ذكرى عيد الاستقلال تُعيد للذاكرة الوطنية والقومية التضحيات الاردنية تجاه القدس وفلسطين

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   يحتفل الأردن بكل فخر واعتزاز بالذكرى (76) لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، هذه المناسبة التاريخية المجيدة التي سطر سجلها المشرف الخالد وبحروف من نور تضحيات القيادة الهاشمية التي يلتف الجميع حولها، ومن خلفها ويد بيد جيل أردني من الاباء والأجداد، نسير اليوم ومن بعدنا ستبقى الأجيال على خطاه للأبد، نصون بالأرواح والدماء تضحياتهم وبطولاتهم الخالدة ما حيينا.

    إن المعنى الاصيل للإستقلال يذكرنا بمحطات تاريخية كثيرة جسد فيها الأردن قيادة هاشمية وشعب أصيل يؤمن بها وبحكمتها، صورة عظيمة من تاريخنا الوطني والقومي، المتمسك بالحرية والسيادة والوحدة والاستقلال، ومن المعلوم للقاصي والداني أن السواعد والزنود التي صنعت استقلال المملكة الاردنية الهاشمية يتقدمها شهيد القدس والاقصى المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين هي التي دافعت عن فلسطين في حروب عام 1948م و1967م  ومعركة الكرامة عام 1968م التي كشفت بطلان الخرافة القائلة بان الجيش الاسرائيلي لا يهزم، وغيرها من معارك الدفاع  عن كل شبر من أرض فلسطين والقدس التي قدّم فيها الجيش العربي الاردني ومن تطوع من الشعب الاردني الى جانب اخوانهم من العرب والمسلمين للقتال ضد العصابات الصهيونية المحتلة نموذجاً عملياً للنضال والتضحية من أجل الأمة وارضها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، فما من بادية وقرية ومدينة أردنية الا ومنها شهيد أو جريح على ثرى فلسطين والقدس، ولم تغب عن الجهود والسياسة والدبلوماسية الأردنية فلسطين والقدس، بل بقيت ثابت وراسخ في مسيرتنا ودبلوماسيتنا بعد الاستقلال المجيد وستبقى أولوية أردنية هاشمية على الدوام، فهي حاضرة في الاتفاقيات والمعاهدات الاردنية وفي صيغ المشاريع والمقترحات الأردنية في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها المعنية بالسلام والقضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية في الاجتماعات واللقاءات الملكية الهاشمية والحكومية في كافة المحافل الدولية، وموقفنا أصيل تجاه حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

  ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تتقدم بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال من القيادة الهاشمية ممثلة بعميد آل هاشم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ومن الشعب الأردني بالتهنئة والمباركة، وتؤكد أن للاستقلال دروس عظيمة، تدفعنا للعمل والتطور والنهضة، فهو سبيل قوة للدفاع عن الأمة العربية والاسلامية والعدالة العالمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح السلام والأمن في العالم، فالأردن سند للاشقاء العرب والمسلمين ودعاة الحرية في العالم يبذل من أجل تحقيق الاهداف النبيلة والمشروعة كل ما يستطيع، والجميع في العالم يدرك أهمية المكانة المركزية للاردن والنهج الهاشمي الرصين من أجل تحقيق السلام، لذا فإن العالم كله يطالب بضرورة دعم الوصاية الهاشمية بوصفها القادرة على الحفاظ على الوضع التاريخي القائم ( الاستاتيسكو) في القدس، الذي يتعرض اليوم وأمام نظر العالم ومنظماته لهجمة اسرائيلية وحشية تطال الانسان والشجر والحجر والمقدسات وتتحدى القانون والقرارات والاعراف الدولية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في ذكرى الاستقلال والذي يتزامن مع دخول الاردن مئويته الثانية بقيادته الهاشمية الحكيمة التي تستلهم منطلقاتها الراسخة من تاريخنا وحضارتنا العربية، ومن النهضة العربية الكبرى، تذكر العالم بدعوات جلالة الملك عبد الله الثاني المستمرة في المحافل الدولية بضرورة عدم الكيل بمكياليين وعدم الانحياز لاسرائيل، والمطالبة الدولية العاجلة بالزامها بالشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، علماً بأن هناك قناعة دولية تؤيدها بعض الاصوات الاسرائيلية من دعاة السلام والتي تحتكم للمنطق والحق التاريخي بضرورة نصرة الشعب الفلسطيني، وعدم الانسياق وراء الخرافات والاساطير الصهيونية القائلة باسرائيل الكبرى، والتي لن تجلب للعالم سوى الحرب الدينية التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

25/5/2022

Comments are disabled.