اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لفضح الممارسات العدوانية الاسرائيلية

عبدالله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      يحتفل العالم في 3 ايار/ مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، بإعلان من الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1993م، باعتمادها ما يسمى اعلان ويندهوك (عاصمة ناميبيا) الصادر عام 1991م والمتضمن الدعوة لتطوير صحافة عالمية حرّة ومستقلّة وتعدديّة، في عالم شهد تسارع كبير في الصراعات والأزمات الدولية في كافة المجالات، إضافة الى التنوع والتطور الهائل في مصادر المعلومات ووسائل نشرها، بما في ذلك الصحافة الورقية والالكترونية وصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يقتضي ضمان  حرية التعبير والرأي وبشكل لا يتعارض مع ضرورة وحق الافراد الحصول على المعلومات الصحيحية الموثوقة.

   ولخصوصية القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس باعتبارها قضية اسلامية وعربية وانسانية تاريخية و شرعية، بما في ذلك تعرض الشعب الفلسطيني لعملية تطهير عرقي وحشية وعلى مدار عقود عديدة، ما تزال مستمرة ضمن مخطط صهيوني تهويدي وبادارة واشراف حكومة اليمين الاسرائيلية العنصرية، فإن الرسالة الاعلامية على اختلاف وسائل الاعلام عليها واجب مهني واخلاقي لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، فالعالم اليوم أمام حالة استعمار اسرائيلي تنشر العنف والكراهية وتفرض حالة من الفوضى وتهدد السلام والطمأنينة في المنطقة والعالم، تستند إلى اعلام مضلل ينشر الرواية التلمودية المزيفة، التي تزور التاريخ وتقلب الحقائق وتستخدم مصطلحات صهيونية مخادعة، تساعده في بث سمومها الكثير من الصحف ومحطات التلفزة والمواقع الالكترونية الصهيونية التي غاب عنها شرف وأخلاق المهنة.

    والمتابع لواقع الصحافة العالمية وتناولها لملف القضية الفلسطينية فإنه يستشعر التذمر من سياسات اسرائيل وممارساتها البربرية ضد الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه والمستباحة مقدساته الاسلامية والمسيحية، على أيدي المستوطنين وحكومة الأحزاب الصهيونية وبرامجها وأجندتها العنصرية، وتواجه مثل هكذا صحافة حرة التضييق الاسرائيلي بالاغتيال والاعتقال واغلاق للمؤسسات الاعلامية بما فيها المواقع الالكترونية ومنع اي مواد اعلامية تذكر الشعب الفلسطيني ومأساته الانسانية، وقد بلغ مجموع الانتهاكات الاسرائيلية ضد الصحفيين في فلسطين عام 2022م حوالي 907 انتهاكاً، منها اغتيال الصحفية الشهيدة شيرين ابو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، وكذلك استشهاد الصحفية غفران الوراسنة  العاملة في إحدى الاذاعات المحلية الفلسطينية، واعتقال 40 صحفياً ما زال يقبع منهم 17 صحفياً في سجون الاحتلال، وتصاعدت هذه الانتهاكات خلال عام 2023م ليشهد شهر نيسان الماضي 50 انتهاكاً  ما بين اعتقال ومداهمة ومنع من التغطية الاعلامية،  ومؤخراً قام الوزير الاسرائيلي بن غفير باصدار قرار اغلاق اذاعة( صوت فلسطين)، تبعه قرار اغلاق مؤسسة اعلامية فلسطينية مقرها في بيت حنينا في شمال مدينة القدس.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تطالب المنظمات الشرعية والقانونية العالمية التدخل الفوري لوقف الانتهاكات الاسرائيلية بما فيها انتهاك حرية الاعلام، الى جانب دعوة الاعلام العالمي الحر تركيز قنواته ومحتواه الاعلامي على فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي، والتنبه من التضليل الاخباري الاسرائيلي بما في ذلك المعلومات والمواد الاخبارية الاسرائيلية الملفقة والتي يجري تسريبها لوسائل الاعلام، وهو أمر يتطلب توفير قاعدة معلومات اعلامية موثوقة توفر المعلومات لوسائل الاعلام المعنية بالخبر الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص، الى جانب اهمية توفير الحماية القانونية العالمية للاعلام العامل في فلسطين المحتلة.

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ضرورة ان تكون بوصلتنا الاعلامية موجهة نحو فلسطين والقدس، ونشر حقيقة واقع الاحتلال والاجرام الاسرائيلي لمواجهة الرواية الصهيونية المزورة، وتساهم اللجنة الملكية وانسجاماً مع اهدافها الاعلامية التوعوية برصد واقع واخبار القدس من خلال تقريرها اليومي الذي يوزع منه حوالي ربع مليون نسخة الكترونية محلياً ودولياً الى جانب انشطة اعلامية وثقافية اخرى عديدة يطول شرحها، وبهذه المناسبة العالمية توجه اللجنة تحية اجلال وتقدير للصحافة العالمية الحرة التي تدافع عن  الانسان الفلسطيني وحقه بالحياة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتحية تقدير للاعلام الاسلامي والعربي والاردني على جهودهم ومتابعتهم للحدث الاخباري أولاً بأول في فلسطين والقدس، وستبقى فلسطين انسانها ومدنها وحقوقها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في العيون والضمير ولاعلام والجهد الاردني الدؤوب مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

بترا 3/5/2023

Comments are disabled.