اقتحام وزير الأمن القومي الاسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف يشكل انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية

عبد الله توفيق كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

تتعرض مدينة القدس كما هو حال كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل يومي ممنهج لحرب وهجمة اسرائيلية شرسة شاملة للارض والانسان والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ولا شك أن حربة الاحتلال المسمومة تركز في هجومها على مدينة القدس خاصة المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بإدعاء وجود الهيكل المزعوم مكانه، ساعية عبر سلسلة الاقتحامات التي تتقدمها الحكومة والاحزاب والحاخامات وجماعات وطلبة الهيكل والمدارس التلمودية والشرطة الاسرائيلية لفرض التقسيم الزماني والمكاني وتغيير الوضع التاريخي الراهن، وهو اجراء استعماري يعارض القانون والتتفاهمات والمعاهدات والقرارات الشرعية الدولية.

ويشكل اقتحام المسجد الاقصى من قبل  وزير ما يسمى الأمن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير خطوة استفزازية  برعاية وتنفيذ حكومي اسرائيلي، ومحاولة مرفوضة لفرض وقائع جديدة تتمثل بايجاد كنيس لليهود وفتح الباب رسميا لاقامة الصلوات والطقوس التلمودية داخل باحات المسجد الاقصى المبارك، ونسفاً لجميع الاتفاقيات التي وقعتها حكومات اسرائيل بما فيها أيضاً التعهدات المقدمة لرعاة عملية السلام، وهو سلوك يناقض كل ادعاءات اسرائيل بالسلام وإمكانية الحوار، ويعكس الوجه الحقيقي للحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة  التي تسيرها البرامج الحزبية للاحزاب الدينية الصهيونية التي تتمسك بالدولة اليهودية وعاصمتها المزعومة مدينة القدس الكاملة الموحدة، والتي يجب حسب زعمهم طرد الفلسطينيين منها لتكون مستعمرة للمستوطنين وحدهم.

 إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي ترصد التطورات الخطيرة في مدينة القدس تؤكد على رفض وادانة  اقتحام الوزير الاسرائيلي بن غفير وبمشاركة وحماية الحكومة والمؤسسات الامنية الاسرائيلية للمسجد الاقصى المبارك، لأن  شأن سلوكه اشعال المنطقة والاتجاه بها نحو المواجهات الحتمية، كما تذكر اللجنة بتحذير جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وعبر الكثير من اللقاءات والمقابلات في كافة المحافل الدولية ومنها لقاء جلالته قبل ايام مع شبكة (سي إن إن) بأن اي تغيير على الوضع التاريخي سيؤدي الى ” انتفاضة ثالثة ستقود الى انهيار كامل”، لذا فعلى المجتمع الدولي إجبار اسرائيل بالحفاظ على الوضع التاريخي الراهن وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية بما فيها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس وللاهمية البالغة بأن اقتحام بن غفير وما جرى حوله من تغطية اعلامية تسرب اليها للاسف مصطلحات صهيونية مرفوضة تاريخيا وقانونياً وابرزها مصطلح تضليلي خطير هو ( مجمع المسجد الاقصى) بقصد محاولة الصهيونية تعزيز الادعاء المختلق بوجود الهيكل المزعوم داخل الحرم القدسي والترويج لتسميتها العبرية التهويدية للمسجد الاقصى المبارك، لذا يجب على الاعلام العربي والاسلامي والعالمي الحر التنبه اليها والالتزام بالموضوعية والحقائق تجاهها ، واعتماد المصطلح القانوني والتاريخي وهو (المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف) والذي أكدته قرارات هيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو التي أكدت بأن المسجد الاقصى المبارك بمساحته الكاملة 144 دونما، ملكية اسلامية خالصة ولا علاقة لليهود به، وهي حقائق عززتها نتائج الدراسات البحثية التاريخية والاثرية العالمية بما فيها اسرائيلية وغربية ولعقود طويلة تتلخص بعدم وجود اي اثر للهيكل المزعوم  داخل المسجد الاقصى المبارك.

وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية مع فلسطين والقدس وحقوق شعبها في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية مهما بلغ الثمن وكانت التضحيات.

3/1/2023

Comments are disabled.