اليوم الدولي للتضامن مع الموظفين المحتجزين والمفقودين

اليوم الدولي للتضامن مع الموظفين المحتجزين والمفقودين

                                                                  عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    اعتمدت الأمم المتحدة يوم 25 اذار من كل عام يوماً دولياً للتضامن مع الموظفين المحتجزين والمفقودين، والغاية منه تخصيصه كمناسبة لحشد الجهود، والمطالبة بتحقيق العدالة، وتعزيز التصميم والارادة الأممية تجاه حماية موظفي الأمم المتحدة وحفظة السلام وجميع العاملين في الأوساط غير الحكومية بما فيها الصحافة، ونعتبر والعالم الحر هذه المناسبة ورسالتها السامية ناقوس ينبه العالم لبعض الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية تجاه فلسطين والقدس .

      حيث شملت الاجراءات التعسفية المتطرفة الاسرائيلية اغلاق المؤسسات الأممية العاملة في فلسطين، وممارسة الاضطهاد ضد موظفي الأمم المتحدة، ومن ذلك قيامها منذ عام 2020م برفض منح تأشيرة دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة لموظفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وفي عام 2023م بلغ عدد موظفي الامم المتحدة اكثر من 300 موظف لم يحصلوا على تأشيرات، وبنفس الاتجاه تمارس اسرائيل سياستها ضد المنظمات الحقوقية الفلسطينية التي تكفل الأمم المتحدة حمايتها، ومن ذلك اعتقال الناشط الحقوقي صلاح حموري العامل في مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحماية حقوق الانسان ونفيه إلى فرنسا، ويتعرض المعلم الفلسطيني العامل في وكالة الاونروا إلى القتل والاسر والاحتجاز، دون اعطاء اسرائيل أي أهمية لحصانة المنظمات الاممية، وفي ذلك مخالفة لاتفاقية لاهاي ومعاهدة جنيف وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، الأمر الذي دفع اكثر من 550 منظمة حقوقية وقانونية الى اطلاق نداءاً في عام 2021م يرفض سياسة الاكتفاء بالادانة ضد الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني  .

   وفي غياب الارادة الدولية العملية لازالة الابرتهايد والتطرف عن الشعب الفلسطيني وانقاذ الالاف من الاسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، فقد استشهد اكثر من 55 صحفياً في فلسطين منذ عام 2000م منهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، واليوم ما تزال جثامين حوالي 373 شهيداً فلسطينياً من بينهم 13 طفلاً في مقابر الارقام وثلاجات المستشفيات في اسرائيل، والجدير بالذكر أن مقابر الارقام تنتشر في فلسطين المحتلة وتحوي جثامين شهداء منذ عقود خلال حرب النضال العربية ضد العصابات الصهيونية، منها مقبرة الارقام قرب جسر بنات يعقوب ومقبرة بير المكسور ومقبرة ريفديم في غور الاردن ومقبرة شحيطة شمال طبريا،  وتعمد اسرائيل بها اخفاء اثر التعذيب الظاهرة على اجسادهم على اثر اعدامهم بعد الاعتقال، واستخدام جثامينهم في التجارب وتجارة الاعضاء، كذلك استخدامها كسلاح تفاوضي مستقبلاً، وبشكل اجرامي يتنافى مع القوانين والاخلاق والقيم الانسانية. 

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن قيمة المناسبات العالمية المركزية تكمن في رسائلها ومضامينها المتعلقة بزيادة الوعي العام بحقوق وكرامة الانسان في فلسطين المحتلة كغيره في كافة مناطق العالم،  وفي حشد الارادة الدولية لنصرته ورفع الظلم والبطش الاسرائيلي عنه، خاصة في ظل تصاعد وتسارع سياسة حكومة اليمين المتشددة وبرامجها الصهيونية التي تتزامن مع زيادة حدة الاقتحامات والاستيطان وتهديد الامن والسلام العالمي، لذا فان على الاعلام اليوم واجب اخلاقي وانساني بتوجيه بوصلة الرأي العام في هذه المناسبات وغيرها نحو الجرح الفلسطيني والمقدسي النازف بحربة الاحتلال المسمومة .

    وستبقى فلسطين والقدس انسانها وأرضها ومقدساتها بوصلة الجهود والدبلوماسية  والاعلام الاردني شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

27/3/2023

Comments are disabled.