اعلان الرياض ” القمة العربية الصينية” يؤكد مركزية الوصاية الهاشمية في تحقيق السلام المنشود

عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   تشكل اللقاءات والمؤتمرات الدولية ظاهرة دبلوماسية وسياسية مهمة، خاصة في إطار ما ينتج عنها من توصيات ودعوات عالمية تتصل بحالة السلام العالمي، لذا تأتي القمة العربية الصينية في السعودية في اطار  ترسيخ مفهوم التعاون الدولي الشامل، بما في ذلك تعزيز سبل السلام والامن العالمي، وهنا تتصدر القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس المباحثات الرئيسية في اروقة هيئة الامم المتحدة والمؤتمرات الدولية والاقليمية نظراً لتداعيات هذه القضية وتاثيرها العالمي المباشر.

وانطلاقاً من موقع القضية الفلسطينية المتقدم في سلم الاولويات العربية والاقليمية فلم يغب ملفها عن مناقشات القمة وبيانها الختامي، والذي أكد في البند الرابع منه على ضرورة حل القضية الفلسطينية  وفق حل الدولتين باقامة الدولة الفلسطينة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، اضافة الى المطالبة بانهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والتاكيد على بطلان الاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية الرامية لتغيير الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس، وفيما يتصل بالوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس فقد اكد اعلان الرياض على اهمية دور الوصاية الهاشمية في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية والحفاظ على الهوية العربية للمدينة التي تتعرض لهجمة تهويد واسرلة مرفوضة.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تثمن مضامين البيان الختامي ( اعلان الرياض) للقمة العربية الصينية المنسجمة مع التطلعات والمطالب الشرعية الدولية المنادية للسلام، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته على ترابه الوطني، وترى اللجنة أن تأكيد اعلان الرياض على الوصاية الهاشمية يدلل على الاحترام والتقدير الدولي لمكانة جلالة الملك عبد الله الثاني ودبلوماسيته المتواصلة لدعم القضية الفلسطينية، كذلك يبرهن البيان الختامي على مدى أهمية الموقف والدور الاردني التاريخي شعباً وقيادة في الدفاع ومساندة الاهل في فلسطين والقدس، ومركزية الوصاية الهاشمية في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس، باعتبارها تشكل مع الرباط والصمود المقدسي السد المنيع الذي يحمي المدينة من التهويد،  خاصة في ظل التطورات الميدانية المتسارعة من القتل والاعتقال واقتحام المدن والاعدامات الميدانية ضد المدنيين العزل واقتحامات المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى من قبل المستوطنين بحماية ومشاركة شرطة وجيش الاحتلال الاسرائيلي، الأمر الذي يستدعي التدخل الدولي الفاعل لوقف جريمة التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني أمام عالم  مع الاسف الشديد يغلب عليه سياسة الكيل بمكيالين كما هو  حال التعامل الدولي الصارم في الحرب الاوكرانية الروسية، وما يقابله من الصمت تجاه جريمة الاحتلال المستمرة ضد الاهل في فلسطين والقدس منذ اكثر من سبعين عاماً.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على اهمية العلاقات العربية الصينية ودورها في تعزيز الموقف الصيني المساند للقضية الفلسطينة والمتمسك بقرارات الشرعية الدولية، خاصة أن الصين عضو دائم في مجلس الامن حيث عبر مندوب الصين في مجلس الامن عن هذا الموقف سابقاً بقوله :” ما ينقص حل القضية الفلسطينية ليس خطة كبرى بل ضميرٌ حي لإقرار العدالة..، ولا يحق لاحد استخدام الفيتو بشأن مستقبل ومصير الشعب الفلسطيني “، وحول تأييد الصين وادراكها لدور الوصاية الهاشمية في تحقيق السلام فطالما اكدت على ذلك الدبلوماسية الصينية من خلال المنتديات والمؤتمرات التي تعقدها ومنها منتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في بيجين عام 2017م  الذي ثمن الموقف والرعاية الاردنية للمقدسات في القدس.

 ان الاجماع في القمة العربية الصينية يعبر عن الارادة الدولية المتفقة على ضرورة التزام اسرائيل بالسلام العادل، ووقفها العاجل والفوري لحملة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، فعليها اذا ارادت السلام كما تدعي أن تتقيد بالقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعدم الاستمرار في سياسة اضطهاد وقتل الانسان العربي الفلسطيني صاحب الارض والمقدسات، وعلى قادة اسرائيل بمن فيهم زعماء الاحزاب الدينية الصهيونية القناعة التامة بان استراتيجية الانتهاكات ستقود المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، ولن يحققوا احلامهم باقامة مشروع اسرائيل الكبرى وتفريغ فلسطين العربية من اهلها وعليهم ان يتيقنوا أن ارتباط القدس ومقدساتها مع المسلمين والمسيحيين  في كافة ارجاء العالم هو ارتباط تاريخي وعقائدي لا يمكن التنازل عنه امام اساطير الصهيونية المختلقة المزورة، وسيبقى الاردن السند للاهل في فلسطين والقدس مهما بلغت التضحيات وكان الثمن .

10/12/2022

Comments are disabled.