يوم الجريح الفلسطيني تذكير بالجرح القومي النازف

عبد الله توفيق كنعان
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس
تشكل سياسة الابرتهايد الاسرائيلية ونهجها الشرس ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ضربة قوية لكل قيم وركائز الحرية والانسانية والاخلاق في العالم، هذه السياسة الاستعمارية التي نتج عنها مآسي ومعاناة لا تنتهي، فما زال الشهداء والجرحى والأسرى في فلسطين والقدس هم عنوان الصمود والرباط والنضال دفاعاً عن الحق التاريخي والارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية والهوية العربية في وجه آلة الاستعمار والاستبداد الاسرائيلية التي تقودها حكومة اليمين من الاحزاب الصهيونية المتطرفة، أمام نظر العالم ومنظماته التي على الرغم من مئات القرارات ما تزال بحاجة لارادة دولية تلزم اسرائيل بوقف عدوانها وجرائمها فوراً.
إن يوم الجريح الفلسطيني الذي اعتمدته فلسطين عام 1968م ويصادف 13 آذار من كل عام هو صرخة ألم وشموخ في وجه الجرائم الاسرائيلية، وهو دليل وشاهد حي على جريمة الاحتلال المستمرة، اذ تشير الاحصائيات الى انه منذ وقوع الاحتلال على أرض فلسطين أُصيب أكثر من 225000 جريح، منهم 10000جريح عام 2022م فقط، والملفت أن الكثير من الجرحى تعرض لاعاقات دائمة واصابات بليغة تحتاج لعناية ورعاية خاصة في ظل تضييق صحي واقتصادي اسرائيلي شامل، كما أعتقل الكثير على الرغم من جراحهم وزج بهم في سجون الاحتلال في ظروف غير انسانية والاسيرة المناضلة اسراء جعابيص نموذج يظهر للعالم بربرية الاحتلال،
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم الجريح الفلسطيني تؤكد أن الأمة كلها جريحة تنزف شعوراً منها بمعاناة أهلنا في فلسطين والقدس المرفوضة وغير المقبولة مطلقاً، وتدعو اللجنة المنظمات الدولية القانونية والحقوقية والانسانية الالتفات إلى حالة الجريح الفلسطيني المؤلمة، علماً بأن القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية تكفل حماية الجرحى وحقهم بالرعاية، فالقاعدة رقم (111) من القانون الدولي الانساني تنص على :” حماية الجرحى والمرضى والغرقى من النهب وسوء المعاملة”، كما نص الملحق الاول من اتفاقية جنيف عام 1949 في المادة 10 و11، على الحماية والرعاية للجرحى بما في ذلك :” أن يعامل أي منهم معاملة إنسانية وأن يلقى, جهد المستطاع وبالسرعة الممكنة, الرعاية الطبية التي تتطلبها حالته، ويجب عدم التمييز بينهم لأي اعتبار سوى الاعتبارات الطبية “، وعلى الرغم من ذلك فإن سجون ومعتقلات اسرائيل وحملات الاعتقال التي يجريها جيشها يومياً ضد المستشفيات الفلسطينية بما في ذلك مستشفيات القدس يبرهن للعالم أن اسرائيل لا تلقي بالاً واهتماماً بالشرعية الدولية، لذا آن الاوان أن يهرع العالم لوقف الاحتلال وجريمته البشعة.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على ضرورة مساندة الجريح الفلسطيني من خلال المساهمة العربية والاسلامية والدولية بدعم المؤسسات المعنية برعاية الجرحى واسرهم التي فقدت دخلها وتعرضت للفقر بسبب اصابة من يعيلها، وهذا اليوم رسالة انسانية اخلاقية لكل الضمائر الحية في العالم تقول لهم بأن أخوانكم في الانسانية والوجع يتعرضون للابرتهايد والعنصرية، وعلى الاعلام بكافة اشكالة مهمة فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي وتوجيه البوصلة نحو فلسطين والقدس والجرحى والاسرى وغيرهم ممن هم ضحية الاحتلال الاسرائيلي، وسيبقى الاردن الذي قدم الشهداء والجرحى لاجل فلسطين والقدس على العهد، يواصل شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يقدم الدعم والمساندة لاهلنا في فلسطين والقدس حتى نيل حقهم التاريخي الذي ضحى من اجله الشهداء والجرحى والمعتقلين باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

Comments are disabled.