أربعة أيام دولية أممية وما تزال فلسطين والقدس محتلة

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   تصحو الذاكرة الانسانية العالم اليوم على أربع مناسبات عالمية يحييها العالم  بتاريخ يوم 24 تشرين الأول من كل عام، وهي  يوم الأمم المتحدة ودخول ميثاقها حيز التنفيذ، والاسبوع الاعلامي للدراية الاعلامية والمعلوماتية وضمان الاستفادة من الاعلام ومصداقية أخباره واتاحتها للجميع، ويوم الاعلام الانمائي القائم على تقديم الخدمة المطلوبة من أجل توعية الرأي العام العالمي بضروة الانماء وأهمية التعاون الدولي، واسبوع نزع  السلاح خاصة اسلحة الدمار الشامل من أجل حماية المجتمعات من الاحتلال والعدوان، والسؤال المطروح أين هي  فلسطين والقدس من إحتفاليات العالم بهذه المناسبات؟ .

    إن مأساة الشعب الفلسطيني وواقع جرائم الاحتلال الاسرائيلي اليومية ضده من القتل والأسر والتهجير القسري والإعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وهدم البيوت وسياسة التمييز العنصري، وفرض الضرائب المرتفعة والتضييق الممنهج الشامل عليه في كافة مجالات الحياة، أصبحت ظاهرة خطيرة يُعاني منها أهلنا في القدس وفلسطين من البحر إلى النهر، بل أنها بلغت حدّاً من الوحشية والقمع لم تعرف  مثله الانسانية في عصرها الحديث، ولم يعد مقبولاً وجودها قطعياً في عالم يدعي الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، ويخصص الأيام والأسابيع لمناسبات قد يجتمع الكثير منها في يوم واحد، ولكن وللأسف تبقى كلها مجرد مناسبات نظرية وفارغة من انسانيتها وقيمتها الجوهرية ما دام هناك شعب أعزل في فلسطين والقدس يتعرض للاحتلال والقتل بأحدث الاسلحة واشدها فتكاً بل إنه يُجرم إذا دافع عن نفسه، وما يجري اليوم في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطيني  المحاصر شاهد على ذلك، والغريب أن الإعلام العالمي رغم تعدد أشكاله ووسائله وحجم انتشاره وكثرة ما يطلق من شعارات وخطط، ما يزال بعضه بعيداً ويتغاضى ويصم أذنيه عن الالم والجرح النازف في فلسطين والقدس وما يحدث فيها من اعتداءات، حيث يمارس الاحتلال أبشع الجرائم ضد الشيوخ والنساء والأطفال.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة يوم الأمم المتحدة  تؤكد ضرورة تجسيد العالم وتطبيقه لميثاق الأمم المتحدة على واقع الحال في فلسطين والقدس، والذي أعلن في ديباجته تأكيده الايمان بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد، وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وفي مادته الاولى ينص الميثاق على أن تتخذ هيئة الأمم المتحدة التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم والعمل على ازالتها، وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وهنا تتجلى الحاجة إلى ضرورة تطبيق مئات القرارات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن والمنظمات التابعة لها والخاصة بالقضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، وتؤكد اللجنة على أهمية الاعلام وفعاليته في فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي وتعزيز دوره كسلطة رقابية تكيل بمكيال انساني واحد يساهم في نشر المحبة والتسامح والنماء والازدهار بين كافة الشعوب.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة احتفال العالم بهذه الأيام والاسابيع الدولية المتعلقة بالسلم والاعلام، تؤكد على ثبات الموقف الأردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المستمر في دعم الاهل في فلسطين والقدس في كافة المجالات والداعي إلى ضرورة الزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، كما تجد اللجنة في هذه المناسبات فرصة اعلامية تدعو فيها الاعلام الحر محلياً ودولياً للمضي قدماً نحو تعزيز دوره وبذله المزيد من الجهود لايصال رسالة الشعب الفلسطيني المحتل لاسماع وعيون  العالم، فلابد أن ينتهي الاحتلال فكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني في كلمته  في الدورة 74 للجمعية العامة للامم المتحدة ” إن استمرار الاحتلال إلى يومنا هذا مأساة أخلاقية عالمية”، ولا بد أن يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وأن تعيش الاجيال بأمن وسلام عادل.

     لذا وبمناسبة هذه الايام والاسابيع الدولية تدعو اللجنة الملكية لشؤون القدس المؤسسات والجهات المعنية بالسلام والحرية أن يكون يوم 24 من تشرين الأول من كل عام  ” يوم الاعلام الحر لاجل التعريف بالشرعية الدولية والمطالبة بتطبيق قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية وجوهرتها القدس” .

24/10/2022

Comments are disabled.