كنعان : اليوم الدولي للعمل الخيري بوصلة انسانية لرفع الظلم والاستعمار عن فلسطين والقدس

                                                              عبد الله توفيق كنعان               

                                          أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

      اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب  قرارها رقم (A/RES/67/105) لعام 2012م،  الخامس من ايلول في كل عام ليكون :” اليوم الدولي للعمل الخيري”، وتقوم فلسفته وغايته على نشر ثقافة السلام والتعاون الانساني، باعتبار ذلك وصفة انسانية تساهم في تخفيف الم المجتمعات ومعاناتها من الأزمات المتعددة والمتواصلة، مما يعزز نهج المساعدة والتكاتف ليصبح بديلاً عن سياسة الصراع والاقتتال والبحث عن المصالح الذاتية بمعزل عن مصلحة الجماعة التي يجدر بها أن تكون أولوية منشودة، علماً بأن سياسة الاقتتال والنزاع لا تجلب سوى الاستعمار والخراب والكراهية، والمطالع لواقع الحال في فلسطين المحتلة وجوهرتها القدس يستشعر مدى ضرورة التعاون الدولي كسبيل إضافي يساهم في وقف الاحتلال الاسرائيلي وانهاء ما نتج عنه من إحتلال وحشي  يقاسيه طوال عقود الشعب الفلسطيني.

      ان سياسة الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته وجهت منذ احتلال مدينة القدس بشكل كامل عام 1967م نحو اغلاق كافة المؤسسات المدنية، بغية زيادة التضييق على الاهالي وحياتهم اليومية وحقوقهم الاساسية، وبالطبع تأثرت بهذه السياسة العنصرية المؤسسات الخيرية في مدينة القدس المحتلة،  فكان  اغلاق دائرة الخدمات الاجتماعية وبيت الشرق عام 2001م ولجنة زكاة العيزرية عام 2006م ولجنة زكاة الرام عام 2008م ولجنة زكاة صور باهر عام 2009م ومؤسسة النماء للخدمات النسوية عام 2014م وجمعية الزكاة والصدقات عام 2014م وشهد عام 2015 اغلاق 30 مؤسسة أهلية خيرية، وجمعية قناديل القدس الخيرية التركية عام 2016م، وما تزال هذه السياسة مستمرةبحجج واهية مزعومة تتمثل في عدم الحصول على تراخيص والقيام بانشطة مخالفة للقانون الاسرائيلي القائم على الابرتهايد .

    ويمثل اتحاد الجمعيات الخيرية والذي تأسس عام 1958م في القدس مظلة مؤسسية تسعى لتنظيم العمل وتوجيهه الى الفئات الاجتماعية الاكثر حاجة للرعاية في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومن جهوده اعداد الخطط الاستراتيجية وتنفيذ برامج خدماتية منها مؤخراً، مشروع رعاية وحماية كبار السن و حملة (رمضان الخير ٢٠٢٣م) حيث شملت عدد من محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، إذ استفاد من الحملة حوالي 1500 أسرة، بواقع 7500 فرد و4500 طفل و150 من ذوي الإعاقة، كما يسهم صندوق ووقفية القدس (وهي هيئة مستقلة تشكلت بمبادرة من رجال اعمال عام 2019) في اطار مشروعه “كرسي منيب المصري لتمكين الجمعيات الخيرية الفلسطينية من أدوات المسؤولية المجتمعية” هذا العام في بتنفيذ برنامج تأهيل المؤسسات المقدسية، الى جانب جهود دولية اخرى تقدمها الاردن من خلال وزارة الاوقاف    والشؤون والمقدسات الاسلامية وبالتعاون مع وزارة التنمية وكافة المؤسسات الرسمية والاهلية المعنية بدعم صمود اهلنا في فلسطين والقدس.

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في هذه المناسبة الدولية وفي ظل ما يمارس اليوم من سياسة ابرتهايد اسرائيلية استعمارية بشعة تقودها وتنفذها حكومة احزاب صهيونية دينية متشددة، تؤكد على ضرورة سعي المنظمات الدولية القانونية والحقوقية وكافة الاطراف المعنية بالسلام العالمي من اجل وقف الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته ومؤسساته الخدماتية من بطش الاحتلال ومخططه القائم على تشريد وتهجير الشعب الفلسطيني واحلال المستوطنيين مكانه، وهو ما يتطلب ضغط دولي يتمسك بالقرارات الدولية ويبتعد عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز لاسرائيل وهي السياسة التي تشجع اسرائيل المضي في سياستها العدوانية واضهادها للشعب الفلسطيني.

وتوضح اللجنة الملكية  للراي العام الدولي بأن مناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري تحمل في رمزيتها مفهوم العدالة والحقوق وتمكين الشعوب المستعمرة من نيل حقوقها الاساسية والمصيرية، وعلى الاعلام الدولي توجيه بوصلته وايصال صوت الشعوب المقهورة المستعمرة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني لصناع القرار في المحافل الدولية .

بترا 5/9/2023

Comments are disabled.