الذكرى(74) للنكبة الفلسطينية شاهد على ممارسات الابرتهايد الاسرائيلية المستمرة

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

     تستذكر الأمتين العربية والاسلامية ومعهما العالم الحر في الخامس عشر من ايار كل عام، ذكرى النكبة الفلسطينية فما يزال عالق في أذهانها مآساة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تعرض لعملية تطهير عرقي هي الابشع في التاريخ الحديث، هدفت لتهجيره وطمس هويته الحضارية وتهويد واسرلة ارضه التاريخية، وبشكل يخالف الاخلاق والاعراف والقوانين الدولية، هذه النكبة التي مهد لها الاستعمار البريطاني وانحيازه الكامل للصهيونية وتأييده في وعد بلفور عام 1917م، بتحقيق اسطورتهم ومزاعمهم الباطلة باقامة وطنهم على أرض فلسطين التاريخية المحتلة، لتكتمل المؤامرة الاستعمارية باحتلال فلسطين عام 1948م وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون عام 1948م في  حوالي 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية منها، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه العنصرية، ليرافق عملية التطهير هذه إقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، قتل فيها الشيوخ والنساء والأطفال .

   واليوم وبسبب هذه المآساة يعيش أكثر من حوالي 6.3 مليون لاجئ فلسطيني حسب احصائيات وكالة الاونروا ، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً في العالم،  وعلى الرغم من صدور أكثر من 800 قرار عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، واقتراح واطلاق الكثير من مبادرات ومشاريع السلام في المنطقة وبرعاية دولية الا أن اسرائيل( السلطة القائمة بالاحتلال)، تتمسك بسياستها القائمة على رفض الشرعية الدولية والضرب بعرض الحائط بجميع القرارات الدولية، بل والاستمرار بشكل يومي ممنهج بالاعتداءات والانتهاكات ضد الانسان والشجر والحجر بالقتل والتهجير والاسر والاعتقال واغلاق المؤسسات والتهويد والعبرنة وهدم البيوت والاستمرار في الاستيطان الذي ينتشر على حوالي 85% من مساحة فلسطين التاريخية التي تبلغ 27 الف كيلو متر مربع، وما تزال الاقتحامات  للمقدسات الاسلامية في القدس وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بالرغم من ملكيته الاسلامية الخالصة، بنية خبيثة تهدف الى هدمه وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه وبمساع تقودها اكثر من 80 منظمة صهيونية متطرفة، كما تتعرض المقدسات المسيحية بما فيها كنيسة القيامة الى عمليات الاعتداء والتضييق في العبادة، وهذا الاجراء الصهيوني يحمل في طياته عدم الاعتراف بما هو غير يهودي على الاطلاق.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي ذكرى النكبة المؤلمة تؤكد أن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وثقافة القمع التي ينتهجها ما تزال قائمة في كل فلسطين كما هو الحال في سلوان وحي الشيخ جراح والخان الأحمر ويطا وقرية العراقيب في النقب وغيرها، وبشكل ينتهك قرارات الامم المتحدة وعلى راسها قرارالتقسيم رقم (181) عام 1947م، وقبولها أيضاً قرار (194) الخاص بحق العودة والتعويض، وكل القرارات الدولية الاخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية، يرافقها التضليل على الراي العام العالمي ومحاولة منع اي صوت أو خبر يفضح جرائمه، ليغلق المؤسسات الاعلامية ويغتال الصحافة والاعلام ومنها وليس اخرها الصحفية المقدسية شرين ابو عاقلة، وقائع مؤلمة تجري والعالم ومنظماته ما تزال تفتقر لقوة تلزم بها اسرائيل على تنفيذ قراراتها المجمع عليها، لتشكل النكبة وما تلاها من النكسة وما يجري اليوم من ممارسات العنصرية الاسرائيلية ضد  الشعب الفلسطيني ظاهرة معيبة ومخجلة للعالم الذي يدعي الديمقراطية والكرامة الانسانية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على الموقف الاردني شعباً وقيادة صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، الذي يقدم انطلاقا من واجبه وتاريخه الممتد من التضحيات وبكل فخر وشرف واعتزاز كل الامكانيات لدعم صمود الاهل في فلسطين والقدس، ومساندته في مختلف المجالات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية كضمانة لعروبة فلسطين ومدينة القدس بشكل خاص، للحفاظ على هويتها والوضع التاريخي القائم (الاستاتيسكو) ومنعاً من تحقيق اسرائيل مخططاتها بما فيها التقسيم الزماني والمكاني ، واليوم ما تزال  وستبقى دعوات جلالة الملك عبد الله الثاني مستمرة في المحافل الدولية بضرورة عدم الكيل بمكياليين والانحياز لاسرائيل والمطالبة الدولية بالزامها بالشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني، وذكرى النكبة هي رسالة بضرورة الوحدة الفلسطينية والعربية والاسلامية وتكاتفها في وجه الاحتلال، وعلينا  وعلى العالم الحر ومنظماته الشرعية فضح ممارسات الاحتلال اعلاميا وقانونيا وتكثيف الجهود في كافة المجالات لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ليسترد حقوقه وارضه.

15/5/2022

Comments are disabled.