عيد العمال تذكير بمأساة ومعاناة العامل المقدسي

عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    خصصت الكثير من دول العالم يوماً في السنة للاحتفال بعيد العمال، تقديراً لجهود العمال وانجازاتهم الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك نضالهم للحصول على حقوقهم والسعي لشرعنتها وتنظيمها تحت انظمة وقوانين خاصة تعمل بها الدول، وفي هذا السياق يعتبر يوم عيد العمال رمزاً لكفالة الحقوق العمالية من جهة ولدعم ركائز الانتاج وتحديداً الايدي العاملة من جهة أخرى، كل ذلك من أجل دفع عجلة الاقتصاد والتنمية في العالم لتحقيق رفاهية الشعوب وتحقيق أمنها الغذائي .

     واستعراض سريع لواقع العمل في فلسطين المحتلة بما فيها القدس، يدلل على ارتفاع معدلات التضييق الاقتصادي الاسرائيلي الشامل، والمقترن بارتفاع نسب البطالة والفقر في فلسطين المحتلة، اضافة الى سياسة اسرائيل الوحشية المتمثلة بالقتل والاعتقال واغلاق المؤسسات الاقتصادية وفرض الضرائب المرتفعة على القطاع الاقتصادي والقوانين العنصرية التي تشرع باستمرار في الكنيست وتستهدف الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني، سعياً من الاحتلال اغلاق الاستثمارات الفلسطينية واجبار الاهالي على بيع مؤسساتهم محلاتهم التجارية، وبالتالي سيطرة منظمات ومؤسسات الاحتلال عليها، وكل ذلك يأتي في سياق مخطط التهويد والصهينة الاسرائيلية لمدينة القدس العربية .

 وبالرغم من افتتاح منظمة العمل الدولية مكتب لها في مدينة القدس منذ عام 1995م الا أن العامل الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص يتعرض لصنوف خطيرة من المضايقات الاسرائيلية اليومية، فقصة معاناة العامل المقدسي تتدرج من صعوبة حصوله على فرصة عمل معظمها في مناخ عمل لا تتوفر فيه السلامة العامة، وبأجور زهيدة  لا تكاد توفر احتياجاته الاساسية، وسط صعوبات معقدة في الحصول على تصريح عمل من قبل الاحتلال الاسرائيلي واجراءات تفتيش وتأخير متعمد لساعات طويلة على حواجز  الاحتلال.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس في يوم العمال العالمي تذكر المنظمات الدولية العمالية والحقوقية والانسانية الالتفات الفوري والجاد للعامل الفلسطيني والمقدسي، والمطالبة بانهاء ما يتعرض له من ظلم بسبب واقع الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي، وهي مناسبة عالمية تحمل رسالة للنقابات والاحزاب والجمعيات العمالية الدولية للدفاع عن العمال في فلسطين والقدس، فهم يتعرضون للاحتلال والقمع والوحشية بشكل يومي أمام نظر العالم، وهي مناسبة تذكر الاعلام العالمي الحر بضرورة فضح ممارسات الاحتلال وايصال صوت عمال فلسطين ومعاناتهم لكل حر  وحقوقي في العالم لنصرتهم.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس ان الموقف الاردني شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ثابت وراسخ في دعم أهلنا في فلسطين والقدس، بما في ذلك القطاع الاقتصادي والعمالي من خلال جهود القطاعين الرسمي والاهلي الاردني، فكل عام والعمال في فلسطين والقدس واسرهم بخير وكل عام وعمال فلسطين والقدس من الاسرى والجرحى والمعتقلين بخير، وكل عام ولحظة ونحن نتطلع نحو  المجتمع الدولي ممثلاً بكافة المنظمات والمؤسسات وهي توجه البوصلة نحو معاناة الشعب الفلسطيني وحقه بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

Comments are disabled.