دعم الوصاية الهاشمية وتعزيز الاعلام مرتكزات رئيسية في الدفاع عن  القدس

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

   إن استمرار الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية اليومية ضد الانسان والارض والمقدسات في مدينة القدس، وبشكل يعارض القانون والشرعية والاعراف الدولية، يتطلب اجراءات سريعة من قبل المنظمات والهيئات الشرعية العالمية والاقليمية، لفضح الممارسات الاستعمارية الاسرائيلية وتعزيز صمود ونضال الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه بالحرية واقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، انسجاماً مع قرارات هيئة الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية.

  ومن المعلوم أن الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس تحظى بتأييد عربي واسلامي ودولي بما في ذلك قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامي في اجتماعها الاستثنائي مؤخراً التي اكدت على الوصاية الهاشمية وان وزارة الاوقاف الاردنية هي الجهة المخولة بادراة شؤون المسجد الاقصى المبارك، كما أكدت ذلك جميع البيانات الختامية للقاءات والتصريحات الصادرة عن معظم ساسة العالم وقياداته، لتكون مع الاعلام العالمي الحر قوة اضافية مساندة للرباط المقدسي ورعاية مقدساته الاسلامية والمسيحية، وبما يساهم بالحفاظ على الوضع التاريخي القائم وضمان الابقاء على الهوية العربية المقدسية الفلسطينية في ظل سياسة التمييز العنصري الذي تمارسه سلطات الاحتلال التي تقودها حكومة اليمين الاسرائيلي الجديدة بحق المدينة المقدسة من خلال اقتحامها للمسجد الاقصى المبارك بقيادة وزير الامن القومي الاسرائيلي المتشدد بن غفير، وتشريعها لقوانين عنصرية تنال من حقوق الاسرى والمعتقلين وتدعم الاستيطان، الأمر الذي يحتاج الى ارادة وجهود دولية تدعم الوصاية الهاشمية وتساهم في مأسسة اعلام عالمي حر ينشر الحقائق ويواجه الدعاية والرواية التوراتية.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تثمن قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامي في تأكيدها للوصاية الهاشمية الى جانب غيرها من المواقف والتصريحات والقرارات الدولية ، فإنها تؤكد على ضرورة تعزيز واستحداث مؤسسات اعلامية عربية واسلامية وعالمية معنية بالقدس وفلسطين وبكافة الللغات بما فيها العبرية، خاصة اذا ما علمنا بأن عدد الصحف الاسرائيلية منذ عام 1948م تجاوز 85 صحيفة ، منها 50 باللغة الانجليزية موجهة للرأي العام الغربي الناطق بها، اضافة الى 100 محطة اذاعية و ست شركات تنقل البث وتبيعه كخدمات على القنوات التلفزيونية  بما في ذلك محطات تابعة للاحزاب الاسرائيلية تبث برامجها ومخططاتها المسمومة، وبحسب مؤشر المركز العربي لتطوير الاعلام الاجتماعي المتعلق بتحريض العنف ضد الفلسطينيين  لعام 2020م، فقد صدر حوالي 574 الف محادثة ومنشور ضد الفلسطينيين من قبل صفحات اسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي، منها 80% على شبكة فيسبوك وتويتر، علماً بأنها شبكات تمنع نشر أي مادة ضد الاسرائيليين وتتعرض الصفحات المؤيدة للفلسطينيين للاغلاق.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وانطلاقاً من دورها الاعلامي ترى ضرورة  تكثيف الانشطة الاعلامية في فضح الجرائم الاسرائيلية ودعم الحق العربي الفلسطيني، الى جانب دوره المهم في تأكيد اهمية الوصاية الهاشمية التاريخية والمطالبة بدعم جهودها المتواصلة في الحفاظ على القدس ومقدساته امام الهجمة الاستيطانية الشرسة خاصة في هذا الوقت الخطير الذي يحاول فيه الاعلام الاسرائيلي والصهيوني مهاجمة مرتكزات الصمود والرعاية المقدسية، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة ومؤسسات رسمية واهليه على عهده وواجبه في دعم الاهل في فلسطين والقدس.

14/1/2023

Comments are disabled.