الكُنس الاسرائيلية وتجريم المنظمات الحقوقية العاملة في القدس رسالة تهويد وأسرلة ضد الانسانية والهوية العربية


الكُنس الاسرائيلية وتجريم المنظمات الحقوقية العاملة في القدس رسالة تهويد وأسرلة ضد الانسانية والهوية العربية

 

     عبد الله توفيق كنعان

أمين عام الملكية لشؤون القدس

تستمر السلطات الاسرائيلية من خلال أذرعها الاستيطانية والتهويدية من جمعيات الاستيطان وبلدية القدس المحتلة ومنظمات الهيكل المزعوم المتطرفة وغيرها في تنفيذ المخطط والمشروع التهويدي والتضييق على أهالي القدس بالاستيطان السرطاني المستمر والاسر والقتل وتجريف الاراضي وقطع الاشجار ومنع قطافها والاعتداء على المقابر وحرمة الاموات والشهداء، مستندة في سياستها على محاكم الابرتهايد الاسرائيلية وقوانينها غير الشرعية إضافة إلى الصمت العالمي على خروقاتها القانونية والانسانية بما في ذلك قراراتها ضد المنظمات الانسانية الفلسطينية وتلفيق تُهم الارهاب إليها بهدف اسكاتها عن فضح جرائم الابرتهايد الاسرائيلي، باعتبارها منظمات تعمل في المجالات القانونية وحقوق الانسان والدفاع عن الطفل والنساء في فلسطين.

تأتي هذه الهجمة الشرسة من الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذ مخططاته متزامنة مع اعلانه البدء ببناء كنيس مزعوم باسم (جوهرة اسرائيل)، على أرض وقفية يوجد فيها بناء تاريخي اسلامي تبعد حوالي 200 متراً عن المسجد الاقصى المبارك من جهته الغربية، وهو تنفيذ لمخطط تمّ المصادقة عليه سابقاً  عام 2014م بتكلفة مقدارها 13 مليون دولار أمريكي، وبمساحة بناء مقدارها 387 متراً مربعاً،  تتكون من ستة طبقات اربعة منها تحت الارض واثنان فوق الارض بارتفاع 23 متراً، تضم كنيس ومرافق لإقامة الصلوات التلمودية و متحف تلمودي مزيف وخدمات عامة، ليكون من أكبر الكُنس اليهودية في القدس بعد كنيس الخراب الذي أقيم هو الاخر على أرض وأملاك مقدسية تمّ مصادرتها ويتم العمل مؤخراً على اعادة اصلاحه وترميمه ليكون تنفيذا لمقترح حاخام اسرائيلي بزعم أنه يعجل في الخلاص ومجيء المسيح وبناء الهيكل حسب زعمهم. علماً بأن البلدة القديمة في القدس تضم أكثر من مائة كنيس ومدرسة تلمودية ومركزاً تهويدياً تعمل اسرائيل على إعمارها وتجديدها باستمرار.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على خطورة هذا الكنيس المزعوم اضافة الى غيره من المراكز اليهودية، التي تحاول طمس عروبة القدس ومحو تاريخها وهويتها العربية (الاسلامية والمسيحية) الاصيلة، ويهدف الى تغيير فضاء مدينة القدس العربي تمهيداً لطرد سكانها العرب واحلال المستوطنين مكانهم، ومحاولة خلق مناخ يهودي مزعوم بإحداث مسارات ومحطات تلمودية وبناء الكُنس اليهودية والحدائق التوراتية في محيط المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس، الأمر الذي يقضي على السلام والأمن في المنطقة وينهي قرار حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م الذي تبنته القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد بأن الموقف الاردني الثابت بقيادته الهاشمية التاريخية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، سيبقى المدافع عن فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات بوصفها قضية وطنية وقومية، وتدعو  اللجنة المنظمات العالمية الشرعية الى سرعة اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذ قراراتها المجمع عليها والمتضمنة ردع اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) لوقف جرائمها وانتهاكاتها، بما في ذلك مئات القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها منظمة اليونسكو التي أكدت على الهوية العربية الخالصة للقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وعلى المنظمات الدولية حماية المنظمات الحقوقية والانسانية على العاملة في فلسطين والعمل على مساعدتها في ظل التضييق والعقوبات والاحكام العنصرية الاسرائيلية، فهي مؤسسات قانونية وانسانية وعلمية يقرها المجتمع والاعراف الدولية، والقصد من مهاجمة اسرائيل لها اسكات الضمير الانساني عن جرائم اسرائيل العنصرية.

اللجنة الملكية لشؤون القدس 25/10/2021

Comments are disabled.