كنعان: سياسة طمس الهوية العربية مرتبطة بالحرب ضد التعليم

عمان – إيمان النجار

قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان: لا شك أن سياسة طمس الهوية العربية مرتبطة بالحرب الشرسة ضد التعليم في القدس، سواء من خلال حذف التاريخ الوطني والقومي الفلسطيني العربي من المناهج، وفرض المناهج الاسرائيلية التي تزور الحقائق والمعلومات وتبث الكراهية ضد الفلسطينيين والعرب بشكل صريح، أو من خلال التضييق على التعليم باغلاق المدارس ومنع صيانة بنيتها التحتية وتجريم توسيعها، الذي بات ضرورة ملحة لاستيعاب الطلبة المقدسيين الذين لا تكفيهم المدارس الموجودة، ويعانون من نقص كبير في الكوادر الادارية ?الفنية بسبب محدودية الموارد المالية، فضلاً عن الازدواجية بسبب تعدد الجهات المشرفة على التعليم المقدسي.

وأشار الى أن فرض القيود على حرية الحركة والتنقل تعيق وصول التلاميذ إلى مدارسهم القليلة أساسا، خصوصا بوجود عشرات الحواجز الاسرائيلية، وإجراءات تفتيش وتدقيق شديدة للطلبة الذين يتعرضون خلالها للمضايقات من الجنود والمستوطنين، وجدار العزل العنصري بوصفه يعزل القرية الواحدة عن بعضها بما فيها المدارس وكافة الخدمات لاجبار الاهالي على التوجه نحو المؤسسات التعليمية الاسرائيلية.

ولفت كنعان الى ان سحب تراخيص ست مدارس مقدسية واستبدالها بتراخيص مؤقتة العام الماضي، تمهيداً ربما لاغلاقها وتشريد طلبتها، معتبرا ان هذا الفعل مخالفة صريحة للشرعية الدولية والقانون الدولي الذي الزم جميع الدول والكيانات المحتلة بحفظ الحقوق الاساسية للافراد في الاقاليم الخاضعة لها، حيث تنص المادة 50 من اتفاقية جنيف الموقعة 1949 على أن السلطة القائمة بالاحتلال » يجب عليها التعاون مع السلطات الوطنية والمحلية لتسهيل سير عمل جميع المؤسسات المكرسة لرعاية وتعليم الأطفال».

من جهتها ومنذ قراراها الاول عام 1948 بشأن القضية الفلسطينية شددت اليونسكو على حق التعليم للفلسطينيين، وفي قرارها رقم 18م/13,1 عام 1974م نداء عاجل الى اسرائيل بعدم منع سكان المناطق العربية المحتلة من التمتع بحقهم في التعليم والثقافة الوطنية.

كما نصت المادة (26) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان على أنه لكل شخص الحق المكفول في التعليم، كما اقرت الامم المتحدة 9 ايلول من كل عام يوما باسم اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، ويوم 5 تشرين الاول من كل عام يوما باسم اليوم العالمي للمعلمين.

واضاف كنعان ان اللجنة الملكية تؤكد أن التعليم والثقافة مرتكزات اصيلة في الحفاظ والتثبيت للهوية المقدسية الفلسطينية، ولا يجوز تاريخياً وقانونياً وانسانياً لاسرائيل التعرض لها بأي شكل وبحجج مزعومة، لذا يجب تكثيف الدعم العربي والاسلامي والعالمي الفردي والمؤسسي بما في ذلك الاونروا واليونسكو للتعليم في القدس، لتعزيز الصمود وضمان حق الطفل الفلسطيني والمقدسي بشكل خاص في البقاء على اتصال حضاري بهويته العريقة والاطلاع على النتاج الفكري العالمي.

وتابع ان اللجنة وانطلاقاً من الوصاية التاريخية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس تؤكد على استمرار الاردن في دعم التعليم المقدسي بتوجيهات ومبادرات مباشرة من جلالة الملك عبد الله.

وقال أن اللجنة تعمل أيضا على فضح الممارسات الاسرائيلية تجاه القدس بما في ذلك محاولات تهويد التعليم.

الرأي 22/2/2023/ص1

Comments are disabled.