القضية الفلسطينية والقدس البُعد الاستراتيجي والمركزي بقمة البحر الميت

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

يُعد الاردن وعلى مدار تاريخه منطلقاً إقليمياً ودولياً لانعقاد الكثير من القمم والملتقيات المركزية للتعبير عن المواقف الدبلوماسية الموحدة تجاه الكثير من القضايا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس، وهذه المكانة جاءت بسبب الموقع الجيوسياسي المتميز للأردن، وخاصية النظرة الاستشرافية والحنكة السياسية لجلالة الملك عبد الله الثاني ، مما شكل بُعداً استراتيجياً وقيادياً دولياً مهماً في الدفاع عن  القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس.

  إن قمة بغداد للتعاون والشراكة ( قمة البحر الميت) واللقاءات الثنائية التي اقيمت على هامشها، تأتي في سياق تطورات سياسية واقتصادية إقليمية ودولية متسارعة، تتطلب شراكة فعّالة لمواجهة التحديات والمتغيرات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما يجري في فلسطين المحتلة والقدس تحديداً من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي القمعية والاستيطانية على الصعيد الميداني، والاتجاه السياسي نحو بلورة حكومة اسرائيلية  تتصاعد بها سيطرة الأحزاب اليمينية المتطرفة بما فيها  تحتاج الى وقفة عربية ودولية للمطالبة بالزام اسرائيل بالسلام العادل من خلال تطبيقها لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات والمعاهدات وفي مقدمتها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على الموقف الاردني الثابت والراسخ شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية تجاه القضية الفلسطينية ومساندة أهلنا فيها، بما في ذلك حمل ملفها في كافة المحافل واللقاءات الدولية، ومنها قمة البحر الميت التي إجتمعت فيها قوى اقليمية ودولية لها تاثيرها على السياسة الدولية مثل الاتحاد الاوروبي وتركيا وايران وبحضور ممثلين عن  المنظمات الدولية، مما يوفر أيضاً مساحة دولية مهمة لمخاطبة الرأي العام وبيان تداعيات وخطورة السياسة الاستعمارية الاسرائيلية في زعزعة المنطقة وضرب السلام والشرعية الدولية عرض الحائط.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس ترى أهمية قمة البحر الميت في تقوية الصف العربي وتوحيد مقدراته وامكانياته وبناء علاقات وروابط استراتيجية دولية من شأنها تعزيز الموقف والجهود العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، وهذه القمة التاريخية في مضامينها وتوقيتها رسالة للعالم بأن السلام والاستقرار هو اساس النهضة والتطور، لذا فعلى اسرائيل اذا ارادت السلام كما تدعي الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والعودة إلى المفاوضات على أساس حل الدولتين والتي عرقلتها سياسة اسرائيل العنصرية كذلك عليها التوقف فوراً عن ممارسات التهويد والاسرلة التي تزيد من حالة الاحتقان والاستفزاز  التي ستقود في حال استمرارها لحرب دينية وتداعيات لا يمكن التنبؤ بخطورة نتائجها.

22/12/2022

Comments are disabled.