الاعياد اليهودية مناخ استعماري بلباس ديني مزعوم

عبد الله كنعان

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

    تشكل الاعياد الانسانية عادة بمختلف مناسباتها الدينية والوطنية مناخ للسلم والطمأنينة والفرح، بعيداً عن مظاهر العنف وكل ما ينتج عنه من ألم وتضييق، ولكن هذه القاعدة الانسانية نجدها غائبة في مناخ الاعياد اليهودية الاسرائيلية في فلسطين المحتلة بشكل عام والقدس بشكل خاص، حيث تستغل الحكومة الاسرائيلية هذه الاعياد لتكون عملياً اداة استعمارية يمارس فيها كل اشكال التضييق والحصار على اهلنا في فلسطين بما فيها القدس، حيث تنشط جماعات الهيكل المزعوم ومجموعات المستوطنين وبحراسة مشددة من الأمن الاسرائيلي في اقتحام المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وتقام الحواجز العسكرية وتغلق الشوارع والمحال التجارية بذريعة مزعومة وهي توفير الامن والحماية لمسيرات المستوطنين في هذه الاعياد.

   وبالتوازي مع سياسة الاغلاق والتضييق تنشط المؤسسات الحكومية الاسرائيلية وأذرُعها التنفيذية في الكنيست وشركات الاستيطان وغيرها من تشريع القوانين واتمام الصفقات الاستيطانية ، بشكل يجعل من الاحتفال الاستعماري ظاهرة وفعالية حكومية رسمية، بينما تغيب مظاهر التسامح المفترضة عن هذه الاعياد، ومن بين هذه الاعياد اليهودية عيد المساخر(بوريم)، وهو احتفال ديني مزعوم يرتبط بالاساطير الصهيونية المتصلة بوجود مخططات تاريخية ضد اليهود، حيث  يرمز هذا العيد الى انتصار اليهود على مخطط الوزير الفارسي لابادة اليهود حسب زعمهم، ويتسم عيد المساخر بالمرح ويكون كأنه كرنفال،  وفي اليوم الذي يصادف قبل عيد المساخر بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف ” بصوم إستير”, على ذكرى صوم الملكة إستير، وهي بطلة سفر إستير التي طلبت حسب الرواية التلمودية من الملك أحشويروش إلغاء مخطط الوزير الفارسي ضد اليهود.

   ان فكر وايدلوجية المؤامرة المختلقة والمزعومة ضد اليهود في هذا العيد أصبحت اليوم تطبق عملياً ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق والوجود التاريخي العريق على ارضه، من خلال تكثيف الاحتلال الاسرائيلي لسياسة الهدم والمصادرة والتقتيل والاعتقال واقتحام المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، ولا شك أن اعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق على الضفة الغربية وغزة بمناسبة عيد “المساخر” اليهودي هذا ابتداء من عصر يوم الاثنين حتى فجر الخميس المقبل، هو تجسيد لمفهوم وحقيقة هذا العيد الاستيطاني، الأمر الذي يستدعي من المنظمات الدولية التدخل لحماية الشعب الفلسطيني من سياسة عنصرية قلبت جميع الاعراف والتقاليد الانسانية وضربت بعرض الحائط منذ عقود طويلة الشرعية الدولية ومئات القرارات المعنية بالقضية الفلسطينية.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن السياسة الاسرائيلية وضمن خطتها الممنهجة جعلت من موسم الاعياد اليهودية والذي سيصادف الكثير منها في شهر رمضان المبارك موسماً لزيادة حدة الاعتداءات والذريعة المزعومة هي الاحتفال بها، وهذه السياسة المتعمدة في تشويه مفهوم العيد وجعله احتفالا للكراهية والعنف والتعصب يلزم المؤسسات والجهات الاعلامية التحذير من عواقب هذه التصرفات التي تعارض القوانين والاعراف، وهي دعوة ايضاً للامة العربية والاسلامية والعالمية الحرة دعم صمود ورباط الشعب الفلسطيني الذي لايترك الاحتلال الاسرائيلي اي مناسبة الا ويجعلها فرصة لاضطهاده وتهجيره وابادته العرقية وطرده من ارضه واحلال المستوطنين مكانه، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين حتى نيل حقوقهم التاريخية والشرعية بما فيها اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، مهما بلغت التضحيات وكان الثمن.الراي 7/3/2023

Comments are disabled.