الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية مستمرة بحق أهالي القدس ومقدساتهم

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    إن المتابع لحيثيات وتفاصيل اليوم بل اللحظة الفلسطينية والمقدسية المؤلمة، سرعان ما تنكشف له حقيقة واحدة وهي أن الشعب الفلسطيني الأعزل يتعرض لابادة وتطهير عرقي ضمن مشروع صهيوني متواصل هدفه التهويد والاسرلة، والذي يأتي في ظل صمت دولي مقلق، يتخلله واقع دبلوماسي أصبح ظاهرة عالمية تقودها المصالح المفرغة من الشعور الانساني تزيد للأسف من حدة الصراعات والأخطار وهي ظاهرة الكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي يتعرض فيه الفلسطيني والمقدسي للقتل والاسر والاعتقال ومصادرة ارضه ويهدم بيته وتقتحم مقدساته الاسلامية والمسيحية نجد الحكومة الاسرائيلية تتمادى في سياسة القمع والعنف وتواصل عنجهيتها في رفض القانون والشرعية الدولية دون أن تخاف من العقاب والردع .

   وتتعرض الاراضي الفلسطينية المحتلة ومنها مدينة القدس هذه الايام إلى اعتداءات اسرائيلية متزايدة على صعيدين هما: الصعيد السياسي المتعلق بتشكيل حكومة اليمين المتطرف وبمشاركة احزاب دينية يمينية مثل حزب الصهيونية الدينية، والتي تقوم برامجها على تكثيف الاستيطان والتهجير والطرد القسري للشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، وتركز هذه الاحزاب في اهدافها على مدينة القدس من خلال تكثيف الاقتحامات للمسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني تمهيدا لمساعي هدمه واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه ضمن سياسة ارضاء المستوطنين المتطرفين خاصة المتواجدين في مستوطنات القدس المحتلة، والصعيد الآخر وهو الميداني المتصل بجرائم القتل والاعدام الميداني بحق المقدسيين الى جانب حجز جثامين الشهداء واعتقال الجرحى من المستشفيات ونقلهم الى السجون في ظروف صعبة اقل ما يقال عنها أنها غير انسانية وتنعدم فيها ادنى المقومات التي كفلها القانون الانساني، الى جانب سياسة هدم المنازل و مصادرة الاراضي والاستيلاء عليها كما يجري في حي الشيخ جراح وأحياء بلدة سلوان ومن ذلك بالامس قرار المحكمة الاسرائيلية ارجاء النظر للحكم في اراضي حي وادي الربابة وتخصيص الجلسات للاستماع للشهود، ومن المعلوم ان هناك مخطط استيطاني يستهدف هذه الارض العربية المقدسية باقامة جسر يربط بين حي الثوري ومنطقة النبي داود مرورا بحي وادي الربابة بطول 197 متراً وبارتفاع 30 متراً من أجل تسهيل وصول المستوطنين الى ساحة البراق في المسجد الاقصى المبارك، اضافة الى ما تم تغييره من معالم وهدم في محيط حائط البراق، كما قررت سلطات الاحتلال اليوم أيضاً هدم عمارة تتكون من 12 شقة في بلدة سلوان وتشريد أهلها.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي ترصد ما يجري من انتهاكات اسرائيلية ، تدعو العالم ومنظماته الشرعية ومؤسساته الحقوقية الانسانية للمطالبة بوقف الاحتلال الاسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني من مطرقة الاحتلال وسندان الجرائم التي يقوم بها المستوطنون ضدهم، كما تدعو اللجنة المجتمع والمنظمات الدولية على ضرورة الزام اسرائيل بتطبيق القرارات الدولية بما فيها القرارات الخاصة بالقدس والمسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف بمساحته الكلية 144 دونماً، حيث أكدت الشرعية الدولية بانه ملك خالص للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به، ففي الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الاسرائيلية ما يسمى بالاجتماعات الامنية المصغرة لقادة الجيش والامن والتي ينتج عنها الاقتحامات والاعتقالات والمداهمات تنتشر في فلسطين والقدس بيوت العزاء لعشرات الشهداء الذين يقتلون بدم بارد وأمام عدسات الاعلام العالمي الصامت.

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس تؤكد على الموقف الاردني الراسخ المتمسك بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، هذا الموقف الذي أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في القمة التي جمعته أمس بالرئيس الجزائري وغيرها من اللقاءات والاجتماعات الدولية التي يعقدها جلالته وتكون القضية الفلسطينية الملف الاساسي والمركزي فيها، وسيبقى الأردن شعباً وقيادة هاشمية  صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم والسند للاهل في فلسطين والقدس حتى نيل حقوقهم مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، والسؤال الذي يتكرر عند الجميع الى متى ستبقى اسرائيل في حرب دائمة مستمرة ضد اهلها العرب المسلمين والمسيحيين، والى متى ستبقى المنطقة بسببها في حالة عدم استقرار؟، فلابد أن تعلم اسرائيل أن المليارات من المسلمين لن يتنازلوا عن واجب الدفاع عن المسجد الاقصى يشاركهم المليارات من المسيحيين حول العالم تشكل لهم القدس مدينة مقدسة.

7/12/2022

Comments are disabled.