمطالبات الدولية بضرورة احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس باعتبارها الامتداد القانوني والشرعي للوضع التاريخي القائم وصمام الامان للحفاظ على الهوية الحضارية العربية لمدينة القدس التي تحاول اسرائيل طمسها، هذا الاجماع الدولي الواضح خلال الاجتماع الطارىء لمجلس الامن قبل ايام لمناقشة تداعيات اقتحام وزير الامن القومي بن غفير للمسجد الاقصى المبارك، كما يأتي هذا التصرف الاسرائيلي في وقت تبذل فيه الدبلوماسية الاردنية بقيادة صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حراكاً دبلوماسيا نشطاً لتوضيح خطورة الممارسات الاسرائيلية واثرها المباشر على السلام المنشود، خاصة أن جلالته شارك اليوم في قمة ثلاثية عربية هامة لمناقشة تداعيات وواقع القضية الفلسطينية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي اطار الاعتداءات الاسرائيلية المتسارعة على الشعب الفلسطيني الاعزل وضربها عرض الحائط بالشرعية الدولية، تدعو العالم ومنظماته الشرعية السعي الفوري لالزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، خاصة في هذا الوقت الخطير الذي يتطلب ارادة دولية جادة بعيدة عن سياسة الكيل بمكياليين والانحياز لاسرائيل، لذا فعلى اسرائيل اذا ارادت السلام والامن حسب زعمها فعليها التوقف الفوري عن سياستها العنصرية القمعية والالتزام بتعهداتها، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم بما في ذلك صلاحيات ادارة الاوقاف في القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك التابعة لوزارة الاوقاف الاردنية، وعليها أن تعي بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية تستند لمرتكزات تاريخية وشرعية أصيلة، لذا سيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية راسخاً قوياً في دفاعه عن الاهل والمقدسات في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

18/1/2023 بترا

Comments are disabled.