اليوم العالمي للمدن يتناسى القدس جوهرة المدن

عبد الله توفيق كنعان/ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    تشكل المدن في مفهومها الحضاري مركزاً إنسانياً تُمارس فيه مختلف الفعاليات  والنشاطات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي من شأنها تعزيز التنمية والانتاج وتوثيق أواصر التعاون الدولي بين جميع المجتمعات، وانطلاقاً من احتفالات الأمم المتحدة وعلى مدار شهر تشرين الأول بما يعرف باليوم الدولي للموئل أي المكان والبيئة التي يعيش فيها الإنسان، تختتم فعالياته باليوم العالمي للمدن والذي أقر منذ عام 2014م، ويأتي ذلك بوصف المدن موئلاً ومناخاً مركزياً للبشرية، ومنها استنتج مفهوم التمدن  المرادف  للعمران والنماء والتطور.

   إن الهدف الاسمى للاحتفال باليوم العالمي للمدن هو نشر الوعي والمعرفة بمدى التطور والتقدم التقني والمعرفي الذي وصلته المدن والعمل على نقل تجربتها للمدن الاخرى، ليساهم ذلك في حراك وتطور المجتمعات تتوفر معه المساواة والآمن  والاستدامة، والملاحظ أن ما يجري في زهرة المدائن ومدينة السلام  مدينة القدس المحتلة من مظاهر وممارسات الاحتلال الاسرائيلي المبنية على العنصرية (الابرتهايد) من قتل واعتقال وتشريد واقتحام يومي للمقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ومصادرة للممتلكات واغلاق للمؤسسات وتضييق على كافة مناحي الحياة، يناقض فلسفة اليوم العالمي للمدن، ويتضح ذلك في وجود سياسة احتلال قائمة ممنهجة لتدمير الموئل أي البيئة المعاشية وبصورة تصعب معها الحياة وتنعدم فيها المقومات الأساسية من الحقوق التي كفلتها الشرائع والاخلاق والقوانين الانسانية والمعاهدات الدولية، إضافة إلى أن سياسة الاحتلال الوحشية ما تزال سداً ومعيقاً من الوصول إلى مفهوم التمدن وهو الرقي والحضارة.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي إطار تأكيدها على الموقف الأردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم للأهل في فلسطين والقدس، تتطلع أن تلتفت الجهات المنظمة ليوم المدن العالمي إلى مدينة القدس وتخصص إحتفاليتها القادمة بيوم المدن العالمي عن مدينة القدس، ليساهم ذلك في مجال تعريف الرأي العام العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني بما في ذلك معاناة أهلنا في مدينة القدس وضرورة الاسراع في مساندتهم، فلا معنى ليوم المدن العالمي وزهرة المدائن محتلة وجرحها نازف وأهلها يقبعون تحت مطرقة الاحتلال وسندان السياسة العالمية القائمة على الكيل بمكيالين.

    ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مع أصاحب الضمائر الحرة في العالم هذه المناسبة الدولية، تؤكد أن جوهر ومضمون مثل هذه  الاحتفالية ورسالتها، موجهة للعالم بضرورة الزام اسرائيل بإنهاء الاحتلال عن فلسطين والقدس وتطبيق المعاهدات والاتفاقيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية بما فيها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، ودعوة للإعلام والمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية بأن تكون القدس وما يعانيه أهلها محركاً لضمائرهم بفضح الممارسات الاستعمارية الاسرائيلية .

31/10/2022

Comments are disabled.