يوم الشهيد الفلسطيني منارة الحق والحرية في وجه الاستعمار الاسرائيلي

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    الشهيد هو المنارة والايقونة المقدسة في تاريخ الشعوب ماضيها وحاضرها ومستقبلها، حيث تنساب مع أول قطرات دمه الزكية المجبولة بتراب الوطن أسمى المعاني والقيم، وهو ذاكرة الوطن الخالدة وسجل شرفها وكرامتها، ولأن فلسطين المحتلة هي قبلة الشهداء والتضحيات، في وجه الظلم والاحتلال والبربرية فإن لشهداء الأمة على ارضها اقدس مشاعر الفخر والاعتزاز.

  وفي كل يوم ولحظة من تاريخ القضية الفلسطينية يرتقي على ارض فلسطين شهداء، اضافة الى الجرحى والمعتقلين والاسرى، واليوم ومع تزايد الهجمة الصهيونية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وتحديداً العدوان على قطاع غزة المحتل ومدن الضفة الغربية فقد بلغ عدد الشهداء منذ السابع من اكتوبر الماضي ( طوفان الاقصى) حوالي (23048) شهيداً، من بينهم 326 شهيدا في الضفة الغربية، اضافة الى 107 شهيداً صحفياً و326 شهيدا من الطواقم الطبية و209 شهيدا من الكوادر التعليمية ، وما تزال مواكب الشهداء مستمرة من الاطفال والشيوخ والنساء، والعالم ومنظماته الشرعية ما تزال للاسف عاجزة عن اتخاذ اي قرار لوقف الحرب الهمجية ضد اهلنا في فلسطين، مما يكرس سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الظالم لاسرائيل من قبل القوى العالمية التي تدعي الحرية والديمقراطية ولكنها للاسف ومن خلال دعمها لاسرائيل واستخدامها غير المبرر للفيتو جعلت من عدوان اسرائيل ابادة عرقية لم يشهد لها العالم المعاصر مثيلاً.

   وفي يوم الشهيد الفلسطيني تذكر اللجنة الملكية لشؤون القدس الأمة والعالم بتضحيات الشهداء ونضالهم لاجل حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره منذ عام 1948م مرورا بحرب عام 1967م ، كما تؤكد اللجنة على وحدة التاريخ والمشاعر الأردنية مع فلسطين، وحدة رسخها شهداء الجيش العربي والمتطوعين من ابناء شعبنا الاردني في معارك اللطرون وباب الواد وكافة معارك حرب عام 1948م حيث حافظ الاردن على الضفة الغربية وشرقي القدس بما فيها من مقدسات اسلامية ومسيحية يوم أن هبّ الجيش العربي الاردني بأمر من المغفور له شهيد الاقصى جلالة الملك عبد الله الاول، الى جانب شهداء الامة العربية والاسلامية ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي، ويوم الشهيد الفلسطيني التي تمر بنا نسائمها الطاهرة هي دعوة عالمية لانهاء الاحتلال والزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية بما فيها حق الشعب الفلسطيني بارضه ومقدساته ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس على عهده مهما كان الثمن وبلغت التضحيات في دعم النضال والصمود الفلسطيني لاجل حريته واستقلاله.

الدستور 8/1/2024

Comments are disabled.