اليوم العالمي لاحياء ذكرى ضحايا العنف مناسبة لإغاثة وحماية الشعب الفلسطيني

                                                              عبد الله توفيق كنعان                                                          أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      اعتمدت الجمعية العامة، بموجب قرارها رقم 73/296 لعام 2019م، اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد” والذي يصادف يوم 22 آب من كل عام، ويأتي هذا اليوم  تالياً ليوم دولي آخر مرتبط به يصادف 21 اب من كل عام هو ” اليوم الدولي لاحياء ذكرى ضحايا الارهاب واجلالهم”، وتهدف هذه المناسبات الدولية إلى إدانة أعمال العنف والإرهاب المستمرة التي تستهدف الأفراد والجماعات على أساس الدين والمعتقد .

   يشاهد العالم أعمال القتل والأسر والاعتقال والابعاد والتهجير التي تجري يومياً ضد أهلنا في فلسطين والقدس، والتي يستخدم فيها العنف من قبل اسرائيل( السلطة القائمة بالاحتلال) لتحقيق اغراض سياسية استعمارية تشمل ابادة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه والاعتداء على مقدساته الاسلامية والمسيحية،  فماذا يمكن للعالم ومنظماته ان تسمي ممارسات واعتداءات اسرائيل؟ ، فمثلاً تشير الاحصائيات أن في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو (4780) أسيراً فلسطينياً، حتّى نهاية شهر كانون الثاني/ يناير 2023، من بينهم (29) أسيرة، ونحو (160) قاصرًا بينهم ثلاث أسيرات قاصرات، و(915) معتقلًا إداريًّا، من بينهم أسيرة و5 أطفال، وحوالي 256 عملية هدم، استهدفت 303 منشآت فلسطينية خلال النصف الأول من عام 2023، إضافة الى مصادرة نحو 44 ألف دونم من أراضي فلسطين، كما اقتحم المسجد الاقصى المبارك خلال النصف الاول من عام 2023م حوالي 26 الف مستوطن، وقد أقر العالم بقراره رقم 3379  عام 1975 م بأن الحركة الصهيونية التي تتبناها وتنفذ مخططها اسرائيل ، حركة رجعية وعنصرية،  كذلك وصف الكثير من الساسة والقادة والمفكرين من الغرب واسرائيل نفسها ممارسات اسرائيل بالعنف والتطرف،  يقول الكاتب الاسرائيلي (غادي غافريا) واصفاً ما يجري اليوم من اعتداءات المستوطنين على المدنيين العزل في الضفة الغربية  :” هناك العديد والعديد من الإرهابيين اليهود الذين أساءوا وقتلوا وجرحوا الفلسطينيين الأبرياء، لدينا المئات من المنازل المأهولة والمساجد والكنائس والأديرة والمقابر والسيارات وأشجار الزيتون وغيرها التي تعرضت للحرق والاقتلاع“.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس بهذه المناسبة العالمية توضح للراي العام العالمي أن ادعاء اسرائيل الديمقراطية ومشاركتها في المحافل الدولية المعنية بالتسامح،  ومحاولتها المخادعة الترويج لنفسها في المنطقة والعالم بأنها تحترم الاديان، كلها اكاذيب يكشف حقيقتها ما يجري في فلسطين يومياً من انتهاك وحشي لحقوق الانسان الفلسطيني، وتدلل تقارير المنظمات الانسانية والحقوقية الدورية في فلسطين على حجم جرائم اسرائيل ومعارضتها للمبادىء والاخلاق والقيم البشرية، الأمر الذي يستدعي الضغط الدولي المباشر لانهاء الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني من الة العنف والتطرف الاسرائيلية التي تقودها زعامات ووزراء ينتمون لمنظمات متطرفة تتبنى سياسة الابرتهايد والتطهير العرقي .

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس على ضرورة فضح ممارسات اسرائيل في الاعلام الدولي على اختلاف اشكاله ووسائله بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، فمن غير المعقول أن تدرج اسرائيل وهي الجلاد في بوابة الامم المتحدة الالكترونية المعنية بدعم ضحايا الارهاب، بينما يعاني الشعب الفلسطيني وهو الضحية الحقيقية، خاصة ان الاعلام الاسرائيلي يتلاعب بالمصطلحات وينشر دعايته التلمودية لقلب الحقائق، فلابد أن يتصدر الملف الفلسطيني وما تتعرض له حرية المعتقد والاديان من عنف اسرائيلي سيقود المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند الحقيقي لاهلنا في فلسطين وجوهرتها القدس، ومن المعلوم ان التسامح والكرامة الانسانية ونبذ التعصب والكراهية هي رسالة اردنية هاشمية عالمية لتحقيق الامن والسلام العادل .

بترا 22/8/2023

Comments are disabled.