ذكرى المولد النبوي الشريف والقدس

     عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

ذكرى مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تُعيد في نفوسنا وقلوبنا دروس السيرة النبوية الشريفة، مناسبة عظيمة نستحضر معها رسالته عليه  الصلاة والسلام الروحية والدينية والاخلاقية والانسانية، واليوم في ظل التحولات والتطورات المعاصرة المعقدة في عالم تشهد فيه أمتنا العربية والاسلامية تحديات كثيرة، فإن الحاجة للنهج النبوي وسنته وتعاليمه ضرورة راسخة، باعتبارها تشكل مع التجربة الانسانية المعاصرة في مجالات احترام الحقوق والحريات والقوانين ونظم الحياة الاقتصادية والاجتماعية ثنائية نتجاوز بها التحديات وتعيننا على  بناء مستقبل الأمة وتحقيق تطلعات أجيالها.

  ترتبط مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية بالعديد من محطات السيرة النبوية الشريفة وتعاليم الرسول الكريم، ومن ذلك حادثة الاسراء والمعراج ومضامين الأحاديث النبوية التي ذكرت فيها القدس ومقدساتها، وعلى نهجه وأوامره عليه السلام في الدبلوماسية والعلاقات صيغت بنود العهدة العمرية ومبادىء الادارة الاسلامية ومعاملتها لجميع فئات المجتمع المقدسي، واليوم يجد أهالي مدينة القدس في إحياء ذكرى المولد النبوي مناسبة تزيد رباطهم وصمودهم في أرض الاسراء والمعراج، وتتزامن ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام مع إحياء انتفاضة الاقصى ( الانتفاضة الفلسطينية الثانية) التي اندلعت بتاريخ 28 ايلول عام 2000م، حيث استشهد على اثرها  (4412) فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحاً، عندما اقتحم رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك المتطرف شارون المسجد الاقصى المبارك، لتكون خطوته سابقة خطيرة في مخطط تغيير الوضع التاريخي القائم.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تؤكد أن ترسيخ أمتنا لتعاليمه وسيرته ونهجه يكون بوحدة الصف والكلمة، ونبذ كل اشكال الخلاف والفرقة، وتوجيه البوصلة نحو القدس انسانها ومقدساتها، التي تتعرض للاقتحامات والاعتداءات الاسرائيلية باسم الاحتفال بالاعياد الصهيونية الاستعمارية، فاحتفالنا يكون بنصرة فلسطين والقدس.

  وتتوجه اللجنة الملكية لشؤون القدس من أمتنا الاسلامية وشعبنا الاردني وقيادتنا الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ومن أهلنا في فلسطين والقدس وكل شبر من أرضنا العربية، بالتهنئة والمباركة، وتؤكد اللجنة أن لسان حال  وضمير كل واحد فينا يقول 🙁 القدس أمانة و حمايتها حق مقدس، نستلهم محبتها و واجب الدفاع عنها من تعاليم ديننا ورسالة نبينا عليه السلام)، فكل عام ويوم ستبقى القدس عربية وستعود رغم الجراح والاستعمار حرة كما كانت على الدوام.

بترا 28/9/2023

Comments are disabled.