الوقفيات والمبادرات والمواقف الهاشمية تجاه القدس سياج منيع لحماية المقدسات من التهويد ودعم لصمود المقدسيين

عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

 تتزامن المبادرات الهاشمية تجاه مدينة القدس وتحديداً في المسجد الاقصى المبارك مع الاستمرار الفاعل للدبلومسية والسياسة الاردنية الثابتة في الدفاع عن الحق التاريخي والشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، فالى جانب التوجيهات الملكية المباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني لكافة المؤسسات الرسمية والاهلية الاردنية في تكثيف جهودها في مساندة الاشقاء في مدينة القدس، تاتي المبادرات الملكية الهاشمية لتكون نموذجا في ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية والدينية لمدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

والمتابع للمبادرات الملكية يجد انها نهج ثابت ودائم على مدار عقود طويلة مثل :” وقفية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين  الكرسي المكتمل لفكر الامام الغزالي” في المسجد الاقصى المبارك وجامعة القدس عام 2012م ومبادرة اعمار القبر المقدس عام 2016م، واليوم وبمباركة من جلالته بحضور الرئيس محمود عباس تم توقيع حجة وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الاقصى المبارك،  وتاتي في سياق دعم الرباط والصمود المقدسي في ساحات المسجد الاقصى المبارك عبر انشاء حلقات لتعليم وقراءة القرآن الكريم، ولا شك أن في ذلك حفاظ على الهوية الاسلامية للمسجد الاقصى كما هو معروف تاريخياً وكما اكدته قرارات الامم المتحدة بتاكيد الملكية الاسلامية الكاملة والخالصة للمسجد الاقصى المبارك بمساحته الكلية (144) دونماً، خاصة في ظل ما يتعرض له المسجد الاقصى من اقتحامات المستوطنين المدعومة من شرطة وجيش الاحتلال الاسرائيلي ضمن هجمته الممنهجة والمتصاعدة ضد الانسان والارض والمقدسات في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تبارك هذه الوقفية في القدس والتي تدلل على العمق الديني والروحي للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والتي تعود بالنسبة للمقدسات الاسلامية في جذورها لحادثة اسراء ومعراج جد بني هاشم الاخيار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الى المسجد الاقصى المبارك ، وتعود للعهدة العمرية بالنسبة للمقدسات المسيحية  والتي ما زال الهاشميون يسيرون على مضامينها السمحة في حماية ورعاية المقدسات المسيحية ، وتؤكد أن هذه الوقفيات والمبادرات من شأنها تعزيز الصمود المقدسي وتثبيت الهوية العربية للقدس، ورسالة عالمية بان القدس ومقدساتها في ضمير ونهج الهاشميين لا يمكن التنازل عنها، فهي الملف الاساسي والمركزي لنا في الاردن .

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي ظل تصاعد الانتهاكات الاسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني الاعزل تؤكد على ضرورة مساندة الدور والموقف الاردني دولياً والمطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بانهاء الاحتلال بما في ذلك الاستيطان والمضي قدماً في حل الدولتين بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ، وهو ما اكدته بالامس القمة العربية الصينية التي ثمنت الدور والرعاية والوصاية الهاشمية، وهذه الوقفية وغيرها من الجهود الاردنية دلالة على أن الدور الاردني بقيادته الهاشمية فعال ومهم وعملي يشمل كافة القطاعات والمجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية في مدينة القدس، لذا فان هذه الوقفية وغيرها من الجهود الاردنية رسالة للعرب والمسلمين والعالم الحر بان تكون القدس وفلسطين في قلوبنا وبوصلتنا لانصاف شعبها المظلوم، وسيبقى  الاردن دائما داعماً لاهلنا في فلسطين والقدس مهما كانت التضحيات وبلغ الثمن.

12/12/2022

Comments are disabled.