عبد الله توفيق كنعان

                                          أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     كان صباح يوم 21 آذار عام 1968م على موعد مع سجلات المجد والفخار، عندما واجهت أسود الجيش العربي الأردني بقلوب مؤمنة، وبعيون ثاقبة عين على الوطن وأخرى تحمي بأهدابها فلسطين والقدس، ويدها الواثقة قابضة على الزناد تلقي حممها في وجه شراذم الاحتلال وآلته الاستعمارية الجرارة، لتقول له وللتاريخ : عمّان والقدس وكل شبر من أرضنا الطهور عصية على الغزاة ومخططاتهم الصهيونية التوسعية، فمهما طال الزمان ستعود فلسطين والقدس عربية حرة كما كانت على الدوام.

     أن يوم الكرامة بكل تفاصيله ووقائعه البطولية، يؤكد للقاصي والداني بانه لم يكن مناسبة وطنية فقط، بل هي مناسبة قومية مهمة شاهدة على ثبات الموقف الأردني في دفاعه عن فلسطين والقدس، والذود عن الأمة وثرواتها بإفشال مخطط الاحتلال الاسرائيلي واستراتيجيته التي تؤمن بما يسمى زيفاً ” اسرائيل الكبرى”، والمدقق في محاور وحركة جيش الاحتلال في اقتحامه الفاشل لأرض الاردن، يلاحظ أنه كان هجوماً توسعياً شاملاً وليس محدوداً كما روجت الدعاية الاسرائيلية، فقد استطاعت تشكيلات الجيش العربي الأردني بقيادته الميدانية والعليا وكل الجنود الأوفياء الصمود في وجه قطاعات جيش الاحتلال الاسرائيلي المزودة باحدث الاسلحة وبغطاء جوي هو الاقوى في المنطقة شن يومها 450 غارة جوية، لم يستطع كل ذلك أن يحطم معنويات جنود جيشنا، وتبقى دماء الشهداء الزكية رحمهم الله وتضحيات الجرحى والروايات الشفوية التي يرويها من شارك في المعركة، جميعها تبرهن للاحتلال بأن الايمان والارادة والتمسك بالارض والحق والشرعية هي المنتصر، كذلك تمّ القضاء على اسطورة اسرائيل الكاذبة بأن جيشها لايهزم، ليكون هذا الانتصار فاتحة انتصارات عربية لاحقة جعلت الاحتلال يعيد حساباته في مسألة التوسع العسكري، وتنتهي غطرسة الاحتلال وتمسكه باستراتيجية الوعود والمؤامرات المتمثلة بسايكس بيكو أو تصريح بلفور أو غيرها، وبالتالي تتعزز المشاعر والآمال والتاريخ الواحدة عند أمة تعرف أن كرامتها تنبع من وحدتها وتلاحمها وتماسكها حول قضيتها المركزية فلسطين وجوهرها القدس.

ان اللجنة الملكية لشؤون في هذه المناسبة الوطنية والقومية التي اعادت للامة كرامتها ويقينها بالنصر تستذكر مع شعبنا وقيادتنا الهاشمية هذه المعركة الخالدة، وتترحم على الشهداء الأبرار، وتتقدم الى الشعب الاردني وقيادتنا الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس باصدق عبارات الاعتزاز وتؤكد أن ارضنا ومقدساتنا ستبقى عصية على الاحتلال مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، وتؤكد اللجنة ان قوة الاردن وانجازاته هي رصيد يساند فلسطين والقدس وهو خط الدفاع الأول عن أمته العربية، ويدعم المطالب المشروعة قانونيا وتاريخيا بحق الشعب الفلسطيني بتقرير  مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

21/3/2023

Comments are disabled.