القمة الثنائية الاردنية السعودية تؤكد أن الوصاية الهاشمية قوة استراتيجية دولية مجمع عليها

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    ان الموقف الأردني الثابت بقيادته الهاشمية متمسك عبر تاريخه القومي الطويل من التضحيات ومواجهة التحديات بفلسطين والقدس ويبرهن للقاصي والداني بأنها ما تزال وستبقى الملف المركزي الحيوي في السياسة والدبلوماسية الأردنية وعلى كافة الأصعدة، فهي القضية المصيرية الحاضرة في جميع اللقاءات والقمم الاردنية مع الدول الشقيقة والصديقة، وذلك انطلاقاً من المسيرة الاردنية المدافعة والداعمة  لصمود ونضال الأهل في فلسطين والقدس، كذلك  ادراكاً من القيادة الاردنية صاحبة الوصاية التاريخية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بأن السلام والأمن لا يمكن أن يتحقق إلا باستمرار المفاوضات ومطالبة اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) بمسار الالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما فيها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

 ان العلاقات الاخوية بين الاردن والسعودية تتميز بترابطها ومتانتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وهناك توافق اردني سعودي دائم في مسألة التضامن والتكاتف العربي والانساني خاصة ما يتصل بالقضية الفلسطينية، ومنها على سبيل المثال قمة جامعة الدول العربية المنعقدة عام 2018م في الظهران تحت عنوان قمة القدس، حيث نص القرارا الرابع عشر لها على الاشادة بدور جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين والوصاية الهاشمية في حماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس،  وكذلك  الأمر في  الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الاسلامي المنعقدة في  مكة المكرمة عام 2019م، والتي حملت عنوان ( قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل)، حيث جاء في البند الثالث عشر من البيان الختامي الاشادة بجهود الاردن ودور جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين  الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في الدفاع وحماية وصون مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، بما في ذلك التاكيد على حق ادارة اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك الاردنية باعتبارها الجهة القانونية الحصرية الوحيدة المسؤولة عن الحرم القدسي وصيانته والحفاظ عليه، وقد ساندت السعودية ودعمت الموقف الاردني في جميع المحافل الدولية بما فيها منظمة اليونسكو التي اكدت الدور الاردني في ادارة الاوقاف في القدس ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أهمية قمة عمّان الثنائية بين جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وبين صاحب السمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في بلورة موقف عربي موحد هو نواة لتكاتف عربي واسلامي مطلوب، وقد انعكس ذلك من خلال  التوافق الاردني والسعودي على العديد من القضايا المتعلقة بالسلام والامن في منطقتنا بما فيها القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية في قمة بيروت عام 2002م وحظيت باجماع عربي، لذا فان اعادة التاكيد على الوصاية الهاشمية يأتي من الوعي الدولي على اهميتها في البعد الاستراتيجي لتحقيق مسألة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس والحفاظ على الهوية الحضارية العربية في المدينة المقدسة التي تتعرض اليوم لمسلسل تهويدي ممنهج يجري بشكل يومي بهدف طمسها وعبرنتها واسرلتها  .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد ان العلاقة الروحية بين مكة المكرمة ومدينة القدس التي وثقت بحادثة الاسراء والمعراج، كانت حاضرة بقوة في ذهن الدبلوماسية الاردنية والسعودية والتي سعت لتجسيدها من خلال تأكيد الوصاية الهاشمية باعتبارها امتداد تاريخي وديني لمكانة القدس ومقدساتها عند المليارات من المسلمين والمسيحيين في العالم، وبالتالي فان القمة السعودية الاردنية قدمت نموذجا للتعاون العربي في الدفاع عن الامة ومقدساتها وثرواتها أمام التحديات بما فيها الخطر الصهيوني .

Comments are disabled.