رأس السنة العبرية بداية موسم متواصل من الابرتهايد والعدوان الاسرائيلي

  عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

       تزداد حدة الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية في فترة الاعياد والمناسبات اليهودية، ويرتبط ذلك بمخطط  وبرنامج التهويد والاسرلة المستمرة منذ عقود ضد الارض والانسان والمقدسات والهوية في فلسطين والقدس، فمن المعلوم ان الاعياد عند مختلف الحضارات الانسانية مناخ ينشر الفرح والمحبة، ولكن هذه النظرية والفطرة الانسانية لا يلمس المرء منها شيئاً في الاعياد اليهودية والتي تصبح مناخ للاستعمار والاقصاء والابرتهايد الموجه ضد كل ما هو غير يهودي وبشكل ينشر الكراهية والبطش والظلم .

   تشكل  رأس السنة العبرية ( روش هشاناه) التي تصادف 16 ايلول الحالي، ويبدأ الاحتفال بها من ليلة 15 حتى نهار 17 ايلول، ثم يعقبها الاحتفال بأعياد متواصلة لمدة ثلاثة اسابيع منها عيد الغفران وعيد العرش، توقيتاً خطيراً في مخطط الاعتداءات الاسرائيلية اذ تُستغل هذه المناسبة لفرض اجراءات اغلاق المعابر والحواجز في الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطيني بما في ذلك الشوارع المارة في المستوطنات ( المستعمرات)، إضافة للانتشار الواسع لشرطة وجيش الاحتلال، لتكون بذلك هذه المناسبة ذريعة للاعتقالات والتضييق على المدنيين في مدينة القدس المحتلة، والملاحظ أن شرطة الاحتلال تشارك بفعالية في موجة اقتحامات المسجد الاقصى المبارك المتزايدة من قبل المستوطنيين وجماعات الهيكل المزعوم، علماً بأن مرافقتهم للمقتحمين تتجاوز ادعاءات تأمينهم لتساهم في حمايتهم أثناء الاعتداء المتعمد على المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى المبارك.

   ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد للراي العام الدولي أن الاعياد اليهودية وما يرافقها من طقوس استفزازية واعتداءات على المقدسات الاسلامية والمسيحية تتجاوز المفهوم الحضاري للاعياد التي ينبغي ان تنشر السلام والطمأنينة، خاصة أنها تتزامن مع ظروف سياسية معقدة، ففي الداخل الفلسطيني المحتل تحاول حكومة الاحتلال الحزبية الدينية تخفيف ازمتها المتمثلة بالاحتجاجات المعارضة لما يسمى اصلاح القضاء، والسعي لتوجيه المعارضة نحو خطر مزعوم يهدد الامن مصدره الضفة الغربية المحتلة، وفي الوقت نفسه تستغل الاحزاب الدينية في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الاعياد الدينية لحشد مؤيديها من المستوطنيين المتشددين لدعم مواقفهم السياسية في الكابينت والكنيست الاسرائيلي، خاصة في اطار محاولات الوزير المتطرف بن غفير فرض قيود على الاسرى وزيادة التضييق الشامل على الاهل في فلسطين والقدس، وبالطبع تبقى الازمات الدولية بما فيها الحرب الروسية الاوكرانية وسياسة الكيل بمكيالين والانحياز لاسرائيل ظروف ملائمة للابرتهايد الاسرائيلي .

  وتحذر اللجنة الملكية لشؤون القدس من أن سياسة حكومة الاحتلال وبرامجها الاستيطانية واستغلالها للاعياد اليهودية سيقود  حتماً الى اشتعال الاوضاع ويزيد من وتيرة المواجهات ويضع أهلنا في القدس أمام خيارهم الوحيد المتمثل في حماية ارواحهم ومقدساتهم من هجمات المستوطنين، علماً بان سياسة حكومة الاحتلال لا يمكن لها ان توفر بقوة الابرتهايد الامن المزعوم، وتنبه اللجنة الملكية الاعلام الدولي الى ضرورة توجيه بوصلته في هذه المناسبات بوصفها غطاء سياسي باسم الدين تتفاقم معها معاناة الشعب الفلسطيني، فهو ضحية ابرتهايد لا يتوقف، وعلى المنظمات الدولية وقوى العالم الحر نصرة أهلنا في فلسطين وبذل الجهود والارداة القوية بغية الزام اسرائيل بانهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

   وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لاهلنا في فلسطين والقدس في ظل ما يتعرضون له من ابادة عرقية تهدد وجودهم وهويتهم وحقوقهم الشرعية.

بترا 16/9/2023

Comments are disabled.