الزيارة الملكية لأمريكا دفاع عن القضية الفلسطينية والقدس

الزيارة الملكية لأمريكا دفاع عن القضية الفلسطينية والقدس

 

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

شكلت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني مؤخراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية بُعداً استراتيجياً في الأداء النشط للدبلوماسية الأردنية في سياق العلاقات الدولية، حيث أعادت الزيارة التأكيد على أن الأردن هو طرف إقليمي هام وفعّال في قضايا المنطقة وهو صوت الأمة العربية والإسلامية وخطابها السياسي المتوازن المنادي إلى وحدتها وتماسكها وضرورة حل مشاكلها وتحدياتها الداخلية والخارجية، وجلالته على الدوام هو المدافع عن قضايا الأمة المركزية بما في ذلك القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس.

وتكمن أهمية الزيارة الملكية في كونها أول لقاء لزعيم عربي مع الرئيس الأمريكي بايدن وضمن برنامج حافل باللقاءات الملكية الموسعة مع الإدارة الأمريكية والكونجرس وصناع القرار الأمريكي ولجان الخدمات العسكرية والعلاقات الخارجية والذين أكدوا على الدور الأردني الحيوي والاستراتيجي في استقرار المنطقة وأهميته في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، وتُعيد الزيارة الملكية تذكير الدبلوماسية العربية والإسلامية بضرورة بذل جهود أكبر لشرح الموقف العربي وكسب تأييد رجالات ومراكز صنع القرار العالمي والمؤسسات المؤثرة في تشكيل الرأي العام ليس الأمريكي فقط بل العالمي تجاه القضية الفلسطينية والقدس، خاصة أن توقيت الزيارة الملكية جاء بعد قرارات ومواقف لإدارة ترامب السابقة عقّدت المشهد السياسي في المنطقة وشتت جهود حل القضية الفلسطينية، الأمر الذي زاد من عنجهية إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) وشكل دعماً لسياستها نحو مزيد من الانتهاكات والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي مقدمتها اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وسياسة التهويد والتهجير والهدم ضد أهلنا في أحياء القدس وجميع مدن وقرى فلسطين، وبشكل فيه تجاوز صارخ للقانون والشرعية الدولية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الزيارة الملكية دلالة على أن موقف الأردن بقيادته الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ثابت وراسخ  تجاه القضية الفلسطينية بما في ذلك التمسك الأردني بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، إلى جانب ضرورة رفع الظلم والعدوان عن أهلنا في فلسطين والقدس إذا أرادت إسرائيل وحسب مزاعمها السلام والأمن، فالسلام الحقيقي يكون بالامتثال لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحفظ كرامتها ونيل حريتها التي كفلتها قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد للقاصي والداني ان القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس هي الملف الأبرز والأهم بالنسبة لجلالة الملك باعتباره ملف وطني وقومي يحمله في كافة المحافل الدولية، كما تدلل الزيارة الملكية أن  الدبلوماسية الأردنية نموذجاً متقدماً في كيفية استثمار الاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالته في كافة أنحاء العالم من أجل الدفاع عن فلسطين والقدس ومقدساتها.

Comments are disabled.