كنعان: “الإسراء والمعراج”.. مناسبة لتوجيه البوصلة لنصرة القدس ومقدساتها

مسيرة إعمارات هاشمية وتوجيهات ملكية لدعم صمود الأهل بالقدس

عمان – تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج، وهي تُعيد للذاكرة الكثير من المعاني والدروس العظيمة، هذه الرحلة الربانية المعجزة التي كانت نصرة للرسول الكريم في بعثته وسيرته ورسالة الإسلام الخالدة، والتي جاء ذكرها بالقرآن الكريم بسورة تخلد اسمها وآياتها، بقوله تعالى «سُبحَانَ الَّذي أَسرَى بعَبده لَيلاً منَ المَسجد الحَرَام إلَى المَسجد الأَقصَى الَّذي بَارَكنَا حَولَهُ لنُريَهُ من آيَاتنَا إنَّه هُوَ السَّميعُ البَصيرُ».ووثقت هذه الآية الكريمة العلاقة المقدسة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك، ورسختها كعقيدة ثابتة في قلب وضمير كل أبناء الأمة على مدى الأيام والأزمان، مرتبطة بعبادتهم وتلاوتهم في الصلاة التي فرضت في حادثة الإسراء والمعراج، وتمنحهم الأمل والوعد الإلهي بالنصر في ظروف تتشابه في مناخها المؤلم والمحزن بما يجري اليوم، بسبب واقع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقدس وما يمارس من حكومة الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية من سياسة عنصرية تعارض القيم والأخلاق والشرعية والقرارات الدولية.

وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن هذه الحادثة تشكل العلاقة الروحية الدينية بين جد بني هاشم الأخيار الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وبين المسجد الأقصى المبارك والوصاية النبوية الهاشمية التاريخية عليه، التي يحمل أمانتها اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني من خلال مسيرة الإعمارات الهاشمية وقيادته للدبلوماسية وتوجيهاته الملكية للمؤسسات الرسمية والأهلية الأردنية بضرورة دعم صمود الأهل في فلسطين والقدس بشكل خاص، حفاظا على الهوية العربية لمدينة القدس وحماية للوضع التاريخي القائم وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنه و في سياق الوصاية والرعاية، قال جلالته في خطابه في مؤتمر القاهرة (القدس صمود وتنمية) : «والأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومواصلة مشروعات الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، فهذا عهد الرسالة النبوية الهاشمية، كما ورثناه عن جدي الشريف الحسين بن علي».وأشار إلى أنه في إطار تعزيز النضال والرباط المقدسي، أطلق جلالة الملك العديد من المبادرات كان منها أخيرا وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك، لتسهم في تبديد مخططات الاحتلال ومشاريعه الصهيونية في محاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.وقال كنعان إن اللجنة الملكية لشؤون القدس في هذه المناسبة العظيمة تتقدم من صاحب الوصاية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني والأهل في الأردن وفلسطين وجميع أبناء الأمة الإسلامية بالتهنئة والمباركة، وتؤكد أن إحياء ذكرى الإسراء والمعراج يكون بتوجيه البوصلة الدبلوماسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية نحو القدس إنسانها ومقدساتها وأرضها، فهي تتعرض اليوم لهجمة تهويد وأسرلة شاملة لا يمكن للعالم الذي يدعي الديمقراطية السكوت عليها.وأضاف أن على المنظمات الدولية أن تطالب الدول بتجاوز سياسة الكيل بمكيالين التي تتبناها للأسف تجاه القضية الفلسطينية، وأن تدعو إسرائيل ) السلطة القائمة بالاحتلال) إلى الالتزام بالشرعية الدولية والقيم الإنسانية للحفاظ على عالم متسامح تعيش فيه الأجيال بأمن وسلام، وعليها إذا أرادت السلام كما تدعي وقف الاحتلال والانتهاكات بما فيها الاقتحامات والاستيطان الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية والإعدامات اليومية بحق المدنيين العزل في فلسطين والقدس، كذلك وقفها للتشريعات والقوانين العنصرية بحق الأسرى والمعتقلين مثل قانون سحب المواطنة والإقامة من أسرى الداخل المحتل والقدس.وأضاف، تؤكد اللجنة أن المعنى الحقيقي لوعينا وفهمنا لمناسبة الإسراء والمعراج وقدسية المسجد الأقصى المبارك، يكون بترجمتها عبر البدء بخطوات جادة نحو وحدة الأمة وسرعة تنفيذ نتائج وقرارات القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية المتعلقة بفلسطين والقدس، والقيام بأنشطة عملية تساهم في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي من خلال وسائل الإعلام بما في ذلك المنصات والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، ومن خلال تفعيل جُملة من المبادرات المتنوعة تفيد في جهود تنمية القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في القدس.وثمن جميع المبادرات في هذا الاتجاه ومنها مبادرة (أسبوع القدس العالمي) التي أطلقها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتي تهدف لبيان مسؤولية كل مسلم تجاه المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.وقال إن ذكرى الإسراء والمعراج ستبقى رسالة من السماء إلى الأرض بأن القدس بوابة السماء هي عقيدة يجب الدفاع عنها وسيزول عنها الاحتلال والظلام مهما طال، فمن حسن الطالع أن تحرير صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس عام 1187م صادف ذكرى الإسراء والمعراج، وستبقى القدس ومقدساتها في صدور أبناء الأمة يبذلون من أجلها الغالي والنفيس، وسيبقى الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية السند للأهل في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.«بترا».

الدستور 19/2/2023/ص2

Comments are disabled.