جائزة الطريق إلى السلام استحاق عالمي يؤكد الفكر الانساني عند الهاشميين

عبد الله توفيق كنعان/ اللجنة الملكية لشؤون القدس

      يمثل السلام حالة وحاجة انسانية فطرية حثت عليها الأديان والأخلاق عند كافة الأمم قديماً وحديثاً، وفي سبيل ترسيخ ثقافة السلام والمحبة خصصت الكثير من المؤسسات جوائز تمنحها للشخصيات الرفيعة النشطة في السلام العالمي، وقد نال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الكثير من هذه الجوائز، كما نال جلالته بعضها الآخر بمشاركة جلالة الملكة رانيا، تقديرا واعترافا بدور جلالتيهما المميز للعمل من أجل السلام.

       جاءت جائزة (الطريق الى السلام) والتي تمنحها مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة المراقبة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، للشخصيات والمؤسسات النشطة في مجال الحوار والوئام بين الأديان وتعزيز السلام ومساعدة اللاجئين في العالم، تأكيداً على الدور المركزي والفكر والنهج الهاشمي التاريخي في ترسيخ ثقافة السلام  ووتقديرهم للحوار وقيم المحبة بين المجتمعات ، وتحديداً دور جلالة الملك في حمل ملف السلام في المنطقة وفي مقدمته القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، واستقبال الاردن اللاجئين من مناطق حدثت فيها النزاعات التي سعت جهود الدبلوماسية الاردنية بتوجيهات ملكية سامية نحو ايقافها وحث اطرافها على التهدئة ، ولذلك كله استحق جلالته ولايمانه بها جوائز عديدة مثل جائزة تمبلتون ومصباح السلام ورجل الدولة الباحث، يضاف الى ذلك استحقاق جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا جائزة زايد للأخوة الانسانية قبل عدة شهور.  

   إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تتقدم  وبكل اعتزاز من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين  وجلالة الملكة رانيا والأسرة الهاشمية الكريمة والشعب الاردني بالتهنئة على هذا الاستحقاق العالمي، الذي نفخر به بوصفه يدلل على أن السلام والوئام وخدمة الانسانية ورفع المعاناة عنها، هو عنوان القيادة الهاشمية ومساعيها المتواصلة، كذلك يجب أن ندرك وبثقة بأن هذه الجائزة جاءت في وقت تتواصل فيه الجهود الاردنية شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس من أجل السلام ونيل الحقوق التاريخية والاستمرار في مساندة الاهل في فلسطين والقدس وتعزيز صمودهم  ورباطهم وبيان ما يتعرضون له من انتهاكات اسرائيلية تخالف القانون والشرعية الدولية وقراراتها التي تضمنت حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما في ذلك اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وستبقى الوصاية الهاشمية التاريخية والتي يؤيدها ويطالب بها العالم هي الوصية والراعية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولن تؤثر تصريحات بعض الجهات لمخالفتهم للاتفاقيات والمعاهدات والشرعية التاريخية الدولية، كما لن يؤثر تغريدهم خارج السرب على الارادة الدولية بضرورة الوصاية وشرعيتها .

إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد للقاصي والداني بأن التاريخ والمسيرة الهاشمية شاهد على العمل الانساني منذ عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي ، مروراً بمواقف المغفور له الملك عبدالله الاول شهيد الدفاع عن القدس والسلام فيها، وجلالة المغفور لهم الملك طلال والملك الحسين بن طلال رمز النضال الانساني في العالم، والى جانبه وبكل اخلاص سمو الأمير الحسن بن طلال الذي أطلق عدة مبادرات انسانية تختص بالسلام والعيش المشترك وحوار الأديان ودعم اللاجئين، وله الكثير من المقالات والمؤلفات والأنشطة في هذا المجال، واليوم فإن عميد بني هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني يقود بكل حكمة الرسالة الهاشمية الإنسانية ومضامينها الخيرة.

     ان جائزة الطريق الى السلام تحمل رسالة عالمية يجب على الجميع أن يفهمها وهي ان السلام هو مناخ الحياة وسبيل الاستقرار الذي تتطلع له الأجيال، لذا فان على اسرائيل اذا ارادت السلام الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن (الاستاتيسكو) في مدينة القدس المحتلة وعدم المساس به، والابتعاد عن استفزاز مشاعر المليارات من المسلمين والمسيحين والتوقف فوراً عن انتهاكاتها الصارخة التي ستقود المنطقة الى حرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

12/5/2022

Comments are disabled.