الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية اردنية عليا 

 نسخ الرابط



عمان 9 نيسان (بترا) صالح الخوالدة- ينطلق الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دفاعه عن القضية الفلسطينية من ايمان عميق بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي مصلحة وطنية عليا كما هي مصلحة وطنية فلسطينية؛ لا بحثا عن أدوار.
وتحرص المملكة من خلال الأشكال المتعددة للدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف، على إبراز معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتشكيل مواقف تسهم في منع إسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني، ووقف سياساته العدائية، وتشكيل مواقف دولية تضمن إبقاء حل الدولتين بوصفه حلا وحيدا للصراع، وبدون هذا الحل لن تهنأ إسرائيل ولا العالم بالأمن والاستقرار، كما يؤكد جلالة الملك دائما.
وينشط الأردن اليوم بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي الخطير على الصعد كافة لمساندة الأهل في فلسطين عامة، والقدس خاصة، من خلال تكثيف الجهود الأردنية لمواجهة العنجهية والانتهاكات والدبلوماسية الإسرائيلية المضللة، وتعرية الإعلام الصهيوني الناشط في بث الرواية التلمودية المضللة.
وتسير الاستراتيجية الأردنية وفق توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني؛ صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتتبنى مسارات محددة، فهي أولا استراتيجية استباقية حذرت العالم في غير مرة من خطورة التصرفات الإسرائيلية، وأثرها المباشر على السلام والأمن في المنطقة والعالم، واستراتيجية التعاطي مع الأحداث بالتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما فيها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وخلال الأحداث الأخيرة، والتي ما تزال تداعياتها مستمرة، سارع الأردن لاستثمار مكانته وعلاقاته الدولية المتميزة، وبالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين من خلال اللقاءات المتواصلة، ومع الأشقاء والأصدقاء للعمل الدبلوماسي الدؤوب على الصعيدين العربي والإسلامي في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك على الجانب الدولي في مجلس الأمن.
وقد جاء الخطاب السياسي الأردني ليؤكد ضرورة الإنهاء الفوري للانتهاكات واحترام الإدارة الحصرية للأوقاف الأردنية على المسجد الأقصى المبارك، والوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ويساند الموقف الرسمي الأردني موقف شعبي متعاضد مع الاشقاء من خلال المسيرات الاحتجاجية والفعاليات الاقتصادية والمبادرات الداعمة للمقدسيين، والسياسة الاردنية في جوهرها يمكن وصفها بالتراكمية، أي أن الإعمارات والمبادرات الملكية والمجتمعية وكافة وجوه الدعم الصحي والاقتصادي والتعليمي والاعلامي الاردني للقدس وفرت حالة صمود مقدسية راسخة.
ويرى امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان ان سياسة اسرائيل اظهرت للعالم كله أنها عنصرية إقصائية دفعت بالأوضاع الى توتر شديد واتساع واضح في دائرة المواجهة المباشرة مع اسرائيل على كافة الجبهات في المنطقة، زاد من حدتها اجراءات الاحتلال الوحشية مؤخرا، خاصة السعي المتواصل في مخطط “تهويد وأسرلة” القدس المتزامن مع اقتحام المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف تمهيدا لتغيير الأمر الواقع والتقسيم الزماني والمكاني، واقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وأشار الى أن هذه الاسطورة المختلقة التي اثبتت الدراسات عدم وجود أي قرائن علمية وتاريخية عليها، أكدته اليونسكو اعتمادا على خلاصة لجانها المتخصصة ليصدر تأكيدها في أكثر من قرار على أن المسجد الاقصى المبارك بمساحته الكلية 144 دونما ملكا اسلاميا خالصا ولا علاقة لليهود به.
وقال، اننا اليوم ونحن نستذكر مذبحة دير ياسين الشرسة بحق الشعب الفلسطيني الاعزل في ايلول عام 1948، نعيش مذابح واقتحامات وجرائم مستمرة، لا تقل وحشية عن بربرية عقود من اعتداءات العصابات الصهيونية التي أصبحت تتصدر المشهد مرة أخرى من خلال منظمات الهيكل وميليشيا بن غفير المزمع تشكيلها.
واعتبر أن اقتحام المسجد الأقصى المبارك وطرد المصلين والمعتكفين منه بوحشية، ومنعهم من الوصول إليه في هذا الشهر الفضيل، هو بلا شك محاولة متعمدة لإرهاب ديني ينتهك القيم والأخلاق والقوانين الدولية، التي توجب ايقاع العقوبات بحق اسرائيل، لو كانت هناك إرادة وموضوعية دولية بعيدا عن الكيل بمكيالين.
واكد كنعان الالتزام الاردني بدوره التاريخي الأمين الذي تجلى في تضحيات الاردنيين على مدار التاريخ نصرة لفلسطين، وفعاليته في مسار الإسناد الميداني المباشر والمتواصل من خلال رفع التضييق الاسرائيلي الشامل على شعبنا الفلسطيني، اضافة إلى ممارسة الاعلام الاردني مسؤولياته في تعرية السلوك الاجرامي الاسرائيلي ونشر الرواية الفلسطينية العربية صاحبة الحق التاريخي والشرعي والتصدي للمصطلح الاعلامي الصهيوني المخادع الذي يقلب الحقائق، مؤكدا أن بوصلة الضمير الأردني ستبقى موجهة نحو فلسطين والقدس حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية.
واضاف، إن تعمد الحكومة الاسرائيلية تأجيج الاوضاع واستفزاز المليارات من المسلمين لا يمكن أن ينجح في توفير أمنها المزعوم، وسعيها الهادف لخلط ملفات معارضتها الداخلية، وترحيل أزمتها وتحويلها الى نقمة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لذا فإن تأكيد العالم المتواصل على الوصاية الهاشمية ومطالبته اسرائيل بوقف انتهاكاتها ودعوتها الحفاظ على الوضع التاريخي القائم ( استاتسكو) في مدينة القدس، جميعها مرتكزات أصبحت اليوم ضرورة ملحة للسلام والاستقرار.
ويؤكد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض ان الاردن سارع ومنذ بدء العدوان الاسرائيلي على المسجد الاقصى الى التصدي لهذا العدوان الغاشم من خلال المواقف السياسية العلنية الرافضة و المستنكرة واعطاء المساحة الكاملة لكل المبادرات الشعبية والحزبية والبرلمانية للتعبير عن رفضها لهذا العدوان.
ولم يكتف الاردن بذلك بل تحرك على المستوى الاقليمي و الدولي فدعا الى اجتماعين لمناقشة هذا العدوان كان الأول في الجامعة العربية والثاني في مجلس الامن، عدا عن الاجتماع الثالث على مستوى منظمة المؤتمر الاسلامي.
ويضيف عوض، إن الاردن أرسل رسالة دعم قوية للشعب الفلسطيني من خلال الدعوة الكريمة التي وجهت للرئيس محمود عباس و شخصيات مقدسية في إفطار رمضاني تم من خلاله التأكيد على تنسيق الخطوات و توحيد الجهود.
وقال، إن الاردن يؤكد من خلال كل هذه الجهود التزامه بقضية العرب الاولى والتزامه بالإرث والتاريخ والرسالة واستمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية و المسيحية، وتعزيز هذه الوصاية رغم كل الضغوط والتحديات التي يتعرض لها الاردن.

Comments are disabled.