تصريح صحافي للأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس/ عبد الله كنعان :
حول اقتحام الشرطة الاسرائيلية لباحة المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي واطلاق النار على المصلين

جريمة أخرى تضيفها قوات الاحتلال الاسرائيلية الى سجلها الاجرامي العدواني التوسعي وسياساتها التهويدية للقدس باقتحام الشرطة الاسرائيلية يوم الجمعة الماضي الموافق 2/4/2004م لباحة المسجد الأقصى، ومهاجمة المصلين باستخدام العيارات النارية المطاطية والحية والقنابل المسيلة للدموع لتمكن العصابات اليهودية (أمناء الهيكل) من التسلل الى باحة المسجد الأقصى ليقيموا طقوسهم الدينية بذريعة الاحتفال بعيد الفصح العبري.

ان هذه الجريمة النكراء التي لا يجوز للعرب والمسلمين ان يكتفوا بادانتها وشجبها واستنكارها، بل تتطلب منهم عملاً جاداً ومؤثراً في حمل المجتمع الدولي وبخاصة هيئة الأمم المتحدة على النهوض بمسؤولياتها واحترام قراراتها، لا ان يغرقوا في متاهات اعدائهم والفخاخ المنصوبة لهم. فالأقصى مهدد بخطر الزوال ما لم يسارع العرب والمسلمون حكومات وشعوباً الى اعتماد سياسة عملية موحدة وفاعلة في مواجهتهم لهذا الخطر الذي بدأت نذره تتراكم يوماً بعد آخر سياسة تلزم اسرائيل بالاذعان الى قرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ومن القدس في مقدمتها وتحمل المجتمع الدولي ممثلاً بهيئة الأمم المتحدة على احترام قراراته ووضع آليات تطبيقها.

اما اذا ظل العرب والمسلمون يغطون في غيبوبتهم، ومستغرقون في سباتهم وعاجزون حتى عن الالتئام في قممهم الدورية، منقسمون على أنفسهم في محاور وكتل حول خطط ومشاريع من نصبوا أنفسهم أوصياء عليهم وعلى حرياتهم ومستقبلهم مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ابتدعته الولايات المتحدة الأمريكية، لا حباً بهم، ولا لأنها تريد مجتمعات عربية ديمقراطية، بلا للامعان في تشتيتهم وتعميق وديمومة فرقتهم، وتمرير سياساتها الاقليمية بما يحفظ لها مصالحها الحيوية واهمها النفط واسرائيل، فليس غريباً اذن ان تتمادى اسرائيل في غيها وسياساتها العدوانية التوسعية وتقدم على بسط يدها على الأقصى بطريقة أو بأخرى، بل ربما يغويها الضعف العربي والاسلامي في الذهاب الى أبعد من ذلك فتقدم على هدم الأقصى تمهيداً لاعادة بناء الهيكل المزعوم.

فإلى متى سيبقى العرب لاهين عن مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والقومية والدينية تجاه مقدساتهم وأقصاهم وصخرتهم في القدس منشغلين عنها بالتنازع حول مخططات الطامعين فيهم أرضاً وثروات ونظاماً قيمياً حاضراً ومستقبلاً؟

عبد الله كنعان

6/4/2004