اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

                                                       عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     يعتبر الاعلام بمختلف اشكاله وأنواعه من ابرز الوسائل ان لم يكن أهمها في تشكيل الرأي العام العالمي باعتباره يقوم بنقل الحقائق والمعلومات الصحيحة الواقعية، بصورة يكون الاعلام المسؤول فيها بعيداً عن التزييف والكذب، كما تناط بالاعلام الحر اليوم وفي ظل استمرار الحرب الاسرائيلية الجنونية على أهلنا في غزة بشكل خاص وفي فلسطين وكافة مدنها بشكل عام، مهمة انسانية أخلاقية تتمثل في فضح جرائم ومجازر الاحتلال ضد المدنيين في غزة  .

   وانطلاقاً من الحرص العالمي على حماية الاعلام وتوفير البيئة العملية المحمية للصحفي فقد أعلنت الجمعية العامة  للأمم المتحدة في قرارها رقم (A/RES/68/163) عام 2013م، اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني  من كل عام للاحتفال (( اليوم الدولي لانهاء الإفـلات مـن العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين))، حيث تشير الاحصائيات الصادرة عن الامم المتحدة الى مقتل نحو 1200 صحفي بين عام 2006- 2020م، وكانت النسبة  الاعلى في البلاد العربية حيث بلغت حوالي 33,5% ، وتشير الاحصائيات الصادرة عن نقابة الصحفيين الفلسطينين أنه تم رصد استشهاد 25 صحفياً و9 من العاملين في وسائل الاعلام بالإضافة إلى اعتقال 18 صحفياً في الضفة الغربية التي تتعرض هي الاخرى الى سياسة التضييق على الصحافة، ومن المعلوم ان الحرب الاسرائيلية على احرار الكلمة والصورة ممن يخاطرون بحياتهم لنقل ما يجري من جرائم اسرائيلية في غزة، تعتمد على استهداف الطواقم الصحفية ومراكز عملهم وأسرهم ومطالبتهم بالخروج فوراً من قطاع غزة المحتل، وذلك سببه بالطبع محاولة الاحتلال فرض المعلومات والاخبار التي يريدها بما في ذلك قلبه للحقائق وسعيه تقديم اسرائيل كضحية، علما بانها هي الجلاد والجزار الذي يقتل النساء والاطفال والشيوخ، ولم تقتصر سياسة اغتيال الطواقم الصحفية على العاملين داخل قطاع غزة والضفة الغربية بل شمل قتل عدد من الصحفيين على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وهذا يدخل في نطاق الترهيب والسعي بنفس الاتجاه الى منع نقل الخبر الصحيح للراي العام داخل المجتمعات الغربية وحتى الاسرائيلية نفسها، والتي باتت اليوم تفقد كل ثقتها بالاعلام الاسرائيلي ومن يؤيده من الاعلام الصهيوني، ودليل ذلك ما نشهده من مسيرات غاضبة في مختلف انحاء العالم وهم يحملون صوراً نقلتها لهم وسائل الاعلام المحايدة والانسانية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تستنكر المجازر الاسرائيلية البشعة التي تطال الصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة وكامل فلسطين المحتلة، وتطالب العالم الحر بما في ذلك الامم المتحدة الانتقال من لغة يغلب عليها الاكتفاء بالكلام والقرارات والتصريحات الى لغة عملية تشمل معاقبة اسرائيل على جرائمها، فالارادة الدولية يجب ان تلتفت للصحفيين العزل الذين اصبحت اقلامهم وكاميراتهم تؤلم سلطة الاحتلال فقط لانها تنقل حقيقة بشاعة وشراسة الاحتلال وما يقوم به من ابادة شاملة ضد الانسان والشجر والحجر.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وانطلاقاً من الايمان والتقدير المطلق باهمية الصحافة بكافة اشكالها في خدمة ومساندة الشعب الفلسطيني، يسعى من خلال وسائل الاعلام الاردنية الحرص على نقل الاخبار التي تنشرها الصحافة الحرة العاملة في قطاع غزة وفلسطين كلها، اضافة الى تقدير شهداء الصحافة ومن ذلك الصحفية الراحلة شيرين ابو عاقلة التي استشهدت برصاص الجيش الاسرائيلي بحسب الكثير من التقارير، وذلك من خلال أعلان معهد الإعلام الأردني أنَّه وبناء على توجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، فقد تقرَّر تخصيص منحة دراسية سنوية للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام؛ للصحفيات الفلسطينيات وتحمل اسم شيرين أبو عاقلة، وعلى نفقة جلالته حفظه الله .

  وتتقدم اللجنة الملكية لشؤون القدس بالدعاء  لهل تعالى بالرحمة لارواح شهداء فلسطين وقطاع غزة بمن فيهم شهداء الاعلام الحر الذي استهدفتهم الة الاجرام الاسرائيلية وامنيات الشفاء للجرحى منهم ،  وتدعو اللجنة الى ضرورة تكثيف العمل الاعلامي لفضح الاحتلال وجرائمه الوحشية ضد اهلنا في فلسطين ، سواء كان ذلك من خلال الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية او من خلال انشاء محطات فضائية وصحافة ناطقة بكل اللغات بما فيها الانجليزية والفرنسية والعبرية والروسية وغيرها لمخاطبة الراي العام في كل دول العالم وتوضيح حقيقة المذابح والاعتداءات التي تمارس يوميا وكل لحظة ضد الشعب الفلسطيني .

وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، السند لاهلنا في فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 1/11/2023

Comments are disabled.