حكومة اليمين تسارع خطاها في اسرلة وتهويد القدس

   تواصل حكومة اليمين المتشددة نهجها المتسارع في تنفيذ مخطط اسرلة القدس وتهويدها، ومحو هويتها العربية التاريخية دون هوادة، في محاولة منها استثمار واقع الابرتهايد الذي تمارسه على الشعب الفلسطيني الاعزل منذ عقود طويلة، فما يجري اليوم من مشاريع استيطان واخلاء للاحياء المقدسية وحملات اقتحام المخيمات والبلدات الفلسطينية واعتقال واغتيال أهلها، تعززه في السياق الاحتلالي نفسه حكومة الاحزاب الصهيونية بعقدها أمس اجتماعها في أنفاق حائط البراق الاسلامي، كل ذلك تحد صارخ لقرارات الشرعية الدولية التي أقرت أن القدس محتلة، وان الملكية الإسلامية الخالصة للمسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بمساحته الكلية 144 دونما بما في ذلك حائط البراق .

    ويأتي هذا النهج الاستعماري الاسرائيلي في إطار مخطط شامل  تقوم به الاحزاب الصهيونية مدعومة بمنظمات الهيكل وشرطة وجيش الاحتلال، ومستغلة سياسة الكيل بمكياليين التي تمارسها القوى العالمية، يتمثل باقتحامات مستمرة يومياً للمقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، بهدف تغيير الوضع التاريخي القائم والسعي لهدم المسجد الاقصى المبارك لاقامة الهيكل المزعوم على انقاضه، كذلك يرصد المراقب لواقع الحال في القدس زيادة وتيرة الاحتفالات الاسرائيلية المزعومة بذكرى احتلالها للقدس الكاملة، بما في ذلك اقامة مسيرات الاعلام، وكل ذلك هو خطوات مقصودة لاستفزاز الشعور التاريخي الوطني الفلسطيني بتعميق جرح النكبة الفلسطينية التي يعيش أهلنا وأمتنا ذكراها المؤلمة، اضافة الى اقرار الكنيست بالقراءة التمهيدية مشروع قانون حظر رفع العلم الفلسطيني في الاراضي المحتلة،  لتوضح هذه الاجراءات جميعها أن القدس ومقدساتها وكامل فلسطين المحتلة تتعرض لعنجهية وعنصرية لم يشهد العالم المعاصر مثيلاً لها.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي اطار رصدها لما يجري في مدينة القدس، تؤكد أن الاحتلال الاسرائيلي في كل يوم ولحظة يقوم بجريمة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية بحق الشعب الفلسطيني والانسانية كلها، ولا يقتصر مسلسله الوحشي على ما يمكن تسميته بحدث اللحظة بل يقوم على اجندة واستراتيجية خطيرة تسعى لبسط السيادة والهوية الاسرائيلية المزيفة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، دون أي اعتبار للشرعية الدولية .

وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس على ثبات الموقف الاردني بقيادته الهاشمية ونضاله التاريخي المستمر للدفاع عن الحق العربي الفلسطيني في ارضه ومقدساته، بما في ذلك الحق التاريخي والشرعي في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لذا فعلى العالم ومنظماته الشرعية اليوم القيام الفوري بواجبها لفرض السلام والامن وايجاد حل لغطرسة قادة الاحزاب الاسرائيلية وتحديها للقانون الدولي، وعلى اسرائيل اذا ارادت السلام كما تدعي ان توقف اعتداءتها وجرائمها التي يصحو العالم كل يوم على ضحاياها من الفلسطينيين الابرياء، علما بان سياستها هذه لن تحقق لاجيالها الأمن والسلام المزعوم، والمأمول اليوم عربيا واسلاميا وعالميا وحدة الصف ومساندة الجهد الاردني الدؤوب وبالتنسيق مع الاشقاء في فلسطين ومع الاصدقاء من اجل  حماية الشعب الفلسطيني.

بترا 23/5/2023

Comments are disabled.