ذكرى حرب 67 محطة مؤلمة من التطهير العرقي للشعب الفلسطيني

عبدالله كنعان (أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس)

تمر على أمتنا في هذه الظروف العصيبة ذكرى مؤلمة وهي ذكرى حرب عام 1967م، والتي نتج عنها احتلال صهيوني اسرائيلي لكامل الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها شرق القدس ولمناطق واراض عربية أخرى، واستذكار هذه المناسبة يأتي والعالم كله يشاهد في كل لحظة جرائم ممنهجة للاحتلال الاسرائيلي وبشكل متواصل ووحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم، وقت نعيش فيه على إثر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ما يمكن تسميته (النكبة الثالثة)، كما اشار الى ذلك صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال، من شأنها كما اشار سموه أن تخرج ضحايا يشكلون مأساة انسانية.

وتتزامن ذكرى نكبة أو نكسة عام 1967م مع ارتقاء الاف الشهداء وسقوط مئات الاف الجرحى بعد السابع من اكتوبر عام 2023م، وهدم البيوت واقتحام المدن والقرى والمخيمات واخلاء الاحياء والتجمعات السكنية وتدمير بنيتها التحتية، واعتقال اهلها بهدف الاجهاز عليهم أو التضييق عليهم ودفعهم لهجرة قسرية تتشابه مأساتها بالنكبات السابقة، وعلى الرغم من صدور المئات من القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة الا ان إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، ترفضها وتضرب بها جميعها عرض الحائط، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر عام 1967م، والقاضي بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967م، وهو في نظر الخبراء وثيقة دولية مهمة تطالب اسرائيل بالانسحاب وتنص في مقدمتها على عدم جواز الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مآسي حرب عام 1967م ونتائجها على فلسطين المحتلة والامة كلها باحتلال مقدساتها وثرواتها، تؤكد للرأي العام أن النكبة لم تنته بعد، وما هي في حقيقتها الا حلقة من مسلسل التهويد والاسرلة والعبرنة الاسرائيلية ومخطط الصهيونية باستعمار فلسطين والتواجد في قلب الأمة خنجراً مسلطاً عليها بما يشكل تهديداً للأمة كلها، يجري استكمالها اليوم من قبل حكومة اليمين المتطرفة وبرامجها الحزبية الدينية المتطرفة والتي تساندها وتنفذ خططها جماعات الهيكل المزعوم والتي تسعى لهدم المسجد الاقصى المبارك لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه لا سمح الله، وتستغل المناسبات وتزيفها لصالحها كأن تسمي نكبة الشعب الفلسطيني بيوم (الاستقلال المزعوم)، وتطلق على ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس بذكرى (توحيد القدس)، ويأتي هذا التحريف بهدف محو الذاكرة الوطنية والقومية الفلسطينية لإحلال رواية تلمودية مزورة مكانها.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس ان نكبة عام 1967م لا تزيد الشعب الفلسطيني الا صمودا ورباطاً على الارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية، وما نشهده اليوم من صمود فلسطيني راسخ ونضال ودفاع عن فلسطين كلها دليل على أن النكبة وما رافقها من احتلال وحشي لن يقبله الشعب الفلسطيني ولا العربي ولا الاسلامي، وستبقى الاجيال متمسكة بحقها بتقرير مصيرها وتحرير ارضها واقامة دولتها الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأن الحراك العالمي والاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية والمطالبة بتأييد حل الدولتين ومحاكمة اسرائيل في محكمة العدل العليا والجنايات الدولية، والتذمر الواضح من اسرائيل وقادتها في الجامعات وفي الساحات وفي كل مكان، يدلل على أن النكبة وإعلام النكبة المؤيد لإسرائيل وكافة اساليب الاستعمار من تهويد التعليم وتغيير الاسماء وتزييف التاريخ وغيرها من وسائل، لن تنجح كلها في فرض نتائج النكبة الظالمة، بل أن صمود غزة والضفة الغربية كان له دور في إحياء القضية الفلسطينية وصدارتها كأولوية للسلام على مستوى العالم.

ان على المثقف والاعلامي في عالمنا العربي والاسلامي نشر الوعي بأسباب النكبة والدعوة لوحدة الصف وتماسكه وتكثيف الجهود في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته لتحقيق مطالبه المشروعة، ودعوة العالم بتجريم اسرائيل لوقف الاحتلال والمجازر ضد الشعب الفلسطيني وانهاء ظاهرة الكيل بمكيالين والانحياز لإسرائيل من بعض القوى التي تدعي حقوق الانسان والديمقراطية، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والذي ناضل ودافع عن فلسطين والقدس وقدم الشهداء والجرحى على ثراهما السند والداعم لفلسطين من البحر الى النهر حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

الرأي 6/6/2024/ص22

Comments are disabled.